كيف تتوزع السيطرة بين الجيش والدعم السريع في شمال كردفان؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
أدى تطاول أمد الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع إلى اتساع نطاقها ودخولها مناطق في شمال كردفان، ما جعل السيطرة على الولاية المهمة موزعة بين الطرفين.
الأبيض: التغيير
مع دخول الحرب في السودان شهرها العاشر فقدت قيادة الجيش سيطرتها العسكرية على عدة مدن تابعة لولاية شمال كردفان- وسط البلاد لصالح قوات الدعم السريع.
وجاء ذلك نتيجة لعدم وجود حاميات عسكرية في بعض مدن الولاية والتي تسطير قوات الدعم السريع على عدد منها، فيما بسط الجيش سيطرته فقط على مدينة الأبيض.
ومنذ اندلاع الصراع منتصف ابريل الماضي ظلت شمال كردفان تشهد معارك بين عنيفة متكررة، فيحاول الجيش فرض سيطرته على الولاية بينما الدعم السريع يهاجم من أجل انتزاعها مثل ما حدث في ولايات دارفور والجزيرة.
وما زالت قيادة الجيش تفرض سيطرتها على الأبيض، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مدينتي الرهد وأم روابة، لكن لا يزال النزاع مستمراً في مناطق أخرى، بينما بعض المناطق خارج سيطرة الطرفين تماماً.
لماذا شمال كردفان؟
تعتبر شمال كردفان التي تقدر مساحتها بـ700 كلم مربع ويقطنها سكان من قبائل متنوعة هي إحدى ولايات البلاد الغربية بعد انفصال الجنوب، ومناخها من سافانا متوسطة إلى شبه صحراوي، وغطاءها النباتي كثيف كلما اتجهنا جنوبا، وتمثل الزراعة المتنوعة والرعي الحرفة الرئيسية للسكان.
وتبعد الأبيض عاصمة الولاية حوالي «588» كيلو متر جنوب غرب العاصمة الخرطوم، ويمر بالمدينة خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان في ولاية البحر الأحمر.
وتعتبر الأبيض واحدة من أكبر مدن السودان وبها قيادة الفرقة الخامسة مشاه التابعة للجيش بجانب القاعدة الجوية، وتشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية في السودان، وبها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم.
وبعد اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل دخلت المنطقة في دائرة الصراع بين الجيش والدعم السريع الذي حاول السيطرة عليها أكثر من مرة ونجح لاحقا في السيطرة على بعض مدن الولاية التي لا توجد بها حاميات عسكرية.
سيطرة الجيش
يسيطر الجيش السوداني على مدينة الأبيض بخصائصها المميزة التي تتمتع بها وتجعلها هدفاً لقوات الدعم السريع، وشهدت المدينة عدداً من العمليات عسكرية الدامية بين أطراف القتال راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين ومئات الأسر التي فرت من منازلها هرباً من الموت.
وبحسب متابعات «التغيير» ظلت مدينة الأبيض تشهد منذ فترات ماضية تصاعداً غير مسبوق للانتهاكات التي ارتكبها الجيش من جانب والدعم السريع من جانب آخر بحق المدنيين داخل المدينة ويتزامن ذلك مع تجدد العمليات العسكرية.
سيطرة الدعم السريع
تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الرهد التي تبعد عن الأبيض حاضرة الولاية 30 كيلومتراً، كما انها فرضت سيطرتها على مدينة ام روابة والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم 301 كيلو متر.
وفي يوليو من العام الماضي كانت قد أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الرهد التي تعد المحطة رئيسية لخط السكة الحديد الرابط بين شرق ووسط البلاد، وتعد ثاني أكبر محلية في شمال كردفان من حيث الموارد بعد محلية شيكان.
مدينة ام روابة
ايضا في اغسطس الماضي فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة ام روابة والتي تعد مركزاً تجارياً مهماً وسوقاً كبيرة للحبوب الزيتية والكركديه وتعتبر ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وميناء بورتسودان.
و بحسب متابعات «التغيير» لم تسلم مدينتا الرهد وأم روابة أيضاً من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع حيث ارتكبت انتهاكات جسيمة، بما في ذلك القتل العمد، السرقة واحتلال منازل المدنيين.
مناطق خارج سيطرة الطرفين
وتوجد أكثر من مدينة تابعة جغرافياً لولاية شمال كردفان خارج سيطرة الطرفين منذ اندلاع الحرب وهي مناطق بارا وأم دم حاج أحمد ومدينة سودري وأغلبية هذه المناطق كانت قد شهدت صدامات مسلحة بين أطراف الاقتتال.
الوسومأم دم حاج أحمد الأبيض الجيش الدعم السريع السودان النهود حرب 15 ابريل دارفور سودري شمال كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الجيش الدعم السريع السودان النهود حرب 15 ابريل دارفور شمال كردفان قوات الدعم السریع والدعم السریع شمال کردفان سیطرتها على على مدینة
إقرأ أيضاً:
ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
السودان – أعلن ناشطون سودانيون، امس الأربعاء، عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص على أيدي قوات الدعم السريع بقرية ود عشيب بولاية الجزيرة وسط البلاد.
جاء ذلك في بيان لـ”مؤتمر الجزيرة” (كيان مدني يضم ناشطين)، وسط اتهامات محلية ودولية للدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بالولاية، دون تعليق من تلك القوات حتى الساعة 18:25 تغ.
وتجددت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وقال “مؤتمر الجزيرة”: “ارتفع عداد الشهداء الذين سقطوا على أيدي الدعم السريع بقرية ود عشيب شرق الجزيرة إلى 69 شهيدا”.
وأضاف: “قتلت الدعم السريع، مساء الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء 42 رميا بالرصاص، بينما توفى 27 آخرون جراء الحصار وانعدام العلاج”.
وأشار إلى أن أفرادا من تلك القوات “هاجموا القرية الخميس الماضي ونهبوا وروعوا السكان وفرضوا عليهم حصارا محكما”.
وأمس الثلاثاء، أعلن ناشطون سودانيون، عن وفاة 25 شخصا جراء انتشار أوبئة ونقص الأدوية والغذاء في “ود عشيب” التي تحاصرها الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
الأناضول