عدنان نصار انشغل مجلس النواب الأردني بمناقشة مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الجديد مطلع الاسبوع الحالي ،و”شمر” العديد من النواب عن سواعدهم لكيل الذم للحريات، “بحربات” تذبح الحرية من الخاصرة إلى الوربد ، ليراق الدم على عتبات التكميم للأفواه ، عبر قانون وصفه خبراء  بأنه الأسوأ في تاريخ الاردن . في الأردن ، لا نحتاج تكميم اضافي ، ولا إلى اصفاد اضافية تكبل حرية التعبير الملتزمة  الناقدة بلغة السلوك الحضاري ، ولا نحتاج فتح باب الصراع من أجل الدفاع عن الحرية والكلمة .

.فخطورة مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الجديد ،لا بتوقف عن حد الحبس المغلظ ففط ،بل تعدى الأمر إلى دفع غرامات مالية طائلة لكل من “يتطاول” على شخصيات “رفيعة او متوسطة  المستوى ” او يتهكم  على مسؤول ما او شخصية عامة ويتناولها بالنقد المشروع. الصحفيون ، لن يكونوا بمنأى عن الاستهداف  بعقوبات هذا القانون ، وهو اي القانون سيكون وفق وجهة نظر الخبير القانوني الصديق الصحفي يحيى شقير بأن ” قانون الجرائم الإلكترونية الجديد أسوأ قانون عقابي في تاريخ الأردن” وهذا الوصف يحمل دلالات خطيرة وكبيرة، بعيدا عن محاولات التسويق لصوابية القانون من قبل أعضاء في مجلس النواب،  دافعوا بشكل مستميت من أجل إقرار القانون ، وهذا أيضا يصور لنا حجم الفاجعة التشريعية التي تسعى إلى التكبيل بالاصفاد لحرية التعبير ، كانوا حتى وقت قريب يدافعون عن الحرية . أمام قانون “تكبيل حرية التعبير” ، يضع الاردن نفسه في خانة صعبة وضيقة ..فالاردن الذي تراجعت فيه حرية الصحافة 26 درجة، بمعنى ان الأردن كان ترتيبه بحرية الصحافة  عالميا (120 ليتراجع إلى 146 من أصل 180 دولة في العالم) بحسب تقرير أصدرته منظمة”مراسلون بلا حدود” قبل نحو 15يوما ، أي قبل الحديث عن مشروع القانون الجديد. في الوقت الذي نبحث فيه لتعزيز قيمة الحرية ، يسعى البعض لافراغها من قيمها ، وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى رفع منسوب الحريات الصحفية والتعبيرية الالكترونية، يكرس البعض ممن هم في مواقع المسؤولية الرسمية إلى وقتهم لمحاصرة الحرية والتضييق عليها، لأسباب تبدو “مفهومة” لكنها غير مقنعة مطلقا..فما يحدث من تنوير ثقافي ، ونقد بناء لمؤسسات وأشخاص ، وكشف “المستور” في سلوكيات خاطئة لأشخاص في موقع المسؤولية ، واحد من المبررات لمشروع القانون،  لكأن المطلوب ففط “التبجيل والثناء والتصفيق” لسياسات فاشلة لوزراء او نواب او مسؤولين في مواقع متقدمة ، ارتكبوا اخطاء فادحة ، وسببوا صداع نصفي للبلد ، الأمر الذي دفع بخبراء في القانون وحرية الاعلام بوصف مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الجديد بانه “أسوأ قانون عقابي يوضع في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية”.  مشروع القانون الجديد ، سينقل الأردن من موضع الحرج الدولي بسبب ترتيبه المحزن على قائمة حرية الصحافة، إلى موقع “العدو رقم 10” في حرية الصحافة كما حصل في العام 1997.. وهذا ما نرفضه ، في وقت “يصبو” البعض في مجلس النواب إلى وضع الاردن على قائمة (الأعداء العشرة لحرية الصحافة ).!! كاتب وصحفي اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

بيئة عمل أكثر عدلًا| كيف يعالج القانون الجديد مشاكل سوق العمل؟.. خبير يوضح

في خطوة وُصفت بأنها تحول حقيقي في مسار العلاقة بين العامل وصاحب العمل، كشف الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، عن أبرز ملامح مشروع قانون العمل الجديد الذي تعمل الحكومة المصرية على إقراره. القانون المرتقب لا يقتصر فقط على تنظيم العلاقة التعاقدية، بل يمتد ليشمل تحديثًا شاملًا يواكب التطورات الحديثة في سوق العمل ويعكس رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.

تحديثات تواكب الواقع الجديد

يشير الدكتور معن إلى أن مشروع القانون الجديد جاء استجابةً للتغيرات المتسارعة التي طرأت على سوق العمل، بما في ذلك أنماط العمل الحديثة مثل العمل الحر والعمل عن بُعد. ويؤكد أن من أبرز ما يقدمه القانون هو منح المجلس القومي للأجور صلاحيات أوسع لضمان توافق الحد الأدنى للأجور مع مستويات نفقات المعيشة، بما يُسهم في تحسين حياة العاملين.

عدالة أسرع عبر المحاكم العمالية المتخصصة

ومن أبرز المكتسبات التي يتضمنها القانون، بحسب الدكتور معن، إنشاء محاكم عمالية متخصصة، وهو ما من شأنه تسريع عملية الفصل في المنازعات سواء كانت فردية أو جماعية، وتخفيف الأعباء القانونية عن العمال وضمان حصولهم على حقوقهم في وقت أسرع.

تنظيم واضح لعقود العمل والأجور

ينص مشروع القانون على إلزام صاحب العمل بتحرير عقد عمل من أربع نسخ باللغة العربية، وهو ما يعزز الشفافية ويوفر مرجعية قانونية واضحة للطرفين. كما يمنح القانون العامل الحق في إثبات علاقته بالعمل بجميع طرق الإثبات المتاحة في حال غياب العقد المكتوب، مما يُنهي سنوات من الإشكالات القانونية حول إثبات العلاقة الوظيفية. أما أجر العامل، فيُحدد بموجب العقد أو الاتفاقيات الجماعية أو لائحة المنشأة المعتمدة، لضمان وضوح الحقوق والواجبات.

حوار مجتمعي وتوازن بين المصالح

ما يميز مشروع القانون، بحسب الدكتور معن، هو خروجه إلى النور بعد حوار مجتمعي موسع شمل أطراف العمل الثلاثة الحكومة، أصحاب الأعمال، والعمال، وهذا الحوار أسفر عن قانون متوازن يحفظ حقوق جميع الأطراف، ويُعزز مناخ الاستثمار، ويضمن استقرار سوق العمل.

نحو بيئة أكثر شمولًا وعدالة

من أبرز ما جاء به القانون أيضًا، المساواة في الأجور بين الجنسين، والتشجيع على التدريب المهني، ورفع كفاءة العمال، وهي خطوات يرى الدكتور معن أنها ستُسهم في خفض معدلات البطالة، وتؤهل السوق المحلي لمواجهة المنافسة العالمية.

نجاح مرهون بالوعي والتعاون

يختتم الدكتور معن تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح تطبيق القانون الجديد لا يعتمد فقط على جودة نصوصه، بل على وعي العمال بحقوقهم وواجباتهم، وتعاون جميع الأطراف في تطبيق المنظومة الجديدة، بما يصب في مصلحة الاقتصاد المصري ويُحقق العدالة الاجتماعية التي تنشدها الدولة المصرية.

طباعة شارك العامل قانون العمل الجديد الحكومة سوق العمل الاقتصاد

مقالات مشابهة

  • إبادة الإعلام بغزة.. حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالمي لحرية الصحافة
  • جدل حول مناقشة البرلمان الجزائري مشروع قانون التعبئة العامة
  • قانون العمل الجديد.. نقلة نوعية وعدالة أسرع بالعقود والأجور
  • في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: “الشعار سلاح وموقف”
  • 6 أسباب غير مشروعة لإنهاء عقد العمل الغير مُحدد المدة وفقًا للقانون الجديد
  • 5 بنود أساسية.. شكل العقد في مشروع قانون العمل الجديد
  • تشريعية النواب: قانون الإجراءات الجنائية الجديد يعزز الكرامة الإنسانية
  • في عيد العمال.. حقوق العامل خلال التوظيف بالقانون الجديد
  • بيئة عمل أكثر عدلًا| كيف يعالج القانون الجديد مشاكل سوق العمل؟.. خبير يوضح
  • في عيدهم.. مزايا بالجملة لعمال مصر بالقانون الجديد