لا صوت يعلو في أروقة الحكومة والأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل وفي شوارع المدن والمستعمرات والمناطق المحتلة، فوق النداءات المتكرروة للمطالبة بالتوصل إلى «صفقة» مع فصائل المقاومة الفلسطينية، لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وعلى وقع احتجاجات متزايدة، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة بنيامين نتنياهو، بالفعل، في تقديم «تنازلات» من أجل التوصل إلى هذه الصفقة المحتملة، حيث سمحت لأول مرة بمرور شحنة أدوية من أجل المحتجزين، بدون فحصها، في إجراء غير مسبوق منذ بداية العدوان على القطاع الفلسطيني، قبل 103 أيام.

شرط «السنوار» لعودة المفاوضات حول صفقة تبادل المحتجزين

وقال تسفي يحزكالي، معلق الشؤون العربية في قناة 13 العبرية، إن تحليل المشهد الحالي يشير إلى أن يحيى السنوار، القائد العسكري في حركة حماس، قد يوافق على صفقة لتبادل المحتجزين، مقابل وقف إطلاق النار، وفق ما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية.

وأضاف المتحدث الإسرائيلي، خلال حديثه، إن «السنوار» يفهم الوضع جيداً في إسرائيل، وأن الفصائل الفلسطينية على علم بأن هناك ضغط شعبي كبير على حكومة نتنياهو، وأنها تستطيع، من خلال الضغط بورقة المحتجزين، إحباط أهداف الحرب الإسرائيلية.

مطالب بإقالة نتنياهو بسبب المحتجزين

يأتي هذا في الوقت الذي يشتعل فيه الشارع، وتزداد وتيرة المظاهرات المطالبة بسحب الثقة من حكومة نتنياهو، أو إقالته، في نفس الوقت الذي تزداد فيه مخاوف الإسرائيليين من أن المفاوضات الجارية حالياً لا تقترب من اتمام صفقة تبادل لجميع المحتجزين، خاصةً وأن الفصائل الفلسطينية أعلنت بشكل واضح أن «كل شيء مقابل كل شيء»، بمعني وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب من قطاع غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، أو لن يكون هناك صفقة من الأصل، وفق ما نشرت صحيفة «معاريف»، في تقرير لها مساء اليوم الأربعاء.

الولايات المتحدة تتفاوض على «صفقة مصغرة»

وفي وقت سابق من صباح اليوم، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية هناك اتصالات تجريها الولايات المتحدة الأمريكية حالياً مع «الوسطاء»، من أجل إتمام «صفقة مصغرة» للمحتجزين، تتضمن 6 محتجزين فقط ممن يحملون الجنسية الأمريكية، وبحسب الصحيفة، قد يتم الاتفاق على هذه الصفقة لكسب ود الولايات المتحدة.

وأشارت التقرير إلى أن إتمام هذه الصفقة سيعتبر انتصاراً للرئيس الأمريكي، جو بايدن، لذي يخوض الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري، وحتى لو نجحت الصفقة، فإن هذا لا يعني نجاح الصفقة الكبرى المتعلقة بإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين أو معظمهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صفقة تبادل المحتجزين الفصائل الفلسطينية نتنياهو اسرائيل قطاع غزة الحرب على غزة

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تذهب فقط نحو صفقة جزئية واحدة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تجريها حاليا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن هناك احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.

صفقة جزئية محدودة

وقال المحلل العسكري للصحيفة رونين بيرغمان إنه حصل على رسالة وجهها مسؤول إسرائيلي كبير من الحكومة اليمينية المتشددة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، حذرهم فيها من أن الصفقة ربما لا تشمل أبناءهم، لأنها لن تكون إلا جزئية ومحدودة، وربما لا تتبعها أي مراحل أخرى.

وقال بيرغمان، وهو أيضا صحفي استقصائي يعمل مع صحيفة نيويورك الأميركية، "في الأيام الأخيرة، أرسل مصدر سياسي رفيع المستوى في الائتلاف الحكومي المتشدد سلسلة من الرسائل عبر طرف ثالث إلى عائلات المختطفين الذين لا يفترض أن يتم إدراجهم في الصفقة الإنسانية".

وأضاف -نقلا عن عائلات الأسرى- أن هذه الرسائل "مخيفة ومقلقة للغاية".

وأشار المحلل العسكري إلى أن هذه المعلومات تتزامن مع معلومات واردة من مصادر عديدة تفيد بأن إسرائيل تحاول فصل مرحلة الاتفاق الإنساني من الصفقة عن أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، فضلا عن أن التزام الوسطاء بمواصلة المفاوضات بعد هذه المرحلة يضعف أيضا.

إعلان

وحسب بيرغمان، فإن المخطط التفصيلي للصفقة -التي استؤنفت المفاوضات بشأنها الشهر الماضي- يتضمن إطلاق سراح النساء (بما في ذلك المجندات) والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما ضمن الاتفاق الإنساني (المرحلة الأولى)، في حين تعتبر حماس جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما "جنودا"، وأن الجدل لا يزال قائما بين الطرفين حول أي من هؤلاء الرجال سيتم تعريفه على أنه مريض وسيتم إدراجه في إطار الاتفاق الإنساني.

وعلق بيرغمان على مضمون رسالة المسؤول الكبير، بالقول "لا يوجد الآن سوى اتفاق جزئي واحد، لن يتضمن أي التزام صريح أو آلية واضحة حول كيفية مواصلة المفاوضات من أجل الإفراج عن البقية".

وأضاف: "وفقا للرسائل، فإن الصفقة ليست في الأفق بعد، ولا توجد فرصة لمعرفة ما سيحدث هذا العام، ومن المحتمل جدا ألا يحدث حتى في الوقت القصير المتبقي من عهدة الإدارة الأميركية الحالية بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة".

وفي حين أكد أن الأطراف المتفاوضة منخرطة في صياغة إطار الهيكل التفصيلي للصفقة، فقد أشار إلى أن الخطوط العريضة لها "تشير فقط إلى بضع جمل وبطريقة غامضة للغاية إلى صفقة ثانية".

نتنياهو لا يوافق على إنهاء الحرب

ونقل المحلل العسكري عن رسالة المسؤول الكبير لعائلات الأسرى، التي دعتهم للضغط رفضا لتوجه الحكومة للذهاب نحو صفقة واحدة للجميع.

وفي حين أبدى بيرغمان تشككه في الهدف من توجيه هذه الرسالة، فقد أشار إلى اتساع دائرة تأييد الصفقة إلى أهالي الأسرى من معسكر اليمين والمستوطنين، الذين أسسوا أيضا مجموعات مختلفة مثل منتدى تكفا وغيرها.

ولفت إلى تغيير في موقف جزء من قاعدة الجزء اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو لصالح الصفقة، بما في ذلك تأييد صفقة كاملة من شأنها أن تضمن عودة جميع المختطفين، أحياء وأمواتا، وتؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.

إعلان

كما أشار أيضا إلى أن مسؤولين كبارا جدا في الجيش الإسرائيلي والشاباك يدعمون صفقة واحدة، لكنهم يفهمون أيضا أن المستوى السياسي لن يوافق عليها بأي شكل من الأشكال.

وقال بيرغمان إن المفاوضات في السابق كانت تجري على أساس أن تضمن الدول الوسيطة استمرار وقف إطلاق النار خلال المفاوضات لإنجاز المرحلة الثانية، ولكن هذا الالتزام المحدود قد تقلص أيضا، "لدرجة أنه يكاد يكون معدوما".

وختم بالقول إن عائلات الأسرى تخشى من أن أبناءها سيتركون لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد أن يعود نتنياهو إلى القتال، ويرفض شروط حماس لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • خلاف رئيسي يُعيق التقدم حاليًا في صفقة تبادل الأسرى
  • جانتس: لن نفوض نتنياهو لتقويض عملية إعادة المحتجزين لاعتبارات سياسية
  • مسؤول إسرائيلي يهاجم نتنياهو: العقبة الوحيدة في إتمام صفقة التبادل
  • لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
  • يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
  • مصادر: نتنياهو يجري حراكا داخل ائتلافه الحكومي لضمان الموافقة على الصفقة
  • تفاصيل إسرائيلية جديدة عن تطورات مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
  • قبيل "الصفقة".. حماس تنشر فيديو دعائيا يجمع السنوار وهنية
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • هدنة غزة المرتقبة: شروط جديدة تؤخر الصفقة المنتظرة