سودانايل:
2025-01-10@19:22:55 GMT

الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا!!

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

دولتي الصومال واثيوبيا تقعان في شرق أفريقيا ولهم حدود مشتركة، وتاريخ صراع مشترك، كما أن إثيوبيا تحتل اراضي صومالية منحت لها من قبل الاحتلال البريطاني لصومال في عامي ١٩٤٨-١٩٥٤.
وهو ما أدى إلى قيام حروب وصراعات مستمرة ما بين الدولتين ونزاعات سياسية لا زالت قائمة حتى الراهن بينهما.
ويمثل الصومال واثيوبيا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية والتي تم تأسيسها في عام ١٩٦٣ وهو العام الذي سبق اندلاع أول حرب بين الدولتين وذلك بعد مهاجمة أديس أبابا لصومال، وفي العام ذاته جرت منافسة سياسية محمومة ما بين العديد من الدول الافريقية على خلفية تحديد مقر منظمة الوحدة الافريقية.


"وفي سياق المنافسة ما بين تلك الدول أنتهت المحصلة نحو الإختيار ما بين كل من إثيوبيا والسنغال لترأس المنظمة الإقليمية، فكان صوت الصومال يرجح فوز إحدى الدولتين بمقر المنظمة، وتواصل حينها وزير خارجية إثيوبيا كتيما يفرو وكلن رجل داهية مع نظيره الصومالي عبدلاهي عيسى محمود، واستضافه إلى مأدبة عشاء في فندق بياسو، كما ورد في مذكرات وزير خارجية إثيوبيا.
وقد استهل كتيما يفرو حديثه قائلا: نرغب في الحصول على صوتكم"، وكان رد عبدالاهي عيسى " ألسنا خصوم ؟ فاستدرك وزير خارجية إثيوبيا قائلا: اخواتنا وقربنا من بعض أكبر من أي شيئ" فكان رد وزير خارجية الصومال " بغض النظر عن مآخذنا تجاهكم، الا أننا سنمنحكم صوتنا."(١)
وبذلك تزعمت إثيوبيا كل من منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي الذي يعد إمتداد للمنظمة الأم على مدى عقود وهكذا استطاعت أن تستثمر تلك المنحة الذهبية التي نالتها من جارها وخصمها سياسيا ودبلوماسيا.
وبطبيعة الحال ليس معلوما ما دفع الصومال وتحديدا وزير خارجيته عبدالاهي عيسى لقبول الطلب الإثيوبي، ودعم أديس للفوز للحصول على مقر منظمة الوحدة الافريقية، في ظل وجود واقع نزاع سياسي وعسكري ما بين الدولتين، علما بأن وزير خارجية الصومال كان يمثل شخصية وطنية ومن القادة السياسيين البارزين في جامعة الشباب الصومالي والذي قاد النضال لأجل استقلال البلاد من الاحتلال الأجنبي.
لاسيما وأن التوقيت ذاته كان في ظل فترة كانت تشهد حالة تأزم العلاقات ما بين الدولتين، وفي العام ١٩٦٤ قامت أول حرب ما بين الدولتين.
فالصومال لم يكن متوقعا منه ذلك القرار، وطبيعة المنطق السياسي كانت تفرض الانحياز لاختيار دولة السنغال بدلا من خصمه.
وفيما بعد فقد عانى الصومال الكثير من وجود مقر المنظمة الإقليمية الافريقية في أديس أبابا، وفي ظل تأثير ذلك على اصطفاف دول أفريقية عديدة مع الجانب الإثيوبي في نزاعه مع الصومال، مما منح خصمه قوة سياسية ودبلوماسية كبيرة.
والنتيجة أسفرت عن منح مقديشو ورقة سياسية بالغة الأهمية أديس أبابا استخدمتها الأخيرة تجاه الصوماليين ذاتهم، وهو ما يعد خطأ إستراتيجي تاريخي تم الوقوع فيه.
كما أن ذلك الإستنكار يشمل أيضا مصر والتي كانت بدورها ليست ممانعة لاختيار إثيوبيا كمقر لمنظمة الإقليمية، وكأن بإمكانها أن تتقلد هي المنصب بما كان لديها من ثقل عربي وافريقي، وإمكانية حصولها على تقل سياسي ودبلوماسي أكبر من وجود مقر المنظمة الإقليمية إلى جانب التواجد الدائم لمقر الجامعة العربية في القاهرة.
ناهيك عن أن العديد من الدول الافريقية كانت قد أخذت موقف داعم بقوة لصالح ترجيح فوز تنزانيا على وزير خارجة الصومال عمر عرتا غالب مرشح الصومال إلى منصب رئاسة مجلس الأمن الدولي في عام ١٩٧٥، في حين أن الموقف الإثيوبي كان داعما لتنزانيا، ولم يأخذ في الاعتبار الدور الصومالي الحاسم لترجيح إثيوبيا أمام السنغال.
والجدير بالذكر أن الصومال فيما بعد أخذ العبرة من قرار منحه إثيوبيا تلك الميزة السياسية والدبلوماسية، حين تم تأسيس منظمة الإيجاد في عام ١٩٨٦ والتي شكل كأحد مؤسسيها، وهو ما سأهم في أن تصبح جيبوتي كمقر للمنظمة التي ضمت عدد من دول شرق إفريقيا، وفيما بعد عانى كل من الصومال ومصر من سياسات إثيوبيا والتي أصابت سيادتهم السياسية ومصالحهم في مقتل.
خالد حسن يوسف
١- مقابلة مع الدكتور فيصل عبدي روبلي، قناةSSTV, حاوره نور عبدي، نيروبي، تاريخ النشر ٧ يناير ٢٠٢٤

khalidsf5@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وزیر خارجیة من الدول

إقرأ أيضاً:

اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والقائم بأعمال خارجية موزمبيق

أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالاً هاتفياً، اليوم الجمعة، مع مانويل جونسالفيش، القائم بأعمال وزارة خارجية جمهورية موزمبيق، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية موزمبيق.

واستهل الوزير عبد العاطي الاتصال بتقديم التهنئة على انتخاب الرئيس "دانيال تشابو" وقرب تنصيبه رسميا في 15 يناير الجاري، مؤكداً تطلع مصر لتحقيق الاستقرار والرخاء والتنمية بجمهورية موزمبيق.

كما أعرب عن حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، والبناء على الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موزمبيق في 2023، والتي انعكست بشكل كبير على تعزيز العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

وأكد الجانبان، خلال الاتصال، عمق العلاقات التي تربط مصر وموزمبيق، وشددا على أهمية تعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار.

كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع في القارة الإفريقية، وجهود دعم التكامل الإفريقي، بالإضافة إلى التنسيق المشترك في المحافل الدولية، وتم التأكيد على أهمية تبادل تأييد ترشيحات البلدين في المناصب الإقليمية والدولية.

واتفق الوزيران، في ختام الاتصال، على مواصلة التنسيق والتشاور لتعزيز العلاقات الثنائية، وأكدا أهمية تكثيف الزيارات المتبادلة ودورية انعقاد اللجان المشتركة لتحقيق الأهداف المشتركة للجانبين.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية ايطاليا يلتقي الشرع في دمشق
  • وزير خارجية فرنسا يقصد الكنيسة في دمشق قبل القصر الجمهوري
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والقائم بأعمال خارجية موزمبيق
  • وزير خارجية إيطاليا: نشجع العودة الآمنة لكل المواطنين السوريين
  • وزير خارجية إيطاليا يصل العاصمة السورية دمشق
  • تطهير القارة الافريقية من بقايا الاستعمار الفرنسي
  • منعطف حرج.. تفاقم الخلافات بين إثيوبيا والصومال رغم «إعلان أنقرة»
  • خارجية الدبيبة: الباعور تبادل مع وزير خارجية الصومال التهاني بالسنة الميلادية
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية المملكة المتحدة
  • «الباعور» يبحث مع وزير خارجية الصومال سبل التعاون لتعزيز الأمن بين البلدين