انتصر المنتخب المغربي في أولى مبارياته ببطولة أمم أفريقيا 2023 المقامة في كوت ديفوار، متفوقا على تنزانيا بثلاثية نظيفة.

وجاء انتصار "أسود الأطلس" كاسرا عقدة النحس التي لازمت المنتخبات العربية في الجولة الأولى من البطولة.

وشهدت الجولة الأولى خسارة تونس أمام ناميبيا، وموريتانيا بوركينا فاسو، مقابل تعثر الجزائر ومصر بالتعادل أمام أنغولا، وموزمبيق.



وبقراءة نتائج الجولة الأولى وأسبابها، تمكنت كتيبة المدرب وليد الركراكي الذي قاد المغرب لأفضل إنجاز في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية بالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم بالفوز المريح على تنزانيا.

وشهدت المباراة في طيلة فتراتها تماسكا مغربيا، وعدم تراخ حتى بعد تسجيل الهدف الأول المبكر، بخلاف ما حصل مع مصر والجزائر.

وتدخل الركراكي في تبديلاته بالوقت المناسب، إذ أخرج في حلول الدقيقة 71، عبد الصمد الزلزولي، وسليم أملاح، مقابل إقحام بلال الخنوص، وأمين عدلي، إذ ساهم الأخير بعد دقائق معدودة من دخوله في الهدف الثاني للنجم عز الدين أوناحي، قبل أن يحرز يوسف النصيري الهدف الثالث ويؤمن الفوز الأول لـ"الأسود".

مصر
شكل إخفاق "الفراعنة" في الفوز على موزمبيق المصنفة 111 عالميا، غضبا واسعا وضغطا كبيرا على اللاعبين قبيل المواجهة المصيرية أمام غانا مساء الخميس.

وبرغم الهدف المبكر عن طريق المهاجم مصطفى محمد، إلا أن كتيبة المدرب روي فيتوريا تراجعت، وقبلت هدفين من خطأين تشارك بهما الدفاع والحارس محمد الشناوي، قبل أن يعدل النجم محمد صلاح النتيجة.

وأجمع نقاد ومحللون مصريون على أن المجاملة في اختيار بعض الأسماء البعيدة عن أجواء المنافسة الكروية ساهم بشكل كبير في الإخفاق، في إشارة إلى لاعب أرسنال محمد النني شبه المستبعد من تشكيلة فريقه طوال الموسم، إضافة إلى قائد اتحاد جدة السعودي أحمد حجازي العائد من الإصابة.

وقال محللون إن فيتوريا لم يتعامل بواقعية مع أحداث المباراة، وأبقى على قائد ونجم المنتخب محمد صلاح في الطرف الأيمن، رغمه فشله في مراوغة مدافعي موزمبيق في عدة مناسبات، قائلين إنه كان من الأجدر إشراكه كمهاجم ثاني مقابل إدخال اللاعب المهاري مصطفى فتحي في خانته.

وبرغم تسجيله هدفا جميلا، إلا أن سهام النقد طالت أيضا الهداف مصطفى محمد، لعدم نجاعته في فترات المباراة، مطالبين بإقحام محمود عبد المنعم "كهربا" عوضا منه، لكونه أنشط خارج الصندوق.

وأمام مصر فرصة سانحة للانقضاض على غانا صاحبة الأداء المتذبذب في الفترة الأخيرة، من أجل التقدم خطوة نحو الدور المقبل.


الجزائر

أخفقت الجزائر في أول مباراة لها في أمم أفريقيا، وفشلت في تخطي حاجز أنغولا التي فرضت عليها التعادل بهدف لمثله.

ولم تحافظ الجزائر على تقدمها في الشوط الأول بهدف بغداد بونجاح، إذ تلقت هدف التعادل من علامة الجزاء، فيما فشل "محاربو الصحراء" بفك عقدة الشباك الأنغولية مرة أخرى.

ووجه المحللون الجزائريون انتقادات لاذعة للمدرب جمال بلماضي، الذي لم يحدث أي تغييرات ملحوظة على التشكيلة التي أخفقت في أمم أفريقيا 2021.

وحتى بعد إحراز أنغولا التعادل في الدقيقة 68، لم يحدث بلماضي تغييرا في الرسم التكتيكي، وأحدث تبديلات بذات مراكز اللاعبين.

وطالب نقاد جزائريون بلماضي بالتعامل مع وضعية كل مباراة بشكل منفصل، وعدم مجاملة أي لاعب بما فيهم نجم وقائد المنتخب رياض محرز الذي قدم أداء باهتا في المباراة الأولى.


تونس

دخلت كتيبة جلال قادري المباراة الأولى أمام ناميبيا المتواضعة بأداء غير مقنع، وبتشكيلة لم تشهد التجانس المطلوب من قبل اللاعبين.

وتسبب لعب القادري بمحور ارتكاز واحد إلى سهولة اختراق ناميبيا لخطوط "نسور قرطاج"، واللافت أن المدرب التونسي أجلس نجم المنتخب ويونيون برلين الألماني عيسى العيدوني على دكة الاحتياط.

وبحسب نقاد تونسيون، فإن جلال القادري لم يوفّق في وضع العديد من اللاعبين في المراكز المناسبة لهم، وبالذات النجم المخضرم يوسف المساكني، والشاب إلياس عاشوري، وهو ما منح ناميبيا أول فوز في تاريخ مشاركتها بأمم أفريقيا.

وقال المساكني بعد اللقاء إن جلال القادري أعطاه والعاشوري حرية اللعب في أكثر من مركز، وهو ما دفع محللون للقول إن على القادري اختيار واحد منهما فقط في التشكيلة، أو وضع العاشوري في خانة الجناح الشمال، مقابل اللعب بالمساكني كمهاجم ثان، أو رأس حربة لا سيما بعد إصابة طه ياسين الخنيسي وابتعاده عن البطولة.


موريتانيا
برغم الخسارة المتأخرة، إلا أن منتخب موريتانيا كان أكثر المنتخبات العربية إقناعا في الجولة الأولى بأمم أفريقيا بعد المغرب، بالنظر إلى المردود الذي قدمه أمام بوركينا فاسو المصنفة العاشرة عل ىمستوى القارة.

وحافظت موريتانيا على نظافة شباكها، وهددت مرمى بوركينا فاسو في عدة مناسبات، وذلك برغم خروج نجمها الأول أبو بكر كامارا مصابا منذ الشوط الأول.

وتأمل موريتانيا في تحقيق نتيجة إيجابية لها أمام أنغولا في الجولة المقبلة، لا سيما أن أسلوب لعبها الدفاعي أمام بوركينا فاسو كان ناجحا بشكل كبير إلى حلول الوقت بدل الضائع حينما تلقت الهدف الوحيد من ركلة جزاء.

وتأمل موريتانيا في تحقيق أول انتصار لها في تاريخ مشاركاتها بأمم أفريقيا، علما أنها خاضت في المشاركتين السابقتين لها 6 مباريات، تعادلت في اثنتين، وهزمت أربع مرات.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي رياضة المغربي أمم أفريقيا تونس الجزائر مصر موريتانيا مصر المغرب الجزائر تونس موريتانيا رياضة رياضة سياسة سياسة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجولة الأولى بورکینا فاسو أمم أفریقیا

إقرأ أيضاً:

مصر وعمان.. الجغرافيا والوساطة "بوصلتا" تبون بأول جولة خارجية

اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مصر وسلطنة عمان، محطتين في أول جولة خارجية له بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، حيث بحث مع قادة البلدين ملفات إقليمية ووقع اتفاقيات تعاون.

 

في حديث مع الأناضول، اعتبر خبير سياسي جزائري أن عامل الجغرافيا كان المحدد الأول لزيارة تبون إلى مصر حيث يمنحها أهمية خاصة على صعيد القضية الفلسطينية والأزمتين بليبيا والسودان، فيما قد تكون الزيارة إلى عمان ضمن مساعي الجزائر للاستفادة من ريادة السلطنة في جهود الوساطة بتحسين علاقاتها الفاترة مع دول أخرى.

 

بينما توقع خبير آخر أن يواصل تبون السياسة الخارجية التي اتبعها بولايته الأولى؛ حيث ينظر دائما إلى المحيط العربي والإسلامي من منظور الانتماء والتاريخ المشترك.

 

وفاز تبون بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المبكرة التي نُظمت يوم 7 سبتمبر/ أيلول 2024، وباشر مهامه رسميا في الـ17 من الشهر نفسه بعد أدائه اليمين الدستورية.

 

** لماذا مصر والسلطنة؟

 

في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الرئاسة الجزائرية شروع الرئيس تبون في زيارة عمل وأخوة لمصر (يومين)، وزيارة دولة لسلطنة عمان (3 أيام).

 

وقال بيان لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن "الزيارتين تندرجان في إطار تعزيز أواصر الأخوة والتعاون والتشاور" مع البلدين.

 

وبذلك، جعل الرئيس الجزائري مصر أول وجهة خارجية له بعد أزيد من شهر على بدء ولايته الثانية.

 

وخلال تواجده بالقاهرة، بحث تبون مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ملفات عديدة، أهمها القضية الفلسطينية، والأزمتان في ليبيا والسودان، إضافة إلى سبل تقوية المبادلات الاقتصادية بين البلدين.

 

وأعلن الرئيسان في مؤتمر صحفي عقب مباحثاتهما "تطابقا تاما في وجهات النظر حيال كل هذه القضايا".

 

وسبق للرئيس تبون زيارة مصر في يناير/ كانون الثاني 2022، بينما كانت الجزائر أول بلد يزوره السيسي عند توليه مقاليد الحكم سنة 2014.

 

وبالنسبة إلى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الجزائري عثمان لحياني، "فإن الجغرافيا" كانت أكثر تدخلا هذه المرة فيما يخص اختيار أولى وجهات الرئيس تبون الخارجية بولايته الثانية.

 

وموضحا، قال لحياني للأناضول: "هناك مسألتان أساسيتان في الاتصال مع الطرف المصري، أولا التطورات بقطاع غزة، حيث تحاول الجزائر في السنوات الأخيرة أن تلعب دورا أكبر في القضية الفلسطينية من خلال نقل ثقل القرار الفلسطيني، فضلا عن تواجد مهم لقيادات حركة حماس في الجزائر".

 

وأضاف أن الأزمة الليبية تأتي في المقام الثاني "وهي مقلقة للجزائر على الصعيد الأمني والسياسي، وكلا البلدين (الجزائر ومصر) لديهما ثقل مؤثر بها، وبالتالي أي توافق بين البلدين بشأن تصورات الحل يمكن أن يشجع للتوصل إلى مخرج للأزمة".

 

وتابع: "الأزمة في السودان أدرجت أيضا ضمن الزيارة؛ حيث تتوافق فيها أيضا الجزائر ومصر على دعم الجيش والدولة هناك".

 

وخلص لحياني إلى أن "الجغرافيا أو الجوار الإقليمي للبلدين، وما يشهده من قضايا تهم بشكل مباشر الجزائر ومصر، كانت محددا رئيسيا في اختيار الزيارة وتوقيتها".

 

ومن مصر، توجه الرئيس الجزائري صوب سلطنة عمان؛ حيث أدى زيارة دولة استمرت 3 أيام، وتُوجت بتوقيع 8 مذكرات تفاهم لدعم التعاون بين البلدين.

 

وفي السياق، يشير لحياني إلى أنها "المرة الثانية التي يزور فيها رئيس جزائري سلطنة عمان".

 

وكان الشاذلي بن جديد أول رئيس جزائري يزور سلطنة عمان عام 1990.

 

وقال لحياني: "تبدو الجزائر أكثر توجها نحو إعادة اكتشاف سياسي لعلاقاتها مع بعض الدول التي أغفلتها في السابق كما هو الحال مع موريتانيا وبعض بلدان أوروبا الشرقية والهند".

 

ويعتقد أن الجزائر ربما تكون حملت سلطنة عمان رسائل سياسية "لأطراف عربية بعينها تشهد علاقاتها مع الجزائر نوعا من الفتور، مثل دولة الإمارات".

 

وأضاف أن "السلطنة تلعب أدوارا مهمة في الوساطات المباشرة أو غير المباشرة".

 

** محددات وملامح

 

وبقيامه بهذه الجولة، في بداية ولايته الثانية، يكون الرئيس تبون قد حافظ على محددات طالما أكد عليها وتتعلق بالأولوية التي يمنحها لما يسميه فضاء انتماء بلاده، ويقصد "العالم العربي، والقارة الإفريقية، والعالم الإسلامي".

 

وسبق للرئيس تبون أن اختار السعودية أول دولة يزورها بعد انتخابه رئيسا سنة 2019.

 

وإحصائيا، تعد المنطقة العربية وما يقع "ضمن دائرة الدول الشقيقة" الأكثر زيارة من قبل الرئيس تبون، حيث سبق أن أجرى زيارات لكل من السعودية ومصر وقطر والكويت وتركيا وتونس وموريتانيا.

 

ودائما ما يعطي الرئيس الجزائري أولوية التعاون الاقتصادي بين بلاده ومحيطها العربي والإفريقي، خاصة ضمن رؤيته بتنويع الاقتصاد الجزائري وتقويته خارج قطاع المحروقات.

 

كما تعهد قبيل شغل الجزائر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، مطلع العام الجاري، بأن تكون بلاده حاملة "لصوت الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية".

 

وإلى جانب محددات السياسة الخارجية للرئيس الجزائري، تبرز القضية الفلسطينية التي يضعها على رأسها الأولويات، وفق ما أكده خلال تجمعاته الانتخابية في الاستحقاقات الأخيرة، قائلا: "لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني وعن غزة، ولن نتوقف حتى تنال فلسطين عضويتها كاملة في الأمم المتحدة".

 

وفي السياق، يرى الخبير الجزائري في الشؤون الاستراتيجية حسان قاسيمي أن الرئيس تبون سيواصل نهج سياسته الخارجية الذي اتبعه في ولايته الأولى.

 

وأوضح قاسيمي للأناضول، أن تبون دائما "ما ينظر إلى المحيط العربي والإسلامي من منظور الانتماء والتاريخ المشترك، وأيضا من منطلق نضالي على مستوى المحافل الدولية".

 

وعلى صعيد آخر، لفت المتحدث إلى أن "الجزائر باتت محاطة بجملة من التهديدات على مستوى محيطها الإقليمي خاصة في الساحل الإفريقي، حيث يكثر نشاط التنظيمات الإرهابية، وهو ما يحتم على رئيس البلاد تبني مقاربة حازمة وتحوير العقيدة الدفاعية وفق ما يضمن الاستجابة السريعة".

 

وأشار إلى أن الجزائر تتبنى سياسة حسن الجوار مع كافة الدول المحيطة، لكنها حريصة أيضا على تفعيل عامل الردع العسكري في وجه التهديدات.

 

وعن علاقاتها بالدول الكبرى، ذكر قاسيمي أن العلاقة مع فرنسا ليست على ما يرام، وبإمكان "الجزائر أن تفرض شروطها من أجل تطبيع العلاقات لأن جرائم التاريخ (خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر بين عامي 1830-1962) تلاحق باريس التي تمعن في تبني سياسة الإنكار" لهذه الجرائم.

 

ولفت إلى أن الرئيس تبون "عُرف حتى الآن بحزمه في مسألة السيادة، وهو يقدم بلاده دولة منفتحة وذات مصداقية، وأنها ليست بالحديقة الخلفية لروسيا أو الصين أو لأي من الدول الكبرى، وهذا ما تدركه الولايات المتحدة جيدا".


مقالات مشابهة

  • الغابون يحسم التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 قبل مواجهة أسود الأطلس
  • منتخب الشباب يخسر أمام المغرب في تصفيات شمال أفريقيا
  • منتخب الشباب يسقط أمام المغرب بتصفيات أمم أفريقيا
  • منتخب الناشئين يحقق فوزا مثيرا أمام الجزائر بتصفيات شمال أفريقيا
  • انعقاد الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين مصر وجنوب أفريقيا بالقاهرة
  • تشكيل منتخب مصر الأقرب أمام كاب فيردي في تصفيات أمم أفريقيا
  • منتخبات في مهمة صعبة بتصفيات أمم أفريقيا تحت شعار "لا بديل عن الفوز"
  • مصر وعمان.. الجغرافيا والوساطة "بوصلتا" تبون بأول جولة خارجية
  • 4 منتخبات عربية تسعى للحاق بالمتأهلين لأمم أفريقيا
  • 4 منتخبات عربية تتمسك بحظوظها بتصفيات أمم أفريقيا