وبدا أن الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية، يعمل على استراتيجية شبيهة بالتي طبقها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي، عبر الحفاظ على قوام «تحالف الشعب» الذي يضم حزبه مع حزب الحركة القومية الذي يرأسه دولت بهشلي، بشكل أساسي، وتوسيع التحالف بضم أحزاب أخرى كما حدث في الانتخابات الأخيرة.

توسيع التحالف وفي هذا الإطار، التقى إردوغان، الأربعاء، رئيس حزب «الوحدة الكبرى» مصطفى ديستيجي، لبحث التنسيق في الانتخابات المحلية، بعدما سبق وخاض الحزب الانتخابات البرلمانية ضمن «تحالف الشعب»، لكن لم يحصل على أي مقعد بالبرلمان. وسبق أن عقد إردوغان اجتماعين مع بهشلي حول أجندة الانتخابات المحلية، والمناطق التي يتم التعاون فيها، وتلك التي يقدم فيها كل حزب مرشحيه منفصلين.

في الوقت ذاته، أعلن حزب «الرفاه من جديد»، الذي يرأسه فاتح أربكان الذي عمل مع «تحالف الشعب» في الانتخابات الأخيرة، أنه لن يخوض الانتخابات المحلية ضمن أي تحالف وسيقدم مرشحين في جميع المناطق والبلديات بما فيها إسطنبول وأنقرة. وتحدث بعض قياديي الحزب في الفترة الأخيرة عن «خدعة» تعرض لها الحزب في الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي.

تراشق واتهامات على الجانب الآخر، تتوجه الأنظار إلى احتمالات التعاون بين حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وحزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب»، المؤيد للأكراد، بعدما سبق وقام رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، بزيارة للحزب الكردي.

وتترقب الأوساط السياسية، ما إذا كان الحزب الممثل للأكراد سيعلن عن مرشحين لبلديتي إسطنبول وأنقرة، لأن ذلك سيحدد ما إذا كان سيدعم مرشحي «الشعب الجمهوري» في البلديتين؛ أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش.

وعلق أوزال على الجدل الدائر والاتهامات الموجهة إلى حزبه بالتعاون مع الحزب الكردي في الوقت الذي يُقتل فيه جنود أتراك في هجمات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وقال أوزال، أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه، الأربعاء: «لا نفعل شيئاً في السر، وسبق أن قمت بزيارة حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، وهم يأتون لزيارتنا، ليس لدينا ما نخفيه، وعلى من يتحدثون عن هذا الأمر، أن يركزوا على الانتخابات والفوز بها إذا كانوا يستطيعون ذلك».

ورداً على انتقادات دولت بهشلي لحزبه، قال أوزال: «لا شك أن بعض الناس يتعرضون لضغوط شديدة لأنهم وصلوا إلى نهاية الفترة التي يمكن أن يحصلوا فيها على السلطة أو الاحتفاظ فيها بمقاعدهم أو ممارسة السياسة بسهولة، ولذلك يصطفون خلف القصر (في إشارة إلى تحالف بهشلي مع إردوغان)، نحن قوميون حقيقيون، قوميون أتاتوركيون، لسنا مثلهم، ولن نشكر القصر في المستقبل. ولن نصطف خلفه». وأضاف: «اذهبوا واربحوا الانتخابات، يجب على الجميع أن يثقوا بأنفسهم، وأحزابهم، سوف يُظهر حزب الشعب الجمهوري قوته الحقيقية لهم جميعاً».

وانتقد أوزال أيضاً رئيسة حزب «الجيد»، ميرال أكشنار، التي تحالفت مع حزبه في الانتخابات المحلية في 2019، ثم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، بسبب ما تبديه من ميل إلى صف «العدالة والتنمية» في الفترة الأخيرة، قائلاً: «نأمل أن تعمل وفق أجندتها الخاصة».

في المقابل، ردت أكشنار، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبها، الأربعاء، قائلة: «كما نحن المتهمون دائماً، ألم تذهب وتصافح حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب». معركة إسطنبول ومع اقتراب الانتخابات المحلية، يبدو أن هناك سباقاً شرساً بين حزبي «الشعب الجمهوري» و«العدالة والتنمية» الحاكم ومرشحي الحزبين على رئاسة بلدية إسطنبول؛ أكرم إمام أوغلو رئيسها الحالي، ومراد كوروم مرشح الحزب الحاكم. وكشف استطلاع للرأي أجرته شركة «آسال» للأبحاث عن نتائج لافتة أظهرت طبيعة المعركة الشرسة بين إمام أوغلو وكوروم.

وبحسب الاستطلاع، الذي أُجري في إسطنبول على عينة من 2500 شخص، لا يزال أكرم إمام أوغلو يحافظ على تقدمه؛ حيث حصل على 36.4 في المائة، بينما حصل كوروم على 32.8 في المائة. وإذا أعلن حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب»، الكردي، عن مرشح فإنه سيحصل على 4.4 في المائة، وحزب «الجيد» على 3 في المائة، بينما هناك 11 في المائة لم يحسموا خيارهم في التصويت لأي مرشح، و5.2 في المائة أعلنوا مقاطعتهم الانتخابات

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة الشعب الجمهوری فی الانتخابات إمام أوغلو فی المائة

إقرأ أيضاً:

أردوغان يشن هجوما لاذعا على حزب الشعب الجمهوري

أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات حادة خلال حضوره مؤتمر حزب العدالة والتنمية الثامن في ولاية ماردين. تناول أردوغان في خطابه عدة قضايا، بدءًا من تعيين الأوصياء على البلديات المرتبطة بالإرهاب وصولًا إلى موقف حزب الشعب الجمهوري من التطورات في سوريا.

“ماردين.. مدينة التعايش والسلام”
في بداية خطابه، الذي تابعه موقع تركيا الان أثنى أردوغان على مدينة ماردين قائلاً: “ماردين ليست مجرد مدينة عادية، بل رمز للتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، وستستمر في كونها مدينة السلام والوحدة”. وأكد أن المؤتمر يعزز رسالة الوحدة بين أطياف الشعب التركي، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية كان منذ تأسيسه يجمع كافة مكونات الشعب التركي تحت راية واحدة دون تمييز على أساس العرق أو الطائفة.

“نجاحاتنا تتحدث عن نفسها”
تطرق أردوغان إلى إنجازات الحزب خلال 22 عامًا من الحكم قائلاً: “لم نلجأ للتهديد أو الاستغلال خلال الانتخابات، بل قدمنا مشاريعنا وخدماتنا، واليوم نستمر في مسيرتنا رغم كل المحاولات لتعطيل تقدمنا”. وأكد أن حزب العدالة والتنمية يعمل دون تمييز من أجل جميع المواطنين الأتراك.

اقرأ أيضا

تهديدات أمريكية لأردوغان: سندمر الاقتصاد التركي

الخميس 19 ديسمبر 2024

انتقادات لحزب الشعب الجمهوري
وجه أردوغان انتقادات لاذعة لحزب الشعب الجمهوري، واصفًا إياه بأنه “وريث الفاشية الحزبية” ومتعاون مع الإرهاب. وقال: “لا يمكن للديمقراطية والإرهاب أن يتواجدا معًا، ونحن لن نسمح للإرهابيين بإدارة البلديات أو التأثير على المدن”. وأضاف أن المعارضة تسعى لاستغلال أخطائها للهجوم على الدولة، مؤكدًا: “لن نسمح لأحد بتحريف الحقائق أو تحميل الدولة مسؤولية أفعالهم”.

مقالات مشابهة

  • استعدادًا لعام 2025 في تركيا: تعزيز دعم الإيجار لكل مدينة في التحول الحضري!
  • مصطفى الثالث.. قائد الإصلاحات الذي حمى العثمانيين من التوسع الروسي| ماذا فعل
  • هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟
  • تقرير أمريكي: الانتخابات المحلية تعكس قدرة ليبيا على تنظيم عمليات ديمقراطية رغم الانقسامات
  • الحزب الجمهوري يسعى لتفادي «إغلاق الحكومة» بمشروع قانون الإنفاق
  • أردوغان يشن هجوما لاذعا على حزب الشعب الجمهوري
  • اجتماع ليبي-ألماني: دعم الانتخابات المحلية وتعزيز قدرات البلديات
  • تغيير في أسعار الوقود في تركيا بدءًا من منتصف الليل
  • ترامب ينتقد تعامل الحزب الجمهوري مع أزمة سقف الدين فى عام 2025
  • مع أزمة سقف الدين في عام 2025.. ترامب ينتقد تعامل الحزب الجمهوري