سواليف:
2025-01-31@20:01:30 GMT

عُدةُ النصر “الدعاء والإستجابة” / نبيل الكوفحي

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

عُدةُ النصر
الدعاء والاستجابة (٦)

نبيل الكوفحي


الدعاء مطلوب بكل أحوال العبد، فهو عبادة يحبها الله، اذ يمثل اقرار الانسان بتوحيد الالوهية الذي يمثل مع توحيد الربوبية والصفات والاسماء معنى الايمان بالله. يقول تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).


الحاجة للدعاء في حال الضيق والكرب مرتبطة بالانسان، لشعوره بالضعف وقلة الحيلة، قوله سبحانه ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه )، وقد وجهنا سبحانه وتعالى لذلك بقوله (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) وجعل عاقبته انه يُمكّن المؤمنين في الأرض وليس فقط كشف الضر.

في معركة بدر الكبرى، كانت ” موازين القوى” مختلة لصالح المشركين، لكن الدعاء كان حاضرا عند الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دعا كثيرا وكان مما قاله ( اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) وكذلك عند المسلمين، وكانت الاستجابة كما جاء في سورة الانفال ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ).
يقول كثيرون ؛ ندعوا ولا يستجاب لنا، ان لقبول الدعاء شروطاً؛ منها صلاح الحال وحضور القلب واليقين بأن الله قادر على الاجابة والالحاح فيه وتحري الاوقات والاحوال المستحبة. ان الاستجابة فضل منه سبحانه، ولا بد ان نستمر بالدعاء سواء حصلت الاجابة بسرعة او لا، كيف لا وهو القائل ( ادعوني استجب لكم) وإذا تأخرت فلحكمة يعلمها ولا نعلمها، والقران الكريم كان واضحا بقوله ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).

مقالات ذات صلة الصمت لغة كاملة الدسم 2024/01/17

في سورة الانبياء التي تسمى بسورة الاستجابة لكثرة ما جاء فيها من استجابة لدعاء الانبياء عليهم السلام، جاءت كلمة ” فاستجبنا” بحرف العطف ” فاء” للدلالة على سرعة الاستجابة، واضح من سياق الايات جميعها انهم كانوا في حالة ضيق واحداث كبيرة، كما في قوله سبحانه بحق سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)، ويتكرر الحال ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ )

إن أهلنا في غزة بحاجة لدعائنا؛ في صلواتنا وخلواتنا وفي الاوقات المستحب فيها الدعاء، فالمؤمنون كالجسد الواحد، وهذا أضعف الايمان. وبأي حال فنحن نؤجر على ذلك، بالتأكيد ليس هذا وحده يكفي لاستحقاق النصر، لكن دوامه من علامات الايمان.

ما احوجنا ان نتعلم الادب مع الله بالدعاء كما فعله الانبياء ونستمر به ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) لعل الله يكشف الكرب وينصر أهلنا في غزة.
والى مقال اخر ان شاء الله

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

‏كان سماحة الشهيد القائد- سلام الله ورضوانه عليه – واضحًا، وصادقًا منذ البدء، فقد كان يعرف ماهيّة عدوّه بالضبط، ولا يخاتل بهذا الشأن قيد أنملة.
ولأنه كان واضحًا، ولا يملك ما يخفيه، فقد وجّه أصحابه منذ البدء بتفريغ محاضراته إلى أوراقٍ مكتوبة، عُرفت بـ “الملازم”، وأن تكتب على وجهٍ واحد من الورقة، ليكتب كلّ مختلفٍ اعتراضاته، وفي مكانها بالضبط!
ولأنه قام بتحديد أعدائه في شعارٍ جامع، فلم يكن من حيث الأصل يعادي من أبناء الأمة أحداً، بقدر ما كان يناصحهم، ويشفق عليهم، ويعتبر من يعادون المشروع من أبنائها محض أدواتٍ لدى العدو الحقيقي، عن خوفٍ أو عن مصلحة، أو حتى عن جهلٍ وانخداع، وضحايا للحرب الناعمة والاستهداف الثقافي الممنهج.
ومنذ البدء فقد كان أعداؤه الحقيقيون يعرفونه، ويستشعرون في شعاره كلّ الخطر، ومذ كان تلامذته يعدّون بالأصابع، فقد كانت أمريكا تحشد عليه كلّ الدولة، بكل طغيانها وجلاوزتها ودعاياتها المكذوبة السوداء، وبكل جيشها في خاتمة المطاف.
وتستغرب الآن بالفعل، كما كان يستغرب في حينه كل الناس: ما الذي أزعج السلطة في شعارٍ يتفق معه كافة اليمنيين، ويعبر بالفعل- وبالضبط- عن دينهم وأخلاقهم وقوميتهم وإرثهم الثقافيّ المتجذر؟!
على أن سماحة الشهيد القائد كان، منذ البدء أيضًا، يعلم بالتحديد ماهيّة المنزعج، وأن السلطة محض أداةٍ وجلّادٍ مأمور!
لهذا فقد وجه أصحابه المعتقلين بالانقسام إلى فريقين، فريقٌ يسأل: من قام باعتقالكم؟ وفريقٌ يجيب: أمريكا!
من قام بتعذيبكم؟ فيما تبقى الإجابة ذاتها!
..
منذ البدء كان جامع صنعاء الكبير يعجّ بأهل الإيمان، ويعجّ أيضًا إلى جوارهم بالمُخبرين! وتذهب إلى غياهب السجن، تذهب وذنبك الوحيد “تكبيرة”! أحيانًا لأنّ “التهمة” ثبتت! وأحيانًا كانوا يلتقطونك لمجرد الاشتباه، لأنك “أوشكت” فيما يبدو! أو لأن مظهرك يوحي- بالفعل- أنك قد قلتها في سِرّك!
لقد كان ذنب “المكبرين” أنهم قالوا: ربنا الله! فيما كان حكامنا يعبدون السفير الأمريكي، إلى حدٍّ يوشك معه المجاز أن يصبح حقيقة!
..
و‏منذ أول لحظة، كان الشعار يستفزّ السفير الأمريكي، وعلى نحوٍ مباشر، وكان الصراع منذ البدء بين مشروعين متنافرين، لا يلتقيان.
وفي رسالةٍ إلى سماحة الشهيد القائد، من والده، – سلام الله عليهما – قال سماحة السيد بدر الدين الحوثي لابنه أن يأخذ حذره، لأنه لا يوجد في عصره من يفهم العدو أكثر منه.
وفيما يبدو، فقد كان العدو- أيضًا- يعرف عن سماحة الشهيد القائد، وعن مشروعه، ما يكفي لأن يتحشد بكله عليه! ويفهم تمامًا أن في مشروعه كل الخطر، وأنّ الصراع بين المشروعين محتّم؛ حتمية الصراع بين ذرية آدم وأتباع الشيطان.
لهذا فقد أشرفت أمريكا على كل الحروب ضد المسيرة، وضد أهلها، هو ضد الشهيد القائد، وضد مشروعه؛ من الأولى وحتى الحرب السادسة، ومنها حتى ثورة ٢١ سبتمبر، ومنها إلى العدوان علينا، إلى أيام الطوفان، إلى الآن وإلى ما شاء الله!
لقد كان عدو المسيرة معروفًا منذ البدء، بلا مخاتلة، وكان عدوها على طول الخط، فيما تغلغل في القلوب شعارها، وعلى نحوٍ مدهشٍ فقد انقشعت كل الدعايات الكاذبة المضادة، وانتصر الشعار.
وانتصرت بحجتها ملازمه! وكلّ ما في الأمر أن سماحة الشهيد القائد لم يقرأ الدنيا بعينٍ واحدة؛ لقد فهمها، ومنذ البدء، أن الأمر يحتاج لعينين لكي تقرأ: “عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث!”، وعن الفرق بين المشروعين فإن مشروع الدجال أعور، فيما خاب من أغمض عن حقائقها إحدى عينيه!
ومنذ الحرب الأولى ذهب أجنادٌ كثيرون لقتال المسيرة، بعضهم عن عقيدة، ليصبحوا فيما بعد من أخلص مخلصيها، وأعزّ شهدائها فينا، وأقربهم فينا إلى القلوب!
وفي الحرب الثانية يتواجه بطلان، على طرفي النقيض، مع المسيرة أحمد العزي، وضدّها حسن الملصي!
كلٌّ فيهما يهمّ بقتل صاحبه، كلٌّ في مترسٍ مختلف! ويشاء الله أن تمرّ اللحظة عليهما بسلام، ويجمعهما فيما بعد مترسٌ واحد؛ ويذهبا إلى الله رفيقين من رفاق الخلود! لا كأعداءٍ وإنّما كأخوين، كلٌّ تجمعه إلى جوار أخيه كتفٌ وبندقيةٌ؛ مسيرةٌ واحدةٌ وشعار!
..
و‏منذ البدء، وفي كل الحروب ضد المسيرة القرآنية، فقد كان السؤال الأكثر حضورًا في أذهان الناس هو: بأيّ ذنبٍ حوربوا؟!
فيما كان الآخر يفتقر إلى الحجة، ولهذا فقد كان يحتاج دائمًا لحشو الإعلام بالأكاذيب، ولأن حبالها “قصيرةٌ” فإنها دائمًا لا تلبث أن تتهتك!
وأمّا عن الصرخة فقد وصلت إلى كلّ قلب، وارتجّ بها من ساحاتنا كلّ ميدان!
والصرخة التي كان محظورًا عليك إطلاقها في باحات الجامع الكبير،قبل عقدين! سمعناها بعد عقدين من قلب غزة، في يومٍ مشهود، وفي ذروة نصر الإسلام على يهود! “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله. يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • خطيب المسجد النبوي: توسط الأموات والأولياء بين المسلم وربه في الدعاء يضيع معنى العبودية
  • “الحراك الجنوبي”: دماء شهداء المقاومة والأمة وقود النصر المظفر
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 
  • “على بلاطة”
  • من سيدة الأرض إلى “إسرائيل” والمطبعين وتجار الحروب..!
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي
  • “لقاء الأربعاء”