من الواضح أن القوى الاساسية الفاعلة في الملفات الداخلية، بإستثناء "حزب الله" تعمل على تمهيد الارضية لمرحلة ما بعد الحرب، وهذا ما يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي بشكل واضح، وكذلك تيار "المردة" ولعل اللقاءات التي جمعت الطرفين في المرحلة الماضية خير دليل على الحيوية التي يعمل بها بعض الاطراف.
لكن مصادر مطلعة اشارت الى أن ما يحصل في اللقاءات التي تقوم بها القوى السياسية كافة، إن كان "الاشتراكي" أو المردة" أو حتى "التيار الوطني الحرّ" و"الكتائب" تكاد تكون متشابهة في المضمون، على إعتبار أن الجميع يحاولون تأسيس نوع من التواصل والتنسيق لحشد اكبر عدد من القوى لصالح مشروعهم السياسي في إنتظار التسوية.
وترى المصادر أن المشترك ايضاً في هذه اللقاءات أن النقاشات لا تتناول الإستحقاق الرئاسي بشكل تفصيلي، ولا يتم الحديث عن المرشحين وهويتهم وكيفية دعمهم، بل يبقى النقاش ضمن القواعد العامة والمبادئ الاساسية التي يسعى الجميع للاتفاق عليها تمهيداً لما سيحصل.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بين السجالات والمواقف المكرّرة.. هل تراجع منسوب التفاؤل الرئاسيّ؟
مع بدء العدّ العكسي لجلسة البرلمان التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، يضع حدًا للفراغ المهيمن على قصر بعبدا منذ عامين وشهرين، يشعر كثيرون أنّ منسوب التفاؤل بأن تكون هذه الجلسة حاسمة ومختلفة عن سابقاتها يتراجع، على الرغم من الحديث المتكرّر خصوصًا من جانب بري عن دورات مفتوحة ومتتالية، خلافًا لما كان يحصل في السابق.
ولعلّ هذا الشعور انعكس بصورة أو بأخرى في النبرة التي اتسم بها البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد، حيث حذر من "اللعب بهذا التاريخ الحاسم"، في إشارة إلى جلسة الانتخاب المجدولة في التاسع من كانون الثاني، متحدّثًا عن "نيّات لدى البعض" بتأجيل جلسة الانتخاب، وذلك "في انتظار إشعار من الخارج"، وهو ما اعتبره "عيب العيوب"، وعزاه إلى فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم، وبمؤسسات الدولة.
وجاء موقف البطريرك الراعي في وقت لم يُسجَّل أيّ "خرق" على خطّ الاستحقاق الرئاسي، على الرغم من كلّ المرونة التي أبداها الأفرقاء بالتزامن مع الدعوة إلى الجلسة، فالمعادلات السابقة لا تزال سارية المفعول، بعد إعلان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية استمراره في الترشح، ووقوف "حزب الله" خلفه، فيما ترفع المعارضة السقف، فهل يمكن القول إنّ منسوب التفاؤل قد تراجع فعلاً، وبالتالي لن يكون هناك رئيس للبنان خلال عشرة أيام؟
لكلام البطريرك مبرّراته
يقول العارفون إنّ كلام البطريرك الراعي "المتشائم"، أو بالحدّ الأدنى "المتخوّف" من رغبة بتأجيل جلسة انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني لا يأتي من فراغ، بل يمكن وضعه في سياق عام لا يوحي بأنّ "الجدّية" التي تحيط بهذه الجلسة، مقارنة بسابقاتها، لا تكفي من أجل انتخاب رئيس، طالما أنّ المشاورات بين المعسكرين الأساسيين لا تزال "معلّقة" إلى حدّ بعيد، وطالما أنّ كل فريق لا يزال متموضعًا في مكانه إلى حدّ بعيد.
وجاء السجال المتجدّد بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الأيام الأخيرة، على خلفية الموقف من ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، ليعزّز هذه الأجواء "السلبية"، علمًا أنّ "التيار" يرفض بالمُطلَق انتخاب عون، ويعتبر ذلك مخالفة للدستور، فيما لا يزال موقف "القوات" غامضًا وضبابيًا، بانتظار إكمال مشاوراتها، ولو فسّر البعض كلام رئيس الحزب سمير جعجع، إشارة إيجابية لعون، بإمكانية دعمه في جلسة الانتخاب.
وإلى سجال "التيار" و"القوات"، الذي يأتي في وقت كان كثيرون يمنّون النفس بتنسيق "قواتي-عوني" يسبق جلسة الانتخاب، بما يمهّد لتوافق وتفاهم لا بدّ منه من أجل انتخاب الرئيس، يسجّل العارفون "مراوحة" في المواقف من الاستحقاق، فـ"حزب الله" مثلاً عاد إلى تموضعه خلف رئيس تيار "المردة"، بعدما كان قد أرسل إشارات بإمكان الذهاب نحو "خيار ثالث" لو انسحب فرنجية، فيما لا تزال المعارضة تدرس خياراتها، التي تتقاطع تحت عنوان رفع السقف.
هل من مبادرات في الأفق؟
إزاء ما تقدّم، ثمّة من يراهن على المبادرات الرئاسية "المجمَّدة"، والتي يُعتقد أنّها ستفعَّل تلقائيًا مطلع العام المقبل، بما في ذلك حراك "اللجنة الخماسية" المعنية بالشأن اللبناني، وكذلك مبادرة كتلة "الاعتدال" التي تستظلّ بها، إلا أنّ هناك من يرى أنّ الوقت الفاصل عن الجلسة سيكون "ضيّقًا"، باعتبار أنّ إجازة الأعياد مستمرّة حتى السابع من كانون الثاني، ما يعني أنّ الهامش أمام قدرة هذه المبادرات على إحداث الخرق في يومين يبقى كبيرًا.
وفي وقت ثمّة انطباع بأنّ "ربع الساعة الأخير" قد يشهد على الخروق المنتظرة، ولا سيما أنّ الفريقين مقتنعان ضمنًا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لمواكبة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، ولا سيما في ظلّ الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة، والتسريبات عن نيّة القوات الإسرائيلية البقاء في مناطق من جنوب لبنان، يرى البعض أنّ ما قاله البطريرك الراعي عن انتظار النواب اسم الرئيس من الخارج، قد لا ينطوي على مبالغات، بل يعكس الواقع إلى حدّ بعيد.
في هذا السياق، يلاحَظ في الأوساط السياسية ترّقب لزيارات موفدين خارجيين قد يأتون مطلع العام، مثل الموفد الأميركي آموس هوكستين، وربما الفرنسي جان إيف لودريان، لعلّهما يحملان "كلمة سرّ" في مكانٍ ما، علمًا أنّ هناك من توقف مليًا عند الزيارة المعبّرة في توقيتها لقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، ولو أدرِجت في خانة التنسيق العسكري، وسط تساؤلات عن حقيقة دلالاتها "الرئاسية"، إن صحّ التعبير.
قد يكون من المبكر لأوانه الحكم على جلسة التاسع من كانون الثاني، باعتبار أنّه في 10 أيام، يمكن أن يتغيّر الكثير على الأرض، وطالما أنّ هناك من يراهن على "ربع الساعة الأخير" على العادة اللبنانية الشهيرة. لكنّ الثابت أنّ منسوب التفاؤل بهذه الجلسة بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا، ولا سيما أنّ ليونة الأيام الأولى للدعوة، لم تترجَم على الأرض بأيّ خطوات ملموسة، بل إنّ المعادلات لا تزال هي هي، وكأنّ شيئًا لم يكن! المصدر: خاص "لبنان 24"