الثورة نت:
2025-02-03@06:44:16 GMT

جمعة رجب وأهل اليمن !

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

 

 

جمعة رجب جمعة عظيمة، ومحطة مقدسة لدى كل يمنى أصيل فهي بمثابة الحبل السري لدى الجنين في بطن أمة فإذا انقطع الحبل انتقل إلى جوار ربه، فالإنسان اليمني الأصيل مربوط بحبل جمعة الأنصار اليمانيين، فإذا تخلى عن قيمها وسلوكياتها ورسولها ومبعوثها الإمام علي علية السلام، انتقل إلى الخذلان والذل، وطريق مسدود، طريق معاوية وحلفائه، فجمعة رجب لدى اليمنيين بمثابة عيد فرح وانتصار للقضية المركزية والأساسية (الإسلام).


ففي تاريخ السنة السادسة للهجرة قصص وعبر ومنهاج وانتصار تحديدا في أول جمعة من شهر رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام محطة تربوية قيمة اعتاد عليها اليمنيون افتخاراً واعتزازاً بالمناسبة العظيمة وأثرها وبركاتها على المجتمع اليمني، فهي نكهة وميز تفوح في الأفق وتحظى بمكانة تميز بها اليمنيون منذ الصدر الأول للإسلام، فهم من أول من آووا ونصروا وحملوا راية الإسلام عالية منذ فجر الإسلام بقيادة قبيلتين يمنيتين هما الأوس والخزرج، فهذا شرف لكل يمني فهما بداية الأساس في تأسيس الدولة الإسلامية التي أقامها سيدنا محمد بن عبدالله (ص)بعد أن هجره قومه وعشيرته بمكة
فبعد مجيء الإسلام واجه النبي (ص) الصعاب والنكران من قبل المجتمع المكي بدلا من أن يحظى بالشرف والارتقاء، ولكنه للأسف مجتمع أعمى وأصم تمسك بحالة الاستكبار والتجبر والطمع والأكاذيب والإشاعات ففقد عظمة النبي والإسلام ؛ حينها واصل رسولنا المشوار في نشر الإسلام وتحرك رغم قلة الأنصار وتعنت قريش، بقيادة أبو لهب وصدها عن مشروع الله ونهجه القيم، لكن أبى الله إلا أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور بتحرك وعزيمة وجهد رسولنا محمد (ص)، فهيأ الله له الظروف والوضعية لإظهار الدين حينما قال في محكم كتابه ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُـمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) من سورة البقرة- آية (257) صدق الله العظيم …. فجاء المدد والتعزيز من قبل الله بستة من رجال اليمن (الأوس والخزرج) فعند وصوله إليهم اندهشوا فقضوا يتبادلون الكلام قائلين إنهم قاصدون مجيء النبي، حيث وقد كانوا قد سمعوا من اليهود …..فقص لهم النبي القصص فآمنوا به ورجعوا إلى قومهم يذكرونهم، فأشيع في كل دار ذكر وعظمة النبي ببركات الرجال الستة، وتهيأت وضعية الاستجابة والاندفاع للدخول إلى دين الله أفواجا.
حينها أتى موعد العقبة الأولى وازداد العدد ضعفا من الأوس والخزرج للدخول في دين الله أفواجا) وفي العقبة الثانية أكثر من سبعين رجلا.. فشاع خبر مبايعة الأوس والخزرج لنبي الأمة محمد(ص)، فانزعج الأعداء والمرجفون (قريش) وأجمعوا كيدهم ومخططاتهم السرية للنيل منه ومن أنصاره، فأتى، أمر الهي فأخبره جبريل -عليه السلام- وتلا عليه قول الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ)، من سورة الأنفال- آية (30)) صدق الله العظيم….. حينها قرر الذهاب والهجرة الى المدينة بتوجيهات من الله، فعوض بمجتمع المدينة الذي كان يحظى بدرجة عالية من التضحية والبذل والعطاء، وبهذا نالت القبيلتان اليمنيتان الشرف الذي خسره أهل مكة.
اليمن أهل الصمود والثبات والتضحية منذ تاريخ الرسول، ففي غزوة بدر خاطبهم الرسول قائلا ((أيها الناس إن قريشا قد أقبلت بجيش لحربنا فما ترون أشيروا عليَّ) وكان مراده الأنصار، فأجابه سعد بن معاذ (قد آمنا بك وصدقناك فامض بنا يا رسول الله، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء)، فسرّ رسول الله قائلا((سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني انظر إلى مصارع القوم).
فلماذا لا يفخر أهل اليمن وهم من ناصروا سيدنا محمد وأول من أسلموا، فاليمن حبلهم ممدود بحبل النبي منذ وقت طويل، فهنيئا لشعب اليمن وأهلها بتاريخهم الأصيل وثقافتهم وإعلامهم فيكيفنا شرفا كلمات وعبارات رسولنا الكريم حينما قال لأنصاره العظماء من أهل اليمن (المحيا محياكم ؛والممات مماتكم)، فهذا يدل على دور أهل اليمن البارز في نصرة الإسلام ومواجهة الجاهلية الأولى ورفضهم للجاهلية المستقبلية، فأهل اليمن لهم صلة عريقة بالإسلام، فهم من سارعوا للدخول في دين الله افواجا على يد وصي النبي الإمام علي -عليه السلام-، ولنا في سوق الحلقة والمسجد الكبير بصنعاء بركات ودلالات باقية إلى يوم القيامة..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة

أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر المصدر الأساسي والجوهرى للتربية بالقدوة، مشيرًا إلى أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نموذجًا عمليًا ومثالًا حيًا في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعامل مع الأهل والأصحاب والمجتمع.

التعامل مع الصحابة نموذج للتواضع والإنسانية

وأوضح الدكتور أحمد نبوي خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة كان يمثل قمة التواضع والتراحم. فقد كان لا يرفع قدمه في مشيته بين أصحابه، ولم يكن يتكبر عليهم أو يتفاخر بمكانته. حتى في الأمور الشخصية مثل ملابسه أو مظهره، كان دائمًا يطبق مبدأ "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" في حياته العملية والشخصية، مما جعله نموذجًا في التواضع والرحمة.

الوفاء العظيم مع السيدة خديجة رضي الله عنها

وأضاف الدكتور نبوي أن التربية بالقدوة تظهر بوضوح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الزوجية، خاصة في تعامله مع السيدة خديجة رضي الله عنها. 

فقد كانت السيدة خديجة رمزًا للوفاء والنبل والعطاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُظهر لها تقديرًا خاصًا حتى بعد وفاتها. 

فعلى الرغم من مرور سنوات على وفاتها، كان يكرم صديقاتها ويرسل إليهن الطعام بيده، مما يعكس الوفاء الكبير الذي كان بينهما، ويُظهر التزامه بمبادئ العطاء والرحمة في حياته الشخصية.

حياة زوجية مثالية بين النبي والسيدة خديجة

وتابع الدكتور أحمد نبوي بالحديث عن الحياة الزوجية بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة، حيث عاشا معًا 25 عامًا من الحياة المشتركة التي كانت مليئة بالحب والرعاية. كانت السيدة خديجة تواسيه بمالها وجاهها، وكان بينهما علاقة مليئة بالحنان والأمان. وعندما توفيت، استمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرها والافتقاد لها، مما يعكس عمق الوفاء والعطاء بين الزوجين، ويُعد نموذجًا للرحمة المتبادلة في العلاقات الزوجية.

النموذج النبوي في تعامل الأزواج

وأكد الدكتور نبوي على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في تعامله مع السيدة خديجة على الحب والتقدير فحسب، بل كان أيضًا يُرسل إليها السلام من الله عبر سيدنا جبريل عليه السلام، ويُخبرها بأنها ستنال بيتًا في الجنة من قصب. هذه المواقف العظيمة تمثل درسًا عمليًا لنا جميعًا حول كيفية التعامل مع الزوجة بما يتسم بالحب والوفاء والتقدير.

دعا الدكتور أحمد نبوي جميع الشباب والفتيات المقبلين على الزواج إلى أن يتأملوا في هذا النموذج النبوي الرائع بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة، وأن يجعلوه مرشدًا لهم في حياتهم الزوجية. وأكد أن هذا النموذج ليس مجرد قصة تاريخية، بل هو مثال تطبيقي وقيم حية يمكن أن تُسهم في تحسين حياتنا الزوجية والمعاملات اليومية، خاصة في زمننا المعاصر الذي يحتاج إلى المزيد من الرحمة والوفاء بين الزوجين.

مقالات مشابهة

  • ماذا أقول بعد الأذان؟.. بـ16 كلمة تحل لك شفاعة النبي
  • محبة آل البيت.. فريضة إيمانية وسُنّة نبوية تقربك من الله ورسوله
  • شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات
  • لماذا قال سيدنا النبي عن شعبان شهر يغفل فيه الناس ؟
  • علي جمعة: حب الله ورسوله وأهل بيته من أركان الإيمان
  • ناشط عربي يوجه دعوة عاجلة لحزب الإصلاح في اليمن إلى التوقف عن هذا الأمر فورًا
  • مستشارة شيخ الأزهر: موقف النبي مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم يعكس احترام ذوي الإعاقة
  • فضل شهر شعبان .. وهل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركة
  • فضل شهر شعبان .. وهذه الأحاديث الصحيحة الواردة فيه و هل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركة
  • الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة