ليبيا – أكد الاختصاصي في الطب النفسي والعلاج من الإدمان،طارق شكبان،أن مرضى الإدمان يتم التعامل معهم كأنهم مرضى حقيقيون، لأنه بالفعل تم تصنيف الإدمان والاعتماد على المواد المخدرة مرض يحتاج لعلاج مكثف.

شكبان وفي تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك”، أوضح أن أكبر خطأ من المجتمع أو من أي شخص تجاه التعامل مع مريض إدمان، أي يتم اعتباره شخصا منحرفا ومجرما، مضيفا أنه من الممكن بالفعل أن يتصف الشخص المدمن بهذه الصفات، ولكن في بداية الأمر هو شخص مريض وبحاجة إلى علاج مثل أي مريض آخر.

وبين أن الأمر مختلف بين المدمنين من حيث قبوله للعلاج من عدمه، وهل الشخص قادم للعلاج بإرادته وإذا كان يريد العلاج بإرادته هل هو متحفز للعلاج وبأنه يريد التعافي منه، أم أن في داخله أمر آخر، أما إذا كان لا يرغب في العلاج بإرادته وتم إرغامه لتلقي العلاج عن طريق الشرطة أو الأهل؟، ففي هذه الحالة يتم بدء العلاج بجلسات تعزيز يتم التوضيح من خلالها بطرق كيفية التخلص من الإدمان حتى تتولد لديه الرغبة والقناعة في ترك الإدمان.

وأشار إلى أن أهم طريقة للتعامل مع الشخص المدمن هو عدم معاملته كمجرم أو مذنب أو التعامل معه كشخص مريض، لافتا إلى أن أغلب حكايات وقصص الإدمان تكون في العادة للشباب ذوي الأعمار الصغيرة.

وأردف:” من واقع عملي كطبيب نفسي وجزء كبير من العمل هو التعامل مع حالات المتهيجة والعنيفة وحالات التعاطي، متوقعا تصرفات عدائية من الأشخاص المدمنين الذين يمتثلون للعلاج”.

وقال الاختصاصي النفسي،إن العوامل كثيرة ومتعددة، ولكن أكثرها تأثيرا في ليبيا هي النفسية والاجتماعية والتي يمكن أن تتلخص في تأثير الرفاق من الأصدقاء، وحب التجربة والتقليد والمحاكاة، بالإضافة إلى الفراغ والبطالة، كما أن توفير المخدرات وسهولة الحصول عليها وعدم الاستهجان المجتمعي الكبير للمخدرات، وحالات القلق والاكتئاب والخوف والتوتر التي يعانيها الشباب إلى جانب ضعف الوازع الديني وضعف التربية الدينية، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة والمشاكل الأسرية ،وعدم مراقبة الأبناء والإهمال والقسوة والدلال والأنانية والصراع الأسري، والأفكار والمعتقدات الخاطئة حول المخدرات بأنها تصنع السعادة والراحة.

وأفاد بأن ليبيا بلد غير زارع وغير منتج وغير مصنع للمخدرات، وهذا يعني أن كل المخدرات تأتي عبر المنافذ البرية والجوية والصحراوية، وأن اختيار العاملين الخيرين بمنافذ الدولة كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة وتناقص كميات المخدرات التي تدخل للبلاد، كما أن الاهتمام بعمل وزارة الشباب والرياضة والتعليم والصحة والأوقاف والداخلية، والشؤون الاجتماعية لها دور كبير في ابتعاد الشباب عن هذه الظاهرة.

وشدد على أهمية الدور الإعلامي لوسائل الإعلام في التوعية بمخاطر الإدمان ووقاية المجتمع منها،مؤكدا على ضرورة إنشاء مصحات للعلاج من حالات التعاطي والإدمان على المخدرات، والعمل وفق خطط وطنية شاملة، تشترك فيها كل مؤسسات الدولة وفق تخصصاتها وإمكانياتها، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب الأفراد العاملين في مجالات مكافحة المخدرات الضبطية والوقائية والعلاجية.

شكبان نبه إلى أن الدور الأهم يقع على الأسرة في التربية والمتابعة والمراقبة والاهتمام، وإقامة الدراسات العلمية حول مشكلة المخدرات ووضع الحلول والمقترحات وبرامج التوعية المستمرة حول المخدرات للمراهقين في المدارس الإعدادية والثانوية باعتبارها السن الأكثر عرضة للتعاطي.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات.. معرض فني جماعي توعوي لأضرار المخدرات في صالة الشعب بدمشق

دمشق-سانا

أقام اتحاد الفنانين التشكيليين وإدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية بالتعاون مع جمعية قرى “اس أو اس” اليوم معرضاً فنياً جماعياً توعوياً لأضرار المخدرات وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات، وذلك في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق.

وتضمن المعرض مشاركة ما يقارب 25 طفلاً وطفلة تراوحت أعمارهم بين الـ (7 و 14) سنة، حيث بلغ عدد اللوحات 75 لوحة، بعضها تناول أضرار المخدرات وأخطارها وكيفية التعافي منها، وبعضها الآخر تحدث عن تراثنا وحضارتنا والثروات التي تشتهر به وأكد وزير الداخلية اللواء محمد خالد رحمون في تصريح للصحفيين أن للفن دوراً قوياً وفعالاً يسهم في الحد من الجرائم والمخدرات، موضحاً أن معرض اليوم قام بدور مهم للتذكير بمخاطر المخدرات وتأمين بيئة صالحة للمجتمع ولا سيما فئة الشباب.

بدورها قالت المشرفة على رسوم الأطفال في مركز مهرة للفنون بدمر الفنانة التشكيلية حلا رستم: “عملنا على توزيع الأفكار على الأطفال، ومن ثم قمنا بتنفيذها خلال مدة 12 يوماً، وكان الإنجاز فوق المتوقع”.

وبينت رستم أن هذه الرسالة التوعوية التي حملتها لوحات أطفالنا اليوم تعطي الكثير من التحذير للشباب، إضافة للمساهمة في زرع الوعي في نفوس أطفالنا من خطر المخدرات في هدم الجسد وإلحاق الضرر بالمجتمع.

ومن اللوحات المشاركة، لوحة الطفلة جنى خالد طحان حيث تناولت في زواياها حالة الاكتئاب التي يعاني منها المتعاطي أثناء تعاطيه وخطره على محيطه، في حين عبر الطفل جود إبراهيم عن فخره بالمناطق السورية الغنية بالثروات من خلال رسمه حقول القمح الواسعة التي تشتهر بها محافظة الحسكة.

الجدير بالذكر أن المعرض مستمر لنهاية يوم غد الخميس.

زينب علي

مقالات مشابهة

  • ضبط 8 مراكز علاج إدمان غير مرخصة في حملات أمنية
  • في أول إجلاء طبي منذ مايو الماضي.. 21 طفلًا مريضًا يغادرون غزة
  • مكتب الأمم المتحدة للمخدرات: 1 من كل 11 متعاطيا لديه فرصة الحصول على العلاج
  • وزيرا الصحة والتضامن ومدير مكتب الأمم المتحدة للمخدرات يتفقدون مركز إمبابة لعلاج الإدمان
  • غادة والي: تجربة مصر في مكافحة الإدمان تعكس الإرادة السياسية لحماية الشباب
  • بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات.. معرض فني جماعي توعوي لأضرار المخدرات في صالة الشعب بدمشق
  • وزيرة التضامن: تقديم الخدمات العلاجية لـ170 ألف مريض إدمان
  • وزيرة التضامن: تقديم الخدمات العلاجية لـ170 ألف مريض إدمان سنويا مجانا
  • مدير شرطة ولاية كسلا يشهد فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمخدرات
  • قرارات عاجلة حول مصرع مريض نفسي سقط من شرفة عيادة طبيبه بالجيزة