لبنان ٢٤:
2025-03-03@17:00:54 GMT

هذا ما يجمع بين جعجع وباسيل تحت عباءة الراعي

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

هذا ما يجمع بين جعجع وباسيل تحت عباءة الراعي

أفرزت المواقف الأخيرة لكل من البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من جهة، والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله والفريق "الممانع" من جهة ثانية، واقعًا جديدًا يتراوح بين الذين يرفضون ربط أي استحقاق داخلي، وبالأخص الاستحقاق الرئاسي، بمسار الحرب في غزة، فيما يصرّ الفريق الذي يدور في فلك "المقاومة الإسلامية" على ربط مصير لبنان بمصير غزة.

وهذا الأمر المستجدّ أدخل لبنان مرّة جديدة في دوامة المواقف المتناقضة والمتضاربة لتضاف إلى تلك التي تفرّق بين اللبنانيين، وهي كثيرة. تبدأ بالخلاف على حصرية السلاح في يد القوى الشرعية اللبنانية، ولا تنتهي عند الاختلاف في وجهات النظر بالنسبة إلى دور لبنان كرسالة حضارية قائمة على التنوع والفرادة انطلاقًا مما جاء في وثيقة الوفاق الوطني. 
ولكن هذا التموضع على ضفتي الوطن لن يوقف الحرب لا في غزة ولا في الجنوب، وبالطبع لن ينتج رئيسًا جديدًا للجمهورية، ولن يجعل من القوى العسكرية، وبالأخص الجيش، قوّة وحيدة على كل شبر من تراب الوطن، ولن يستطع أن يفصل بين ما يجري في المنطقة وما هي عليه وضعية لبنان الداخلية، ولن يعيد ما كان من عهود ذهبية، ولن يتمكّن من إيجاد حلّ، ولو مؤقت، للأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، ولن يجد بالتأكيد حلولًا لمعضلة النازحين السوريين، بل سيزيد الشرخ في النسيج اللبناني شرخًا، الأمر الذي يعزّز فرضيات جديدة غير تلك التي عرفها لبنان وتعايش معها اللبنانيون طيلة عقود من الزمن. ومن بين هذه الفرضيات "المؤتمر التأسيسي، الذي سيكون على الأرجح نقيضًا طبيعيًا لاتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك القائمة على توازنات دقيقة. ويقابل هذه الفرضية تنامي فكرة الفيديرالية بمعناها الاتحادي كما يحاول تسويقها المؤمنون بها والداعون إليها. 
والمفارقة في عملية التموضع الجديدة أن ما جمع بين جعجع وباسيل بالأمس القريب حين توافقا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور رفضًا لترشيح "الثنائي الشيعي" رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، يعود ويجمع بينهما، وقد توافقا، ومن دون تنسيق مسبق، على رفض مقايضة الاستحقاق الرئاسي بالقرار 1701، أو بغيره من القضايا الإقليمية، وبالأخص رفض ربط قضايا الداخل اللبناني بقضية الحرب الدائرة في غزة، مع تمايزهما في التعبير عن التضامن الكلي مع القضية الفلسطينية والدعوة إلى "حلّ الدولتين" كحلّ نهائي لمعاناة الشعب الفلسطيني. 
ولكن ما دام الأفرقاء الداخليون واقفين على سلاحهم، سواء أكان بالمعنى الحصري للكلمة كـ "حزب الله"، أو بالمواقف المناهضة لهذا السلاح كقوى المعارضة، فإن الخارج لن يستطيع أن يفعل شيئًا، وهو الذي حاول في الماضي ولم ينجح في مساعيه، وبقي الوضع الرئاسي على حاله من المراوحة السلبية، ولم يخرج الاستحقاق الرئاسي من شرنقته. 
وقد جاءت الحرب في غزة ومساندتها من قِبل "المقاومة الإسلامية" في الجنوب لتزيد الشرخ الداخلي شرخًا، ولتباعد بين اللبنانيين أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا أن المؤشرات الخارجية لا توحي بإمكانية توّقف الحرب في غزة قريبًا. فلا حلول على المستوى الإقليمي ولا على المستوى اللبناني بشقّه الرئاسي، وسيبقى الوضع متأرجحًا بين السباق القائم بين مساعي التهدئة من جهة، وبين التصعيد المتدرّج في الجنوب من جهة ثانية.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة من جهة

إقرأ أيضاً:

يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار

دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف إلى دعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار لتقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى 2.4 مليون شخص في لبنان، مؤكدةً أن الحرب الأخيرة في لبنان ألحقت ندوبًا "جسدية وعاطفية" بالأطفال، وأكدت أنها ملتزمة بمواصلة دعم جهود التعافي وإعادة البناء من الآثار المدمرة للحرب، فضلاً عن سنوات الاضطرابات السياسية والاقتصادية.

ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة عن ممثل اليونيسيف في لبنان أخيل آير قوله إن الحرب "أحدثت خسائر فادحة للأطفال، وأثرت على كل جانب من جوانب حياتهم تقريبًا - صحتهم وتعليمهم وعلى مستقبلهم في نهاية المطاف.. إن أطفال لبنان بحاجة إلى دعم عاجل للتعافي وإعادة بناء حياتهم والبقاء على قيد الحياة من التأثيرات الدائمة لهذه الأزمة".

وأفاد استطلاع أجرته اليونيسيف في يناير الماضي بأن 72% من مقدمي الرعاية أكدوا أن أطفالهم كانوا قلقين أو متوترين أثناء الحرب.. بينما قال 8 من كل 10 منهم إنهم لاحظوا بعضَ التحسن في الصحة العقلية لأطفالهم منذ وقف إطلاق النار. وأكدت اليونيسيف أن أولئك الذين تحملوا فترات طويلة من الإجهاد الصادم قد يواجهون عواقب صحية ونفسية مدى الحياة.

وكشف التقييم أيضًا عن صورة مقلقة لتغذية الأطفال، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في محافظتَي بعلبك الهرمل والبقاع، والتي استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا.. ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الثانية في المحافظتين من "فقر غذائي شديد" - مما يعني أنهم يستهلكون اثنين أو أقل من 8 مجموعات غذائية رئيسية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن 18 عامًا في البقاع وأكثر من ثلثهم في بعلبك الهرمل إما لم يأكلوا أو تناولوا وجبةً واحدةً فقط في اليوم الذي سبق إجراء التقييم.

كما أدى الصراع إلى تفاقم الوضع التعليمي الصعب في لبنان، حيث كان أكثر من نصف مليون طفل خارج المدرسة بالفعل بعد سنوات من الاضطراب الاقتصادي وإضرابات المعلمين وتأثير جائحة كوفيد-19.. حتى مع وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من 25% من الأطفال خارج المدرسة، حيث لا يستطيع العديد من الأطفال الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل التكاليف.

وأظهر التقييم الأممي أيضًا أن 45% من الأسر اضطرت إلى خفض الإنفاق على الصحة، و30% على التعليم لتوفير الضروريات الأساسية، كما تفتقر العديد من الأسر إلى الضروريات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والأدوية ومصادر التدفئة لفصل الشتاء.

اقرأ أيضًا«اليونيسيف» تعرب عن قلقها إزاء تدهور أوضاع الأطفال بالضفة الغربية

اليونيسيف: نحتاج زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والأعداد غير كافية حتى الآن

اليونيسيف: سنعمل على معالجة أسباب سوء التغذية وتوفير المياه النظيفة في قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • عريمط سلم جعجع دعوة لافطار دار الفتوى
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان وجمع 658 مليون دولار
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار
  • البطريرك الراعي: الصلاة في زمن الصوم بمثابة "رفع العقل والقلب إلى الله"
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • مائدة إفطار سنوية في الغردقة.. إرث المحبة الذي يجمع المسلمين والمسيحيين في رمضان
  • الراعي: ليكن الصوم فاتحة خيرٍ على الجميع
  • وزير الأشغال التقى ستريدا جعجع.. هذا ما تمّ بحثه
  • رئيس لبنان يؤكد العمل على حصر “السلاح وقرار الحرب” بيد الدولة
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان