جنبلاط يستذكر الاتفاق الثلاثي في تغريدة لم تدم: يتحقق على أيّام تيمور!
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": بين ١٥ كانون الثاني ١٩٨٥ و١٥ كانون الثاني ٢٠٢٤، ٣٨ عاماً مضت على سقوط "الاتفاق الثلاثي" بعد عام على توقيعه بين كل من قائد "القوات اللبنانية" آنذاك ايلي حبيقة ورئيس حركة "أمل" نبيه بري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط برعاية سورية، وفي ظل اعتراض مسيحي واسع، ما لبث أن نجح في إسقاطه، بفعل انقلاب قاده سمير جعجع بالتحالف مع الرئيس أمين الجميّل، على حبيقة بعد مواجهات دامية أدّت إلى سقوط نحو ٢٠٠ قتيل.
جنبلاط كتب تغريدة على منصّة "إكس" جاء فيها أن "من الأفضل إعادة التذكير بوقائع الاتفاق الثلاثي وموقفي منه" تاركاً مسألة الاستيضاح التي أدرك أن تغريدته ستدفع إليها في عهدة "الرفيق أكرم شهيّب".
لم تدم التغريدة لوقت طويل إذ عمد جنبلاط إلى حذفها، ربما لعدم ربطها بأيّ حدث آنيّ، خصوصاً في ظل زحمة الأحداث والتطورات التي تشهدها البلاد.
يذكر شهيّب جيداً أن ذلك الاتفاق اقتضى نحو ٤١ طلعة الى سوريا، لم يشارك جنبلاط في أي منها، بل اقتصرت مشاركته على جلسة التوقيع في مكتب نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في حضور بري وحبيقة والوزير السابق فؤاد بطرس الذي فاجأ حضوره، إلى جانب عرّابي الاتفاق كريم بقرادوني وميشال سماحة.
يذكر شهيّب أن جنبلاط أسرّ له وهو يغادر مكتب خدام، بما أسرّ به إلى بطرس عينه، الذي حرص على الابتعاد عن خدام والوقوف إلى جانبه، كما جاء في كتاب مذكرات بطرس، إذ قال أمامه عن الاتفاق إنه "سيُطبّق على أيام ابني تيمور!"، في إشارة واضحة إلى امتعاض جنبلاط من الاتفاق وإدراكه التام أنه لن تُكتب له الحياة نظراً إلى البنود التعجيزية التي وردت فيه ولا سيما في مسألتي صلاحيات رئيس الجمهورية وانتشار الجيش السوري، فضلاً عن رفض الشارع المسيحي له.
كان جنبلاط مدركاً أن الاتفاق لن يرى النور. عندما وقع عليه، أبدى خدام ملاحظة على خطه فأجابه قائلاً "نحنا خطنا واضح"، مستطرداً وهو يرفع عن عينيه نظارته بالقول "ونظارتي ترى البعيد"، تأكيداً منه على عدم اقتناعه بالاتفاق والعمل على تطبيقه في المدى البعيد.
يعود جنبلاط اليوم إلى التذكير بأهمية التوافق بين القوى اللبنانية حول المسائل والاستحقاقات. لا ربط بين الماضي والحاضر ولا صلة بين تغريدة حول ذلك الماضي ومما يشهده لبنان اليوم، إلا في ما يخص التأكيد على الحرص على أهمية التوافق الداخلي وعدم طغيان فريق على آخر!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي يستقبل الكردينال مار بشارة بطرس الراعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مساء يوم الخميس الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي، ببيروت.
خلال اللقاء، قدّم البطريرك الراعي التهاني الأخوية إلى البطريرك بمناسبة عيد ميلاد يسوع وحلول العام الجديد 2025 وعيد الدنح، داعياً له بالصحّة والعافية والتوفيق في أعماله وفي رعايته لأبناء كنيسته وبناتها، ومتمنّياً للكنيسة السريانية الكاثوليكية دوام الازدهار.
رحّب البطريرك بأخيه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، معرباً عن سروره باستقباله في بيته، مجدِّداً التهاني بالأعياد المجيدة، ضارعاً إلى الرب أن يمنّ على لبنان والشرق والعالم بالسلام والأمان، وأن يعمّ الاستقرار والطمأنينة جميع الناس، وأن يكون العام الجديد زمن خير وبركة ونهاية للحروب والأزمات في العالم بأسره.
وأعرب عن الفرح والسرور والارتياح الكبير الذي شمل جميع اللبنانيين بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وبتكليف القاضي نوّاف سلام تشكيل الحكومة الجديدة، ضارعَين إلى الله أن يوفّقه في قيادة دفّة البلاد ورعاية شؤون المواطنين في خضمّ الظروف العصيبة التي يعانيها لبنان. وتمنّيا للرئيس المكلَّف النجاح والتوفيق في تأليف حكومة تكون على قدر تطلُّعات اللبنانيين وتعمل في سبيل نهضة الوطن وازدهاره، بالتعاون بين جميع مكوّناته.
وتناول الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث جدّدا التأكيد على أهمّية الحضور المسيحي فيها وأصالته في عمق أساس البلد، وعلى وجوب المساواة بين جميع المكوّنات في الحقوق والواجبات والحرّيات، وعلى مشاركة الجميع في بناء مستقبل سوريا. كما تطرّقا إلى الأحوال في منطقة الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيها وتحدّياته، ولا سيّما في العراق وفي الأراضي المقدسة، حيث عبّرا عن ارتياحهما لاتّفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزّة.
وتطرّق إلى الشؤون الكنسية والعلاقات الأخوية المتينة بين الكنيستين الشقيقتين، وأمور تتعلّق بالكنيسة الجامعة. وجدّد غبطةُ البطريرك دعوةَ البطريرك الراعي للحضور والمشاركة في رتبة الصلاة الافتتاحية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس، والتي سيستضيفها غبطته مساء يوم السبت القادم في 18 كانون الثاني الجاري.
رافق البطريرك الراعي المطران حنّا علوان النائب البطريركي العام.
حضر اللقاء مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السنيودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.