رد عراقي غريب على باليستي إيران.. هجوم أربيل يقوض العلاقة المتينة
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ مثلت الهجمات الايرانية بالصواريخ الباليستية ليل الاثنين الماضي على الأراضي العراقية في محافظة اربيل باقليم كوردستان "عملا عدوانيا" و تطورا خطيرا يقوض العلاقة القوية بين العراق وجارته الشرقية، بحسب الحكومة العراقية، التي أكدت انها تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، فيما يرى متخصصون في الشأن السياسي، أن الرد العراقي كان غريباً ودخل مرحلة الازمة الدبلوماسية مع إيران للمرة الاولى بعد عام 2003.
وليل الاثنين على الثلاثاء شن الحرس الثوري الإيراني قصفاً عنيفاً بصواريخ باليستية استهدف بها مناطق مدنية في مدينة اربيل، مما أدى الى سقوط 10 مدنيين بين ضحية وجريح.
وأعلن الحرس الثوري مسؤوليته عن الضربات التي استهدفت اربيل، وقال في بيان، إنها جاءت "رداً على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي كانت آخرها مقتل عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية تم استهداف مقر تجسسي رئيس للموساد في إقليم كردستان العراق وتم تدميره بالصواريخ الباليستية".
وعدّ مجلس أمن إقليم كوردستان، القصف الصاروخي الذي شنّه الحرس الثوري الإيراني والذي استهدف به مناطق مدنية في مدينة اربيل "إنتهاكاً صارخاً لسيادة الإقليم والعراق كافة.
مبررات الاستهداف غير قانونية
ويقول رئيس المركز الإقليمي للدراسات، علي الصاحب، "مهما كانت مبررات ايران بالقصف فهي غير قانونية وغير مقبولة بالمرة، فالعراق بلد ذو سيادة وعلم ودستور وهناك فيه حكومة منتخبة ومعترف بها دولياً"، لافتا الى ان "العراق من البلدان المؤسسة لجمعية الأمم المتحدة وحتى الجامعة العربية وبالتالي انتهاك حرمة اجوائه واراضيه ومواطنيها هي بحد ذاتها جريمة سواء كانت الانتهاك شمالا أو جنوبا او غربا وشرقاً".
ويضيف الصاحب لوكالة شفق نيوز، أن "العراق اليوم ينتهج سياسة التوازن وعدم التدخل في شؤون الغير، ولن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات ولا ممراً للهجمات ضد اي طرف، وما حصل من قصف على اقليم كوردستان العراق هو اعتداء وخطأ كبير وتدهور خطير لا يمكن معه لسلطة القرار في العراق السكوت عنه، والا اصبحنا حلبة اشتباك لكل أطراف النزاع وخاصة الخلاف السرمدي بين امريكا واسرائيل".
واكد الصاحب، ان "المواطن هو بالأساس ضد التواجد الأجنبي على ارضه، لكن ايضا لا يريد ان يكون ذلك سبباً لانتهاك سيادة بلده في اي وقت وتحت اي ظرف".
رد غريب..
يشير المحلل السياسي، صلاح الموسوي، الى ان " الرد الحكومي العراقي ضد القصف الإيراني كان غريبا، حيث لم نشهد سابقاً بأن الرد الحكومي العراقي يسمي إيران باسمها فقط"، لافتا الى أن "الايرانيين ايضاً افعالهم غريبة حيث أن محور المقاومة يقاتل اسرائيل حالياً بالمباشر، بينما الإيرانيين يقاتلون العراقيين".
وتابع، "قبل عدة أيام اقتحم الايرانيون المياه الاقليمية العراقية واختطفوا ناقلة نفط يونانية تحمل 130 ألف برميل نفط بحجة أن الباخرة اليونانية قبل عام كان لديها خلاف نفطي مع إيران بسبب امريكا، وهو تجاوز خطير على سيادة العراق".
ويضيف قائلا، "اليوم يهاجم الايرانيون اربيل بحجة وجود اسرائيل على ارضها، وتبررها ايضاً على ان لها صلة او علاقة بهجمات كرمان التي شهدتها ايران مؤخراً ".
ويبين الموسوي لوكالة شفق نيوز، ان "هذه الامور كلها تمثل لنا غموضا في السياسة الايرانية وغرابتها"، مبينا ان "الموقف العراقي ضد الهجمات الايرانية الاخيرة هو ظاهري و يريد إيصال رسالة للجميع بأنه لن يسمح بالتعدي على حدوده وأراضيه، وبالتالي هي رسالة للأمريكيين ايضاً في ذات الوقت".
السياسة الخارجية ملزمة بحفظ الهيبة
يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة ذي قار، نجم عبد طارش، ان السياسة الخارجية مطلوب منها الحفاظ على هيبة الدولة ، لان العراق بعد الهجمة الاخيرة بات معرضاً لكل انواع الاعتداء على اراضيه .
ويذكر طارش لوكالة شفق نيوز، ان "سكوت الدولة العراقية على هذا القصف في الواقع سيعطي جرأة لدول اخرى بالتصرف بذات الموقف والفعل، وبالتالي على الحكومة العراقية مواجهة هذا الفعل بعقلانية، من خلال الموازنة مع جميع المعتدين على الأرض العراقية"، مشيراً الى ان "السياسة الخارجية مطلوب منها الحفاظ على هيبة الدولة فالعراق مستقبلاً معرض لكل شيء، والامن العراقي لابد له ان يكون ذو اولوية في السياسة الخارجية العراقية مستقلاَ ويجب الدفاع عنه".
ويضيف طارش، ان "العلاقة مع الجانب الايراني يشوبها بعض التداخل، فلا يمكن تحديد الحدود التي يمكنها التدخل فيها، وكلام قاسم الاعرجي حول عدم وجود اي تواجد للموساد الاسرائيلي في اراضي كردستان، نخشى من عدم حصوله الدعم اللازم، لأن حديثه حول القصف اذا لم يدعمه صانع القرار السياسي العراقي، فانه سيكون تصريح يتيم".
ويتابع، "للاسف كلما كانت السياسة الداخلية متشظية، كانت السياسة الخارجية مفككة ايضا، ونعتقد ان الموضوع سيمر مرور الكرام كبقية المواضيع الاخرى"، متوقعا "اندلاع أزمات مع دول الجوار مستقبلاً، على خلفية التصرفات الإيرانية الاخيرة ضد العراق".
دخلنا الأزمة الدبلوماسية
بدوره، يقول الخبير الأمني، عماد علو، إن "العراق دخل بازمة دبلوماسية مع ايران، بعد اعلانه تقديم شكوى لدى مجلس الأمن ضدها".
ويذكر علو، لوكالة شفق نيوز ان "هناك عدة ركائز تشير الى ان العراق دخل بازمة دبلوماسية كبيرة مع ايران، لعل أبرز هذه الركائز هو تقديم العراق شكوى ضد جارته الشرقية لدى مجلس الأمن، وكذلك سحب السفير العراقي لدى طهران لغرض التشاور بشأن هذا الأمر، واستدعاء السفير الايراني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة نتيجة القصف على اربيل، فضلا عن التصريحات التي ادلى بها رئيس مجلس الوزراء حول قيام ايران بضرب احد المنازل في اربيل بـ12 صاروخاً بأنه تطور خطير في مسار العلاقات الايرانية العراقية"، لافتاً إلى أن "هذه الركائز تعكس ازمة الوضع المتشنج الحاصل بين العراق وايران، والذي قد تظهر بوادره خلال الفترة المقبلة بشكل كبير".
ويؤكد علو، ان "الموقف العراقي كان قوي جدا، ولأول مرة يحصل في مسرى العلاقات العراقية الايرانية بعد عام 2003 "، موضحاً ان " القصف الاخير لاربيل سيزيد من عزلة إيران دوليا وقد ظهرت بوادره خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد الإدانات الواسعة من قادة أمريكا وأوروبا والدول العربية التي دعت لاجتماع عاجل من خلال جامعة الدول العربية".
ويوضح، ان "الرد الايراني حول هذه الاستنكارات والذي بينت فيه أنها ستستمر، بالدفاع عن امنها القومي، وهي حقيقة تصريحات مشابهة لما تقوله قيادات الكيان الصهيوني بأنها تدافع امنها القومي بشأن الحرب الوحشية التي تقودها في غزة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق ايران هجوم اربيل السیاسة الخارجیة لوکالة شفق نیوز ان العراق الى ان
إقرأ أيضاً:
اليوم.. المنتخب الوطني يستهل المشوار أمام نظيره العراقي
الثورة / الكويت
يستهل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، مساء اليوم مشواره في بطولة كاس الخليج بنسختها السادسة والعشرين التي تحتضنها الكويت خلال الفترة (21 ديسمبر الجاري وحتى 3 يناير المقبل).
ويخوض منتخبنا مباراته الافتتاحية أمام نظيره العراقي في الخامسة و25 مساءً بتوقيت صنعاء والكويت على ملعب جابر المبارك الصباح ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبهما منتخبي السعودية والبحرين.
ويتطلع المنتخب الوطني للظهور بصورة متوازنة أمام نظيره العراقي وتفادي تعرض هزيمة كبيرة على غرار الخسارة التي تلقاها في بطولة خليجي 25 بالبصرة والتي خسرها فيها أمام العراق بخماسية.
وتبدو حظوظ المنتخب العراقي هي الأوفر في تحقيق الفوز بالنظر إلى فارق الإمكانات الفنية والبدنية وتاريخ اللقاءات السابقة التي شهدت فوز العراق على منتخبنا في 11 مناسبة والتعادل في ثلاث مواجهات ولم يسبق لمنتخبنا أن حقق أي فوز في مواجهة أسود الرافدين.
وتجمع المباراة الثانية في الثامنة والنصف منتخبي السعودية والبحرين في مباراة تبدو الكفة فيها لمصلحة المنتخب السعودي مع إمكانية تحقيق مفاجأة من جانب الأحمر البحريني.