يشكل تغير المناخ تهديدا لبقاء الدب القطبي، والآن يواجه تحديا مميتا جديدا: إنفلونزا الطيور، حيث تأكد مؤخرا نفوق دب قطبي من شمال ألاسكا بسبب المرض.

وأثرت السلالة الحالية من إنفلونزا H5N1 على نطاق واسع مقارنة بأي سلالة مسجلة سابقا. وقد شمل ذلك العديد من أنواع الثدييات، مثل الثعالب وثعالب الماء والمنك وأسود البحر والفقمات (بما في ذلك، لأول مرة، الفقمات في القارة القطبية الجنوبية).

ومع ذلك، في حين أن بعض الحالات في الثدييات ارتبطت بأعداد كبيرة من نفوق الحيوانات، فإن الحالات القليلة لدى البشر لم تظهر حتى الآن سوى أعراض خفيفة أو كانت بدون أعراض.

إذن، لماذا توجد مثل هذه الاختلافات بين الأنواع، وما هي الآثار المترتبة على نفوق الدب القطبي بالنسبة لمجموع الدببة القطبية الأوسع، وكذلك الثدييات الكبيرة الأخرى والبشر؟.

لا تتغير الشفرة الجينية البسيطة لفيروسات الإنفلونزا بشكل عشوائي فقط، ولكن أيضا عن طريق إعادة التوزيع، حيث تتبادل الفيروسات ذات الصلة الوثيقة التي تصيب الخلية المضيفة نفسها، المواد الوراثية لإنتاج جينومات جديدة. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تكيف أكبر للغزو والبقاء والتكاثر داخل تلك الأنواع المضيفة.

وربما كانت هذه هي الطريقة التي أصبحت بها سلالة H5N1 الحالية تؤثر على مجموعة متنوعة من أنواع الطيور، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على بعض المجموعات السكانية.

وهناك حاجة إلى تغييرات جينية محددة للغاية حتى تتمكن فيروسات إنفلونزا الطيور من التكيف مع الثدييات المضيفة.

ولم يتم اكتشاف هذه التغييرات بعد في السلالة الحالية لفيروس H5N1. وعلى الرغم من أنه لا يمكن استبعاد انتقال العدوى من فرد إلى فرد بالنسبة لبعض أنواع الثدييات التي تأثرت بفيروس H5N1، فلا يمكن أيضا استبعاد انتقال الفيروس عموديا - أي انتقال الفيروس عن طريق الاستهلاك.

إقرأ المزيد عالم مناعة يحذر من التطور الخطير في فيروس إنفلونزا الطيور

وإذا نظرنا إلى قائمة الثدييات التي أصيبت بالعدوى بسلالة H5N1 الحالية، فسنرى حيوانات آكلة اللحوم.

ونفقت أعداد كبيرة جدا من بعض أنواع الطيور البحرية بسرعة بسبب فيروس H5N1. ويبدو أن احتمالية عثور فقمة أو دب قطبي على جثة طائر مصاب واحد على الأقل وأكلها في مستعمرة في القطب الشمالي تعاني من تفشي المرض، مرتفعة جدا.

وربما تجاوزت الأحمال الفيروسية الهائلة أجهزة المناعة لدى الفقمات، ما أدى إلى الإصابة السريعة والموت دون انتقال العدوى بين الفقمات.

ويظل الكثير من هذا افتراضيا في الوقت الحالي. ولا يمكن التنبؤ بعواقب نفوق الدب القطبي على الثدييات الكبيرة الأخرى بدرجة عالية من اليقين.

ولكن إذا كشفت الاختبارات الجينية أن فيروس H5N1 الذي يصيب الدب القطبي لا يزال غير متكيف بشكل جيد مع الثدييات المضيفة، فقد نتوقع حالات قليلة أخرى في الدببة القطبية.

ومن ناحية أخرى، ونظرا لأن فيروسات الإنفلونزا قابلة للتكيف بدرجة كبيرة، فإن المراقبة المستمرة لسلالة H5N1 تظل ذات أهمية بالغة.

التقرير من إعداد أليستر وارد، الأستاذ المشارك في التنوع البيولوجي وإدارة النظم البيئية، جامعة ليدز.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إنفلونزا الطيور القطب الشمالي امراض عالم الحيوانات إنفلونزا الطیور

إقرأ أيضاً:

رسالة نارية لواشنطن.. "أنصار الله" تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية "فينسون" للمرة الأولى

صناء - الوكالات
نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مزدوجة استهدفت حاملتي الطائرات الأمريكيتين ترومان وفينسون والقطع الحربية التابعة لهما في البحرين الأحمر والعربي، وذلك بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة".

وقد أشار المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون) العميد يحيى سريع.  إلى أنه "الاستهداف الأول للحاملة فينسون منذ وصولها إلى البحر العربي". كما توعد سريع بالمزيد من ما سمّاها "عمليات التصدي والاستهداف والاشتباك والمواجهة" رغم استمرار الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين.

وقد بدأت حاملة الطائرات الأميركية الثانية "كارل فينسون" USS Carl Vinson العمل في مياه الشرق الأوسط منتصف أبريل، ويأتي وصول حاملة الطائرات الثانية ومجموعتها الضاربة إلى المنطقة، في وقت استهدفت فيه الولايات المتحدة الاثنين الماضي، جماعة الحوثي في اليمن بغارات جوية. 

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي التقطها برنامج "كوبرنيكوس" التابع للاتحاد الأوروبي، الاثنين، أن "كارل فينسون"، وقاعدتها الأساسية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا، تعمل شمال شرقي جزيرة سقطرى، قبالة سواحل اليمن بالقرب من مصب خليج عدن.

ويرافق حاملة الطائرات "كارل فينسون" الطراد الصاروخي الموجه من فئة "تيكونديروجا" USS Princeton ومدمرتان صاروخيتان موجهتان هما USS Sterett  وUSS William P. Lawrence.

وأمرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "فينسون" بالتوجه إلى الشرق الأوسط، ووصلت الخميس 10 أبريل، إلى منطقة مسؤوليتها في الشرق الأوسط، لدعم حاملة الطائرات "هاري إس ترومان"، التي تشن غارات جوية ضد الحوثيين منذ 15 مارس الماضي. 

ونشرت القيادة المركزية للجيش الأميركي CENTCOM مقاطع فيديو عبر حسابها في منصة "إكس" أرفقتها بتعليق جاء فيه: "ضربات مستمرة على مدار الساعة من حاملة الطائرات الأميركية هاري إس ترومان (CVN 75) وحاملة الطائرات كارل فينسون (CVN 70) عبر مواقع متعددة للحوثيين المدعومين من إيران".

مقالات مشابهة

  • أرباح الإمارات الإسلامي الربعية تتخطى مليار درهم للمرة الأولى
  • للمرة الأولى منذ 35 عاما.. تفشي مرض الحصبة فى ولاية أمريكية
  • تيمور الشرقية.. ثاني أكثر دولة كاثوليكية في العالم تشارك للمرة الأولى بانتخاب البابا
  • الولايات المتحدة.. تفشي مرض الحصبة في ولاية أمريكية للمرة الأولى منذ 35 عاما
  • للمرة الأولى منذ عقدين.. وفد سوري رسمي يزور واشنطن
  • ما سبب الفوضى العالمية الحالية؟
  • للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين.. وفد رسمي سوري يزور واشنطن
  • وفد وزاري رسمي سوري يزور واشنطن للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين
  • للمرة الأولى من عقدين..وفد سوري رفيع المستوى يتوجه إلى واشنطن
  • رسالة نارية لواشنطن.. "أنصار الله" تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية "فينسون" للمرة الأولى