مبادرة إنقاذية من الريجي دعماً للجنوبيين
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
أعلنت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" في بيان، أنها "من منطلق حرصها على الوقوف إلى جانب أهلها في الجنوب في وقت تُرِكوا يواجهون الظروف الصعبة"، قررت في "مبادرة إنقاذية" زرع بذور تبغ في أراض تابعة لها، تعتزم توزيعها عندما تصبح شتولاً على مزارعي التبغ من أبناء المناطق الحدودية، في ظل عدم تمكّنهم بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة من التشتيل في الوقت المناسب الذي يمتد من كانون الأول إلى شباط، مشددة على أن هذه المبادرة "تعكس تمسّكها بشتلة الصمود وبتوفير مستلزمات بقاء الجنوبيين في أرضهم".
وأوضح سقلاوي أن لجنة إدارة "الريجي" اتخذت قراراً بالتنسيق مع مديرية الزراعة والمشترى ومديرية التبغ الورق، يقضي بالتعاون مع بعض المزارعين "لزرع شتول في السعديات وفي بعض العقارات بمناطق آمنة، لتقديمها بعد نحو شهرين لمزارعي المناطق الحدودية الذين لا يستطيعون التشتيل في الوقت الراهن".
وأوضح مدير الزراعة والمشترى المهندس جعفر الحسيني أن "المزارعين يبدأون عادةً بزرع البذور في مشاتل محمية تحت خيَم بلاستيكية في الفترة الممتدة منا بين كانون الأول وشباط من كل سنة، ويستغرق نموّ هذه البذور لتصبح شتولاً ما بين 45 يوماً وشهرين، وعندما يكتمل نموّها وتصبح شتولاً، ينقلها المزارعون إلى الأرض لزرعها".
وأسف لكون "الوضع في المنطقة الحدودية أدّت إلى تهجير سكّان القرى التي تشكّل حقول التبغ فيها ما بين 45 في المئة و50 في المئة من مجمل الأراضي المخصصة لزراعة التبغ في الجنوب. ما استحال على مزارعيها تشتيل بذورهم كالعادة، ومن غير المعروف متى يعود الوضع إلى طبيعته فيها، ويصبحون قادرين تالياً على معاودة نشاطهم الزراعي".
وشرح أن "الريجي" ارتأت في ضوء هذه المعطيات، ومن منطلق مسؤوليتها في الوقوف إلى جانب المزارعين في هذه الظروف، "أن تتولى بنفسها عملية التشتيل، في أرض مركز الابحاث التابع لها في السعديات، وفي أرض أخرى استأجرتها في بلدة معروب، على أمل أن يكون الوضع الأمني استتب بعد شهرين، عندما يكتمل نموّ الشتول، فتوزّع على المزارعين ليزرعوها في حقولهم وقراهم".
وإذ أشار إلى أن 5362 مزارعاً يستفيدون من هذه المبادرة التي وصفها بـ "الاستباقية"، قال: "إذا لم يتمكن مزارعو المنطقة الحدودية من العودة إلى قراهم وزرع الشتول في أراضيهم حتى بعد شهرين، وهذا ما لا نتمناه، يمكن عندها توزيعها على مزارعي مناطق أخرى".
وأشاد الحسيني ب"مبادرات أخرى، كإعلان رئيس بلدية رميش التي لا يزال نحو 40 في المئة من سكانها موجودين في بلدتهم ويقع سهلها في منطقة بعيدة نسبياً من الحدود، أن لدى مزارعيها كمية كبيرة من الشتول، وأنهم مستعدون لإعطاء الفائض لمن يحتاج إليها من البلدات المجاورة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عالم بالأوقاف: التكافل ليس دعما ماليا فقط بل معنويا ونفسيا
أكد الدكتور أحمد عوض، من علماء وزارة الأوقاف، على أهمية التكافل الاجتماعي في الإسلام، مشيراً إلى أنه لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية للفقراء والمحتاجين، بل يشمل العطاء المستمر والتواصل الدائم مع الآخرين، سواء كانوا جيراناً أو أصدقاء أو أفراداً في المجتمع.
وقال عوض، فى فتوى له: "التكافل في الإسلام ليس مجرد أن أقدم مساعدة بسيطة، ثم أنتهي، بل هو حالة من العطاء المستمر، ويشمل احتواء الآخرين، والاهتمام بحالتهم بشكل دائم.. الإسلام علمنا أن نكون يداً واحدة، قلباً واحداً، أن نشعر ببعضنا البعض، سواء كنا أغنياء أو فقراء، أصحاء أو مرضى، التكافل ليس فقط إعطاء المال، بل هو دعم معنوي ونفسي، وهو أن أكفل إنساناً وأتابع حاله بشكل دائم".
وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعيه السبابة والوسطى، ليبين بذلك أهمية العناية باليتيم والتكفل به في الدنيا، لافتا إلى أن التكافل يعني أنني لا أكتفي بتقديم العطاء مرة واحدة، بل أظل مهتماً بحال هذا الإنسان وأتابع احتياجاته، سواء كان يتيماً أو مريضاً أو فقيراً، يجب أن أنظر في حاله بشكل مستمر وأقدم له الدعم اللازم".
وأوضح أن التكافل الاجتماعي له مظاهر عديدة في المجتمع، وتظهر هذه المظاهر في تعاملنا اليومي مع الآخرين، منها من كان معه فضل من مال أو مركب أو أي شيء آخر، عليه أن يقدمه لمن لا زاد له، فالجيران يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض، خاصة في وقت الحاجة، مثلما يحدث مع المرضى أو المساكين الذين يحتاجون إلى المساعدة الطبية أو المادية.
كما ذكر أن التكافل لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يجب أن تشارك فيه المؤسسات الخيرية والمجتمعية التي تدعم الأيتام والأرامل والمحتاجين، مشيراً إلى أن هناك العديد من الناس في حياتنا الذين قد لا يكونون في حالة فقر مدقع، لكنهم بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي، سواء كانوا موظفين أو طلاباً في الجامعات، وبالتالي التكافل لا يتعلق فقط بالمحتاجين الظاهرين، بل يشمل جميع أفراد المجتمع الذين يعانون من صعوبات أو تحديات في حياتهم.
وأضاف: "من مظاهر التكافل الاجتماعي التي نراها في حياتنا اليومية، التعاون بين الجيران، مساعدة المريض في احتياجاته مثل توفير الدواء أو حتى الاهتمام به نفسياً.. التكافل ليس مجرد تصرف عابر، بل هو التزام مستمر، هو تفاعل مع الواقع ومع الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم دائم.. التكاتف مع الآخرين وإحساسنا بهم هو جزء من جوهر الإسلام".