خبير أميركي: الصين أكبر المستفيدين من ردع الحوثيين
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
قال كاتب وأكاديمي أميركي إن الولايات المتحدة تخاطر بحياة جنودها وتستنفد ذخائر عالية التقنية وباهظة الثمن لمساعدة ألد خصومها الجيوسياسيين، أي الصين، وذلك من خلال تكثيف غاراتها العسكرية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.
واعتبر مينكسين بيي -وهو كاتب عمود في موقع بلومبيرغ الإخباري، وأستاذ علوم الحكم في كلية كليرمونت ماكينا بكاليفورنيا- أنه من الطبيعي أن تقوم الولايات المتحدة بتلك المهمة لحماية انسياب حركة النقل العالمي عبر البحر الأحمر وإبقاء الممرات المائية مفتوحة.
لكن الصين ستكون حتما أكبر المستفيدين إذا تمكنت القوات الأميركية والبريطانية من إخماد هجمات الحوثيين، خاصة أن 60% من صادراتها تمر عبر البحر الأحمر، وفق ما أورد بيي في مقاله.
ويؤكد الكاتب أن البحرية الصينية لم ترسل سفينة حربية واحدة إلى المنطقة مع أن لديها قوة عاملة تضطلع بمهمة مكافحة القرصنة في خليج عدن بالمحيط الهندي غير البعيد عن البحر الأحمر.
عاملان متفاوتانعلى أن ذلك لا يعد دليلا على "غباء" العم سام، بل هو مجرد مثال على الطابع غير المتكافئ للتنافس بين الولايات المتحدة والصين، والذي يتسم في الواقع بعاملين متفاوتين: الأول أن الولايات المتحدة تملك من أسباب القوة لا سيما في القدرات العسكرية، والتكنولوجيا، وإقامة التحالفات، ما يجعلها تتفوق إلى حد كبير على الصين، حسب بلومبيرغ.
ثم إن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم -وفقا لمقال بلومبيرغ- هي التي تتحمل العبء الأمني الأكبر، وهو الأمر الذي يحتم عليها تكريس موارد هائلة لتلبية مقتضيات هذه المسؤولية.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الصين قوة إقليمية عظمى حيث تعد منطقة شرق آسيا بؤرة اهتمامها الأمني. وفي حين تنشر الولايات المتحدة 170 ألف جندي ونحو 750 قاعدة عسكرية في 80 دولة على الأقل حول العالم، تحتفظ الصين بمفرزة عسكرية وحيدة في جيبوتي منذ عام 2017 لإسناد عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن.
أما العامل الثاني الذي يميز طبيعة التنافس بين البلدين، فهو يصب بشكل واضح في مصلحة الصين، حسبما يعتقد بيي الذي يضيف أن التزامات أميركا تجاه أمن العالم يُلزمها باستمرار بتحويل انتباهها ومواردها نحو الأزمات التي تحدث بعيدا عن جوار الصين.
ويتابع الكاتب -وهو أميركي من أصل صيني- أن بكين برغم بصمتها الاقتصادية على نطاق العالم، فإنها ترى نفسها قوة عظمى في شرق آسيا في المقام الأول، وبالتالي تقاوم الاضطلاع بالتزامات أمنية بعيدا عن ساحتها الخلفية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
وجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحذيرًا واضحًا بشأن استمرار الحرب في السودان، مشددًا على ضرورة وقف المعاناة الإنسانية. في جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الوضع السوداني، طالب بلينكن جميع الأطراف الفاعلة باستخدام نفوذها لإنهاء الصراع وليس تأجيجه. وأضاف:
"استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين وليس لتعميقها. أظهروا التزامكم بمستقبل السودان بأفعال ملموسة لا بالأقوال فقط."
أنتوني بلينكنالولايات المتحدة تتخذ إجراءات عقابيةأعلن بلينكن أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في السودان. ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لزيادة الضغط على الأطراف التي تؤجج الصراع. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية الرامية للحد من التصعيد وحماية المدنيين.
دعم مالي أمريكي إضافي للسودانخلال كلمته في مجلس الأمن، كشف بلينكن عن تخصيص 200 مليون دولار إضافية لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، مما يرفع إجمالي المساعدات الأمريكية إلى 2.3 مليار دولار. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع شركائها لضمان إيصال المساعدات بشكل فعال للمتضررين في السودان.
الموقف الإماراتي ودعوات لوقف إطلاق النارمن جهته، أكد محمد أبو شهاب، سفير الإمارات ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أن تنفيذ وقف إطلاق نار شامل ودائم هو الحل الأفضل لحماية المدنيين السودانيين. ودعا خلال جلسة مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة التفاوض ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور. كما شدد على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.
الإمارات تؤكد وقوفها مع السودانأوضح المندوب الإماراتي أن دولة الإمارات لديها روابط تاريخية وثيقة مع السودان، مشيرًا إلى التزام بلاده بدعم الشعب السوداني في ظل الظروف الحالية. وأضاف أن الإمارات ستواصل العمل على تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الدولية الرامية لإنهاء النزاع.
معاناة متفاقمة تستدعي تحركًا دوليًاتتزامن هذه الدعوات الدولية مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يواجه ملايين السودانيين أوضاعًا كارثية بسبب استمرار القتال وتعطيل الخدمات الأساسية. وأكدت المنظمات الإنسانية أن الوصول إلى المحتاجين لا يزال تحديًا كبيرًا، مما يجعل التحرك الدولي ضرورة ملحة.