كيف تتعامل الخماسية مع المعطلين للإستحقاق؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": رغم تعاظم الأخطار المحدقة بالمنطقة، من تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة، وإرتفاع السخونة على الحدود الجنوبية مع العدو، وصولاً إلى المواجهة الأميركية ضد اليمن في البحر الأحمر، فإن بعض المسؤولين مازالوا يتصرفون وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، ولا يدركون ما يُحيق بالبلد من تهديدات أمنية، وأزمات داخلية.
ما نشرته «اللـــواء» الإثنين الماضي، عن تحريك السعودية للجنة الخماسية، والإستعداد لعقد إجتماع لسفراء الدول الخمس في بيروت، بحضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، كان يفترض إعلان «حالة طوارئ سياسية»، من كل الأطراف اللبنانية لمواكبة الجولة الجديدة للخماسية، ومحاولات كسر الجمود الحالي في الإستحقاق الرئاسي.
وفيما بدأ السفير السعودي وليد بخاري، وسفراء الدول الأخرى، زياراتهم لكبار المسؤولين والمراجع الروحية، لوضعهم في صورة التحرك المقبل، عادت «حليمة» إلى عادتها القديمة، وبدأ بالتراشق بالإتهامات والمزايدات تتصاعد بين الأحزاب السياسية، وكأن الخلافات المستحكمة بينهم هي قدر لا مفر منه، وكأن السياسة هي فن السجالات والصراعات التي لا تنتهي، وليست مسؤولية إدارة شؤون البلاد والعباد، بما يحقق ويحافظ على المصلحة العامة!
الوضع المتفجر في الجنوب يشغل عواصم القرار الدولي، ويطرح تنفيذ القرار الأممي ١٧٠١، وتحميل الجيش المزيد من المسؤوليات والأعباء للتعاون مع قوات اليونيفيل، ومع ذلك مازال قرار تعيين رئيساً للأركان، وملء الشواغر في المجلس العسكري، محور خلافات حادة بين الأطراف السياسية، دون الأخذ بعين الإعتبار الإنعكاسات السلبية لهذا التعطيل المتعمد، ليس على المؤسسة العسكرية وحسب، بل على ما تبقى من سمعة الدولة اللبنانية، وقدرتها على السيطرة على كامل أراضيها، في حال تم الإنسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبقية المناطق المحتلة.
والأنكى أن أحد أهم أسباب التعطيل هو تعنت وزير الدفاع في معارضة التعيينات العسكرية بحجة الشغور الرئاسي، كما أن فريقه السياسي يحاول تعطيل كل المؤسسات الدستورية، لا سيما مجلس الوزراء ومجلس النواب بالحجة ذاتها. وعندما يتحرك الموفدون والسفراء للمساعدة في إحداث إختراق ما في الجدار الرئاسي، يكون هذا الفريق نفسه، أول المتصدّين لإفشال مهامهم، على نحو ما حصل في اللقاء الأخير بين رئيس التيار الوطني جبران باسيل والموفد لودريان.
فكيف ستتعامل الخماسية مع المعطلين للإستحقاق الرئاسي، والخلافات السياسية اللبنانية المزمنة، والتي تحولت إلى مرض يفتك بمقومات الدولة والوطن؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
يونيفيل تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية
أعربت "يونيفيل"، اليوم الخميس، عن "قلقها من تدمير الجيش الإسرائيلي للمناطق السكنية والزراعية في جنوب لبنان"، مطالبة بتسريع انسحاب القوات الإسرائيلية واستكمال انتشار الجيش اللبناني.
وقالت "يونيفيل"، في بيان لها، إنها "تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب"، مشددة على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 كمسار شامل نحو السلام.
وأضاف البيان، أن "البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، ويشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلاً عن احترام الخط الأزرق".
وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأنه "للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في لبنان، هاجم سلاح الجو الليلة الماضية تجمعات أسلحة حزب الله في عمق البقاع"، مشيرة إلى أنه "يبدو أن بعض الأسلحة تم تهريبها من سوريا إلى لبنان".
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن مصادر أمنية قالت لـ"معاريف" إن إسرائيل عازمة على تنفيذ إجراءات إنفاذ ضد "حزب الله" في جميع أنحاء لبنان ومنع إعادة تسليحه.
وفي الشهر الماضي، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، وبعد بدء دخول الاتفاق حيز التنفيذ، انطلق نازحون لبنانيون للعودة إلى قراهم ومدنهم في الجنوب، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.
وشنّت إسرائيل هجمات عدة، منذ ذلك الوقت رغم سريان الاتفاق، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص على الأقل، جراء غارة إسرائيلية على بلدة مرجعيون جنوبي لبنان.