الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها وحدها
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
دخلت الولايات المتحدة قبل خمسة عشر عاما حقبة لم تعد قادرة فيها على تحقيق أهدافها من جانب واحد. ماهي وجهة نظر بارثولوميو سبارو في ناشيونال إنترست؟
من خلال كتابته لسيرة حياة برنت سكوكروفت، الضابط السابق في القوات الجوية الأمريكية، ومستشار الأمن القومي للولايات المتحدة في عهدي فورد وجورج بوش، يجيب سبارو على سؤال مفاده: ماذا كان سكوكروفت، الاستراتيجي المحنّك، ليفعل في ظل استمرار زيلينسكي في طلب الدعم المالي والعسكري لحرب تبدو بلا نهاية، وانقسام أعضاء الكونغرس والرأي العام الأمريكي؟
آمن سكروكروفت بفكرة "الواقعية المستنيرة"، ومن منظوره فإن أفضل ما تفعله الولايات المتحدة هو تعزيز نظام دولي مستقر وحماية دماء الأمريكيين وثرواتهم.
كان سكوكروفت حذرا من توسيع الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وأيقن أن تقريب حدود الناتو من روسيا سيغضبها، وسيشتت انتباه واشنطن وموسكو عن المخاطر المشتركة الأعمق؛ كالحد من التسلح النووي، كما سيدفع روسيا للبحث عن شركاء استراتيجيين جدد.
والآن وقد توسع الناتو ونشبت الحرب التي ما زالت مستمرة بعد قرابة عامين، ومع كل ما سببته من خسائر للطرفين، كان سكوكروفت سيبحث عن طرق لوقف الموت والدمار والتمسك بمخزونات الأسلحة والحد من الإنفاق. وآخرما كان سيفعله هو الانخراط في حرب أبدية ثم الانسحاب منها بشكل مهين كما حصل في فيتنام.
إن شيطنة روسيا لن تفيد، فحتى خلال أسوأ لحظات الحرب الباردة، حافظ سكوكروفت وزملاؤه في إدارة نيكسون وفورد وبوش على علاقات دبلوماسية مع نظرائهم السوفييت والصينيين. كما انخرطوا معهم في مجالات المصالح المتبادلة، وهذه هي الحنكة السياسية. وتشمل المصالح المشتركة: التجارة والطاقة والتنمية الاقتصادية. يجب البحث عن الإمكانيات لإعادة التعامل مع روسيا من منطلق امتلاكها لأسلحة نووية وموارد طبيعية عظيمة وعلاقاتها مع إيران والصين.
يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على وقف إطلاق النار في أوكرانيا وأن تشجع التفاوض. ومن المرجح أن تضطر أوكرانيا للتنازل عن شبه جزيرة القرم ومنطقة الدونباس الناطقة بالروسية.
كل ذلك يعني أن على الولايات المتحدة أن تجمع حولها دول العالم لتحقيق أهداف كبيرة، كتغير المناخ مثلا، وأن تحشد النوايا الحسنة حول المشاريع الكبرى لا أن تنخرط في حروب أبدية مكلفة.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة الدمار الشامل التغيرات المناخية الطاقة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جورج بوش فورد Ford الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أعضاء "الناتو" يحاولون تطويق ترامب في ملف أوكرانيا
يخطط حلفاء الناتو لضمان عدم تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب من تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
زعماء العالم يحاولون تقييم كيف يعتزم ترامب تغيير السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا
ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن السير كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي سيجتمعان الاثنين لمناقشة ما إذا كان من الممكن إقناع الرئيس جو بايدن بمنح أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ ستورم شادو على روسيا.
وتقول مجلة "نيوزويك" في تقرير لها إن ستارمر، الذي كان يحضر حفلًا في باريس لإحياء الذكرى السنوية الـ106 للهدنة في عام 1918، شارك في اجتماع ثنائي قبل الاحتفالات، مع الرئيس الفرنسي، حيث ورد أنهما كانا على وشك إجراء محادثات حول قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا وغزة.
US allies at NATO scrambled Wednesday to put a brave face on the return of Donald Trump to the White House amid fears the unpredictable Republican could upend European security and pull the plug on Ukraine support @maxdelany https://t.co/5SJqs6fKRw pic.twitter.com/lk2lLHP8X1
— AFP News Agency (@AFP) November 6, 2024وقد يكون لنتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والولاية الثانية لترامب، آثار كبيرة على مستقبل أوكرانيا، وانتقد الرئيس المنتخب حجم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وأشار سابقاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعتباره "أعظم بائع على وجه الأرض".
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي يوم الاثنين إنه يتوقع أن يقف الأمريكيون مع أوكرانيا "طالما استغرق الأمر للتغلب على غزو (فلاديمير) بوتين".
وأكدت تصريحات هيلي على الدعم وسط المخاوف بشأن الصراع.
وتستمر أوكرانيا في القتال ضد روسيا، التي شنت هجوماً واسع النطاق على البلاد في عام 2022، وكانت الولايات المتحدة ثابتة في دعمها لأوكرانيا، حيث قدمت ما يقرب من 106 مليار دولار كمساعدات مباشرة للحكومة في كييف، وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية.
‘NATO is going to have to do more about supplying its own defence in addition to US defence… if you want the US to be engaged then you will have to pull your weight’.
I discuss with @TheSun how Ukraine and NATO should respond to get the best out of Trump's administration. pic.twitter.com/a2N1udTbyl
ومع دخول الحرب في أوكرانيا في طريق مسدود دموي واستمرار التكلفة الإنسانية في الارتفاع، يبدو مستقبل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا غامضاً مع دخول ولاية بايدن أشهرها الأخيرة ومن المقرر أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض.
وفقاً لصحيفة "تلغراف"، سيناقش القادة ما إذا كان يمكن إقناع بايدن بمنح أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ "ستورك شادو" على روسيا، وأفادت الصحيفة أن هناك آمالًا في أن يوقع بايدن على هذا الإجراء.
وتسعى أوكرانيا منذ فترة طويلة للحصول على إذن من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لضرب الأراضي في روسيا بأسلحة بعيدة المدى. وتم رفض هذه الطلبات حتى الآن بسبب المخاوف من أن منح الإذن لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع.
ويُقال إن زعماء العالم يحاولون تقييم كيف يعتزم ترامب تغيير السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا.
وطوال حملته، أوضح ترامب أنه ملتزم بإنهاء تورط الولايات المتحدة في الصراعات الأجنبية.
وصرح الرئيس المنتخب أنه يمكنه إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في يوم واحد، وهي الملاحظة التي أثارت الدهشة على جانبي الصراع.
وقال زيلينسكي إنه يريد صد الغزو الروسي واستعادة الأراضي، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو منذ عام 2014. قد تكون هذه السيناريوهات غير محتملة في فترة ولاية ترامب الثانية.
وتصاعدت المخاوف بشأن خطة ترامب لأوكرانيا بعد تأكيد عدم منح وزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو ولا المندوبة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، وكلاهما مؤيد لأوكرانيا، مناصب في حكومة ترامب، فيما قد يمثل تحولًا في السياسة الخارجية لترامب في ولايته الثانية.
ويوم السبت، نشر دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر للرئيس المنتخب، مقطع فيديو على إنستغرام حيث بدا وكأنه يسخر من زيلينسكي. ويظهر المقطع، الذي شاركته في الأصل سارة بالين، حاكمة ألاسكا السابقة، زيلينسكي عابساً أثناء وقوفه بجانب الرئيس المنتخب ترامب. يقرأ نصاً كتب فيه: "وجهة نظر: أنت على بعد 38 يوماً من فقدان مخصصاتك".
وخلال الزيارة، التقى ستارمر برئيس الوزراء الفرنسي الجديد مايكل بارنييه. وفي منشور على إكس، كتب بارنييه: ""سعيد جداً برؤيتك مرة أخرى في باريس هذا الصباح. الصداقة الفرنسية البريطانية لها تاريخ طويل وعرفت المحن. ستكون ذات قيمة لا تقدر بثمن في مواجهة التحديات التي تنتظرنا".
وفي قمة عقدت في بودابست الأسبوع الماضي، حذر ماكرون من أنه "لا ينبغي لنا أن نفوض أمننا إلى الأبد لأمريكا".