ما هو سبب عدم مشاركة فرنسا في الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
الجديد برس:
كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن رفض بلاده طلبا أمريكياً بريطانياً للمشاركة في الهجمات على حركة “أنصار الله” في اليمن، مرجعاً سبب رفض فرنسا المشاركة إلى تجنب التصعيد الإقليمي.
وشدد ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء في قصر الإليزيه، على أن فرنسا لم تشارك في الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على جماعة الحوثي اليمنية لأنها تريد تجنب التصعيد الإقليمي.
وقال الرئيس الفرنسي ماكرون في المؤتمر الصحفي إن “نهج فرنسا في البحر الأحمر دفاعي وأن باريس ستلتزم بهذا الموقف”.
ولم تكن فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي رفضت المشاركة في التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فقد رفضت العديد من الدول الأوروبية المشاركة في هذا التحالف والهجمات، حتى الدول الأوروبية التي أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في ديسمبر الماضي انضمامها إلى التحالف، مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، سارعت إلى إبداء اعتراضها على العمل تحت قيادة الولايات المتحدة.
وأعلنت إسبانيا، التي تتخذ حكومتها موقفا مؤيدا للفلسطينيين، بشكل قاطع أنها لن تنضم إلى التحالف؛ فيما أعلنت فرنسا أن سفنها الحربية” ستبقى تحت القيادة الفرنسية”، بينما أعلنت إيطاليا أنها ستعزز قوة بحرية دولية أخرى بقيادة الولايات المتحدة، لكنها لن تشارك في قوة “حارس الازدهار”، فيما قالت ألمانيا أنها تواصل ألمانيا دراسة الانضمام إلى القوة.
وكانت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية، في وقت سابق من يناير الجاري “إن تردد الدول الأوروبية من في الانضمام إلى التحالف الأمريكي في البحر الأحمر نابع من مخاوف تلك الدول الغربية من تكرار تجربة العمليات الأمريكية الفاشلة في أفغانستان وليبيا، موضحة أن التحالف أصبح متعثراً، ولم تنضم أي دولة مطلة على ساحل على البحر الأحمر إلى التحالف حتى الآن.
وبينت الصحيفة أن التعامل البارد مع الولايات المتحدة من قبل الدول الأوروبية لا يدل فقط على الخوف من أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب إسرائيل، بل أيضًا إلى ضعف التحالف الغربي، مشيرة إلى أن تجربة العمليات الأمريكية الفاشلة في أفغانستان وليبيا تجعل الدول الأوروبية حذرة من بدء مغامرة عسكرية تكون فرص نجاحها غير واضحة، كما هو الحال ضد الحوثيين، حسب تعبيرها.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الدول الأوروبیة البحر الأحمر إلى التحالف
إقرأ أيضاً:
الهجمات الأميركية على اليمن والرسائل إلى إيران
شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مؤكدة أنها قتلت عددا من قادتهم البارزين، في حين حمّلت إيران مسؤولية دعم الجماعة، وأرسلت تحذيرات مباشرة إلى طهران بشأن تداعيات استمرار دعمها للحوثيين.
وتأتي هذه الهجمات في ظل توتر متزايد في المنطقة، وسط اتهامات أميركية لإدارة الرئيس السابق جو بايدن بالتسبب في تصعيد الوضع.
وحسب مراسل الجزيرة في واشنطن أنس الصبار، فإن الضربات على اليمن حملت رسائل مزدوجة، إذ لم تكن موجهة فقط للحوثيين، بل كانت أيضا رسالة واضحة إلى إيران.
فقد أكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن لن تكتفي باستهداف المواقع العسكرية للحوثيين، بل ستوجه كذلك ضغوطا متزايدة على إيران، في سياق إعادة تشكيل العلاقة الأميركية مع الشرق الأوسط في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن هذه الهجمات تمثل نقطة تحوّل في التعامل الأميركي مع الحوثيين، حيث تسعى الإدارة الحالية إلى فرض معادلة جديدة تختلف عن إستراتيجية الضربات المحددة التي انتهجتها الإدارات السابقة.
ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، فإن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن التجارية والحربية الأميركية في البحر الأحمر، وهو ما يضع المواجهة على مسار قد يمتد لأسابيع.
إعلان العلاقة مع إيرانفي السياق ذاته، يرى مسؤولون أميركيون أن هذه العمليات ليست معزولة عن العلاقة مع إيران، إذ إن واشنطن ترى في دعم طهران للحوثيين جزءا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي.
وتشمل هذه الإستراتيجية تقديم دعم استخباراتي وتوجيه مباشر للعمليات التي ينفذها الحوثيون، إضافة إلى تزويدهم بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وأشار الصبار إلى أن التصريحات الأميركية بشأن إيران لم تقتصر على دعم الحوثيين، بل امتدت إلى برنامجها النووي وبرامجها الصاروخية، حيث يروج بعض المسؤولين، لا سيما من الدوائر الجمهورية، لضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد طهران، سواء من خلال تكثيف العقوبات أو حتى اللجوء إلى حلول عسكرية إذا اقتضى الأمر.
كما أن هناك ضغوطا متزايدة من اللوبيات المقربة من الحكومة الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة -حسب الصبار- لدفع إدارة ترامب إلى التصعيد مع إيران، في محاولة لإجبارها على تغيير سياساتها، أو التخلي عن دعمها للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط.
في المقابل، أدانت الخارجية الإيرانية الغارات واعتبرتها انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وردا على التهديدات الأميركية باستهداف بلاده، نفى قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أي دور لطهران في وضع سياسات "أنصار الله" باليمن، محذرا من وصفهم بالأعداء من أن أي تهديد ضد بلاده سيواجه برد صارم ومدمر، حسب قوله.