هل ستتأثر موانئ الحديدة بالقرار الأمريكي بتصنيف “أنصار الله” كجماعة إرهابية وما هو شرط واشنطن الوحيد للتراجع؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
الجديد برس:
على الرغم من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تصنيف حركة “أنصار الله” الحوثيين كجماعة إرهابية، فإنه يبدو بوضوح أن القرار لن يؤثر على وصول السفن والبضائع إلى موانئ الحديدة، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستعمل على استمرار تدفق الشحنات التجارية إلى اليمن.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيانه عن القرار: “نحن نعمل على طرح منح وتراخيص غير مسبوقة للمساعدة في منع الآثار السلبية على الشعب اليمني، فلا ينبغي لشعب اليمن أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين”.
وأضاف: “إننا نبعث برسالة واضحة مفادها أن الشحنات التجارية إلى الموانئ اليمنية التي يعتمد عليها الشعب اليمني في الغذاء والدواء والوقود يجب أن تستمر وألا تشملها عقوباتنا، هذا بالإضافة إلى الاستثناءات التي ندرجها في جميع برامج العقوبات فيما يتعلق بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية”.
وتؤكد هذه التصريحات بوضوح أن وصول السفن البضائع إلى موانئ الحديدة لن يتأثر.
وجاء في البيان: “اليوم، ورداً على هذه التهديدات والهجمات المستمرة، أعلنت الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله، المعروفين أيضاً باسم الحوثيين، كإرهابي عالمي محدد بشكل خاص، ويعد هذا التصنيف أداة مهمة لعرقلة تمويل الإرهاب للحوثيين، وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم”.
وقال سوليفان إنه “إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف على الفور”.
وأوضح أن “هذا التصنيف سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً من الآن، للسماح لنا بضمان وجود منح إنسانية قوية حتى يستهدف عملنا الحوثيين وليس شعب اليمن”.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأربعاء، فإن “تصنيف الإرهابيين العالميين المحدد خصيصاً والذي سيتم إعادة فرضه على الحوثيين لا يتضمن فرض عقوبات على تقديم الدعم المادي، ولا يأتي مع حظر السفر الذي يتضمنه تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وعللت الوكالة هذه الاستثناءات بأنها “تهدف إلى المساعدة في منع تحرك الولايات المتحدة من الإضرار باليمنيين العاديين”.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً نقلت فيه عن شخصين مطلعين على القرار قولهما إن “الإدارة الأمريكية لن تعيد إضافة الحوثيين إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، لأن ذلك سيشكل عائقاً أكبر أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن”.
وذكرت أسوشيتد برس أن “مؤيدي العقوبات الواسعة النطاق يجادلون بأنه من الممكن تشكيل أي آليات إنفاذ بحيث تستثني المساعدات الغذائية والإنسانية، لكن منظمات الإغاثة تشعر بالقلق من أن المخاوف من مخالفة اللوائح الأمريكية قد تخيف شركات الشحن والبنوك والجهات الفاعلة الأخرى المعنية بإمدادات الغذاء التجارية في اليمن”.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أعلنت في أسابيعها الأخيرة مطلع 2021 عن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية وهو التصنيف الذي يتضمن إجراءات اقتصادية، لكن إدارة بايدن ألغت التصنيف في فبراير من العام نفسه بسبب “مخاطر عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن” بحسب تعبير وزير الخارجية أنتوني بلينكن وقتها.
ويرى مراقبون أن تصنيف إدارة بايدن فرغ قرار ترامب من محتواه الذي يتضمن العقوبات الاقتصادية.
وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم حركة أنصار الله في تصريحات لقناة “الجزيرة” إن ” لا فاعلية على الأرض لقرار واشنطن بشأن تصنيفنا”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تستخدم قضية تصنيفنا لأغراض سياسية” مشيراً إلى أن “ما قمنا به في البحر الأحمر هو نوع من الضغط لوقف الحرب على غزة والتصنيف الأمريكي لن يثنينا عن موقفنا الثابت الداعم للفلسطينيين”.
ومنذ يوم الجمعة الماضي شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على مناطق يمنية، وقالتا إنهما استهدفتا مواقع للصواريخ المضادة للسفن، لكن هجمات قوات صنعاء استمرت بعد ذلك وتوسعت لتشمل استهداف سفينة “نسر جبل طارق” الأمريكية يوم الًثنين أثناء عبورها خليج عدن، في خطوة غير مسبوقة تاريخياً.
وأعلنت قوات صنعاء يوم الثلاثاء أيضاً استهداف سفينة “زوغرافيا” التي أكدت رويترز أنها كانت متجهة إلى “إسرائيل”.
ومساء الأربعاء، أعلنت قوات صنعاء، عن تنفيذ عملية استهداف لسفينة “جينكو بيكاردي” الأمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.
وأوضحت قوات صنعاء في بيان متلفز تلاه الناطق الرسمي باسمها العميد يحيى سريع، أن “القوات البحرية نفذت عملية الاستهداف لسفينة “جينكو بيكاردي” الأمريكية في خليج عدن، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة، وذلك انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ودعماً وإسناداً لصمود الأشقاء في قطاع غزة وفي إطار الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”.
وأشارت إلى أنها لن تتردد في “استهداف كافة مصادر التهديد في البحرين العربي والأحمر ضمن حق الدفاع المشروع عن اليمن واستمراراً في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وأكدت قوات صنعاء أن الرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قادم لا محالة، وأن أي اعتداء جديد لن يبقى دون ردٍ وعقاب.
وجددت التأكيد على استمرار حركة الملاحة في البحرين العربي والأحمر إلى كافة الوجهات حول العالم عدا موانئ فلسطين المحتلة”.
وشددت قوات صنعاء أن “عملياتها ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة”.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله قوات صنعاء
إقرأ أيضاً:
مليونية صنعاء الكبرى تعلن “وقوف اليمن مع غزة وتوجه تحذيراً شديد اللهجة لأمريكا وإسرائيل”
الجديد برس| خاص|
شهد ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء، اليوم، خروجاً مليونياً حاشداً تحت شعار “على الوعد مع غزة ضد التهجير، ضد كل المؤامرات”، في تأكيد واضح على ثبات الموقف اليمني الرافض للتهديدات الأمريكية الصهيونية باستئناف العدوان وتهجير الشعب الفلسطيني.
وعبر الفقرات التي تخللت برنامج المسيرة التي نقلت عبر البث المباشر من قبل قنوات وسائل اعلام في حكومة صنعاء، رصدها “الجديد برس”، إلى أن المسيرة المليونية جاءت استجابة لنداء قائد حركة أنصار الله، عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي دعا الشعب اليمني إلى الخروج في مسيرات واسعة نصرة للشعب الفلسطيني ورداً على المخططات الأمريكية الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين. وقال الحوثي في خطابه يوم الخميس: “شعبنا سيخرج ليعلن وقوفه الكامل مع الشعب الفلسطيني في كل المجالات، بما في ذلك الخيار العسكري.”
وأضاف الحوثي: “شعبنا سيوجه رسالة تحذيرية للأمريكي والإسرائيلي من أي تصعيد جديد أو عدوان جديد على قطاع غزة.” مؤكداً أن الشعب اليمني لن يتوانى عن الدفاع عن المقدسات الفلسطينية ومواجهة أي محاولات لانتهاك الخطوط الحمر.
وزير الدفاع يوجه رسالة حاسمة:
من بين الحشود المليونية، وجه وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، رسالة إلى الشعب اليمني وقائد حركة أنصار الله، قال فيها: “من ميدان السبعين، ومن وسط هذه الحشود المليونية، نقول لك يا سيدي عبدالملك عهداً بأننا في القوات المسلحة جاهزون لتنفيذ توجيهاتك باستهداف العدو الأمريكي والإسرائيلي.”
وأضاف العاطفي: “سننفذ الضربات العسكرية الموجعة للأعداء نصرة لإخواننا في غزة ومواجهة التهجير. فامضِ بنا يا سيدي عبدالملك على بركة الله.”
رفض مخطط التهجير وتأكيد على الخيار العسكري:
في بيان المسيرات المليونية، أكد المشاركون رفضهم القاطع لمخطط التهجير الأمريكي الصهيوني، الذي وصفوه بـ”جريمة القرن”، مشددين على استعدادهم لمواجهة أي عدوان جديد. ووجه البيان رسالة تحذيرية للعدو الإسرائيلي والأمريكي، جاء فيها: “إن مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم ترامب لن يزيدنا إلا إصراراً على مواجهتكم وتدمير مخططاتكم.”
كما وجه البيان رسالة إلى الدول العربية، خاصة تلك المحيطة بفلسطين، محذراً إياها من الانخراط في المخطط الأمريكي الصهيوني، مؤكداً أن ذلك سيجعلها في مواجهة مع شعوبها وستكون “أخسر الخاسرين في الدنيا والآخرة.”