الحالة السورية في لبنان ليست وليدة اليوم، أو الأمس.. إنّما هي حالة تمتدُّ لعشرات السنوات، إذ إن الوجود السوري اتّصل اتصالا وثيقًا بلبنان سواء بتغلغله داخل المجتمع، أو باعتباره عنصرًا اقتصاديًا مهما، حيث تمكن السوريون من ملء الفجوة داخل بعض الأعمال الحرفية أو المهن.. إلا أنّ هذا التواجد، ومع ارتفاع وتيرة النزوح، وانهيار الإقتصاد اللبناني، بات يشكّل خطرًا داهمًا على اللبنانيين، الذين أصبحت مشاريعهم، وأرزاقهم، مهب خطر التوسع السوري الذي لم يعد يقتصرعلى الأعمال المعتادة، إنّما بات المضارب الأول على اللبنانيين وأرزاقهم.


 
فحسب أرقام "خطيرة" حصل عليها "لبنان 24" فإن التواجد السوري بقاعًا على سبيل المثال بات يشكّل ما يقارب الـ 25% من العمل الإقتصادي، إذ إن 70% من تجار الخضار في المنطقة هم من السوريين. وصولاً إلى زحلة، حيث ترتفع الأرقام لتلامس 80%، خصوصًا في منطقة برّ الياس حيث فرض السوريون أسواقهم هناك.
 
الأمر لا يقتصر على منطقة البقاع، لا بل يمتدّ إلى بيروت، والشمال، وصولا إلى الجبل حتّى.. ففي منطقة حمانا – قضاء بعبدا، خرجت الأمور عن نطاق السيطرة، مع توسّع السوريين بتجارتهم، تحت راية الكفيل اللبناني، الباب القانوني الذي يرى فيه التاجر السوري فرصةً للتغلغل بالأسواق اللبنانية.
 
"لبنان 24" استطلع الوضع في المنطقة هناك، والذي يعبّر عن واقع حال مأسوي، وسط انتشار المحال التجارية السورية، بدءًا من محال الخضار، وصولاً إلى إدارة المستودعات، والمحال التجارية المختلفة، هذا عدا عن إشغال النازح لفرص العمل، لا وبل تعديه على ثروات البلدة، إذ استطاع شباب البلدة توقيف عدد من السوريين كانوا يعملون على قطع الأشجار في الأحراج، علمًا أن البلدية منحلة منذ 2021، ومن الصعوبة تأمين دوريات تابعة للشرطة البلدية للمراقبة.
وفي حادثةٍ خطيرة، فقد علم "لبنان 24" بأنّ منذ أشهر حاول أحد السوريين أن يقطع أشجارًا من حرج حمانا، والمفاجأة كانت تواجد أحد موظفي منظمة "الفاو"، الذي أمّن الحماية له، وتحجج أنه يعمل لديه، إلى حدّ وصول أهل البلدة، ومنعه من استكمال عمله.
 
وبتواصلٍ مع "شبيبة حمانا"، الجمعية الإجتماعية الإنمائية، التي تحاول أن تحارب وتسلط الضوء على خطورة التوسع السوري، يؤكّد نسيم ابو سمرا، أحد أعضاء الجمعية لـ"لبنان 24" على أن الوضع لم يعد يحتمل في المنطقة، خاصةً على صعيد القطاع التجاري، حيث بات السوريون يحاولون السيطرة على أكثر من قطاع سواء ببيع الخضار، أو فتح محال تجارية، وصولاً إلى فتح "كاراجات" لصيانة السيارات بأسعار أكثر من تنافسية، تضع أعمال اللبنانيين بمهب العاصفة.
 
ويؤكّد أبو سمرا أن التواصل قد تمّ مع المحافظ لناحية وضع حدّ لما يحصل إلا أنّ ما من ردٍ إيجابي تلقته الجمعية.
الأمر نفسه ينطبق على ارتفاع أعمال العنف والسرقة، حيث أشار أبو سمرا إلى أن أهالي البلدة تمكنوا من ضبط مستودعات تابعة لسوريين، كانوا يخبؤون داخلها المسروقات، خاصة كل ما يخص الحديد والنحاس، وغيرها من البضائع التي يعاد تصنيعها أو بيعها.
 
ولكن كيف يستطيع النازح السوري أن يستثمر بهذه السهولة؟
بضربة ذكية وبسيطة، استطاع اللبناني أن يستثمر بالقانون، من خلال السوريين، إذ عمد العديد من الأهالي في البلدة إلى استئجار محالٍ لهم، على أن يقوموا بتسليمها للسوريين عن طريق الإستثمار، حيث علمَ "لبنان 24" بأن معظم اللبنانيين يتفقون على تسليم هذه المحال للسوريين مقابل مبالغ معينة، على أن يحصلوا علاوة على ذلك على نسبة معينة من الأرباح التي يتم تحصيلها شهرياً، علمًا أنّهم غير مشاركين برأس المال، إذ إنّ المحال هذه تكون تحت إدارة السوري المستثمر، وهو الذي يحدد الأسعار، ويوجّه تجارته كيفما يشاء.
 
المبادرة اللبنانية بمرمى النازحين
بالتوازي، لم يرحم النزوح السوري المبادرات الفردية، خاصةً تلك التي تقودها النساء في المناطق الريفية.
ففي إحدى القرى الشوفية، عمدت "منى" منذ بدء الأزمة الإقتصادية إلى إطلاق مشروع تصنيع الصابون مع عدد من النساء اللواتي قرّرن إعانة عائلاتهن، إلى حدّ أن قرّر أحد السوريين البدء بعملية التصنيع، وعرض بضاعته في السوق بأسعار أقل بكثير، لا تصل إلى تكلفة المواد الأولية.. وهذا ما أثّر على تصريف التصنيع من قِبل اليد العاملة اللبنانية.
هذا الأمر لا ينطبق فقط على أعمال التصنيع، إنّما يشمل أعمال الخياطة والتطريز داخل القرى، إذ استطاعت السوريات أن تستحوذن على الأعمال هذه، وذلك بسبب رخص اليد العاملة، الذي يترافق معها طلب كبير عليها.
 
وعليه، يجاهد اللبنانيون للصمود أمام هول النزوح، ويحاولون وسط الأزمة الإقتصادية والسياسية التي تفتك بالبلاد أن يحاربوا المشاريع السورية، التي انتقلت من مرحلة اليد العاملة، إلى مرحلة التجارة والتوسع بالأعمال.. وهذه المحاربة التي يحاول اللبناني أن يحتويها قد تصل في وقت من الأوقات إلى مرحلة الإنفجار، إذ يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان 24" أن الإحتكاك بين اللبناني والسوري في ما خصّ أمور التجارة ازداد بالفترة الأخيرة بنسبة وصلت إلى أكثر من 20%، إذ إن القوى الأمنية تحاول قدر المستطاع إحتواء الأمر، والعمل على منع تفشيه..
فهل توسّع السوريين سترافقه حلول عاجلة لحماية أرزاق اللبنانيين؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لبنان 24

إقرأ أيضاً:

السيدة عون: سنفّعل قرار جعل 4 تشرين الثاني يوم المرأة اللبنانية

أقامت السيدة اللبنانية الأولى نعمة عون في قصر بعبدا، لقاء بمناسبة يوم المرأة العالمي تحت عنوان "أنتن قلب المواطنية"، جمع 31 سيدة وشابة لبنانية تميزن في عطائهن ومواجهتهن للتحديات من خلال قيامهن بمبادرات فردية انطلاقا من حسهن الوطني وضرورة الوقوف الى جانب إخوتهن اللبنانيين في مجالات مختلفة.   وفي كلمة له، أكدت عون "عزمها على العمل لتفعيل القرار بجعل يوم 4 تشرين الثاني من كل عام يوم المرأة اللبنانية، لأن لبنان لا يستمر من دونها ولا ينهض إلا بها".   اللقاء الذي جاء عرفانا بشجاعة والتزام النساء اللبنانيات خلال الازمات ودورهن في تعزيز المواطنية، ضم السيدات والشابات: باميلا زينون، ريتا زاهر، هانية زعتري، ياسمين غمراوي زيادة، ماريا طوق، تامار توفنكجيان، ملك ياقوت، غنى صنديد، زهراء سويد، دنيا طوق، حياة الناظر، سندرا سلامة، رشا سنكري، ربى مكارم، رين متلج، سهى منيمنة، اسمهان خليل، مارينا الخوند، سيلفيا ليباريديان، جنان حايك، كارولين حبيش، دانا قيدوح، وحيدة غلاييني، ميرا الهبر، كوثر حرب، كريستينا عاصي، هلا دحروج، ندى افرام حجيلي، ناديا عبد الساتر، ليتيسيا عون، إيمان عساف.     وفي كلمةٍ لها، تحدثت السيدة عون، فشكرت المدعوات على حضورهن للاحتفال في "يوم المرأة العالمي"  وشاركتهن تجربتها بعد انفجار 4 آب من خلال حضورها الى موقع الحدث ومساهمتها وابنتها في جمع المساعدات مع الجمعيات هناك، وقالت: "لقد شاهدت إصرار النساء اللواتي رفضن الاستسلام و بادرن للمساعدة بكل ما اوتين من قوة وإمكانية، وبت على ثقة اننا لا يمكن ان نتكل على المساعدات بل نحن من نصنع المساعدات، ولا تخيفنا الازمات بل نحن من يواجه الازمات، و لبنان سيعود بارادتكن اجمل مما كان".     أضافت: "اليوم، بكل كلمة قلتنها، وبكل قصة شاركتنها، أكدتن لي إن لبنان ليس وطنا فحسب، بل روح صامدة تحيا بكل واحدة منكن. اليوم، لا نكرّم أدواراً، ولا نحتفل بإنجازات فردية، اليوم نعترف بالحقيقة التي يجب ان تقال لبنان بقي صامداً لأنكن أنتن من حملتنه".   وتوجهت للحاضرات بالقول: "أعرف ماذا يعني ان تحمل المرأة وطنا على كتفيها عندما لا يكون احد حاميها. اعرف ما يعني الخوف الذي لا يمكنك ان تظهريه، والمسؤولية التي لا يمكنك الهروب منها. لكني أعرف أيضاً، مثلكن، إن المرأة تصمد عندما تكون وحدها، لكن عندما تكون الى جانب اختها تقوى وتحقق المستحيل".   وختمت: "إذا سيكون هناك غد في لبنان، فسيكون لأن هناك نساء مثلكن يبنينه. وبهذه الروح، وبناء على قرار مجلس الوزراء، سنعمل لتفعيل العمل بجعل  يوم 4 تشرين الثاني من كل عام يوم المرأة اللبنانية، يوما نقف فيه، لنكرّم كل واحدة ناضلت، تعبت، وقدّمت من قلبها لهذا البلد. لأن لبنان لا يستمر من دون المرأة اللبنانية، ولا ينهض إلا بها. لبنان صامد بكن وبفضلكن، وبإيمانكن، وسيظل صامدا لأن قلب المواطنية ينبض فيكن".   وفي ختام اللقاء، التقطت الصور لكل سيدة وشابة من المحتفى بهن مع السيدة عون قبل ان تلتقط الصورة التذكارية الجامعة.                  

مقالات مشابهة

  • متى: كنا ننتظر من قاسم الاعتذار من الشعب اللبناني
  • قوات الاحتلال تأسر جندياً في الجيش اللبناني
  • عون بحث وسفير لبنان في الامارات اوضاع الجالية اللبنانية
  • ملف داهم أمام وزارة العدل.. حل وحيد للموقوفين السوريين في السجون اللبنانية!
  • بعد معارك الساحل السوري.. موجة نزوح جديدة إلى لبنان
  • حكومة سلام غائبة عن أزمة النزوح الجديدة إنها سياسة النعامة
  • في العاقبية.. توتر عقب اشكال كبير والجيش يتدخل (فيديو)
  • ضغط ميداني جنوباً وشرقاً على العهد والحكومة والقوى العسكرية
  • السيدة عون: سنفّعل قرار جعل 4 تشرين الثاني يوم المرأة اللبنانية
  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي أدخل مستوطنين للأراضي اللبنانية في انتهاك سافر للسيادة