حافظت جبهة الجنوب على سخونتها على وقع التهديدات الإسرائيلية للبنان، وارتفاع وتيرة المواقف الدولية المحذّرة من توسّع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي توقع الأمين العام للأمم المتحدة بأن تكون «كارثية»، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين.
وكتبت" النهار": بدت عودة التحذيرات الدولية والغربية للبنان بمثابة مؤشر جديد الى خطورة إهمال او تجاهل او حتى التقليل من الاحتمالات المتعاظمة لنشوب حرب وسط وقائع إقليمية آخذة في شحن المنطقة بمعطيات بالغة التوتر على امتداد جغرافيا واسعة من اليمن الى جنوب لبنان.



كما ان حيزا من المشهد الداخلي بدأ يتفاعل مع المعطيات التي تتوقع تحريكا للازمة الرئاسية في ظل ما يتردد عن اجتماع في وقت قريب للمجموعة الدولية العربية الخماسية المعنية بملف الازمة الرئاسية في لبنان في باريس على ان يعقب اجتماعها إعادة استئناف الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان تحركه نحو بيروت وهذه المرة مع أفكار واتجاهات جديدة يظللها موقف منسق وموحد للمجموعة الخماسية في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة.

وتحدثت مصادر مطلعة عن اتجاه محسوم لدى دول الخماسية لفصل أي ربط بين الواقع الميداني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن الأزمة الرئاسية لان من شأن ذلك زيادة التعقيدات المحلية والخارجية التي تعترض انهاء ازمة الفراغ الرئاسي فيما أي تحرك جديد للمجموعة الخماسية سينطلق من اقتناع لدى دولها بالضرورة القصوى لانتخاب رئيس للجمهورية لبدء عودة لبنان الى توازنه الداخلي بما يلجم القرارات الأحادية والمتفردة كتلك التي زجت به راهنا في المواجهات الحربية عند الحدود الجنوبية. وقالت ان هذا الاتجاه يجعل موقف السلطة اللبنانية في موقع حرج دوليا وخارجيا للغاية وهو الامر الذي يفترض ان يكون رئيس الحكومة قد واجهه فعلا في لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والغربيين في دافوس .

ونقلت «نداء الوطن» عن أوساط ديبلوماسية، أنّ فرنسا بدأت تقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية ما أنجز الشهر الماضي من تمديد للقادة العسكريين والأمنيين، وفي مقدمهم قائد الجيش العماد جوزاف عون. ورأت أنّ هذا التمديد يمكن البناء عليه للوصول الى إنجاز مماثل يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وذكرت «البناء» أنه وبعد مغادرة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لبنان، تلقى مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى رسائل إضافية من دبلوماسيين أوروبيين ومن السفيرة الأميركية في بيروت تحذّر من تصعيد «إسرائيلي» لضرباتها على الجنوب وضرورة الإسراع في تهدئة الجبهة وتطبيق القرار 1701 كمرحلة تمهيدية لبدء عملية تفاوض على ملف الحدود للتوصل الى تسوية شاملة.

وكتبت" اللواء": نقل عن الرئيس بري استعداده لملاقاة اي تحرك خارجي، لا سيما تحرك اللجنة الخماسية من اجل اتمام الاستحقاق الرئاسي، نظراً لحاجة لبنان الى رئيس يتولى التفاوض، عندما تضع الحرب اوزارها..
لكن مصادر سياسية مطلعة قالت لـ«اللواء» أن ما من مؤشرات تدل على أن هناك دعوة قريبة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فالمسألة لا تزال تشهد مراوحة على الصعيد الداخلي، في حين يسود الترقب لأي حراك جديد يخرق هذه المراوحة الممتدة منذ أشهر، لافتة إلى أن الحديث عن هذا الملف يتراجع أمام الأحداث في الجنوب. وفهم من المصادر أن زيارة الموفدين من الخارج إلى لبنان ليست بالضرورة أن يكون محورها الاستحقاق الرئاسي، لأن هاجس توسع الحرب لا يزال هو الدافع الأساسي لأي تحرك سواء كان أميركيا أو فرنسيا أو غير ذلك. 
وتحدثت المصادر ان أمام مجلس النواب والحكومة ملفات مالية وغيرها تتحول إلى ضاغطة مع مرور الوقت وتتطلب معالجتها، في الوقت الذي تلوح في الأفق مرحلة لن تخلو من الصعاب على صعيد ارتفاع الأسعار والانقسامات السياسية.

وكتبت" الديار": تؤكد المصادر العليمة، ان اهتمامات الدول تضع ملف لبنان الداخلي في اسفل اهتماماتها، حتى الذين زاروا بيروت من موفدين عرب وأجانب لم يتفاءلوا كثيراً باجتماع للمجموعة الخماسية في شأن الرئاسة اللبنانية اوائل شباط، واشاروا الى ان الأفكار المتداولة فرنسية حتى الان، كما ان عودة لودريان الى بيروت في شباط مرهونة بالاتصالات التي سيجريها، فيما الموفد القطري موجود في لبنان بشكل دائم ويلتقي المسؤولين و يتداول معهم الملف الرئاسي.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ملف لبنان في لقاء لودريان وهوكشتاين الاسبوع المقبل والخازن في بكركي اليوم لرأب الصدع مع الحزب

مجدداً تتجه الأنظار إلى حراك الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين حيث يزور باريس الاسبوع المقبل ويلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان بهدف التنسيق بين الطرفين والتوصل إلى رؤية موحدة من أجل تهدئة الأوضاع في الجنوب. ويأتي ذلك بالتوازي مع زيارات استطلاعية يقوم بها السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو إلى القيادات السياسية بشأن الملف الرئاسي والوضع في الجنوب.
وأكد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة أمس،  أن "الوضع سيء على حدود لبنان ولسنا بعيدين عن حرب واسعة في لبنان"، مشددًا على أن "الحرب بين إسرائيل ولبنان قد تتوسع إقليمياً، ونحن بحاجة للتجديد لليونيفيل قبل آب المقبل".
وفيما نفت واشنطن ما تردد أمس بشأن استعدادات إجلاء أميركية في البحر المتوسط، معتبرة أن دخول السفينة يو إس إس واسب  (USS Wasp)، إلى البحر المتوسط هي جزء من الجهود الأميركية للحفاظ على وجودنا العسكري في المنطقة من أجل تعزيز الاستقرار وردع العدوان، أفادت مصادر متابعة للحراك الخارجي تجاه لبنان أن هناك زيارات لمسؤولين أمنيين خليجيين وغربيين في الأيام المقبلة إلى لبنان من أجل لجم التصعيد.
وبينما بدأت في ايران منتصف الليل عملية فرز الأصوات التي اقترعت للانتخابات الرئاسية، وشهدت واشنطن الخميس مناظرة مفصلية للمرشحين الأميركيين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، فإن لبنان مستمر في الغرق في الفراغ الرئاسي، فكل المساعي والمبادرات المحلية و"الخماسية" باءت بالفشل ولم تجد طريقاً نحو اقناع القوى السياسية بالجلوس سوياً إلى طاولة حوار تنتهي بانتخاب رئيس.
وفي السياق، يزور رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاثنين في عين التينة لاستكمال البحث في طرح التيار الوطني الحر للملف الرئاسي والخروج من الأزمة. وبحسب المعلومات فإن باسيل سيطلع رئيس المجلس على نتائج لقاءاته مع  المكونات السياسية وأن مساعيه أسفرت عن تجميع 86 نائباً يبدون استعداداً للمشاركة في الحوار ويأتي ذلك بعد أن قال بري لباسيل في لقائهما أنه في حال تأمنت مشاركة 86 نائباً والتزموا حضور الجلسات  فإنه سيدعو إلى حوار في البرلمان تتمثل الكتل فيه بنائب أو نائبين.
ودعت مصادر سياسية إلى انتظار ما ستسفر عنه زيارة باسيل لبري معتبرة أن كل المعلومات تشير إلى أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور متوقعة أن يخرج باسيل من عين التينة خالي الوفاض لا سيما وأن بري لن يفتح أبواب المجلس النيابي لدورات متتالية لانتخاب رئيس إلى أجل غير مسمى لا سيما وأن الأوضاع الراهنة المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على لبنان تفرض أن يكون المجلس على اهبة الاستعداد لمواكبة أي تطور قد يحدث والذي يستدعي عقد جلسات تشريعية. ولذلك من المرجح أن يطلب باسيل من رئيس المجلس عقد جلسات انتخابية في أيام محددة ربطا بتعهد الكتل النيابية عدم تطيير النصاب.
إلى ذلك شدد السفير السعودي وليد بخاري على "أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، قائلاً: المملكة العربية السعودية حريصة على لبنان وشعبه للخروج من أزماته"، واكد ان "مساعي اللجنة الخماسية لم تتوقف في مساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس وتتعاون مع الجميع من اجل الوصول إلى حلول تساهم في إنقاذ لبنان مما هو فيه".
وعلى أثر التوتر الذي شاب العلاقة بين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى في الأيام الماضية على خلفية كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد الفائت، يزور النائب فريد هيكل الخازن اليوم الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في إطار مساعيه التي بدأت من أجل التلاقي بين الحزب وبكركي خصوصا وأنه استضاف بشكل دوري خلال الاشهر الماضية ممثلين عن حزب وبكركي في دارته في جونيه في محاولة لفتح أفق التلاقى والحوار.
حكوميا، عرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي واقع الادارات والمؤسسات العامة والبلديات وما تعاني منه من تحديات وصعوبات، وواقع العاملين في القطاع العام لا سيما لجهة الرواتب والاجور.
وتناول البحث ايضا التصوّر الموضوع من قبل مجلس الخدمة المدنية، بالتعاون مع وزارة المال، لاقرار زيادة موضوعية على الرواتب والاجور واقتراح بعض الاجراءات الاصلاحية التي تدخل ضمن خطة الحكومة الشاملة لاصلاح القطاع العام.
كذلك تناول البحث الخطوات المتخذة من مجلس الخدمة المدنية، بطلب من رئيس الحكومة، في موضوع التكليف المخالف للقانون، وفي موضوع كيفية احتساب المؤسسات العامة الادارية والاستثمارية للزيادات والاضافات على رواتب العاملين لديها، تنفيذا لتعميم رئيس الحكومة رقم 16، الصادر في شهر أيار 2024.
ووضعت مشموشي رئيس الحكومة في اجواء اجتماع مجلس المدراء العامين وما تم تداوله خلاله وما تم التاكيد على الالتزام به لا سيما لجهة تشكيل لجنة مصغرة لمتابعة جدول اعمال الاجتماع.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • ملف لبنان في لقاء لودريان وهوكشتاين الاسبوع المقبل والخازن في بكركي اليوم لرأب الصدع مع الحزب
  • التحذيرات الدولية بين الاستخفاف المتمادي والجدّ المرتقب
  • نقاشات الرئاسة بعد أسبوعين.. بخاري: مساعي الخماسية لم تتوقف
  • تصاعد التحذيرات من الحرب الواسعة : هدف إسرائيل شريط بطول 16 كلم
  • لبنان في مواجهة التحديات.. زيارة "حسام زكي" لتحقيق الاستقرار وحسم الشغور الرئاسي
  • بخاري زار دريان: مساعي الخماسية لم تتوقف في مساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس
  • لاختيار مرشحهم الرئاسي... الرعايا الايرانيون في لبنان يقترعون في السفارة الإيرانية
  • جعجع التقى اللجنة الدولية للصليب الاحمر: لإغاثة الاهالي الصامدين في المناطق الحدودية
  • عبد المسيح: الفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس
  • توقعات بتحريك اجتماعات اللجنة الخماسية.. والجامعة العربية جددت مساعيها