الخليج الجديد:
2024-12-23@07:51:31 GMT

مفاجآت جنوب أفريقيا

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

مفاجآت جنوب أفريقيا

مفاجآت جنوب أفريقيا

هل لاحظتم أن هذه الدعوى التي فاجأت الجميع تقريبا بدت حقيقة في الدقائق الأولى لانعقادها بعد أيام من التشكيك والتهوين؟

لهذا كله، نقول إن دعوى جنوب أفريقيا التاريخية حققت جانباً كبيراً من هدفها الكبير فعلاً، بغض النظر عما ستنتهي إليه من نتائج قضائية.

قدم فريق جنوب أفريقيا القانوني 84 صفحة من الشواهد والأدلة والاقتباسات أثبت بها أمران هما صلب القضية كلها: فعل الإبادة الجماعية والنيّة التي سبقته.

إسرائيل استهانت بالدعوى مما يفسّر عصبيّة نتنياهو بعد بدء المحاكمة وسماعه مرافعة فريق جنوب أفريقيا فأطلق تصريحات بلهاء تظهر مفاجأة صاعقة جرّاء محتوى الدعوى.

استخدام فريق جنوب أفريقيا القانوني في المحكمة مصطلح "النكبة" وهو يتحدّث عن تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ويشير للمذابح والمجازر التي ارتُكبت منذ ذلك الوقت ضد الفلسطينيين؟

* * *

هل لاحظتم التفاصيل الصغيرة الدقيقة التي تميّزت بها دعوى حكومة جنوب أفريقيا ضد حكومة الكيان الصهيوني بتهمة الإبادة الجماعية لسكان غزّة في الحرب الدائرة هناك؟ هل لاحظتم أن هذه القضية التي فاجأت الجميع تقريبا بدت حقيقة في الدقائق الأولى لانعقادها بعد أيام من التشكيك والتهوين؟

هل لاحظتهم استخدام فريق جنوب أفريقيا القانوني في المحكمة مصطلح "النكبة"، وهو يتحدّث عن تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين كلها، ويشير إلى المذابح والمجازر التي ارتُكبت منذ ذلك الوقت ضد الفلسطينيين؟ هل لاحظتم أن هذا المصطلح تحديدا كان إحدى أكبر مفاجآت هذه القضية؟

فكل حكومات الدول العربية تتحدّث دائما عن فلسطين المحتلة عام 1967، وتحدّد عاصمتها القدس بصفتها (الشرقية)، وها هي جنوب أفريقيا تأتي لتعيد القضية إلى بدايتها الحقيقية 1948، ما يعني أن هناك مَن ما زال يؤمن بفلسطين الكبرى الحقيقية المحتلّة كلها من البحر إلى النهر من الصهاينة؟ هل لاحظتم الثقة التي كان يتحدّث بها كل أعضاء الفريق وهم يعدّدون جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزّة ويعرّجون على جرائمه في بقية فلسطين؟

هل لاحظتم كيف أن هذا الفريق وثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بالتفصيل وقانونيا، ما يجعل من الصعب نفيها مستقبلا من الاحتلال، أي أنها ستبقى دليلا ثابتا للأبد ضد الاحتلال؟ هل لاحظتم كيف استخدم الفريق تصربحات مسؤولين كبار في حكومة الكيان للتدليل على النية المسبقة لارتكاب الإبادة الجماعية؟

من هذه التصريحات على سبيل المثال تدوينة صغيرة كتبها وزير التراث في حكومتهم عميحاي إلياهو على حسابه في "فيسبوك": "شمال قطاع غزّة أجمل من أي وقت مضى. كل شيء يتم تفجيره وتسويته، مجرّد متعة للعين. يجب أن نتحدّث عن اليوم التالي".

وتصريح آخر كتبه وزير الطاقة والبنية التحتية يسرائيل كاتس يومها على منصة إكس: "أُمر جميع السكان المدنيين في غزّة بالمغادرة على الفور. سنفوز. لن تصل إليهم قطرة ماء ولا بطارية واحدة حتى يرحلوا عن العالم".

وتصريح ثالث للنائب عن حزب الليكود نسيم فاتوري في منصة إكس أيضا: "لدينا الآن جميعا هدف مشترك واحد. محو قطاع غزّة من على وجه الأرض".. وتصريحات أخرى اجتهد الفريق المبدع لتجميعها وترجمتها وتحليلها واستخراج إشارات الإبادة الجماعية فيها وفقا لحيثيّات القضية؟

هل لاحظتم كيف استعان الفريق بكل الوسائل الممكنة، والتي قد لا تخطر على بال، حتى أنه استعان بمقابلة مع الدكتور غسّان أبو ستة في "بودكاست البلاد" الذي تنتجه شبكة الجزيرة باللعة العربية في ما يخصّ محور انتهاك المستشفيات والقطاع الصحي في ملف الدعوى؟

هل لاحظتم إشارة الفريق القانوني لجنوب أفريقيا إلى استعانة نتنياهو بنصوص دينية لتحفيز جنوده على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزّة، وكيف دعم الفريق تلك الإشارة بمقطع فيديو لفقرة العماليق في التلمود التي تحدّث عنها نتنياهو، وهو يوجه رسالة إلى قواته، ما يعني توجيها مباشرا لإبادة كل الفلسطينيين وفقا لمفهوم أسطورة العماليق في تلمودهم؟

لقد أثار الفريق الإعجاب بدقّته وحيويته وثباته وثقته بنفسه، وخصوصا أن الدعوى هي الأولى من نوعها، ما جعل كثيرين يشكّكون بجدّيتها وجدواها، وربما من منطلق هذا التشكيك قبلت الحكومة "الإسرائيلية"، ولأول مرّة، أن تذهب إلى المحكمة مع استطاعتها الرفض كما كانت تفعل دائما.

لكن من الواضح أنها استهانت بالدعوى كلها، وهذا يفسّر عصبيّة نتنياهو بعد بدء المحاكمة وسماعه مرافعة فريق جنوب أفريقيا. يومها قال نتنياهو: "أين كانت جنوب أفريقيا عندما قُتل الملايين وشُرّدوا في سورية واليمن على يد شركاء حماس؟"، وهي تصريحات عشوائية بلهاء تدلّ على حجم المفاجأة الصاعقة التي أصيب بها جرّاء محتوى الدعوى.

84 صفحة من الشواهد والأدلة والاقتباسات التي أثبت بواسطتها فريق جنوب أفريقيا القانوني أمران هما صلب القضية كلها؛ فعل الإبادة الجماعية والنيّة التي سبقته.

لهذا كله، نقول إن دعوى جنوب أفريقيا التاريخية حققت جانباً كبيراً من هدفها الكبير فعلاً، بغض النظر عما ستنتهي إليه من نتائج قضائية.

*سعدية مفرح كاتبة صحفية وشاعرة كويتية

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين جنوب أفريقيا إسرائيل نتنياهو الاحتلال الإبادة الجماعية محكمة العدل الدولية قضية فلسطين الإبادة الجماعیة ة التی

إقرأ أيضاً:

غارات ونسف للمنازل .. الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة

#سواليف

يواصل #جيش_الاحتلال شن #حرب_الإبادة_الجماعية على قطاع #غزة، لليوم الـ441، حيث واصلت مدفعية وطائرات الاحتلال القصف على مناطق عدة، إلى جانب #نسف_المباني السكنية في مدنية #رفح جنوب القطاع.

وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة باستشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة آخرين في قصف جوي استهدفت به #طائرات_الاحتلال منزلاً في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وذكرت مصادر محلية إن مدفعية جيش الاحتلال استهدفت مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، منها #جباليا ومشروع #بيت_لاهيا.

مقالات ذات صلة تراجع أسعار النفط رغم خفض الفيدرالي سعر الفائدة 2024/12/20

وقالت مصادر محلية، إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية في مدينة رفح جنوب القطاع.

ومن جانبه، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بتصريحٍ صحفي مساء أمس الخميس، إن جيش الاحتلال يستهدف مدارس تؤوي آلاف النازحين المدنيين، مشيراً إلى أن ما “يقوم به الاحتلال جنون وعلى العالم أن يستفيق وأن يقول كفى”، إضافةً لتسجيل أكثر من 50 شهيداً بغارات للاحتلال منذ يوم أمس الخميس.

مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 5.48 درجة يهز جنوب أفريقيا
  • زلزال قوي يهز جنوب أفريقيا
  • العزي: تهديد اليمن مغامرة خطيرة والأسهل إنهاء الإبادة الجماعية في غزة
  • تعاون بين فريق وأكاديمية العلياء لتدريب الفريق الأول في العوابي
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل استغلت حق الدفاع الشرعي لتبرير الإبادة الجماعية
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة إلى 45.206 شهداء و107.512 إصابة
  • 644 رياضيا شهيدا جراء حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • غارات ونسف للمنازل .. الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة
  • بعد اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة بسبب الماء.. إليكم مقارنة حصة الفرد قبل وبعد 7 أكتوبر