لماذا يسود عدم اليقين في الأردن؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
لماذا يسود #عدم_اليقين في #الأردن؟ – #ماهر_أبوطير
كل المعالجات التي تحاول تفسير حالة الانجماد في الأردن، لا تتوقف مطولا عند تفسير مهم يتعلق بالمشاعر السائدة المرتبطة بعدم اليقين حول المستقبل، وهذا هو أخطر التفسيرات.
إضافة إلى التأثر المعنوي، والتأثيرات النفسية والوجدانية، وحالة الغضب وغير ذلك من شراكة مع الفلسطينيين بشأن حرب غزة، فإن عدم اليقين حول المستقبل، هو عنصر أساس في مشهد الانجماد الداخلي، خصوصا، مع دخول الحرب شهرها الرابع، وتوسع الحرب نحو عدة دول.
مرّ الأردن بأزمات متعددة، بعضها كان داخليا، والبعض الآخر ارتبط بالإقليم، لكن هذه الحرب مختلفة، خصوصا، مع التغذية السياسية اليومية في الصياغات الأردنية والعربية والدولية، التي تتحدث عن بضعة عناوين من بينها سيناريوهات التهجير، وامتداد الحرب إلى الضفة الغربية، واعتبار أي تصعيد بمثابة حرب على الأردن، وتوسع الحرب في المنطقة، وتأثر السلع والنفط والملاحة، وكل هذا يعني مجموعة من المخاوف حول المستقبل، وبدون وقف الحرب في قطاع غزة، لا يمكن لحالة الانجماد أن تنتهي، على الرغم من أهمية فك الانجماد لمصلحة الأردن، وما يصب لمصلحة الفلسطينيين في المحصلة، حيث لا تعارض بين الأمرين في المحصلة.
مقالات ذات صلة نجاة مؤقتة 2024/01/17كل التقارير تؤشر على تراجعات على مستويات الحياة، والإنفاق الاقتصادي، ومحاولة انتشال المجتمع الأردني وإعادته إلى خطه الأساس، لا تنجح كليا، إذ إن هناك ضررا معنويا هائلا أشرت إليه سابقا، ومع هذا عدم اليقين حول المستقبل، وهذا المستقبل لا يمكن حتى الآن شد الأنظار إليه لمجرد الحض على ذلك، أو التذكير بحياة الناس هنا وأولوياتهم، أو من خلال بث التطمينات حول قدرة الأردن على عبور هذه الفترة، لأن الوعي العام لا يتأسس فقط من خلال التوجيه المباشر أو غير المباشر على المستوى الداخلي، بل يتأثر بمجمل تقييمات الأفراد الشخصية، وتجاربهم السابقة، وبعضها من التجارب الموروثة، والمحكية، والمسموعة.
هذا يعني أن استرداد حيوية الداخل الأردني بحاجة إلى ما هو أكبر من خطاب التطمين الداخلي الذي ربما لم يرتق إلى مستويات الموثوقية تماما، وإلى عدم اعتبار الكلام عن محطات لاحقة مثل الانتخابات النيابية نهايات هذا العام باعتبار ذلك تأشيرا على المستقبل السياسي المستقر، وديمومة الخطط، هذا على الرغم من أهمية الكلام هنا عن استحقاق دستوري، وقدرة الدولة على تنفيذه وإدارته في موعده، كما أن تدفق أخبار النشاطات اليومية للفعاليات الرسمية والقطاع الخاص، وعلى الرغم من أهميتها أيضا لتأكيد ديمومة الحياة، إلا أنها تصطدم من جهة ثانية بالصور المتراكمة للحرب، وعدم وقفها، وعدم اليقين إزاء الفترة المقبلة خصوصا مع كلفة جغرافيا الأردن في هذه الحالة حصرا، وهي كلفة مفتوحة أصلا على عدة اتجاهات.
هذا لا يعني الاستسلام للواقع الحالي، بل لا بد من استرداد حيوية الأردن بأسرع وقت ممكن، ومعالجة هذه المخاوف بشكل مبتكر وأقوى، وتخفيف حدة المشاعر السلبية وعدم اليقين، وحين يتحدث الإعلام الإسرائيلي والعربي والغربي عن اليوم التالي لوقف الحرب، فإن دلالة اليوم التالي لوقف الحرب لا تنحصر بصراحة في غزة، بل إن اليوم التالي عنوان يتنزل على كل دول المنطقة بما فيها الأردن، وخطط صياغات الخرائط في المنطقة، هذا إذا توقفت الحرب سريعا.
عدم اليقين بين أبناء الأردن ليس مرده عدم الثقة بالدولة أو بـأنفسهم بل لأن خط التصعيد لا يتراجع، ولأن الألم حين يتحالف مع القلق الشديد، تكون النتيجة التي نراها أمامنا مفهومة، وهذا يعني أن أول خطوات تبدد الحذر بشأن الفترة المقبلة، تبدأ من خطوة وقف الحرب فعليا.
لقد قيل مرارا إن حرب غزة ليست على شواطئ البحر الأبيض المتوسط فقط، بل إنها على حدود الأردن مباشرة؛ بما يعنيه ذلك من كلف ومخاوف وتوقعات ونتائج حالية ومستقبلية.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عدم اليقين الأردن حول المستقبل عدم الیقین
إقرأ أيضاً:
كفاءات وطنية لصناعات المستقبل
كفاءات وطنية لصناعات المستقبل
انطلاقاً من رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، فإن الإمارات تؤكد قوة استعدادها للمستقبل عبر استراتيجيات التمكين الفريدة والمتقدمة المعمول بها، وبما يتم اعتماده من خطط عصرية لتأهيل الكفاءات الوطنية وتمكينها من علوم ومهارات العصر وأدواته، ومدها بالقدرة على الإبداع والابتكار لتكون داعماً لعملية التنمية بكل ما يمثله ذلك من استثمار مبكر بالمستقبل في مسيرة لا تعرف الحدود من حيث مستهدفاتها في التحديث والتطوير، ومن خلال الحرص على استدامة تخريج أجيال من المهاريين والمهنيين الحاملين لأرقى الشهادات العلمية، وبكل ما يمثله التعليم والتدريب التقني من أولوية وخيار استراتيجي لتمكين الخريجين من مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة، وهو ما تعمل عليه الصروح والمراكز العلمية التي تحفل بها الدولة وترفد مسارات التنمية الشاملة بشكل دائم بكل ما يلزم من مبدعين قادرين على القيام بدورهم والإضافة إلى سوق العمل، ومنها، وتحت رعاية وحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، تخريج مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني 1,263 طالباً وطالبة من كلية فاطمة للعلوم الصحية، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، وبوليتكنك أبوظبي، وتخلله تكريم سموه 157 طالباً وطالبة حصلوا على مرتبة الشرف، خلال حفل تخريج دفعة عام 2024 في مركز أدنيك أبوظبي.
الخريجون الذين يدعمون تحقيق الأهداف الاستراتيجية لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، تلقوا أفضل وأقوى البرامج المتطورة وبأرقى الأساليب التعلُّيمية الحديثة والأكاديمية والمعايير عالية الجودة التي تعتمدها المؤسَّسات والمراكز المتخصصة في كافة فروعها، وتلبي متطلبات الصناعات المستقبلية في الهندسة والابتكار، والتكنولوجيا النووية، والحوسبة والذكاء الاصطناعي، والهندسة التطبيقية، وعلوم الحاسوب، وصيانة الطائرات، والعلوم الصحية، وهي تخصصات تلبي احتياجات سوق العمل في عدد كبير من أهم القطاعات الحيوية والرئيسية، وتعزز القوى العاملة الصناعية في الدولة بنخبة من الخبراء التكنولوجيين المؤهَّلين، وذلك في الوقت الذي يثبت فيه الخريجون أهمية ما يكتسبونه من علوم ومهارات وقدرات تنافسية تؤكدها الإنجازات التي يحققونها وتساهم في ترسيخ ريادة الإمارات.
استدامة تخريج دورات من القوى العاملة، يدعم تحقيق الرؤى الوطنية، ويمكن الخريجين من التفكير الإبداعي وامتلاك الخبرات اللازمة لما يتم تأمينه من بيئة مناسبة ومحفزة على استخراج الطاقات الخلاقة التي يحملونها، ولترى أفكارهم النور وتتحول إلى مشاريع، وفي الوقت ذاته الإضافة إلى رأس المال البشري الذي يتم إعداده ليقوم بدوره في كافة مسارات العملية التنموية وبكافة الاختصاصات التي تعتبر من محركات التقدم المستدام نحو المستقبل الذي يتم العمل ليكون على قدر الطموحات بالريادة والازدهار.