تعمل المراعي كممتص لغاز الميثان بنفس كثافة الأراضي الصالحة للزراعة تقريبا، جاء ذلك في دراسة أجراها معهد الجغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

تمتص النباتات الموجودة في المراعي غازات الدفيئة من الغلاف الجوي وتساعد أيضا في تخزين الكربون في التربة وتخفيف تغيرات المناخ. جاء ذلك في دراسة أجراها معهد الجغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وتم نشرها في مجلة  "اتحاد إيقاع الكربون" المتاحة لوكالة "تاس" الروسية.

على الرغم من أن خصائص المراعي تسبب انبعاثا مرتفعا إلى حد ما لثاني أكسيد الكربون (CO2) من التربة، فإن النباتات الموجودة في المراعي قادرة على تجميع الكربون من الغلاف الجوي في الكتلة النباتية ونقله إلى التربة، مما يساعد على التخفيف من تغيرات المناخ".

إقرأ المزيد أسباب تدفعك لتجنب تربية الحيوانات البرية في المنزل

وفي الوقت نفسه تعمل المراعي كممتص لغاز الميثان عمليا بنفس كثافة الأراضي الصالحة للزراعة. وعند تقييم انبعاثات غازات الدفيئة من الأراضي الزراعية، يركز معظم الباحثين على الأراضي الصالحة للزراعة. ويتم نسيان المراعي التي تستحق الاهتمام الأكبر رغم أنها تشغل 57.1 مليون هكتار، أو نسبة 15% من الأراضي الزراعية في روسيا وفقا للتقرير الحكومي عن استخدام الأراضي في الاتحاد الروسي عام 2022 والذي تم نشره في نوفمبر عام 2023.

وقد أجريت الدراسة في أثناء العمل على إعداد نظام مراقبة المناخ الروسي الذي تولت الإشراف عليه وزارة التنمية الاقتصادية في روسيا. ومنذ عام 2020 يقوم العلماء في معهد الجغرافيا بقياس انبعاثات غازات الدفيئة على أراضي ثلاث مؤسسات زراعية تقع في مناطق كورسك وريازان وتشوفاشيا، حيث تحافظ الأعشاب المعمرة في المراعي على توازن المادة العضوية في التربة عن طريق إعادة بقايا النباتات إلى التربة. ويزداد توزع محتوى الكربون والنيتروجين في تربة المراعي من الشمال إلى الجنوب تماشيا للقوانين الجغرافية.

وجاء في الدراسة أن المراعي مثيرة للاهتمام من حيث أنها عبارة عن مناطق يلتقى فيها فرعان من الزراعة، وهما إنتاج المحاصيل وتربية الماشية. ومع الزراعة المكثفة الحديثة، تسود المجمعات الكبيرة التي تقوم بتربية الحيوانات في المباني وإطعامها بالأعلاف المركبة. وأما المراعي الصيفية فما زالت موجودة في المناطق التي تتميز بتنقلات الحيوانات عند تربية الأيائل في الشمال وتربية الأغنام في الجنوب مثلا، وفي المناطق الوسطى تستخدم المراعي في المزارع الصغيرة، وعلى سبيل المثال، عندما يحتفظ الفلاحون ببقرة أو بقرتين لكل أسرة ويخرجونها إلى مرعى مشترك في الصيف.

وقالت أولغا سوخوفيفا، الباحثة الأولى في مختبر الجغرافيا الحيوية بمعهد الجغرافيا في روسيا: "من الأمثلة الأخرى على ذلك تربية الخيول، حيث لا يهدف الحفاظ على المراعي إلى التغذية، بل إلى النمو البدني للحيوانات الصغيرة".

مع ذلك فإن المراعي تمتص الميثان بنفس كثافة الأراضي الصالحة للزراعة تقريبا. ويلعب الموقع الجغرافي دورا رئيسيا في وظيفة المراعي، وعلى سبيل المثال تعمل المراعي في تشوفاشيا الشمالية على امتصاص هذا الغاز، بينما تعمل في منطقتي ريازان وكورسك الجنوبيتين كمصادر لغاز الميثان إلى جانب الأراضي الصالحة للزراعة.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري حيوانات أليفة غازات الدفیئة

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا

 نفقت عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا، خلال فصل الشتاء الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بفعل التغير المناخي، لتصبح درجات الحرارة المرتفعة السبب الرئيس وراء انقراض النحل بشكل جماعي.
وأعرب مربو النحل النمساويون، البالغ عددهم 33 ألفًا، عن قلقهم البالغ بسبب نفوق آلاف المستعمرات، من إجمالي نحو 460 ألف مستعمرة على مستوى البلاد، حيث أظهرت الأرقام نفوق نحو ألفي مستعمرة في العاصمة النمساوية فيينا وحدها، بواقع نحو ثلث إجمالي عدد مستعمرات النحل في المدينة، البالغ عددها 6 آلاف مستعمرة، وفقاً لتصريح كورت كروتندورفر، رئيس جمعية مربي النحل في مدينة فيينا.
وأوضح الخبير المتخصص في تربية النحل، أن مدينة فيينا تخسر سنوياً ما بين 10 إلى 15% من إجمالي مستعمرات النحل في العاصمة، مؤكداً أن الوضع أكثر خطورة في بعض الولايات النمساوية الأخرى، وأشار إلى وجود عدة أسباب تساهم في تراجع أعداد النحل، منها استخدام المبيدات الحشرية واتباع أساليب زراعية حديثة يساهم في تقليص النباتات المزهرة ومكافحة الأعشاب البرية في حقول الحبوب، التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق والغذاء.
وشرح الخبير النمساوي طبيعة التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء، حيث تتسبب فصول الشتاء المعتدلة في زيادة إصابة النحل بالطفيليات، وأبرزها "سوس الفاروا"، الذي يلدغ النحل البالغ ويرقاته، مما يسمح للفيروسات باختراق أجسام النحل والقضاء عليها.

أخبار ذات صلة الشعب المرجانية في أستراليا تتعرض لأضرار كبيرة الضحاك: توظيف الطاقات البشرية في الزراعة الحديثة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • وظائف شاغرة في جامعة الجوف
  • الدفاع الروسية: تدمير 6 طائرات مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية
  • البليدة.. تسمم 6 أشخاص بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • 6 أطعمة غنية بالسعرات الحرارية مفيدة لصحتك
  • بيع الخضر والفواكه بهذه الطريقة ممنوع
  • تغير المناخ يتسبب في نفوق عشرات الآلاف من مستعمرات النحل في النمسا
  • تغيرات مهمة في سوق العقارات والمركبات في تركيا
  • تصعيد مفاجئ .. أوكرانيا تتقدم داخل الأراضي الروسية
  • نقابة تدعو إلى التحقيق في "تضارب مصالح" بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة
  • خطيب المسجد الحرام يؤكد أهمية مداومة الأعمال الصالحة حتى بعد رمضان