سودانايل:
2024-11-22@06:07:56 GMT

محمود جنا طه.. رجل السلام!

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

الشاعر سيد احمد الحردلو كتب قصيدة عصماء، في الأستاذ محمود محمد طه، اسماها (محمود جنا طه)، وكان ذلك في عام 1975.. قال فيها:
عارف محمود دا
لو كان في بلد
غير هاذها السودان
كان توّجوه ملك
وكان عمّدوه إمام

شوف يا زميل الزول
وكتين يكون مشغول
بالمولى.. صح بالصح
وكتين يشوف في الدين
الجاي والجايين
من العديل والزين
وكتين يسوّى الدين
شيتاً محبة.

. ولين
كما زمان الرسول
عليه صلى الله
وجملة الصالحين
ما فيهُ قسر وجبر
ما فيهُ زندية
ما فيهُ شنق وجلد
ما فيهُ أيديّة
ما فيهُ إلاّ الحب
ما فيهُ غير الجمال
ما المولى حب وجمال

تمر علينا ذكري استشهاد الأستاذ محمود محمد طه هذا العام والبلاد تمر بحاضر مظلم، حيث هجر الناس بيوتهم قسراً، وقد طاف عليها طوفان مليشيات الدعم السريع القاهرة برا، وضربها الجيش بطيران الموت جواً، فشاع الدمار والذعر، بين شعب لا تزال ذاكرته تتوارث فوضي الحروب منذ عهد الخليفة عبد الله التعايشي، مرورا بحرب الجنوب وحرب دارفور، وجنوب كردفان، وعار مذبحة القيادة العامة.
لقد استعر لهيب نيران الحرب المدمرة في السودان، وطغت الفتنة بين اهله ما بين داعم للحرب، وداع لوقفها.. انتصرت مليشيا الدعم السريع على جيش القوات المسلحة والمليشيات التي تحارب معه!! ولذلك يجدّ فلول النظام المخلوع في استنفار شياب وشباب وأطفال الشعب لكي يثأروا لهم وللجيش من هذه المليشيا التي هي من صنيعهم ومن رحم جيشهم.. ومن سخرية الاقدار ان الجيش والدعم السريع مرزؤان بقيادات اخوانية، تشن حرباً لا هوادة فيها على الشعب السوداني.. ولم تعد عاصمة البلاد فيها من يحميها، بل ما عادت للبلاد عاصمة، وقبلاً لم تكن لها حكومة منذ انقلاب قائد الجيش البرهان في 25 أكتوبر 2021.. ولم يرحم جنرالاتها المتعاركون شعباً صبر على افك حكومة الحركة الإسلامية ثلاثين عاماً، يكابد ضيق العيش، وضنك الحياة، والاماني الحكومية الكذوبة.
الشهيد الأستاذ محمود محمد طه فتح للثورات السلمية في السودان، دروباً كالمحجة البيضاء، سار فيها شباب وكنداكات، ولد جلهم بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه في يوم 18 يناير 1985، فقادة انتفاضة سبتمبر 2013 وثورة ديسمبر 2018.. عندما عجز الاخوان المسلمون (الكيزان) من مقارعة الأستاذ محمود وتلاميذه، الحجة بالحجة، وكانوا لا يحملون غير كتبٍ تباع لرجل الشارع العادي ويدار الحوار حولها في الطرقات والأسواق والمدن والارياف، طلباً لنشر الفكر والوعي في اوساطه لخلق الرأي العام السمح، بديلاً للبندقية والعصاة!
قتلوه! وهو الذي كتب في خصومة شيخهم دكتور الترابي، الذي خدع السودانيين في اول عهد حكمهم بمقولة (اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيسا) ثم انتهى به المطاف أن روى للشعب في أواخر عهد حكمهم، قول رئيسهم البشير (ان اغتصاب الجعلي للغرابية شرف لها)، وهي نفس الثقافة البائسة التي استمدت فيها الأجهزة الأمنية، والمؤسسة العسكرية برمتها، الاذن الفقهي في دولة الاخوان المسلمين، بخلق وظيفة (اختصاصي اغتصاب) لذل المعارضين السياسيين من الرجال والنساء.
كتب الأستاذ محمود: (ونحن إذ نستقبل هذا العمل، نؤكد، لمن عسى يحتاجون لتأكيد، أن شخصية الدكتور حسن (الترابي) موضع حبنا، ولكن ما تنطوي عليه من إدعاء، ومن زيف، في الثقافة الغربية، والإسلامية، هو موضع حربنا. ونحن إذ ننقد الدكتور حسن لا ننطوي على مرارة، إلا بالقدر الذي يؤكد معنى ما نريد، شأن من تدفعهم الغيرة الى حب الخير للأشياء والأحياء. هذا وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، وَمِنْهَا جَائِرٌ، وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين)
ولذلك في تقديري فأن خلافنا مع الحركة الإسلامية يجب ألا يعمينا عن قيمة السلام، ولا يدفعنا لحمل السلاح لتطهير باطلهم وظلاماتهم الغاشمة، وانما يحفزنا لسلوك السبل التي تقود الى خلق دولة القانون والعدالة والقصاص الذي لا يسقط بالتقادم..
والأستاذ محمود في دروب صنع السلام كتب (أسس دستور السودان) في عام 1955 مقترحا للحكم الفيدرالي، ليس للجنوب فحسب، وانما لحل مشاكل جميع أقاليم السودان وقد قال من وقت مبكر أن (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال).. ولابد من تذكير اقوام (بل بس)، ان السلام والحرية والعدالة هي حلول مشاكل السودان المتجذرة منذ الاستعمار، والمتمثلة في الاختلافات العرقية والاثنية والدينية والنعرات العنصرية، التي لم يألو الاخوان المسلمون جهداً في استغلالها لإشعال الحروب والفتن في أرجاء السودان المختلفة، وعندما أدى ذلك الى انفصال جنوب السودان من شماله هللوا وفرحوا بل ذبحوا ثوراً اسوداً احتفالا به، وفي سبيل استعادة الحكم الذي فقدوه بسبب ثورة ديسمبر العظيمة ضد نظامهم لم بعد يهمهم لو تمزق الوطن أو أُحرق كله (كما قال أحد لواءات جيشهم لقناة الجزيرة) أو تم بيعه وحكموا فقط (مثلث حمدي) كما ذكروا.. لكن فألهم خاسر بإذن الله ولا حل غير السلام، والحروب وان تطاول امدها مصيرها الي التفاوض.
تظل ذكري استشهاد الأستاذ محمود محمد طه نور في اخر النفق، فهو داعية السلام ورمزه، هي شذرات من سيرة رجل عاش بالسلام، وبشر بالسلام، واستشهد بالابتسام داعياً لجلاديه بالسلام، رفيق غاندي ومانديلا وغيرهم من رافعي لواء الحمد (السلام)، هذه شذرات حتى يجتمع الشعب حول رؤية حصيفة لكيفية بناء دولة حقيقية بلا حروب ولا أطماع ولا أحقاد.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ما فیه

إقرأ أيضاً:

عضو السيادي الفريق أول ركن كباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني

أكد عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن #شمس_الدين_كباشي حرص الحكومة على إحلال السلام ، ووقف معاناة السودانيين والانفتاح على كافة المبادرات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار، وفرض سيادة الدولة السودانية وحفظ كرامة الشعب السوداني.
وجدد سيادته لدى لقائه بمكتبه ببورتسودان اليوم المبعوث السويسري الخاص للقرن الأفريقي ، السفير سيلفان استييه ،حرص الحكومة السودانية والتزامها بالعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها وتسهيل عمل الفرق الإغاثية وموظفي المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وتناول اللقاء الأوضاع في السودان والتطورات الجارية الآن وجهود الحكومة السودانية وسعيها لتسهيل إنسياب المساعدات الإنسانية لاسيما فتح المعابر المختلفة والمطارات السودانية لادخال المساعدات الإنسانية.
من جانبه أوضح المبعوث السويسري للقرن الأفريقي أن اللقاء تتطرق إلى مجمل الأوضاع الإنسانية ومآلات الصراع الدائر الآن في السودان، وكيفية إنهاء الحرب، فضلاً عن الجهود المبذولة لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني.

إعلام مجلس السيادة الانتقالي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • رحلات لجماهير الثغر.. لمؤازرة الاتحاد السكندري أمام الأهلي باستاد السلام
  • دعوة للأسر التي لم تصلها فرق التعداد السكاني في بغداد.. اتصلوا بهذه الأرقام
  • عضو السيادي الفريق أول ركن كباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • عشرات القتلى بالسودان وكباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام
  • وزير الخارجية يستقبل القائم بأعمال السفارة الألمانية
  • مراسل سانا: أصوات الانفجارات التي سمعت في مدينة تدمر ناجمة عن عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية والمدينة الصناعية فيها
  • ???? 18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان ! الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا، لماذا ؟
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟