تتجه الأنظار اليوم إلى التحرك الديبلوماسي الذي تقوم به الولايات المتحدة الاميركية وقطر من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة، على اعتبار أن تحقيق هذا الهدف سيفتح الباب أمام موجة شاملة من التسويات في مختلف الساحات السياسية في المنطقة، لكن لا تزال المعادلة الصفرية المرتبطة بالحرب في غزة والتي تفرضها السقوف البعيدة للاطراف المتحاربة، تجعل مصير اي طرح او مبادرة هو الفشل.
امام هذا الواقع، الذي تعجز حتى اللحظة دولة بحجم ونفوذ الولايات المتحدة الاميركية من تغييره للوصول إلى تهدئة في المنطقة هي في حاجة كبيرة لها، تستمر المعارك في لبنان وغزة والعراق وحتى اليمن، ما يجعل إمكانية توسع المعركة أمراً مطروحاً بشكل دائم، إما بسبب خطأ غير محسوب، أو لاعتبارات إستراتيجية او تكتيكية لهذا الطرف أو ذاك تفرض التدحرج الكبير.
من الواضح أن الجيش الإسرائيلي تعرض لضربات قاسية في غزة ما أدى إلى تسريع عملية الانسحاب من شمال القطاع، ويبدو أن الاصوات داخل الجيش بدأت تضغط لانسحاب مماثل في الوسط والجنوب، وهذا يعني أن الألوية العسكرية الاسرائيلية تعرضت لأضرار يصعب إصلاحها خلال وقت قصير، وهذا يشمل بشكل محدد ألوية النخبة القادرة على القتال المباشر والتقدم البري.
هذه الحالة التي يمر بها الجيش الاسرائيلي يضاف لها الحالة المعنوية للجبهة الداخلية قد تفتح شهية قوى مثل "حزب الله" للقيام بتصعيد الموقف العسكري ما يزيد حجم الإستنزاف لقطاعات المؤسسة العسكرية في اسرائيل، ويجعلها غير قادرة على توسيع الحرب من جهة ومضطرة لعقد تسوية وان كانت غير متوازنة لصالح أعدائها خوفاً من تفلت الوضع والذهاب إلى معركة تكون خسائرها إستراتيجية على دولة الاحتلال.
يقول مراقبون أن المشهد ينقلب بشكل تدريجي فبعد أن كانت الحرب مصلحة اسرائيلية، أو الأصح مصلحة لنتنياهو وحكومته، تتجه الامور ليصبح التصعيد مصلحة إيرانية ولمصلحة "حزب الله" لكن مع فارق بسيط أن اسرائيل وبالرغم من رغبتها المتزايدة بالحلّ فهي غير قادرة على الإنخراط فيه وفق القواعد والتوازنات الحالية، وهي تنتظر تحسن ظروفها السياسية وربما الميدانية.
هذه العوامل قد تدفع أعداء اسرائيل الى التصعيد تحت سقف الحرب الشامل وذلك بهدف إيصال تل ابيب الى مرحلة لا تستطيع فيها تحمل استمرار المعركة ولا توسيعها، وبالتالي تكون مضطرة لتقديم تنازلات حقيقية خدمةً للتسوية والحل، وكل هذا المشهد أمامه اسابيع قليلة جدا قبل ان يحسم لصالح التصعيد الكبير او التسوية الكبرى، وقد بدأ التسابق الفعلي بين الخيارين.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: النزاع مستمر في شمال شرق سوريا ويجب ضمان وقف التصعيد
قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إنه "يجب أن ننتظر لنرى كيف ستتطور الأوضاع في سوريا"، موضحًا أن جير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص بسوريا، موجود حاليًا على الأرض، حيث يجري محادثات مع المسؤولين رفيعي المستوى المسؤولين في سوريا لمناقشة الترتيبات المستقبلية المحتملة.
سيطرة كاملة على المنطقة..توسع خبير يكشف حقيقة رفع أمريكا وأوروبا للعقوبات عن سورياأستاذ علوم سياسية يؤكد أهمية مواجهة سوريا للتحديات بعد انتهاء الفترة الانتقالية| فيديووأضاف "حق" خلال لقاء ببرنامج "منتصف النهار"، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، على قناة القاهرة الإخبارية، "نحن نعلم أن هناك مسارًا دبلوماسيًا قيد العمل، ونؤمن بوجود أمل كبير في أن سوريا يمكن أن تتقدم إلى الأمام، ولكن في نفس الوقت، هناك توقعات واضحة من المحادثات مع بيدرسون حول ضرورة تأسيس دولة موحدة تحت سلطة واحدة".
وأشار إلى أن النزاع في سوريا لم ينته بعد، حيث لا تزال هناك عداوات مستمرة في شمال شرقي البلاد وأماكن أخرى، متابعًا: "يجب أن نضمن أن التصعيد سينتهي وأن وقف إطلاق النار سيتم تحقيقه".
وشدد على أهمية التعافي الاقتصادي في سوريا، مشيرًا إلى أن حوالي 90% من الشعب السوري يعيشون في الفقر، مضيفًا: "يجب أن نعمل على ضمان إعادة الإعمار في البلاد لتوفير مستقبل أفضل للشعب السوري".