سواليف:
2025-02-22@09:50:31 GMT

لماذا يسود عدم اليقين في الأردن؟

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

لماذا يسود #عدم_اليقين في #الأردن؟ – #ماهر_أبوطير

كل المعالجات التي تحاول تفسير حالة الانجماد في الأردن، لا تتوقف مطولا عند تفسير مهم يتعلق بالمشاعر السائدة المرتبطة بعدم اليقين حول المستقبل، وهذا هو أخطر التفسيرات.

إضافة إلى التأثر المعنوي، والتأثيرات النفسية والوجدانية، وحالة الغضب وغير ذلك من شراكة مع الفلسطينيين بشأن حرب غزة، فإن عدم اليقين حول المستقبل، هو عنصر أساس في مشهد الانجماد الداخلي، خصوصا، مع دخول الحرب شهرها الرابع، وتوسع الحرب نحو عدة دول.

مرّ الأردن بأزمات متعددة، بعضها كان داخليا، والبعض الآخر ارتبط بالإقليم، لكن هذه الحرب مختلفة، خصوصا، مع التغذية السياسية اليومية في الصياغات الأردنية والعربية والدولية، التي تتحدث عن بضعة عناوين من بينها سيناريوهات التهجير، وامتداد الحرب إلى الضفة الغربية، واعتبار أي تصعيد بمثابة حرب على الأردن، وتوسع الحرب في المنطقة، وتأثر السلع والنفط والملاحة، وكل هذا يعني مجموعة من المخاوف حول المستقبل، وبدون وقف الحرب في قطاع غزة، لا يمكن لحالة الانجماد أن تنتهي، على الرغم من أهمية فك الانجماد لمصلحة الأردن، وما يصب لمصلحة الفلسطينيين في المحصلة، حيث لا تعارض بين الأمرين في المحصلة.

مقالات ذات صلة نجاة مؤقتة 2024/01/17

كل التقارير تؤشر على تراجعات على مستويات الحياة، والإنفاق الاقتصادي، ومحاولة انتشال المجتمع الأردني وإعادته إلى خطه الأساس، لا تنجح كليا، إذ إن هناك ضررا معنويا هائلا أشرت إليه سابقا، ومع هذا عدم اليقين حول المستقبل، وهذا المستقبل لا يمكن حتى الآن شد الأنظار إليه لمجرد الحض على ذلك، أو التذكير بحياة الناس هنا وأولوياتهم، أو من خلال بث التطمينات حول قدرة الأردن على عبور هذه الفترة، لأن الوعي العام لا يتأسس فقط من خلال التوجيه المباشر أو غير المباشر على المستوى الداخلي، بل يتأثر بمجمل تقييمات الأفراد الشخصية، وتجاربهم السابقة، وبعضها من التجارب الموروثة، والمحكية، والمسموعة.

هذا يعني أن استرداد حيوية الداخل الأردني بحاجة إلى ما هو أكبر من خطاب التطمين الداخلي الذي ربما لم يرتق إلى مستويات الموثوقية تماما، وإلى عدم اعتبار الكلام عن محطات لاحقة مثل الانتخابات النيابية نهايات هذا العام باعتبار ذلك تأشيرا على المستقبل السياسي المستقر، وديمومة الخطط، هذا على الرغم من أهمية الكلام هنا عن استحقاق دستوري، وقدرة الدولة على تنفيذه وإدارته في موعده، كما أن تدفق أخبار النشاطات اليومية للفعاليات الرسمية والقطاع الخاص، وعلى الرغم من أهميتها أيضا لتأكيد ديمومة الحياة، إلا أنها تصطدم من جهة ثانية بالصور المتراكمة للحرب، وعدم وقفها، وعدم اليقين إزاء الفترة المقبلة خصوصا مع كلفة جغرافيا الأردن في هذه الحالة حصرا، وهي كلفة مفتوحة أصلا على عدة اتجاهات.

هذا لا يعني الاستسلام للواقع الحالي، بل لا بد من استرداد حيوية الأردن بأسرع وقت ممكن، ومعالجة هذه المخاوف بشكل مبتكر وأقوى، وتخفيف حدة المشاعر السلبية وعدم اليقين، وحين يتحدث الإعلام الإسرائيلي والعربي والغربي عن اليوم التالي لوقف الحرب، فإن دلالة اليوم التالي لوقف الحرب لا تنحصر بصراحة في غزة، بل إن اليوم التالي عنوان يتنزل على كل دول المنطقة بما فيها الأردن، وخطط صياغات الخرائط في المنطقة، هذا إذا توقفت الحرب سريعا.

عدم اليقين بين أبناء الأردن ليس مرده عدم الثقة بالدولة أو بـأنفسهم بل لأن خط التصعيد لا يتراجع، ولأن الألم حين يتحالف مع القلق الشديد، تكون النتيجة التي نراها أمامنا مفهومة، وهذا يعني أن أول خطوات تبدد الحذر بشأن الفترة المقبلة، تبدأ من خطوة وقف الحرب فعليا.

لقد قيل مرارا إن حرب غزة ليست على شواطئ البحر الأبيض المتوسط فقط، بل إنها على حدود الأردن مباشرة؛ بما يعنيه ذلك من كلف ومخاوف وتوقعات ونتائج حالية ومستقبلية.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عدم اليقين الأردن حول المستقبل عدم الیقین

إقرأ أيضاً:

بهيّة الحريري الى الاضواء مجددا: أول زعيمة سنّية

كتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": من جديد، سيغيب الرئيس سعد الحريري عن المشهد الدّاخلي، بعدما نجح في «الاختبار الشعبي» بحشدٍ أثبت أنّ تيّار المستقبل لا يزال موجوداً وقادراً على خوْض الاستحقاقات. سيعود «الزرق» إلى الحياة السياسيّة، ولكن هذه المرّة عبر بهيّة الحريري التي ستنتقل إلى «بيت الوسط» للإشراف على آليات العمل في الانتخابات البلديّة، ومن بعدها النيابيّة، على أن تكون رئيسة كتلة «المستقبل» في ما بعد. «أمّ نادر» ليست طارئة على هذا العالم، هي التي دخلته منذ أكثر من 35 عاماً بعد سنوات من العمل الاجتماعي والتربوي، إلى جانب شقيقها الأكبر، الرئيس رفيق الحريري، ثم إلى جانب نجله. على مدى أكثر من نصف قرن، مثّلت «سيّدة مجدليون» وجدان الحريريّة الشعبيّة وكانت أمينة على العهد والإرث، على الأرض، كما داخل العائلة.

بعد عام 2005، تحوّلت «أمّ نادر» إلى قياديّة سياسية حديدية، ما مكّنها من الوقوف أمام أولياء الأمر في السعودية، ورفض الدّعوة الهاتفيّة من الديوان الملكي لبيعة بهاء بدلاً من سعد عام 2017، قائلة: «نحن مع سعد». الرابط بين بهيّة و«ابنها» الخامس، سعد، يفرض عليها التواصل اليومي معه أو حتّى زيارة سريعة إلى أبو ظبي للاطمئنان إلى صحّته، بعدما علّق عمله السياسي.

الاعتكاف لم يسرِ على بهيّة، التي وإن التزمت بقرار ابن شقيقها في السياسة، واصلت العمل الاجتماعي، واحترفت الاحتفاظ بأوراقها السياسيّة بانتظار عودة سعد. ولثقتها به، لم تحل عاطفتها دون صد الشقيق الأكبر الطامح إلى الإمساك بالإرث السياسي. لذلك مرّرت «عاصفة بهاء» برويّة وحنكة من دون أن تؤجّج الحرب بين الشقيقين.

وعليه، وقفت بهيّة إلى جانب سعد في الذكرى العشرين لاغتيال والده، وسارعت إلى الإيماء برأسها حينما استنجد بها لتحل مكانه في «غيبته الطوعيّة»، متيقّناً بأنّها الأوفى في إعادة الإرث متى سقطت أسباب اعتكافه. سيعود سعد إلى أبو ظبي، وستنتقل «أمّ نادر» إلى بيت الوسط للإشراف على التحضيرات للانتخابات البلديّة التي سيخوضها تيار المستقبل في طرابلس وبيروت وصيدا، ومن ثم لخوض معركة الانتخابات النيابيّة، لتكون الوصيّة الشرعيّة على «الحريريّة» وأوّل امرأة تتزعّم السنّة، بعدما كانت أوّل سنيّة تدخل المجلس النيابي.

غير أن بهية لن تكون سعد وإن حلّت محلّه مؤقّتاً. شخصيّتها المُستقلّة ومرونتها تقودانها حتماً إلى وقعٍ مختلف في المعترك السياسي، فهي أقلّ حدّة في الممارسة وأكثر وسطيّة، وهو ما مهّد له سعد في مواقفه الأخيرة. كما سيكون لها فريقها الخاص في «بيت الوسط»، بغضّ النّظر عن المُعارضين في الدّاخل.

العارفون بمضمون نقاشات «بيت الوسط» يقولون إنّ القرار حول مُشاركة رئيس «تيّار المستقبل» في الانتخابات لم يُحسم بعد، مرجّحين بأن يولي عمّته أمر رئاسة كتلته النيابيّة بعد أن تترشح في بيروت، على أن يكون نجلها الأمين العام للتيّار، أحمد نائباً عن صيدا، إلى جانب اهتمامه بتفعيل نشاطات «التيار»، بعدما قاد عمليّات انفتاح سياسي مع عددٍ من الشخصيّات السياسيّة التي لم تكن تدور في «الفلك الأزرق»، أو كانت حتى الأمس القريب تُعد في «محور الخصوم».
 

مقالات مشابهة

  • «قويم» في يوم التأسيس
  • غوتيريش: الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق مليئة بعدم اليقين
  • النفط والذهب تسجل أكبر مكاسب أسبوعية وسط عدم اليقين بشأن الإمدادات والتوترات الجيوسياسية
  • جوتيريش: الشرق الأوسط يمر بفترة تحول مليئة بعدم اليقين والاحتمالات
  • نائب يتقرب من المستقبل
  • بهيّة الحريري الى الاضواء مجددا: أول زعيمة سنّية
  • التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟
  • لماذا لا تُصدق الضحية؟
  • يوكوهاما يحقق الفوز بسهولة وسط حالة عدم اليقين بشأن أبطال آسيا
  • ‎همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟