كشف كتاب جديد لمؤرخ فرنسي فصلا جديدا من فصول جرائم التعذيب التي ارتكبها اليميني المتطرف ومؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، جون ماري لوبان، إبان الثورة التحريرية الجزائرية.

ويكشف كتاب المؤرخ الفرنسي المختص في الحرب الجزائرية الفرنسية، فابريس ريسيبوتي، فصلا جديدا من فصول جرائم التعذيب التي ارتكبها اليميني المتطرف ومؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، جون ماري لوبان، خلال عمله كأحد أفراد فرقة المظليين إبان الثورة التحريرية.

وتطوع جون ماري لوبان، بينما كان "نائبا في البرلمان الفرنسي، ضمن فرقة المظليين في عام 1956 على مستوى العاصمة، ضد الشعب الجزائري الذي قرر حمل السلاح ضد الاحتلال الفرنسي، تحت راية جبهة جيش التحرير الوطني، وهناك ارتكب زعيم اليمين الفرنسي المتطرف، أفظع جرائم التعذيب بحق المناضلين الجزائريين".

ويصدر الكتاب يوم الجمعة 19 يناير الجاري، عن دار البرزخ، ويتضمن وثائق ومستندات تاريخية تدين جون ماري لوبان بجرائم التعذيب، وذلك بعد ما حاول التنصل من هذه التهم، وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه جاء بعد ما حاول تبرئة نفسه، وأقدم على رفع دعوى قضائية وخسرها ضد متهميه بتهمة التشهير.

ويعتبر فابريس ريسبوتي، مؤرخا وباحثا مشاركا في معهد "لوتون بريزون"، كما يشارك المؤرخة مليكة رحال في مشروع البحث "ألف آخرون" حول الاختفاء القسري، والتعذيب والإعدامات خارج القانون، خلال "معركة الجزائر" في النصف الثاني من عقد الخمسينيات من القرن الماضي.

ووفق ما جاء في مقدمة الناشر، فقد "جمع فابريس ريسبوتي لأول مرة ملفا تاريخيا مؤلما بشكل خاص، ولكنه ظل متناثرا حتى الآن، وبالاعتماد على الإنجازات الأخيرة في البحث التاريخي، فإنه يبحث في مصداقية المصادر التي تتهمه (جون ماري لوبان)، وكذلك تلك التي تحاول تبرئته، وعلى الرغم من الصمت والإخفاء، فإنه يعيد بناء قدر الإمكان تاريخ تواجد هذا الملازم، الذي ليس تماما مثل الآخرين في الجزائر".

كما أنه "يسلط الضوء على أهمية الجذور الإيديولوجية الاستعمارية المهملة في كثير من الأحيان للحركة السياسية التي توجد اليوم على أبواب السلطة في فرنسا، والحزب الذي أسسه".

وكان لوبان محور جدل بين المؤرخين الفرنسيين خلال العقدين الأخيرين، بسبب تورطه في تعذيب الجزائريين خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكان من بين الذين دافعوا عنه المؤرخ بنيامين ستورا، الذي زعم بأن "لوبان غادر الجزائر في الوقت الذي بدأت فيه معركة الجزائر"، بينما لوبان ذاته اعترف في سنة 1962 بأنه عذب الجزائريين بقوله: "ليس لدي ما أخفيه.. لقد عذبت، لأنه كان علي فعل ذلك".

إقرأ المزيد وفاة صديق الثورة وطبيب الثوار الجزائريين الدكتور ميشال مارتيني

وقد رد المؤرخ ريسيبوتي حينها على ما قاله المؤرخ بنجامان ستورا: "إلى أن يثبت العكس، لوبان تورط في التعذيب، هذا ما يؤكده الأرشيف والشهادات في حالته.. جدل لا يطاق".

Du déni des crimes de JM Le Pen en #Algérie à l’hégémonie culturelle de l’extrême droite en #France : extraits du dernier ouvrage de l’historien F Riceputi @campvolant

Le Pen et la torture. Alger 1957, l’histoire contre l’oubli, parution le 19 janvierhttps://t.co/UPwt2aTjMQ

— ORIENT XXI (@OrientXXI) January 17, 2024

كما أعاد ريسيبوتي نشر تغريدة للمؤرخ أندري لويز جاء فيها: "في هذا الكتاب المرجعي عن الحرب في الجزائر، فإن المدخل المخصص لجون ماري لوبان (من طرف Alain Ruscio) لا لبس فيه فيما يتعلق بأنشطته كمعذب، وهو تباين مفيد مع أخطاء بنيامين ستورا الكبيرة في الفيلم الوثائقي الصوتي".

المصدر: RT + صحيفة الشروق الجزائرية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الجزائر باريس تويتر منصة إكس جرائم التعذیب

إقرأ أيضاً:

اجتماع «سوري فرنسي لبناني» لتعزيز التنسيق بين الدول الثلاث

أعلنت الرئاسة الفرنسية، “أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس اللبناني جوزيف عون، سيعقدان، يوم الجمعة، اجتماعاً عبر الفيديو، مع الرئيس السوري أحمد الشرع”.

وأفادت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، نقلا عن الرئاسة بالقول: “إن هدف الاجتماع تعزيز الاستقرار الإقليمي والتنسيق بين الدول الثلاث”.

وأوضحت الرئاسة، “أن الاجتماع، فرصة لرؤساء الدول الثلاث لمناقشة قضية الأمن على الحدود السورية اللبنانية”، حيث أدت التوترات إلى اشتباكات على الحدود، وأكدت “أنها تريد العمل من أجل استعادة سيادة لبنان وسوريا”.

يذكر أن الرئيس ماكرون، زار بيروت في يناير الماضي، حيث التقى بالرئيس اللبناني، وأكد “دعم فرنسا للبنان في تعزيز سيادته واستقراره السياسي، مع التركيز على زيادة قوة الجيش اللبناني”.

وتؤكد الرئاسة الفرنسية أن: “لبنان وسوريا يواجهان مشاكل مشتركة، لا سيما فيما يتعلق بالتهريب، وسيعمل رؤساء الدول معا ليكونوا قادرين على اقتراح عناصر الاستجابة لهذه التحديات”.

والشهر الماضي، “أبدى “ماكرون” دعمه للمرحلة الانتقالية في سوريا بقيادة الرئيس أحمد “الشرع”، حيث هنأه بتوليه المنصب ودعاه لزيارة فرنسا، وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين، “ناقشا العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وأكد ماكرون مساعي بلاده لرفع هذه العقوبات لتمكين البلاد من التعافي والنمو”، كما بحثا “التحديات الأمنية في سوريا وضرورة التعاون معا للحفاظ على الأمن والاستقرار”، مع التشديد على “وحدة البلاد واستقلالها وسيادة أراضيها”، وشكر الشرع الرئيس الفرنسي على “مواقف فرنسا الداعمة للشعب السوري خلال السنوات الماضية”.

مقالات مشابهة

  • كتاب إسرائيليون: يا للعار.. حارسة الديمقراطية الإسرائيلية تفخر بانتهاك القانون الدولي
  • اللواء أحمد وصفي يوثق رؤيته لمكافحة الإرهاب في «المواجهة»
  • الجزائر تتضامن مع ميانمار إثر الزلزال الذي ضرب البلاد 
  • تقرير فرنسي: عراقيل تواجه الجيش اللبناني لبسط سيطرته على الجنوب
  • واقعة نكاز تعيد مطالب فرض التأشيرة على الجزائريين خلال كأس أفريقيا 2025
  • اجتماع «سوري فرنسي لبناني» لتعزيز التنسيق بين الدول الثلاث
  • لجنة حقوق الانسان بحثت في انطلاقة هيئتي مناهضة التعذيب والمخطوفين والمخفيين قسرا
  • الإجرام الذي لن ينتهي بشهادة الأعداء
  • إبراهيم هنانو.. قصة الثائر الذي أحرق أثاثه من أجل سوريا
  • مربي ذئب يوثق استجابة الذئب عند مناداته باسمه .. فيديو