اختصاصي نفسي يعدد أسباب إدمان الشباب للمخدرات في ليبيا
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
ليبيا – أكد الاختصاصي في الطب النفسي والعلاج من الإدمان،طارق شكبان،أن مرضى الإدمان يتم التعامل معهم كأنهم مرضى حقيقيون، لأنه بالفعل تم تصنيف الإدمان والاعتماد على المواد المخدرة مرض يحتاج لعلاج مكثف.
شكبان وفي تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك”، أوضح أن أكبر خطأ من المجتمع أو من أي شخص تجاه التعامل مع مريض إدمان، أي يتم اعتباره شخصا منحرفا ومجرما، مضيفا أنه من الممكن بالفعل أن يتصف الشخص المدمن بهذه الصفات، ولكن في بداية الأمر هو شخص مريض وبحاجة إلى علاج مثل أي مريض آخر.
وبين أن الأمر مختلف بين المدمنين من حيث قبوله للعلاج من عدمه، وهل الشخص قادم للعلاج بإرادته وإذا كان يريد العلاج بإرادته هل هو متحفز للعلاج وبأنه يريد التعافي منه، أم أن في داخله أمر آخر، أما إذا كان لا يرغب في العلاج بإرادته وتم إرغامه لتلقي العلاج عن طريق الشرطة أو الأهل؟، ففي هذه الحالة يتم بدء العلاج بجلسات تعزيز يتم التوضيح من خلالها بطرق كيفية التخلص من الإدمان حتى تتولد لديه الرغبة والقناعة في ترك الإدمان.
وأشار إلى أن أهم طريقة للتعامل مع الشخص المدمن هو عدم معاملته كمجرم أو مذنب أو التعامل معه كشخص مريض، لافتا إلى أن أغلب حكايات وقصص الإدمان تكون في العادة للشباب ذوي الأعمار الصغيرة.
وأردف:” من واقع عملي كطبيب نفسي وجزء كبير من العمل هو التعامل مع حالات المتهيجة والعنيفة وحالات التعاطي، متوقعا تصرفات عدائية من الأشخاص المدمنين الذين يمتثلون للعلاج”.
وقال الاختصاصي النفسي،إن العوامل كثيرة ومتعددة، ولكن أكثرها تأثيرا في ليبيا هي النفسية والاجتماعية والتي يمكن أن تتلخص في تأثير الرفاق من الأصدقاء، وحب التجربة والتقليد والمحاكاة، بالإضافة إلى الفراغ والبطالة، كما أن توفير المخدرات وسهولة الحصول عليها وعدم الاستهجان المجتمعي الكبير للمخدرات، وحالات القلق والاكتئاب والخوف والتوتر التي يعانيها الشباب إلى جانب ضعف الوازع الديني وضعف التربية الدينية، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة والمشاكل الأسرية ،وعدم مراقبة الأبناء والإهمال والقسوة والدلال والأنانية والصراع الأسري، والأفكار والمعتقدات الخاطئة حول المخدرات بأنها تصنع السعادة والراحة.
وأفاد بأن ليبيا بلد غير زارع وغير منتج وغير مصنع للمخدرات، وهذا يعني أن كل المخدرات تأتي عبر المنافذ البرية والجوية والصحراوية، وأن اختيار العاملين الخيرين بمنافذ الدولة كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة وتناقص كميات المخدرات التي تدخل للبلاد، كما أن الاهتمام بعمل وزارة الشباب والرياضة والتعليم والصحة والأوقاف والداخلية، والشؤون الاجتماعية لها دور كبير في ابتعاد الشباب عن هذه الظاهرة.
وشدد على أهمية الدور الإعلامي لوسائل الإعلام في التوعية بمخاطر الإدمان ووقاية المجتمع منها،مؤكدا على ضرورة إنشاء مصحات للعلاج من حالات التعاطي والإدمان على المخدرات، والعمل وفق خطط وطنية شاملة، تشترك فيها كل مؤسسات الدولة وفق تخصصاتها وإمكانياتها، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب الأفراد العاملين في مجالات مكافحة المخدرات الضبطية والوقائية والعلاجية.
شكبان نبه إلى أن الدور الأهم يقع على الأسرة في التربية والمتابعة والمراقبة والاهتمام، وإقامة الدراسات العلمية حول مشكلة المخدرات ووضع الحلول والمقترحات وبرامج التوعية المستمرة حول المخدرات للمراهقين في المدارس الإعدادية والثانوية باعتبارها السن الأكثر عرضة للتعاطي.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
صندوق مكافحة الإدمان يكثّف حملات التوعية في المواقف العمومية: "المخدرات مش هتضيعك لوحدك"
واصل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي تكثيف جهوده التوعوية داخل المواقف العمومية والميادين العامة، من خلال حملة "المخدرات مش هتضيعك لوحدك"، التي تستهدف رفع وعي السائقين بخطورة تعاطي المواد المخدرة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالإدمان، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، ضمن إطار مبادرة "القيادة الآمنة".
تصحيح المفاهيم الخاطئة: المخدرات لا تساعد على التركيز
تهدف الحملة إلى تصحيح المفاهيم الشائعة والخاطئة التي يتداولها البعض، خاصة بين السائقين، بشأن تعاطي المخدرات، مثل الاعتقاد الخاطئ بأن المخدر يساعد على التركيز أو يخفف التوتر، أو أنه يُعين على العمل لفترتين متتاليتين.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن بعض الفئات، وعلى رأسهم السائقون، ما زالوا يعتقدون أن الحشيش أو غيره من المواد المخدرة قد تعزز الأداء الذهني أو الجسدي، وهو أمر يتنافى مع العلم والواقع.
وقال عثمان: "هذه المفاهيم الخاطئة تُعد من أخطر العوامل التي تؤدي إلى زيادة الحوادث، خاصة أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن السائقين الذين يقودون تحت تأثير الحشيش تزيد احتمالات تسببهم في حوادث بنسبة 3 أضعاف مقارنة بغيرهم".
دعم شامل عبر الخط الساخن 16023
تتضمن الحملة أيضًا التوعية بخدمات الخط الساخن "16023"، التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والذي يقدم علاجًا مجانيًا وسريًا لمرضى الإدمان، بالإضافة إلى خدمات الاستشارات النفسية والدعم الاجتماعي، ومتابعة الحالات أثناء رحلة العلاج.
كما يوفر الخط الساخن المشورة للأسر حول كيفية الاكتشاف المبكر للتعاطي، وطرق التعامل النفسي والسلوكي مع الحالات، بما يضمن تقديم الدعم الحقيقي للمتعافين ودمجهم في المجتمع مجددًا.
دعم ميداني وتنسيق مع المحافظات
وأكد الدكتور عمرو عثمان أن حملات التوعية تُنفذ بالتنسيق الكامل مع المحافظين في مختلف المحافظات، من أجل الوصول لأكبر عدد من السائقين والعاملين في قطاع النقل، لا سيما في المواقف العمومية، التي تُعد نقطة التقاء رئيسية مع هذه الفئة المهمة.
وأضاف: "نسعى إلى خلق وعي حقيقي بخطورة التعاطي ليس فقط على السائق، بل على حياة كل من يركب معه الطريق"، مشددًا على ضرورة الدمج بين جهود التوعية والعلاج والردع القانوني، خاصة في ظل تفعيل الحملات المرورية للكشف تعاطي السائقين، وفقًا لأحكام قانون المرور.
الحملة مستمرة.. والهدف: طرق أكثر أمانًا
تأتي هذه الحملة في ظل خطة متكاملة تُنفذها الدولة المصرية لمواجهة خطر تعاطي المخدرات، من خلال الجمع بين التوعية والعلاج، وتطبيق القانون بكل حزم على السائقين المخالفين.
ويؤكد صندوق مكافحة الإدمان أن الحملة مستمرة في كافة المحافظات، بهدف خفض نسب الحوادث المرورية الناتجة عن تعاطي المخدرات، وتأمين الطرق، وحماية الأرواح.