السودان.. هل يتحول إلى منصة لإنطلاقة أنشطة الجماعات الإرهابية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
نبض السودان : الهضيبي يس
يتخوف الرأي العام السوداني من تحول منحي الحرب الدائرة بالبلاد منذ عشرة أشهر إلى منصة لإعادة نشاط وتخطيط الجماعات الإرهابية.
وألقت قبل أيام السلطات السودانية على خليه بالعاصمة الخرطوم ، ذكرت أن عناصرها يتبعون لتنظيم الدولة الإسلامية(داعش) قادمون من دولة ليبيا يقتلون جنب إلى جنب مع قوات الدعم السريع.
الأمر الذي أثار حفيظة السودانيين، ورفع مستوى استشعار الخطر بان تاخذ الحرب منحي اخر بما يحدث مزيد من الفوضى بالبلاد.
وابرز تلك التحولات التي أشار إليها مراقبون لتطورات الحرب في السودان، جعل الصراع المسلح بين طرفي المكون العسكري أن يحمل مفاهيم ومصوغات فكرية وعقائدية للقتال مما سيطيل من أمد الحرب، وكذا جعل السودان سوقا جديدا لسلاح.
ويقول المحلل السياسي سيف الدين د. الشفيع خضر لموقع (نبض السودان ) أن تسرب جيوب الجماعات الإرهابية إلى السودان أمرا متوقعا، وذلك بسبب ماتمر به الدولة من هشاشة أمنية، وسياسية باتت تشجع تحرك هذه الجماعات نحو السودان خاصة تلك التي لها ارتباط بدول منطقة الساحل الأفريقي، وشمال القارة.
ويضيف الخضر أن أحد السيناريوهات المواجهة بها السودان، كما حدث في دول مثل سوريا، وليبيا تحول البلاد إلى منصة لتنفيذ أنشطة التنظيمات الإرهابية من “بوكاحرام، وداعش” والتي تنتشر عناصرها في دول الساحل الأفريقي مثل تشاد، نيجريا، وليبيا.
مايستوجب التعاطي مع هذا الأمر اسرع لوقف الحرب تفادي للانزلاق نحو أزمة اكبر قد تؤدى بالبلاد بالذهاب إلى طريق الاعودة.
ويشير الكاتب الصحفي الهادي محمد الأمين في تصريح لموقع (نبض السودان ) إلى أن بطبيعة الحال تنشط وتتحرك الجماعات الإرهابية في معظم الدول التي تشهد اضطراب أمنيا بسبب اي فعل سياسي.
موضحا أن هناك ارتباط وثيق قد يكون مابين مايحدث الان بالسودان جراء الحرب، وإلقاء القبض على بعض عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
باعتبار أن الحرب التي تحدث في السودان بات احد الأطراف يستعين بعناصر لها سابق عهد في التعاطي والانخراط وسط الجماعات الإرهابية.
مايعني أن مشروع تلك الأطراف اتجاة الحرب بعد مرور عدة أشهر هو تطبيق سيناريو إشاعة الفوضى مما سيكون له تأثير بالغ ليس فقط على السودان إنما على منطقة القرن الأفريقي ككل.
وقطعا مسألة الاستعانة بهذه العناصر أمرا يؤكد أن حرب السودان تمضي نحو ماحدث مسبقا في دول مثل ليبيا، وسوريا، واليمن مما يستدعي مجابهة ذلكم السيناريو.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: إلى السودان منصة هل يتحول الجماعات الإرهابیة
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب