صحيفة الخليج:
2025-04-29@03:54:11 GMT

نقاش في دافوس يضيء على مخرجات «كوب28» التاريخية

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

نقاش في دافوس يضيء على مخرجات «كوب28» التاريخية

دافوس:
«الخليج»
في جلسة خاصة عُقِدت ضمن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس»، اجتمع قادة من القطاع العام والأعمال التجارية والخيرية لإبراز الدور الأساسي للأموال الخيرية ورأس المال المقدم من الشركات الأسرية والتمويل التنموي في إحداث تغييرات ضرورية في السوق، ستسرع المسار نحو اقتصادٍ صافي الصفر ومراعٍ للبيئة.


وجمعت هذه الجلسة قادةً من قطاع الأعمال والسياسات، بمن فيهم جون ف. كيري، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وراي داليو، مؤسس بريدج ووتر أسوسِيِتس، ومافالدا دوارتي، الرئيسة التنفيذية لصناديق الاستثمار بالمناخ، وديزموند كيويك، الرئيس التنفيذي لصندوق تماسيك، ومختار ديوب، المدير المنتدب لمؤسسة التمويل الدولية(IFC)، وبدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في «كوب28»، والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع.
وافتُتحت الجلسة بملاحظات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون ف. كيري، تحدّث فيها عن التحديات والفرص المصاحبة لجهود تحقيق الأهداف المناخية، والدور المهم الذي يمكن أن تؤديه رؤوس الأموال الخاصة في تعزيز قدرة الأسواق على الابتكار وإيجاد الحلول المستدامة. وجاء في تعليقه أنه نتيجة لمخرجات «كوب28» «غدَونا الآن أكثر قدرة من أي وقت مضى على وضع هذه القضية (المناخية) على المسار الصحيح».
كما أبرزت الجلسة النقاشية العامة التي أدارها ديفيد جيليس، مراسل المناخ في «ذا نيويورك تايمز»، النتائج التاريخية المفصلية التي انبثقت من«كوب28». وأشار النقاش إلى الحاجة الملحة إلى تعاون جميع أصحاب المصلحة جنباً إلى جنب لتحقيق «اتفاق الإمارات».
ومن المواضيع التي تطرق لها النقاش أيضاً، أن الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 مئوية وبلوغ أهداف مناخية منصفة ومستقبل مراعٍ للبيئة بحلول 2050، أمران سيقتضيان إحداث تغييرات جذرية في الأنظمة – من كيفية زراعة المواد الغذائية وتوليد الطاقة إلى كيفية نقل المنتجات والبضائع وبناء المدن.
وأكّد القدرة الفريدة لرؤوس الأموال المقدمة من الأعمال التجارية والخيرية على تسريع العمل المناخي.
وعلّق في هذا الصدد بدر جعفر، الذي ترأس منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والخيرية في «كوب28»: «من المواضيع التي طُرِحت باستمرار في منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية، الذي جمع 1300 قائد من الأعمال التجارية والخيرية من 80 دولة وأثمر التزامات بتخصيص 7 مليارات دولار، لقضايا المناخ والطبيعة؛ هو الدور الفريد الذي يجب أن يضطلع به القطاع الخاص بتوظيف طاقاته الديناميكية ورأس ماله وشبكاته الحيوية لتسريع الخطى نحو صافي الصفر».


ومن المتوقع أن تتطلب أهداف صافي الصفر وعكس الخسائر الطبيعية واسترجاع التنوع الحيوي بحلول 2050، استثمارات تزيد عن 3 تريليونات سنوياً، وهذا مبلغ يستحيل على مصدر تمويل واحد أن يطيق توفيره لتلبية جميع متطلبات التكيف مع المناخ والحد من آثاره. الحل الوحيد إذن لسدّ هذا الثغرة بناء الشراكات ورفع سقف الطموح وتعزيز الوعي والتعلم عبر مختلف القطاعات.
وإشارة إلى بعض أهم عوامل نجاح «كوب28» التي تستطيع رئاسات مؤتمرات «كوب» المستقبلية تبنيها لضمان مواصلة وتيرة التقدم التي ولّدها «كوب28»، قال بدر جعفر: «لقد جسّد المؤتمر رؤية الدكتور سلطان الجابر، التي تدعو إلى تغييرات جذرية في منهجية عملنا، واتحادنا، وبلوغنا للأهداف. ولنتمكن من إعادة بناء الثقة عبر القطاعات والمناطق، كان من الضروري أن نركز بصورة مطلقة على عنصر الشمولية، لذا حرصنا على أن يجمع المنتدى عدداً غير مسبوق من ممثلين من قطاع الأعمال والمجتمع المدني والشباب والمجال الأكاديمي والشعوب الأصلية وقادة الأديان. ومن القوى الفريدة التي قدمها كل منهم، أبصرت النور مخرجات تاريخية واضحة الأهداف لم نرَ لها من قبل مثيلاً، رسمت مساراً جديداً نحو عصر جديدٍ من العمل المناخي والطبيعي».
وأضاف «برهن المؤتمر أن التعدد في الجهود ما يزال قادراً على تحقيق النتائج المفصلية، شرط أن تشمل هذه الجهود جميع مناطق المعمورة وشعوبها، لا التركيز على البعض دون الآخر. لهذا السبب، كان المحور الرئيسي الذي تبنته رئاسة المؤتمر شمول العملية للجميع بلا أي استثناء».
وقد شهدت الجلسة المنعقدة في دافوس تأسيس مبادرات جديدة لمبادرة «العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض» (GAEA) التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لتسريع تغيير المؤسسات لنماذج عملها بتبني ممارسات أكثر استدامة، وذلك عن طريق تدخلات تساهم بها جهات حكومية وخاصة وخيرية.
يذكر أن جلسة النقاش هذه عُقِدت ضمن مبادرة عن المناخ متعددة القطاعات نظمها المنتدى الاقتصادي العالمي، هدفها توفير رأس المال الخاص والتمويل الحكومي اللازم لإعادة إحياء الأنظمة الأرضية المرتبطة بالطبيعة، والمحيطات، وعمليات الحفظ، والترميم، وجودة الهواء، والمياه، والأنظمة الغذائية، والتنوع الحيوي، وإزالة الكربون من الصناعات، وتوظيف التكنولوجيا الخضراء.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دافوس كوب 28 التجاریة والخیریة

إقرأ أيضاً:

الشيخ الباحث والأمانة التاريخية

 

 

محمد بن رامس الرواس

في لحظة من لحظات الشرف الثقافي التي تُسطَّر بماء الذهب، ازدانت قاعات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، بزيارة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، رجل العلم والتاريخ الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم.

جاءت زيارة سموه لتكون تتويجًا لدورة ثقافية زاخرة، حيث وقف بين محبيه ومريديه، يوقع أحدث إصداراته الفكرية والتاريخية، مواصلًا مسيرة علمية نادرة في دقتها وأمانتها. لقد عُرف عن سموه التزامه الصارم بالأمانة العلمية، لا يكتب كلمة إلا مستندًا إلى وثيقة أصلية، ولا يروي حدثًا إلا مدعمًا بالشواهد الدامغة.

وفي زمن عزّت فيه الموضوعية، ظل سموه صوتًا حيًا للحقائق، مستخرجًا من بين ركام الوثائق ما يعيد صياغة الوعي بتاريخ الخليج والمنطقة بعيدًا عن التزوير والتزييف، لقد أصبح مشروعه الفكري مرجعًا لكل باحث ومهتم، حيث لا يكتفي بالبحث والتأليف، بل ينشر الوثائق النادرة، ويعيد الاعتبار لتاريخ طويل طمسته الروايات المغرضة، وبكل شجاعة علمية يقدم سموه الحقائق كما هي، مدعومة بالدلائل، مؤمنًا أن الأمانة في التوثيق رسالة، وأن إنصاف التاريخ أمانة أمام الله والناس والأجيال.

وأذكر أن أول اقتناء لي لمؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي كان وأنا شاب عندما قرأت روايته "الشيخ الأبيض" التي جرت أحداثها في مدينة مرباط بمحافظة ظفار، فكانت تلك البداية التي فتحت أمامي أبواب تقدير هذا الشيخ المثقف الذي يحاكي من خلال قلمه تاريخ الأرض والإنسان في آن واحد.

وخلال تجوالي في أروقة معرض مسقط للكتاب بثاني أيام المعرض أجرت قناة الشارقة لقاءً معي تحدثت فيه عن سمات صاحب السمو وصفاته النادرة في هذا الزمان؛ صفات لا تتكرر إلّا في قلة من الرجال الذين جمعوا بين الحكمة والمعرفة والتواضع، فكان بحق رمزًا من رموز الأصالة والعلم.

لقد جاء توقيع سمو الشيخ سلطان على أحدث إصدارته  «البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م»، الذي يضم 21 مجلدًا، باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية، وتتراوح صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة بمجموع كلي يصل إلى 10500 صفحة، ويحوي كل مجلد مجموعة من الوثائق والرسائل، وسط حفاوة ثقافية غير مسبوقة، ليؤكد مكانة الكلمة الصادقة في زمن التزييف، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن النور لا يخبو مهما اشتدت العتمة، وأن الحقيقة لا تندثر ما دام هناك من يذود عنها بالقلم والفكر والموقف.

إنَّ زيارة صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة إلى معرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت وقفة صادقة مع الثقافة، مع التاريخ، ومع قيم العلم التي تزداد توهجًا حين يحمل لواءها رجال مثل سموه؛ فسلامًا على قلمه الأمين، وعلمه الرصين، وجهده الخالص في خدمة الأمة وتاريخها وهويتها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دول بريكس تبحث رداً مشتركاً على سياسات ترامب التجارية
  • الشيخ الباحث والأمانة التاريخية
  • «الصين اليوم» يضيء على التراث الثقافي غير المادي في «أبوظبي للكتاب»
  • وزير التجارية الفنلندي يزور المغرب بقيادة بعثة تجارية
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • كرنفال مسندم .. مزيج من التراث والرياضة والفنون يضيء شاطئ حل
  • المعتصم السعدي يضيء سماء غرب آسيا بفضية ثمينة في لعبة السنوكر
  • مخرجات اللجنة الاستشارية وفرص إنهاء الأزمة الليبية
  • أبوعرقوب: تيته تريد الضغط على الأطراف السياسية بـ«مخرجات اللجنة الاستشارية» 
  • بعد المواجهة التاريخية في البيت الأبيض.. ترامب وزيلينسكي يلتقيان مجدداً