جمعة رجب جمعة عظيمة، ومحطة مقدسة لدى كل يمنى أصيل فهي بمثابة الحبل السري لدى الجنين في بطن أمة فإذا انقطع الحبل انتقل إلى جوار ربه، فالإنسان اليمني الأصيل مربوط بحبل جمعة الأنصار اليمانيين، فإذا تخلى عن قيمها وسلوكياتها ورسولها ومبعوثها الإمام علي علية السلام، انتقل إلى الخذلان والذل، وطريق مسدود، طريق معاوية وحلفائه، فجمعة رجب لدى اليمنيين بمثابة عيد فرح وانتصار للقضية المركزية والأساسية (الإسلام).
ففي تاريخ السنة السادسة للهجرة قصص وعبر ومنهاج وانتصار تحديدا في أول جمعة من شهر رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام محطة تربوية قيمة اعتاد عليها اليمنيون افتخاراً واعتزازاً بالمناسبة العظيمة وأثرها وبركاتها على المجتمع اليمني، فهي نكهة وميز تفوح في الأفق وتحظى بمكانة تميز بها اليمنيون منذ الصدر الأول للإسلام، فهم من أول من آووا ونصروا وحملوا راية الإسلام عالية منذ فجر الإسلام بقيادة قبيلتين يمنيتين هما الأوس والخزرج، فهذا شرف لكل يمني فهما بداية الأساس في تأسيس الدولة الإسلامية التي أقامها سيدنا محمد بن عبدالله (ص)بعد أن هجره قومه وعشيرته بمكة
فبعد مجيء الإسلام واجه النبي (ص) الصعاب والنكران من قبل المجتمع المكي بدلا من أن يحظى بالشرف والارتقاء، ولكنه للأسف مجتمع أعمى وأصم تمسك بحالة الاستكبار والتجبر والطمع والأكاذيب والإشاعات ففقد عظمة النبي والإسلام ؛ حينها واصل رسولنا المشوار في نشر الإسلام وتحرك رغم قلة الأنصار وتعنت قريش، بقيادة أبو لهب وصدها عن مشروع الله ونهجه القيم، لكن أبى الله إلا أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور بتحرك وعزيمة وجهد رسولنا محمد (ص)، فهيأ الله له الظروف والوضعية لإظهار الدين حينما قال في محكم كتابه ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُـمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) من سورة البقرة- آية (257) صدق الله العظيم …. فجاء المدد والتعزيز من قبل الله بستة من رجال اليمن (الأوس والخزرج) فعند وصوله إليهم اندهشوا فقضوا يتبادلون الكلام قائلين إنهم قاصدون مجيء النبي، حيث وقد كانوا قد سمعوا من اليهود …..فقص لهم النبي القصص فآمنوا به ورجعوا إلى قومهم يذكرونهم، فأشيع في كل دار ذكر وعظمة النبي ببركات الرجال الستة، وتهيأت وضعية الاستجابة والاندفاع للدخول إلى دين الله أفواجا.
حينها أتى موعد العقبة الأولى وازداد العدد ضعفا من الأوس والخزرج للدخول في دين الله أفواجا) وفي العقبة الثانية أكثر من سبعين رجلا.. فشاع خبر مبايعة الأوس والخزرج لنبي الأمة محمد(ص)، فانزعج الأعداء والمرجفون (قريش) وأجمعوا كيدهم ومخططاتهم السرية للنيل منه ومن أنصاره، فأتى، أمر الهي فأخبره جبريل -عليه السلام- وتلا عليه قول الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ)، من سورة الأنفال- آية (30)) صدق الله العظيم….. حينها قرر الذهاب والهجرة الى المدينة بتوجيهات من الله، فعوض بمجتمع المدينة الذي كان يحظى بدرجة عالية من التضحية والبذل والعطاء، وبهذا نالت القبيلتان اليمنيتان الشرف الذي خسره أهل مكة.
اليمن أهل الصمود والثبات والتضحية منذ تاريخ الرسول، ففي غزوة بدر خاطبهم الرسول قائلا ((أيها الناس إن قريشا قد أقبلت بجيش لحربنا فما ترون أشيروا عليَّ) وكان مراده الأنصار، فأجابه سعد بن معاذ (قد آمنا بك وصدقناك فامض بنا يا رسول الله، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء)، فسرّ رسول الله قائلا((سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني انظر إلى مصارع القوم).
فلماذا لا يفخر أهل اليمن وهم من ناصروا سيدنا محمد وأول من أسلموا، فاليمن حبلهم ممدود بحبل النبي منذ وقت طويل، فهنيئا لشعب اليمن وأهلها بتاريخهم الأصيل وثقافتهم وإعلامهم فيكيفنا شرفا كلمات وعبارات رسولنا الكريم حينما قال لأنصاره العظماء من أهل اليمن (المحيا محياكم ؛والممات مماتكم)، فهذا يدل على دور أهل اليمن البارز في نصرة الإسلام ومواجهة الجاهلية الأولى ورفضهم للجاهلية المستقبلية، فأهل اليمن لهم صلة عريقة بالإسلام، فهم من سارعوا للدخول في دين الله افواجا على يد وصي النبي الإمام علي -عليه السلام-، ولنا في سوق الحلقة والمسجد الكبير بصنعاء بركات ودلالات باقية إلى يوم القيامة..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حكم ممارسة الأشخاص الملاكمة كرياضة بدنية
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعبن عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: هل يجيز الإسلام ممارسة الملاكمة كرياضة؟.
وقات دار الإفتاء إنه يجوز شرعًا ممارسة الملاكمة كرياضة؛ لما فيها من التقوية البدنية والذهنية، ولكن بشرط ألا تلهي عن ذكر الله وأداء الواجبات، وألا يترتب عليها أي ضرر أو إيذاء للغير يضر بالنفس أو العضو يمنعها من أداء وظيفتها الشرعية، وألا يكون فيها كشف للعورة، وأن لا يكون الهدف من ممارستها القمار أو الميسر.
وأضافت الإفتاء أن الرياضة مباحة شرعًا لما لها من الفوائد العظيمة التي تعود على الإنسان، فإنها تقويه جسمانيًّا وذهنيًّا؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ» رواه ابن ماجه، وقد مارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرياضة بالفعل، حيث كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها فتسبقه مرة ويسبقها مرة، ويقول لها: «هَذِهِ بِتِلْكَ» رواه أحمد وغيره.
وقد اهتمت دول العالم كلها بالرياضة التي دعا إليها الإسلام منذ ظهوره؛ لما للرياضة من أهمية في تربية النشء وإعداد الشباب؛ ليكونوا قوة لوطنهم وعدة له؛ تنفيذًا لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ [الأنفال: 60].
وأوضحت الإفتاء أن الملاكمة من أنواع الرياضة التي أباحها الإسلام لما فيها من تقوية البدن، وذلك بضوابط وشروط أهمها:
- ألا يترتب على الملاكمة أي ضرر أو إيذاء للغير يضر بالنفس أو العضو ضررًا يمنعها من أداء وظيفتها الشرعية؛ لأن الضرر منهي عنه شرعًا؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» رواه أحمد وابن ماجه.
- ألا تلهي عن ذكر الله وأداء الفروض والصلوات في أوقاتها، ولا تعوق عن أداء حقوق وواجبات الآخرين.
- ألا يكون فيها كشف للعورة التي أمر الشرع بسترها، والعورة كما حددها فقهاء الإسلام ما بين السرة إلى الركبة للرجال وجميع جسد المرأة ما عدا الوجه والكفين للنساء.
- ألا يكون القصد من وراء ممارستها ارتكاب أي نوع من أنواع القمار أو الميسر.
وأكدت الإفتاء أنه إذا توافرت هذه الشروط والضوابط كانت لعبة الملاكمة جائزة شرعًا، وإذا لم تتوافر كانت من الأعمال المحرمة المنهي عنها شرعًا.