رواية جديدة للروائي عباس علي عبود: لسان الرمل المبين!
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
كان حصولي على رواية الأخ الروائي والقاص عباس علي عبود: لسان الرمل المبين، مثل نسمة في هجير أخبار الموت والحرب التي تكاد تمزق بلادنا وتهدد وجودها.
للروائي والقاص عباس علي عبود، عدة أعمال أدبية صدرت في السنوات الماضية، آخر عنقود ابداعه رواية لسان الرمل المبين، التي صدرت مؤخرا عن دار نشر إي كتب في بريطانيا، الرواية في تقديري واحدة من أجمل الروايات السودانية التي صدرت في السنوات الأخيرة.
إنها قصة الرق بكل المصائب والشروخ العميقة التي وسمت الحياة في القرن التاسع عشر، ولا زالت آثارها العميقة، موجودة في بعض مظاهر الحياة في بلادنا.
نجح الكاتب في تقديري نجاحا باهرا في عكس صورة تبدو أكثر من واقعية لتلك الحقبة، رغم انه يستخدم الأسطورة، تشاؤم القبيلة من ولادة التوائم، والحياة الموازية للتوائم في تحولاتهما لتقمص أجساد الحيوانات، وحيرة القبيلة بين الرغبة في التخلص من احدى التوائم لمحاربة الشؤم الذي يلازم وجودهما في القرية، وبين الخوف من سفك دم طفل برئ، حتى يقدم القناصة حلا للمشكلة حين يقومون باختطاف إحدى التوائم.
الرحلة شمالا وما تعرضت له التوأم المختطفة في مصر يعطي صورة عن الحياة في تلك البلاد في ذلك الوقت، حين تعيش التوأم مع جندي فرنسي قام بشرائها، وتنجب منه ولدا، ولا تتوقف القصة في حدود مصر، فالابن الذي يصبح جنديا يسافر مع الاورطة التي أرسلها خديوي مصر لتحارب مع الجيش الفرنسي في المكسيك، وما صاحب تلك الحملة من تضحيات والصورة التي رسمها التاريخ لأولئك الجنود الشجعان الاوفياء.
الرواية تقدم جانبا من الظروف الصعبة التي عاشتها بعض القبائل، في وجود خطر هجوم تجار الرقيق في كل لحظة، ومحاولات تلك القبائل اعداد شبابها لصد تلك الهجمات، رغم تفوق القناصة في العدة والعتاد، بينما يستخدم الأهالي رماحهم واسلحتهم التقليدية في محاولة الحفاظ على حياتهم وتماسك مجتمعاتهم.
وقائع الرواية تمسك بالقارئ حتى اللحظة الأخيرة، حين تتضافر الصدف والحظوظ السيئة ليقوم حفيد التوأم المخطوفة بشراء حفيد التوأم الأخرى!
في تقديري أنّ رواية الأخ عباس واحدة من افضل ما كُتب من أدب، يحاول عكس صورة واقعية عن تلك الحقبة الغارقة في ظلام التاريخ، رغم آثارها الممتدة الى حاضر مثقل بالاستبداد والحروب.
تذكرني أجواء الرواية، في تصديها لكفاح الانسان ضد القهر والاستعباد، برائعة الكوبي اليخو كاربنتيه: مملكة هذا العالم، التي تحكي أيضا جوانب من معاناة الرقيق في جزر المارتينيك، وينطلق الكاتب فيها من اساطير ديانة الفودو الافريقية المنتشرة بين الرقيق، بطل الرواية في تحولاته لأشكال حيوانية، في كفاحه ضد الظلم، يكابد المتاعب، فبعد أن اعياه الجسد البشري، وحين تحول الى نملة، أُجبر على حمل اثقال لا تنتهي في دروب بدون نهايات، وتحت حراسة مشددة من عسكر النمل!
لمن يرغب في الحصول على الرواية في نسختها الورقية أو الالكترونية، يمكن طلبها من متجر أمازون أو متاجر أخرى في الرابط أدناه:
https://www.ekutub.net/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-2024/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%AF-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%86?fbclid=IwAR2WC6hQAfI5GqoCDqmE0LToM1ni-gKh12kRxS_jipOEgOcDsg6-jeCc_dQ
أحمد الملك
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإعدام لسيدة قتلت جارتها المسنة لسرقة مشغولاتها الذهبية فى الفيوم
قضت محكمة جنايات الفيوم، اليوم، بالإعدام شنقا لسيدة متهمة بقتل جارتها العجوز وتقطيع جسدها لسرقة مشغولاتها الذهبية.
وكانت محكمة الجنايات بالفيوم، أصدرت قرارا في فبراير الماضي، بإحالة أوراق المتهمة "وفاء . أ ص " إلى مفتي الديار المصريه لإبداء رأيه في الواقعة، وبعد قرار المفتي، أيدت المحكمة اليوم حكم الإعدام، علي المتهمة بقتل "عائشة . م .ص" بقرية كفر عبود بمركز أبشواي بمحافظة الفيوم.
وترجع أحداث القضية إلى شهر أبريل من العام الماضى، عندما تلقى مدير أمن الفيوم، إخطارا من مأمور مركز شرطة أبشواي، يفيد بعثور أحد المزارعين على جثة غير مكتملة، وأعضاء بشرية منثورة داخل حقله بقرية كفر عبود التابع للوحدة المحلية لقرية أبو كساه.
وانتقل لموقع الحادث قوات الأمن وفريق بحث من إدارة البحث الجنائي ووحدة مباحث مركز شرطة أبشواي، وتم نقل الأشلاء التي تبين أنها لسيدة عجوز من سكان القرية ذاتها، الي مشرحة مستشفى أبشواى المركزى تحت تصرف النيابة العامة.
وكشفت تحريات ادارة البحث الحنائي، أنها أشلاء "عائشة.م.ص"، 65 عامًا - ربة منزل، مقيمة بكفر عبود مركز أبشواى وأنها متغيبة عن منزلها منذ 3 أيام، وأن وراء مقتلها أحدي سكان القرية وتدعي "و.أ. ص"، 55 عاما - ربة منزل.
ودلت التحريات أن المتهمة اقتحمت منزل المجنى عليها ليلًا، وسحبتها إلى إحدى الحجرات، ثم طعنتها بسكين كانت في طيات ملابسها، ثم قطعتها إربا بساطور كان بحوزتها، وألقت بأجزاء جسدها فى الحقول القريبة من القرية، ظنا منها أن الحيوانات الضالة ستلتهما وتضيع معالم الجريمة، وأرجعت التحريات سبب القتل إلى سرقة مصوغاتها الذهبية، لمرور المتهمة بضائقة مالية.
وألقى القبض على المتهمة، وأحيلت إلى النيابة العامة التي تبين لها واستقر في يقينها إقدام المتهمة علي قتل المجني عليها، فأحالتها الي محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها المتقدم.
مشاركة