موقع النيلين:
2025-02-02@00:42:33 GMT

???? التواطؤ لإجهاض المقاومة الشعبية

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT


كانت موافقة القيادة الحالية للبلاد على التفاوض مع حميدتي بجدة خطأً. فقد قاد حميدتي تمرداً، وزاد الطين بِلّةً بأن جلب مرتزقة من خارج الحدود يقاتلون السودان؛ وزاد الطين عفناً بارتمائه في أحضان قوى أجنبية تزوده بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية. ثم لم يدع جريمة إلّا وارتكبها في حق المواطنين العزل الأبرياء؛ وهذه لا يحتاج لشرح.

أمًا ثالثة الأثافي في قبول التفاوض فهي أنه ساوى بين مجرم غازي والجيش الوطني.
ورغماً عن هذا لم نتعظ بعدم التزامه بما التزم به في مفاوضات جدة.
والمحيّر فوق ذلك كله ان القيادة الحالية ظلّت تتعامى عن أن قحت والمليشيا شيئ واحد. وحتى بعد تحالفهما المعلن في اتفاق أديس الأخير، عمدت الحكومة إلى الإمعان في الإنكار أنهما عدو واحد للسودان.

من ناحية أخرى تجاوز كلا رئيسي إثيوبيا وكينيا الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والأعراف المرعية في العلاقات بين الدول المتحاورة خاصة، حين قالا بفراغ سلطوي بالسودان؛ ثم أفرطا في التجاوز بمعاملة المتمرد حميدتي كرأس دولة؛ وكذلك تجاوزت الحدود حكومات جنوب السودان وجيبوتي في دعمهم للمتمرد.

وتلح عليَّ تجربتي الأفريقية أن أقول إن شراء الساسة الأفارقة ( بما في ذلك بعض ساستنا) أسهل من شربة ما؛ والإمارات جاهزة للشراء دوماً؛ والدول الغربية تعبث بهم كيفما شاءت، فهم طوع بنانها.
وما فعلته إيقاد IGAD، كان أقله تجاوز قواعد الإجراءات Rules of Procedures لمنظمة حكومية Inter-Governmental ; ومن ثم فإن التواطؤ والتآمر أوضح من شمس الظهيرة؛ وخيراً فعل السودان ” بتجميد ” تعامله معها في الملف السوداني.

لكن الأنكى استعداد البرهان للقاء حمدوك. وحمدوك هو رئيس الجناح السياسي للمليشيا المتمردة المجرمة (المسمى حديثاً تقدم) وهو والمتمرد حميدتي سواء. وعمالة حمدوك لكل القوى المتآمرة على السودان لم يعد يحتاج لدليل.
حبذا لو علم البرهان أن لقاءه بهؤلاء العملاء إنما قُصِد منه إجهاض المقاومة الشعبية التي أزعجهم ظهورها غاية الإزعاج. ثم إن لقاءه بالعميل حمدوك محبط للملايين التي اصطفت سنداً وعضداً للجيش.
وفي ضوء أن الجماهير كانت تشتكي من عدم إعلان حالة الطوارئ التي تضيق الخناق على المليشيا وكل المتعاونين معها؛ واشتكت في تأخر الحكومة في الدعوة للمقاومة الشعبية؛ ولا زالت تشتكي من عدم التسليح الكافي لعشرات ألوف المتطوعين.

عملياً لم تسلح الحكومة المتطوعين بالقدر الكافي، لكنها سلحت حركات دارفور وأغدقت عليهم بسخاء المليارات من الجنيهات. وشتان بين المتطوعين الوطنيين في المقاومة الشعبية، وبين مسلحي حركات دارفور. ذلك لأن حركات دارفور مليشيات قبلية شئنا أم أبينا. ولاؤها الأصلي لقبائلها وبعد ذلك يأتي أي ولاء آخر، بما في ذلك الولاء للوطن. فلو أن للحكومة خوفاً من تسليح فالأولي الخوف من تسليح مليشيات قبلية، تظل القبيلة لحمتها وسداها. هذا في حين أن متطوعي المقاومة الشعبية هبُّوا لنصرة الجيش وحماية الوطن من كل حدب وصوب وبلا أجندة متحيزة لجهة.
وفي ضوء الرعب المُعلن الذي أصاب القحاتة وداعميهم من الدول؛ تتركّز لديَّ قناعة أن القيادة ترضخ للضغوط الخارجية أكثر. وهذه كارثة وطنية.

تُرى هل نحتاج لتذكرة القيادة أن الاستماع لأنّات الملايين أولى من الاستماع لتآمر الخائن حمدوك وزمرته؟؟
تُرى هل نحتاج لتذكرة القيادة أنها غير مفوضة لتفعل بالسودان ما تشاء، كونه ليس ضيعة مملوكة لها؟

إن اللقاء بحمدوك خيانة للملايين التي تقف بصلابة مع الجيش ضد كل “الحمادكة”. واللقاء معه تواطؤ لإجهاض المقاومة الشعبية – ظهير الجيش – التي هي مخرج السودان الوحيد مما حاق به.

والذي يثير الأسف والدهشة معاً ؛ هذا التقتير في إحاطة الشعب بالمعلومات والتطورات . ليس من الحكمة أو حُسن السياسة أن تترك الجماهير في الظلام سنيناً ؛ وليس من الرأي أن تضرب القيادة صفحاً عن كل صاحب رأي . فالقائد الذي يتصرف كأنه بكل شيئ عليم ، يدّعي الألوهيّة وإن لم يعترف . مؤسفٌ حقاً أن القيادة لا تستشير ولا تستمع لمن يُشير ، رغم قِلّة معرفتها بالسياسة داخليةً كانت أم خارجية. قيادتنا بلا مستشارين وفي الحمى عدد الكواكبِ من مُشير .

غدا بدهيّاً أن القيادة المعتمدة على شعبها أقوى وأدوم حًكماً. وأصبح بدهيّا أن القيادة المُلْتَفِتَة للخارج تتعرى أمام شعبها وتثير شكوكه وتفقد سنده. فلتختر قيادتنا أي السبيلين تَسْلُك.
????السفير عبد الله الأزرق
—————————————
17 يناير 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة أن القیادة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة بالجزيرة

الجيش السوداني والقوات المساندة له أكدوا استعادة مناطق واسعة في محور ولاية الجزيرة- وسط البلاد وتقدم العناصر نحو مناطق جديدة.

مدني: التغيير

أعلن الجيش السوداني اليوم السبت، بسط سيطرته على مدن رفاعة، تمبول والهلالية والحصاحيصا بولاية الجزيرة- وسط البلاد.

وكان الجيش استعاد السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة في 11 يناير الماضي، بعد أن ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أواخر ديسمبر 2023م، حينما انسحب الجيش من قيادة الفرقة الأولى بالمدينة.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش في تصريح صحفي اليوم، إن القوات المسلحة والقوات المساندة لها “تمكنت من طرد فلول مليشيا آل دقلو الإرهابية من مناطق رفاعة، تمبول، الهلالية وتطهير مناطق واسعة بوسط ولاية الجزيرة”.

وكان الجيش قال في وقت سابق من اليوم، إن “متحرك النبأ اليقين بالقوات المسلحة وقوة مكافحة الإرهاب وقوة درع البطانة يتقدمون في محاور الحصاحيصا، رفاعة وتمبول ويكبدون مليشيا آل دقلو خسائر فادحة ويطاردون فلول العدو الهاربة”- حسب تعبيره.

وظهر قائدا متحرك النبأ اليقين عبادي الطاهر وقوات درع السودان أبو عاقلة كيكل في مقطع فيديو، حيث أكد الطاهر أن متحركه و”درع السودان” تمكنا من دخول مدينتي رفاعة والحصاحيصا اليوم السبت.

وتوعد الطاهر قوات الدعم السريع بالاقتصاص منها مقابل ما فعلته في المواطنين السودانيين، وأكد ملاحقتها في كل مكان.

من جانبه، أعلن قائد قوات درع السودان أبو عاقلة كيكل، السيطرة على رفاعة والحصاحيصا وتمبول، وتأمين جسورها، وتقدم القوات، ووصف المتحرك بأنه مميز.

ووصف كيكل الحرب بأنها انتهت، ودعا المواطنين إلى الاستعداد للعودة إلى مناطقهم- كما وعدهم في وقت سابق.

وكانت لجان المقاومة الحصاحيصا، أكدت في وقت سابق من اليوم، أن الجيش والقوات المساندة له استعادت منطقة المحيريبا وقراها ومنطقة طابت الشيخ عبد المحمود.

ولم يصدر أي تصريح رسمي من قوات الدعم السريع بشأن هذه التطورات التي تأتي ضمن الصراع المستمر بين الجيش والدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل العام قبل الماضي.

الوسومأبو عاقلة كيكل الجيش الحصاحيصا الدعم السريع السودان تمبول درع السودان رفاعة ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة بالجزيرة
  • مشهدية القسّام والحاضنة الشعبية في ساحة السرايا تبدد أوهام نتنياهو
  • حميدتي يعترف بخسارة ميليشيات الدعم السريع بعض المناطق أمام الجيش السوداني
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • «حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • عود العُشر !!الارض تتململ تحت اقدام الجيش !!
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • الهيئة الشعبية لابيي : أبناء المنطقة وحدهم من يحددون مصيرها