أمريكا هي من تسعى لإشعال الحروب والفتن والجرائم والإرهاب في المنطقة والعالم

دعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، الأنظمة الإسلامية والعربية للأخذ بزمام المعركة وألّا تبقى مطية للتطبيع مع إسرائيل أو تقبل أن تُضرَب ثم لا يكون لديها رد.
وقال محمد علي الحوثي – في حوار أجرته معه قناة “TRT عربي – “نحن في زمن الرد ولسنا في زمن الخضوع، فالخضوع انتهى بالنسبة للوطن العربي، وإذا كان العدو يحمل سلاحا أقوى فنحن بالله تعالى – وبعدالة قضيتنا الفلسطينية – أقوى من التحالفات التي يحاول الأمريكي جلبها إلى المنطقة”.


وأكد أن جميع الأنظمة العربية ليست بمنأى عمّا يفعله العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، ولا يوجد لها أي مبرر لأن تتوقف وتسكت.
وتطرق عضو السياسي الأعلى عن عدالة القضية الفلسطينية وجرائم العدو الصهيوني ودور الأمريكي والبريطاني في إشعال الحروب في المنطقة، لافتا إلى أن الحل بسيط ويتمثل في وقف العدوان عن غزة وفك الحصار عن أهلها والذي لا يحتاج إلى جمهرة وعسكرة في البحر الأحمر والبحر العربي أو أي منطقة في الوطن العربي.
الثورة / سبأ

وفي ما يلي نص الحوار:
• القناة: للحديث عن الاضطرابات الأخيرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتداعياته وأسبابه، أرحّب من صنعاء بضيفي عضو المجلس السياسي الأعلى السيد محمد علي الحوثي، سيد محمد أهلاً ومرحباً بك معنا عبر هذه التغطية المستمرة من TRT عربي في إسطنبول، بدايةً كان لكم تصريح أخير يتحدث عن توسّع نطاق استهدافاتكم لتشمل ما هو خارج منطقة باب المندب، وبالأمس ثمة استهداف أيضاً في خليج عدن، ما هو نهجكم وتوجهكم الحالي؟
– محمد علي الحوثي: نهجنا وتوجهنا هو التوجّه الذي تم الإعلان عنه منذ البداية، أننا سنستهدف السفن الإسرائيلية والمتجهة إليها ـ كما تحدثتم في التقرير الذي سمعناه قبل قليل في قناتكم ـ وذلك رداً على العدوان الكبير والإبادة الجماعية والجرائم والإرهاب الذي يُمارَس على إخواننا في غزة، وهذا هو الموقف الطبيعي والإيجابي، لأن كل من يؤمن بقضية معينة وبعدالة قضية معينة سيُترجم ذلك الإيمان إلى أفعال حقيقية من أجل نصرة القضية التي يؤمن بها. فنحن عندما نتجه في هذا الاتجاه هو من أجل نصرة إخواننا في فلسطين، لكن الغرب يحاول ـ بكل ما في وسعه ـ للتضليل عبر الإعلام لصرف الأنظار عن مشاهدة الإبادة اليومية والمستمرة في غزة وحرفها باتجاه مزاعم غير صحيحة عن وجود مخاطر أخرى مثلما يتحدث عن مخاطر أمام السفن في البحر الأحمر أو في البحر العربي.

• القناة: يعني أنتم ترون أن القضية الفلسطينية هي الأساس وما ينتج عنها هي فروع بسبب ما يجري في غزة؟
– محمد علي الحوثي: نعم، والأمريكي يريد أن يتوّه الجميع حتى إعلامياً، لأنه عندما ازداد الضغط الإعلامي على الأمريكي وعلى البريطاني حاولوا أن يحرفوا الإعلام للحديث عن أن هناك قضية كبيرة وأن هناك استهدافا للإنسانية وكذا وكذا، مع أن ما يدّعونه غير صحيح وغير مبَرَّر وعارٍ عن الصحة تماماً. تلحظ أنهم منذ بداية العمليات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية وإلى اليوم لم يكن هناك إغلاق للممر ولم يكن هناك أي شيء إلا عندما أمَرَتْ أمريكا ووجّهت السفن بأن تتوقف أو أن تمر بحذر. الأمريكي يقول “تمر بحذر”! كيف تمر بحذر في منطقة خطرة إذا كان الموضوع كما يدعي أنها منطقة خطرة؟ مع أننا نقول لا يمكن أن يَمس السفن التي تتجه إلى غير إسرائيل أو التي لا تملكها إسرائيل أي أذى طوال الفترة.
كان المفترض أن يتجه الأمريكي والبريطاني مع بقية دول العالم لفك الحصار عن أبناء غزة وإيقاف العدوان، وهذا هو الشيء الصحيح وهذا هو الحل البسيط الذي لا يحتاج فيه إلى جمهرة ولا إلى عسكرة البحر الأحمر أو العربي أو غيرها من المناطق في الوطن العربي.

• القناة: طيب، هذا في ما يخص مضيق باب المندب، ولكن لكم تصريحات قلتم فيها بأنكم ستوسعون بنك الأهداف وبأن المصالح الأمريكية والبريطانية كلها أصبحت أهدافاً مشروعة لكم، ما الذي يعنيه ذلك وما مدى تخوفكم أيضاً من توسع نطاق هذه الحرب وتأثيراتها الدولية والإقليمية والاقتصادية؟
– عضو المجلس السياسي الأعلى: نحن قلنا ـ أكثر من مرة وفي أكثر من وقت ـ إن الأمريكي لا يعترف إلا بالقوة، هو لا يعترف بالإنسانية ولا يبحث عن الإنسانية ولا يمكن أن يدافع عن الإنسانية، لا هو ولا البريطاني.. كيف يحملون الإنسانية وهم يدعون إلى فاحشة المثلية “الشذوذ” ويعملون باستمرار من أجل استهداف الإنسانية وإبادة الإنسان؟ عندما يقول الأمريكي إنه لا يريد توسيع المعركة، فالمفترض أن يوسع الجميع المعركة لأنه هو من يقف حجر عثرة أمام إيقاف الإبادة لإخواننا في غزة. وعندما يُعلن الأمريكي بأنه لا يريد توسيع المعركة فهو ـ في الوقت نفسه ـ من يذهب لتوسيع المعركة.
قلنا لهم ـ في أكثر من مكان وفي أكثر من مقابلة، وكما تحدث السيد القائد حفظه الله – أنه إذا تم الاعتداء فسيتم الرد. وهذا لا يمكن أن يتجاهلوه، نحن في زمن الرد لسنا في زمن الخضوع، فالخضوع انتهى بالنسبة للوطن العربي، ويجب على الأنظمة الحالية سواءً الإسلامية أو العربية أن تأخذ بزمام المعركة وألّا تبقى مطية للتطبيع أو تقبل أن تُضرَب ثم لا يكون لديها رد، هذا هو زمن الرد، هو يحمل سلاحا ونحن نحمل سلاحا، وإن كان يملك سلاحا أقوى فنحن بالله أقوى وبقضيتنا وعدالة قضيتنا وعدالة القضية الفلسطينية أقوى من كل هذه التحالفات التي يحاول الأمريكي أن يجلبها إلى المنطقة.

• القناة : في ما يخص ردكم على الاستهدافات الأمريكية البريطانية وأيضاً فيما يخص العمليات التي تقومون بها في مضيق باب المندب وفي منطقة التجارة عبر البحر الأحمر، الآن القصف الأمريكي البريطاني طال عدة أهداف تابعة لكم في مناطق متفرقة في اليمن وكان هدفه المعلن هو إضعاف قدراتكم، ما نتائج هذه العمليات؟ وما مدى تحقيقها لأهدافها؟
– محمد علي الحوثي: أولاً نقول لهم جميعاً أنهم هم من يذهبون إلى إشعال المنطقة وإلى إشعال الحروب. وبالنسبة للاستهدافات الجوية فلديهم عبرة، طوال تسع سنوات ظلوا يستهدفون الجمهورية اليمنية، وكانوا منذ اليوم الأول من إطلاق عملية ما أسموها “عاصفة الحزم” يقولون إن قواتنا كلها انتهت وإنهم استطاعوا أن يصلوا إلى إنهاء الصواريخ وكل الأشياء التي تحدثوا عنها خلال تلك الفترة، ومع ذلك لم يحققوا شيئاً.
ونحن نقول لهم دائماً إن من يملك الأرض ومن يملك عدالة القضية هو من يستطيع أن يواجِه، والانتصار في الأخير سيكون بإذن الله بيده، فنحن من نملك القضية ونملك الأرض ونعرف بحقيقة المظلومية التي يواجهها أبناء غزة ولا يهمنا ما يحصل من استهدافات، لأن المعركة والحرب هي هكذا يكون فيها استهداف ويكون فيها رد. وموقفنا هو موقف دفاعي سواءً في ردنا على ما قاموا به من عمليات ضدنا أو في نصرة إخواننا في فلسطين، وهذا يجب أن يكون الشعار المعروف والواضح لدى الناس جميعاً وهو واضح ومعروف لدى شعوب العالم التي تخرج لتدافع عن أبناء فلسطين. وكل من يستطيع أن يدافع عن أبناء فلسطين عليه أن يتحرك، والإخوة المجاهدون في فلسطين يطلبون ذلك، وقالوا حتى ولو بتغريدة في وسائل التواصل الاجتماعي، أي موقف ممكن أن يساعد الإخوة في فلسطين يجب على الناس جميعاً أن يتحركوا فيه.
يجب على الأنظمة العربية والإسلامية أن يكون لها موقف حاسم.. من المتضرر من هذه الضربات أو من عسكرة البحر؟ هم المتضررون، المتضرر هي أوروبا. ونحن قلنا منذ البداية إذا كان هناك إشعال للمعركة في البحر الأحمر فستتضرر أوروبا قبل الآخرين سواءً في الإمدادات أو في غيرها، لأن المعركة تتسع بسببهم هم، بسبب الأمريكي والبريطاني، بالرعونة في استخدام القوة، هم يستخدمون قوتهم ويعتمدون عليها دون أن ينظروا إلى النتائج والسلبيات مع أن السخط الكبير والعالمي موجود ومتوفر ضدهم في كل العالم، وأنت لاحظت المسيرات الحاشدة في كل مكان وأيضاً تلاحظ وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وغيرها مما يتم رصده من مواقف معلنة تدلل على أن الجميع يدين جرائم إسرائيل وكل الداعمين لها.

• القناة: نعم، سيد محمد علي الحوثي، هل حققت العملية الأمريكية البريطانية التي قصفت عدة أهداف في اليمن نتائجها المعلنة لإضعاف قدراتكم؟
– محمد علي الحوثي: نحن لا نريد أن ندخل في تفاصيل مباشرة عن هذا الشيء، لكن نقول لأصدقائنا لا تحزنوا، ونقول لأعدائنا لا تفرحوا، فالرد قادم أمام أي عملية تقومون بها.

• القناة: طيب، الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قال إن هذه الضربات هي رسالة لكم، كيف استقبلتم هذه الرسالة؟
– محمد علي الحوثي: يجب أن يُرسِل رسالة السلام إلى الإخوة في فلسطين، أما نحن فنحن معتادون على إدارته وعلى حربه وعلى تضليله وعلى ما يقوم به. الرسالة الحقيقية هو أن يوقف الإبادة والدمار في غزة، الرسالة الحقيقية هو أن يوقف الدعم للإسرائيليين وأن يتجه بالدعم للبرنامج الانتخابي الذي أعلن عنه، وأنه سيقف إلى جانب الصحة والتعليم في أمريكا، عشرون مليار دولار ممكن أن تنقذ البؤساء الموجودين داخل أمريكا. إنه يصنع البؤس في العالم كله بهذه الحروب التي يصطنعها هو، وأمريكا هي وراء هذا البؤس، وراء هذا الفقر، وراء الإرهاب، أمريكا هي التي تثير كل شيء، لا يريدون السلام ولا يريدون بناء السلام. المفترض أن تأخذ من التجربة الصينية الرائدة في أن تعمل باستمرار على البناء دون أن تبحث عن الدمار، أمريكا تبحث عن الدمار، وتبحث عن إشعال الحروب والفتن والجرائم والإرهاب. وكما تلاحظ هي تدعم الحرب في غزة وتدعم الحرب في أوكرانيا وتفتح جبهة أخرى هنا، وبينما كانت تدعم التحالف علينا في اليمن لتسع سنوات، تفتح اليوم معركة مباشرة معنا. نحن لسنا قلقلين من المعركة هذه ولسنا آبهين بها، والصواريخ والطائرات التي قُصِفنا بها خلال التسع السنوات هي نفسها التي تمتلكها أمريكا اليوم، فهي التي كانت تدير الحروب إنما بستار آخر وتحت راية أخرى وبتحالف آخر. اليوم نحن سنواجهها مباشرة، فهذا شيء طبيعي وشيء إيجابي لأنها هي من جلبت لبلدنا الدمار والحصار والفقر، وهي من استهدفت كل شيء في الجمهورية اليمنية، وهي من قالت إنها تملك بنكاً من الأهداف فوجدنا أن أهدافها هي المستشفيات الطرقات، المدارس والأسواق، واستهداف المناسبات سواءً كانت مآتم وأحزانا أو أفراحا، واستهداف الأسواق والسجون، كل شيء استهدفوه، هذا كان بنكهم، وهو البنك الذي نراه اليوم في غزة يومياً.
نحن سمعنا أنين الأطفال في غزة كما سمعنا أنين الأطفال في اليمن، والمجرم واحد والإدارة واحدة والتحالف واحد. كان التحالف تحالفا أمريكيا سعوديا إماراتيا واليوم هو تحالف أمريكي إسرائيلي بريطاني، هذا هو الحاصل وهذه هي الأمة المستهدَفة، نحن المستهدفون في هذا الوطن العربي، المسلمون هم المستهدفون، هم يستهدفوننا ولا يريدون لنا السلام ولا يريدون لنا حياة، ونحن إنما نعمل بكل ما نعمل وبكل ما في وسعنا من أجل أن يعيش الناس الحياة الطبيعية حياة الكرامة والعزة دون أن تكون هناك إبادة لأحد.

• القناة: نعم، يعني كما ذكرت أن الهدف الرئيسي لكم هو نصرة القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يجري حالياً على قطاع غزة وعلى فلسطين عموماً، توجهكم الحالي إن أدى إلى توسّع نطاق هذه الحرب اقتصادياً وسياسياً، هل سيخدم القضية الفلسطينية؟
– محمد علي الحوثي: بالتأكيد، لو لم يكن ما نقوم به يخدم القضية الفلسطينية لما عمل الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني هذا العمل بالتحالف والضربات ومحاولة إيصال الرسائل كما يزعمون. نقول لهم، الرسالة الحقيقية التي نفهمها هي رسالة السلام للإخوة في فلسطين وفك الحصار وإدخال الغذاء والدواء والماء وغيرها من الأشياء لإخواننا في فلسطين. ونقول لجميع الأنظمة العربية لستم بمنأى عمّا يفعله العدو الإسرائيلي ولا يوجد لكم أي مبرر لأن تتوقفوا وأن تسكتوا وأن تجمدوا وأن لا يكون لكم أي صوت. نحن لا نملك القوة التي تملكها الدول العربية والإسلامية ومع ذلك تحركنا، فماذا ستقولون لله – سبحانه وتعالى – عن توقفكم عن نصرة إخوانكم؟ ها هو الأمريكي والبريطاني يأتيان من أطراف الدنيا من أجل نصرة الإسرائيلي المغتصب لبلدنا العربية، من أجل الإبادة والاستمرار في جرائم ضد الإنسانية، كما رفعت ذلك وتحدثت عنه جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، فالمفترض بالأنظمة والشعوب وبالكل أن تتحرك لنصرة إخوانهم.

• القناة : سيد محمد، هل جرى أي تواصل سياسي أو دبلوماسي لإنهاء التوتر الذي يجري حالياً في منطقة البحر الأحمر وباب المندب تحديداً؟
– محمد علي الحوثي: لا.. لا يمكن أن يُقبَل التواصل السياسي والدبلوماسي لدى الأمريكيين أو البريطانيين إلا في حالة واحدة، ما هي هذه الحالة؟ أن تُرى إسرائيل في مرحلة حرجة جداً وتنكشف عورة الكيان الغاصب، إذا رأته في هذه المرحلة ستسارع وتتذكر الحل الدبلوماسي وتتذكر الحل السياسي، أما غير هذا فلا يمكن أن تقبل بأي حل لا سياسي ولا دبلوماسي. ما تصلنا من رسائل سواءً كانت تهديدا أو رسائل أخرى هي لا ترقى لأن تكون بالمستوى الذي يوقف الإبادة في غزة. هذا المجتمع الدولي بأسره وبأكمله ومجلس الأمن وغيرهم يتحدثون عن إيقاف العدوان ومع ذلك كله لا يحصل أي شيء من قِبل الأمريكي نفسه لأنه لا يمكن أن يقبل بأن تتوقف المعركة في غزة. الحل بسيط جداً أوقفوا العدوان على غزة وأدخلوا المساعدات وفكوا الحصار عن أبناء غزة وستتوقف كل الأعمال التي تزعمون بأنها تخل بالأمن في البحر الأحمر أو البحر العربي.

• القناة: من خلال دعمكم للقضية الفلسطينية وموقفكم الحالي بعد السابع من أكتوبر، ما هي توجهاتكم القادمة على المديَين القريب والبعيد لنصرة القضية الفلسطينية؟
– محمد علي الحوثي: ما يمليه علينا ضميرنا وديننا سنتحرك فيه.

•القناة: نعم، ما هي طبيعة التحركات المقبلة لنصرة القضية الفلسطينية خصوصاً أنكم الآن كل ما تقومون به يصب فيما يقول بأنه إذا توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستوقفون كل التحركات الجارية حالياً، ماذا ترسمون في المستقبل؟
– محمد علي الحوثي: في المستقبل نرسم ما قلت لك سابقاً بأنه أي شيء تتطلبه منا القضية الفلسطينية لن نتأخر في دعمها، كما لم يتأخر الأمريكي في دعم اليهود المحتلين وكما لم يتأخر البريطاني في دعم اليهود المحتلين.. فعندما تتطلب منا القضية الفلسطينية أي شيء لن يكون هناك أي تردد في الوقوف إلى جانبها.

•القناة: جزيل الشكر لك عضو المجلس السياسي الأعلى السيد محمد علي الحوثي.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: عضو المجلس السیاسی الأعلى الأمریکی والبریطانی القضیة الفلسطینیة محمد علی الحوثی فی البحر الأحمر نصرة القضیة لا یمکن أن ی باب المندب فی فلسطین لا یریدون عن أبناء فی الیمن أکثر من فی زمن فی غزة هذا هو أی شیء من أجل الذی ی

إقرأ أيضاً:

المحلل السياسي الأمريكي: ترامب يحتاج إلى تطبيق استراتيجية أمريكا أولا في الشرق الأوسط

واشنطن "د. ب": وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبني سياسة خارجية جديدة للولايات المتحدة. وفي أوروبا تبنى سياسة مستقلة عن حلفاء واشنطن ودفع روسيا وأوكرانيا إلى بدء محادثات للسلام، لكنه في الشرق الأوسط يواصل السير على النهج المشؤوم لأسلافه مبديا استعداده لشن المزيد من الحروب المدمرة.

وفي تحليل نشره موقع معهد كاتو الأمريكي للدراسات، قال دوج باندو الزميل البارزفي المعهد إن الحكومات الأمريكية المتعاقبة دعمت باستمرار المعاملة الوحشية التي تعامل بها إسرائيل العرب، سواء عبر الحكومة الإسرائيلية أو المستوطنين. كما أن هذه الإدارات خاضت حروبا في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل أو دول أخرى. والآن على ترامب أن يتبني نهجا يحقق السلام للأمريكيين بدلا من إشعال الحروب لصالح حكومات أجنبية.

باختصار، يحفل سجل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالعنف غير المجدي وغير القانوني، والذي غالبا ما يمارس بالنيابة عن دول أخرى. وفي حين زعم جورج بوش الابن عند غزوه للعراق في 2003 وجود مصالح أمريكية مهمة هناك، فإن خلفاءه، مثلوا ائتلاف نتنياهو المتطرف في إسرائيل. وفي حرب غزة، تخلت واشنطن حتى عن تظاهرها بالالتزامات الإنسانية.

وكانت نتائج السياسة الأمريكية أكثر من كارثية. تقول مها يحيى من مركز كارنيجي الشرق الأوسط في تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية "على مدى الـ 15 عاما الماضية، عانى الشرق الأوسط من الحرب والدمار والنزوح. لقي مئات الآلاف حتفهم مع احتدام القتال في غزة ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن. وتشرد ملايين آخرون. وأدى العنف إلى تراجع المكاسب في التعليم والصحة والدخل، ودمرت المنازل والمدارس والمستشفيات والطرق والسكك الحديدية وشبكات الكهرباء. وقد أثبتت الحرب الإسرائيلية في غزة أنها مدمرة بشكل خاص، حيث أعادت المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للقطاع إلى مستويات عام 1955.وقدر البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار الشرق الأوسط وتوفير مساعدات إنسانية كافية تحتاج إلى ما بين 350 و650 مليار دولار".

للأسف يتبنى ترامب نفس النهج الكارثي، فهو يكثف حملته العسكرية غير الشرعية ضد اليمين ويهدد بشن الحرب على إيران. كما ضاعف الدعم غير المشروط للحملة الإسرائيلية القاتلة في غزة، وتقبل انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي طالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بقبوله. وأخيرا تشن إدارته حملة عسكرية في الصومال رغم عدم وجود أدلة قوية على وجود تهديد للمصالح الأمريكية فيها.

وفي كثير من الأحيان يحظى ترامب بدعم فعلي من، مؤسسة السياسة الخارجية، على الرغم من ازدرائها المعلن له. ففي واشنطن، يكاد يكون هناك إجماع على دعم سياسة خارجية استعمارية باسم "النظام القائم على القواعد" الوهمي، وهو نظام صممته الدول الغربية لكنها تنتهكه باستمرار. بالنسبة للعديد من أعضاء "المؤسسة"، تعتبر الحرب الملاذ الأول، لا الأخير. تعتبر الهيمنة والتفوق مكافأة كافية، بغض النظر عن حجم الثروة المهدرة أو عدد الأرواح الأمريكية، ناهيك عن الأجنبية، التي يتم التضحية بها في هذه الحروب.

وظلت واشنطن تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها حيوية، لأنها كانت مصدرا رئيسيا لإمدادات النفط الخام للدول العربية، لكن مصادر إمدادات النفط العالمية تنوعت وأصبحت الولايات المتحدة نفسها أكبر دولة منتجة للخام في العالم، لذلك لم تعد الطاقة سببا لاستمرار التدخل الأمريكي العشوائي، ناهيك عن التدخل العسكري في المنطقة.

والمبرر التقليدي الآخر لاستمرار التدخل الأمريكي الدائم في الشرق الأوسط هو إسرائيل. وقد ظلت واشنطن تقدم الدعم غير المشروط لسياسات تلك الدولة، مهما بلغت قسوتها. وأسوأ مبرر لهذا النهج الأمريكي هو تفسير ديني مزيف يصور دولة علمانية حديثة يديرها ملحدون على أنها الخليفة اللاهوتي للمملكة العبرية القديمة.

ويقول دوج باندو إن إسرائيل الآن قوة عظمى إقليمية، تتمتع بتفوق تقليدي وأسلحة نووية. وهي قادرة تماما على الدفاع عن نفسها، على الرغم من أنها استخدمت قوتها العسكرية مؤخرا للتوسع - في الضفة الغربية، وربما في غزة وأماكن أخرى، ولم يعد مطلوبا من الولايات المتحدة خوض الحروب لصالحها ولا نيابة عنها.

في الوقت نفسه فإن دعم السياسات الإسرائيلية، وأبرزها رفض معاملة الفلسطينيين كبشر لهم حقوق أساسية وتطلعات مشروعة، يضمن بقاء الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب العنيف. وتقول مها يحيى: "مهما حاولوا، لن تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من تحقيق السلام بتجاهل الفلسطينيين. في الواقع، إن محاولة القيام بذلك هي ما أوصلهم إلى هنا". ومع ذلك، لا يتظاهر ترامب حتى بالاهتمام بالتطهير العرقي والديني الوحشي والقتل العشوائي للفلسطينيين وغيرهم من العرب على يد الاحتلال إسرائيلي.

والحقيقة أن تأجيج الحروب في أماكن أخرى ليس حلا للمشكلات في الشرق. قد تكون محاربة أنصار الله في اليمن بلا نهاية. لكن ترامب يصر على مخاطبة الجماعة بقوله: "توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأمريكية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم". ومع ذلك، فإنهم يستهدفون السفن الأمريكية لأن واشنطن تدخلت في دول الجوار.

وكانت جماعة انصار الله قد أوقفت حركة المرور في البحر الأحمر ردا على تدمير إسرائيل لغزة بدعم الولايات المتحدة، وأوقفوا هجماتهم خلال وقف إطلاق النار الأخير قصير الأمد.

أعلن ترامب منتصرا أن " جماعة انصار الله قد قضي عليهم بسبب الضربات المتواصلة على مدار الأسبوعين الماضيين"، لكن إدارة بايدن استهدفت جماعة انصار الله وحلفاءها بانتظام منذ ديسمبر 2023، ثم واصلت إدارة ترامب الاستهداف دون نتيجة واضحة.

وفي ختام تحليله قال باندو إن الرئيس ترامب يؤكد باستمرار اعتزامه العمل على إعادة مصالح الأمريكيين إلى صميم سياسة واشنطن تجاه أوروبا. ومع ذلك، فهو يخاطر في الشرق الأوسط ببدء حروب لا تنتهي، التي انتقد سابقيه، بسببها. كما أن دخول الولايات المتحدة في أي حرب عدوانية غير قانونية جديدة سيهوي بسمعتها العالمية نحو مزيد من التدهور، لكي تكتشف الإدارة الأمريكية أن بلادها أصبحت تعاني من الوحدة الشديدة رغم قوتها،في الوقت الذي تواجه فيه أزمات متعددة في الشرق الأوسط.

وأضاف باندو" بدلا من ذلك، على ترامب تطبيق استراتيجية أمريكا أولا في الشرق الأوسط. فهذه المنطقة لم تعد مهمة كثيرا بالنسبة للدول الموجودة خارجها، بخاصة الولايات المتحدة، وعلى سياسة واشنطن أن تعكس هذه الحقيقة الجديدة".

مقالات مشابهة

  • محمد علي الحوثي يرد على التلويح الأمريكي بتهديد موانئ اليمن
  • محمد الحوثي : التلويح الأمريكي بتهديد موانئ اليمن تمادي وسنتخذ خيارات مماثله
  • واشنطن: الدول التي امتنعت عن الرد على الرسوم بالمثل تلقت مكافأة
  • قناة اسرائيلية تكشف المدة التي سيبقى فيها الجيش الاسرائيلي بجنين وطولكرم
  • المحلل السياسي الأمريكي: ترامب يحتاج إلى تطبيق استراتيجية أمريكا أولا في الشرق الأوسط
  • ‏«تيته» تلتقي السفير الأوروبي.. حوار شامل حول المشهد السياسي والاقتصادي
  • محمد جاسم يحتفظ بعضوية المكتب التنفيذي لـ«عربي الجودو»
  • وزير الخارجية يلتقي نائبة المبعوث الأمريكي على هامش مؤتمر "حوار الشرق الأوسط - أمريكا"
  • النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني: وزن فرنسا السياسي يمكن أن يستثمر لصالح القضية الفلسطينية
  • خوفا من الرد الأمريكي.. فصائل عراقية تستعد لنزع سلاحها بالتنسيق مع إيران