يعشق بعض الجزائريين السباحة إلى درجة الجنون. وبما أن الجنون فنون، فلقد ظهر ببلادنا فن من فنون السباحة يسمى بالسباحة الشتوية، التي يمارسها عشاقها في عز البرد. وقد نعتقد بذلك أنهم مجانين يخاطرون بصحتهم وحياتهم. ولكن، لو عرفنا ما في السباحة الشتوية من فوائد صحية، لنازعناهم ولنافسناهم على ممارستها في الشواطئ والمسابح.

فهي رياضة علاجية للكثير من الأمراض. كما أنها تزيد من إفراز هرمون السعادة.

عوم في عز البرد

بصفة فردية أو ضمن مجموعات مؤطرة، صار الكثير من الجزائريين يُقبلون على ممارسة السباحة الشتوية، خاصة بعد التغييرات المناخية التي طرأت على الطقس في بلادنا، التي جعلت فصل الشتاء أكثر دفئا مقارنة بما كان عليه منذ عشريات سابقة. ومن هؤلاء المجانين الذين يعشقون السباحة في عز البرد “رامي. س”، شاب في بداية الثلاثينيات من عمره، من ولاية بومرداس، يخرج كل مساء إلى أحد شواطئ تلك المدينة الساحلية، وبعد قيامه ببعض التمارين الإحمائية للجسم، يدخل الماء البارد، أين يمكث لبضع دقائق ثم يخرج، ليعاود الكرّة وهو يسبح بزيادة مدة بقائه داخل البحر شيئا فشيئا. سألناه إن لم يتعرض لمشاكل صحية منذ بدايته ممارسة السباحة الشتوية، فأجاب: “في الأول، تعرضت لنزلات برد، لكن مع الوقت والممارسة، تعودت ولاحظت الكثير من المنافع الصحية التي اكتسبتها بفضل هذه السباحة.”

أكبر عدو للسباح هو البرد

أما على صعيد المنتخبات الوطنية، فإن المستشار في الرياضة والمدرب الوطني السابق تخصص سباحة، السيد تريكات إبراهيم، فينفي رياضيا وجود نوع من السباحة يسمى السباحة الشتوية، ويصف هذا النوع من الانغماس في ماء البحر البارد بمجرد تحديات أو مغامرات شخصية أو سباحة ترفيهية، يقوم بها بعض الأشخاص وليست سباحة رياضية، أي ليست مصنفة ضمن البطولات الدولية أو الألعاب الأولمبية. فالبرد هو أكبر عدو للسباح الذي يجب أن يسبح في مياه تتراوح حرارتها ما بين 18 و27 درجة، لأن جسمه لا يتحمل العوم أو التدرب في مياه باردة لمدة طويلة. فحرارته سوف تتدنى، وتحدث له تقلصات في العضلات أو في الشرايين الدموية، ناهيك عن الأمراض الناجمة عن السباحة في الماء البارد كالتهابات الأذن والقصبات الهوائية والالتهاب الرئوي. لهذا، فالسباحون الرياضيون يتدربون شتاء في مسابح مغطاة.”

درهم سباحة خير من قنطار علاج

للسباحة في الماء البارد فوائد صحية عديدة. فهي، كما يؤكد طبيب الصحة العمومية امحمد كواش: “رياضة علاجية للكثير من الأمراض، إذ تشجع الكثير من المدارس الطبية في العالم على العوم في الماء البارد. فهي علاج للاكتئاب والتوتر والقلق والضغط العصبي عند بعض الأشخاص. كما تعالج العقم والروماتيزم والأعصاب. وتقوي المناعة، لأن الماء البارد يؤدي إلى زيادة عدد كريات الدم البيضاء، ويرفع من مستوى هرمون السعادة، “الأندروفين.”

احذروا مخاطر الصدمة الحرارية

ولكن كل ما ذكرناه من فوائد، لا ينفي وجود بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها عند ممارسة السباحة الشتوية، يضيف الدكتور امحمد كواش:

-على الشخص الذي ينوي ممارسة السباحة الشتوية أن يخضع لفحص طبي شامل، لأنه قد يتأثر بشكل كبير جدا، إذا كان يعاني من أمراض الحساسية وضيق التنفس. كما يجب التأكد من سلامة القلب.

-يجب أن تخضع السباحة الشتوية لتأطير طبي وفريق تدريب متكون ومؤهل، لأن هناك فروقات في درجة الحرارة بين جسم الإنسان، التي تبلغ 37 درجة ودرجة حرارة الماء البارد. فإذا دخل الإنسان في مياه درجتها 0 مئوية، فهذا قد يعرضه للصدمة الحرارية التي قد تؤدي إلى السكتة القلبية.

-لا يجب المخاطرة بالسباحة عندما يكون الجو مضطربا والرياح عاتية والبحر هائج.

– تفادى تعريض جسمك لصدمة حرارية بالدخول فجأة في الماء البارد. وإنما قم بصب الماء البارد على جسدك شيئا فشيئا.

-لا ينصح بالبقاء في الماء البارد لأكثر من 10 دقائق كي لا تتدنى درجة حرارة الجسم إلى مستويات قاتلة.

ليلى حفيظ – الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الماء البارد

إقرأ أيضاً:

«رياضة الجيزة» تطلق مبادرة «حياتك تهمنا» استعدادا لفصل الشتاء

أطلق الدكتور محمود الصبروط، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالجيزة، مبادرة «حياتك تهمنا.. معا لمركز آمن وصديق للبيئة»، ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».

وتستعد الهيئات الشبابية والرياضية بمحافظة الجيزة، التي تقدم خدماتها للنشء والشباب لاستقبال فصل الشتاء، للاهتمام بصحة وأرواح جميع المترددين عليه، تحسبا لمواجهة أي أزمات طارئة، وحرصا على سلامة الأطفال خاصة، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة.

سلامة المترددين من جميع الأعمار

وقال «الصبروط»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن المبادرة في هذا التوقيت حرصا منهم على سلامة المترددين من جميع الأعمار، داخل الهيئات الشبابية والرياضية، لافتا الى أن مراكز الشباب والأندية تعد الملاذ الآمن لأهالينا؛ إذ يرسلون أبناءهم من النشء والشباب لممارسة الأنشطة المتعددة، رياضية كانت أو ثقافية، علمية وغيرها، لذا وجب علينا توفير عوامل الآمن والسلامة، بالإضافة إلى تحفيزهم على أن يكون المكان نظيف وآمن، وصديق للبيئة.

وأضاف وكيل وزارة الشباب والرياضة بالجيزة: «أننا نسعى إلى تعديل السلوكيات نحو بيئة نظيفة، بدءا بفصل المخلفات، لما لها من دور بيئي وبُعد أقتصادي، وكذلك استخدام لمبات موفرة، وزراعة عدد كبير من الأشجار، كل هذا وأكثر نسعى إليه داخل كل مركز شباب بالمحافظة».

جدول زمني للانتهاء من الاستعدادات للشتاء

وأشار وكيل وزارة الشباب والرياضة بالجيزة، إلى أن تنفيذ المبادرة يأتي وفق جدول زمني، لتشمل أكثر من 200 مركز شباب وناد، بدءا من اليوم وحتى 20 نوفمبر الجاري؛ إذ تكثف مراكز الشباب والأندية أعمال الصيانة، وعزل أعمده الإنارة من خلال وضع مواسير بلاستيكية أو فوم لتغطية الجزء السفلي من الأعمدة، لتجنب خطر الصعق بأعمده الكهرباء، خلال فصل الشتاء.

وشدد على أنه يجري تغطية وتغليف الأعمدة البارزة داخل صالات الألعاب القتالية، لعدم تعرض اللاعبين لأي إصابات أو احتكاك بالأعمدة، وصيانة مواسير تصريف مياه الأمطار أعلى أسطح مباني المنشات الشبابية والرياضية، والتأكد من أماكن الصرف، وذلك لمنع تراكم المياه بالملاعب وأعلى الأسطح. 

وأشار الدكتور محمود الصبروط، إلى أنه يجري حصر المراكز والأندية التي يوجد بها أسوارغير مرتفعة، وتشكل عوامل خطر على الأطفال، وضرورة التنبيه على مديري المراكز بعمل أبواب خشبية للأسطح وغلقها، منعا لصعود الأطفال إلى أعلى المنشآت، ولتجنب حدوث أي كوارث.

مقالات مشابهة

  • "رياضة النواب" توصي بإعفاء مراكز الشباب من رسوم تراخيص البناء
  • 10 نصائح للحفاظ على صحتك خلال موجات الطقس البارد
  • رياضة النواب توصي بإعفاء مراكز الشباب من رسوم تراخيص البناء
  • ورجعت الشتوية.. أمطار الخير تصل الجيزة
  • «رياضة الجيزة» تطلق مبادرة «حياتك تهمنا» استعدادا لفصل الشتاء
  • 24 نوفمبر.. الحكم على مدرب سباحة بتهمة التسبب فى غرق طفل بالغربية
  • انتشال جثة غريق فى نهر النيل بكورنيش مدينة أسوان
  • جازان.. إنقاذ مواطن وطفلتيه من الغرق أثناء السباحة في أماكن محظورة
  • حرس الحدود في جازان ينقذ مواطنًا وطفلتيه من الغرق أثناء ممارسة السباحة في أماكن محظورة
  • موعد ارتداء الملابس الشتوية