وهل محمود المشهداني (أفضل) من شعلان الكريّم ما دام الإثنان يمجدان صدام حسين؟!
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
تلقيت قبل يومين رسالة عبر ( الواتساب) من زميل يعاتبني فيها بقوله : ” لماذا لم تكتب مقالاً بشأن (كارثة) تصويت النواب الشيعة لشعلان الكريم، وأنت تعلم جيداً أن لهذا الرجل تاريخاً استفزازياً مؤذياً للعراقيين عموماً، ولضحايا صدام خصوصاً، من خلال تصريحاته في يوم إعدام الطاغية، أو أثناء ما سمي بـ(اعتصام الخيم) وغيرهما من المناسبات، علماً بأن هناك فيديوهات وتسجيلات عديدة يترحم فيها الشيخ شعلان على المجرم المقبور صدام، ويمجد حزب البعث، كما يدعو لحرب طائفية، من خلال قيامه بإطلاق النار في الهواء كأي (عصابچي) وإعلانه عن تأسيس جيش من أبناء السنة لمحاربة الشيعة، لذا أتمنى عليك أن تدعم ضحايا صدام وعوائلهم بمقال منصف، بخاصة وانك ابن إحدى هذه العوائل المضحية”.
انتهت رسالة ( الزميل)، وبات لزاماً عليّ أن أجيب عليها بل وأن اتفاعل معها أيضاً، عبر مقال افتتاحي، يقرؤه زميلي هذا، ومعه كل من يرغب الاطلاع على ما في صدورنا من أوجاع، وخيبات، وجروح أيضاً ..! في البدء، أظن أن تصويت عدد كبير جداً من النواب الشيعة لصالح شعلان الكريّم، خطأ كبير، خاصة وأن الكثير منهم يعتبر هذا التصويت (خيانة) .. وبين يدي الان أكثر من عشرين تغريدة، وبوست، وفيديو لنواب وسياسيين شيعة غاضبين، يتحدثون فيها بقسوة عن (النواب) الذين صوتوا لصالح شعلان الكريم في جولة اختيار البديل لرئيس البرلمان، ومن بين هذه التغريدات ما كتبه النائب فراس المسلماوي على صفحته في موقع “أكس” حيث قال : “ندعو الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب الى مراجعة قرارهم وعدم التصويت لشخصية تمجد حزب البعث المجرم، فالشعب يترقب ولات حين مناص”.
بينما كتبت النائبة ضحى القصير، تقول: “سنعمل بكل الأدوات القانونية والدستورية لمنع من يمجد بطاغية البعث المقبور من الوصول الى منصة الرئاسة، وستكون المحكمة الاتحادية هي الفيصل بيننا، والتاريخ يسجل مواقف الرجال.. وللحديث بقية”..!
أما النائب محمد حسن راضي الشمري فقد قال : إن انتخاب شخصية مثل الشعلان رئيساً للبرلمان العراقي اليوم هي خيانة لدماء الشهداء وضحايا الإرهاب وتسليط يد الإرهاب على رقاب المواطنين، وعلى كل كتلة تبنت الترشيح والدعم أن تتهيأ قابل الأيام للمساءلة أمام الله والشعب”..!
في حين أن النائب حسين نعمة البطاط كتب أيضاً : ” وفاءً لدماء الشهداء من ضحايا النظام المقبور والعمليات الإرهابية من أبناء الشعب العراقي كافة، نعلن أننا لم نصوت لمن سولت له نفسه الترحم على رمز البعث المقبور المجرم صدام، ومن وقف في ساحات الذل الراعية للإرهاب والتي أودت بحياة خيرة شبابنا من أبناء قواتنا الأمنية الباسلة.. وأننا لم نساهم أبداً في تمرير مثل هذه الشخصيات ذات التاريخ الأسود … ” .
وبعد تأجيل الجلسة، كتب أيضاً النائب مصطفى سند مخاطباً بعض النواب بسخرية لاذعة قائلاً : “يلا الخونة..رجّعوا الفلوس” !
والسؤال الذي يجب أن يطرح هنا: إذا كان الكل يتبرأ من عار التصويت، ويرفض، ويدين تمرير شعلان الكريم لمنصب الرئيس، فمن هم إذن الـ (152) نائباً الذين صوتوا لمرشح الحلبوسي، أليس فيهم حوالي 70 نائباً او أكثر من ضحايا صدام الذي يمجده ويترحم عليه الكريّم ؟!
وللحق فإننا لا ننكر وجود نواب وطنيين في دورة البرلمان العراقي الحالية، وقفوا بشجاعة ضد هذا الترشيح، كيوسف الكلابي وفالح الخزعلي وباسم خشان، الذين قدموا عدة دعاوى قضائية لابطال ترشيح الكريّم لمنصب رئيس البرلمان.
وقد أخبرني النائب يوسف الكلابي شخصياً، بأنه لن يتوقف عن استخدام كل الوسائل المشروعة من أجل إبطال عضوية الكريّم من البرلمان كله، وليس من الترشيح لرئاسته فحسب ..”!
أما النائب خشان فقد قال في تصريح صحفي، إن ” شروط من يستلم منصب رئيس البرلمان متكافئة مع شروط من يتولى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وبالتالي فان من يترشح لهذه المناصب لابد ان يكون مستوفياً لجميع الشروط، والكريّم لاتتوفر فيه تلك الشروط”.
إذن، ها نحن نطلع على مواقف الكثير من النواب الشيعة الرافضة لترشح شعلان الكريم، بسبب تمجيده للمجرم صدام، ولكن ثمة سؤالاً ملحاً ينبري هنا، وهو: لمن سيصوت النواب الشيعة، إن لم يصوتوا لشعلان الكريم ؟
والجواب كما معلن: يصوتون لمحمود المشهداني ..!
لكن المشهداني مجّد المقبور صدام أيضاً، حسب بعض الفيديوهات التي يقول فيها الرجل نصاً :” لا زعيم لسنة العراق بعد صدام حسين ..الخ “!
إذن ما الفرق ياباشا بين (عليوي وعلاوي)، إذا كان قياس رفض الترشيح لرئاسة البرلمان يتعلق بـ (تمجيد صدام)، وكلاهما قد مجدا مجرماً أوغل في دماء العراقيين، والحق والعدالة يفرضان إبعاد هذين المرشحين دون تمييز.
ولكن ماذا عن المرشح سالم العيساوي، الذي حقق المركز الثاني في جولة الانتخاب الاولى؟وهنا أتوقف ولن أعطي جواباً، إنما أقترح تشكيل لجنة مشتركة من بعض النواب، وهيئة المساءلة والعدالة، تقوم بالتحقق من التاريخ الشخصي للمرشح سالم العيساوي، والبحث في كل صغيرة وكبيرة عنه، بما في ذلك التسجيلات والفيديوهات، والشهود (المحايدين)، لتأشير موقفه السابق والحالي من المجرم صدام وحزبه الفاشي، فإن تأكدوا من نظافة سجله، فسنصوت له شيعة وسنة ومعها (بوسة) من جبينه، أما إذا ثبت غير ذلك، فما علينا إلا أن نقول له:- أبو داود إلحگ ربعك !! فالحق حق كما يقال .. وقبل أن أختتم اسئلتي، أود هنا أن أطرح أمراً، أبحث فيه بحزن وألم عن السبب الذي يجعل نواب المكون السني الكريم يرشحون أشخاصاً كهؤلاء لرئاسة البرلمان العراقي أو لغيره، ويسببون أذى نفسياً لأخوتهم العراقيين من الأطياف الأخرى التي فجعها صدام بجرائمه، ولماذ ينتخب جمهور المكون السني العزيز، نواباً كالنواب الذين رأيناهم ونراهم في دورات مجلس النواب المتعاقبة- وطبعاً أنا هنا لا أزكي النواب الشيعة، فربما، يكون بعضهم أسوأ من سيئي النواب السنة –
ولماذا يأتون بمثل هؤلاء إلى البرلمان دون غيرهم من أبناء المكون السني المزدحم بالكفاءات العلمية والأكاديمية والثقافية والإدارية، والنضالية، والممتلئ بنجوم الشهادة في سبيل حرية الوطن وكرامته واستقلاله!.. فهل تريدون أن أذكر لكم أسماء مئات المناضلين السنة الذين تصدوا لدكتاتورية صدام وطغيانه، فدفع بعضهم حياتهم ثمناً، ودفع البعض الآخر زهرة شبابه في المعتقلات، أو في المنافي، ومنهم مازال يعيش بيننا، فلماذا لا يتم الدفع بهذه الكفاءات إلى الواجهات التشريعية والتنفيذية، ولمَ الإصرار على تقديم بعض النماذج السيئة التي لاتليق بتمثيل هذا المكون الجميل، وإهمال القامات والكفاءات السنية الراقية، سواء أكانت داخل القوى اليسارية والمدنية، أو الإسلامية المعتدلة، أو عموم المجتمع السني؟!
ولماذا ينتخب الجمهور السني: ” واحد حرامي هوش، والثاني مهرب سجائر، والثالث بعثي، والرابع طائفي، والخامس مهرب أغنام، أو يأتون بذلك (الزعيم) الذي رشح وزيراً بعد أن (حلفه بالقرآن)، على أن يظل تابعاً وذليلاً ومطيعاً، وأن يواصل دفع (المالات) له دون تمرد أو انقطاع حتى آخر يوم له في المنصب “.
وبطبيعة الحال، فأنا لا أظلم أحداً منهم بكلامي هذا، إنما قصصهم باتت معروفة، يراها ويسمعها العراقيون.. ولعل أشهرها، حكاية ذلك النائب السني الذي ظهر على شاشة التلفاز، وهو يقول بفخر أمام الملايين : “جميعنا حرامية، جميعنا نأخذ رشوة، ومن يقول غير ذلك يكذب … ” !
فالح حسون الدراجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات شعلان الکریم من أبناء الکری م
إقرأ أيضاً:
هل عثر على صدام حسين فى سجن صيدنايا ..ما السر وراء توقعات ليلى عبد اللطيف؟
تدور خلال الأيام الماضية شائعات مثيرة حول العثور على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في سجن صيدنايا قرب دمشق، بالتزامن مع ذكرى اعتقاله في 13 ديسمبر 2003، بعد 9 أشهر من الغزو الأمريكي للعراق، تداولت الأوساط الإعلامية هذه التقارير وسط أزمات متلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، مما يثير العديد من التساؤلات حول مصداقية هذه المعلومات، خاصة بعد انهيار النظام السوري في الآونة الأخيرة. فما حقيقة هذه الشائعات؟ وهل من الممكن أن يكون صدام حسين حيًا بعد 19 عامًا من اختفائه؟
هل تم العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا؟صدام حسينتزامنًا مع ذكرى اعتقال صدام حسين، ظهرت تقارير تروي قصة العثور عليه في سجن صيدنايا السوري بعد سنوات من غيابه، ليشعل ذلك مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاشات وفقًا لهذه التقارير، يُقال أن قوات المعارضة السورية عثرت على الرئيس العراقي السابق حيًا في نفق داخل السجن، بعد 19 عامًا من اختفائه، وقد أُرفقت هذه الأنباء بصور تم تداولها على نطاق واسع، تُظهر شخصًا يشبه صدام حسين في ظروف قاسية.
الصورة المفبركةلكن، التحقيقات أظهرت أن هذه التقارير ليست إلا شائعة مبنية على صورة مفبركة تم استخدامها سابقًا في سياقات أخرى، الصورة، التي انتشرت على الإنترنت، تعود في الواقع إلى ميخائيل ساكاشفيلي، الرئيس الجورجي السابق، الذي تم اعتقاله في أكتوبر 2021 بعد دخوله إلى أوكرانيا.
هذه الصور تم تزييفها ووضعت عليها شائعة العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا، ما يبرز كيف يمكن للشائعات أن تنتشر بسرعة في فترات الاضطراب السياسي.
ربط الشائعة بتنبؤات ليلى عبد اللطيفوبينما يعم السجال حول حقيقة الشائعة، ترددت في الأوساط الشعبية والسوشيال ميديا العديد من الأقاويل حول تنبؤات ليلى عبد اللطيف، التي تحدثت في وقت سابق عن عودة شخصية سياسية هامة للحياة بعد الموت، البعض ربط بين هذه التنبؤات وبين الشائعة التي تقول بعودة صدام حسين إلى الحياة، لكن الحقيقة هي أن التنبؤات التي تطلقها ليلى عبد اللطيف عادة ما تثير الجدل، ولا يمكن تأكيد صحتها في الغالب، حيث تظل في إطار التوقعات الغامضة التي يروج لها البعض دون أدلة ملموسة.
لا شك أن الحديث عن عودة شخصيات تاريخية هامة قد يثير خيال الجمهور، ولكن في ظل الظروف السياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، من الصعب أن يكون لهذه التنبؤات أي أساس من الصحة.