شهد فرع ثقافة الفيوم مجموعة متنوعة من اللقاءات الثقافية والفنية ضمن البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر يناير الجاري.

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية
خلال ذلك عقدت مكتبة الفيوم العامة محاضرة بعنوان"الذكاء الاصطناعي فى خدمة الإنسانية"، تحدثت فيها مروة محمود عطية أخصائي ثقافي بالمكتبة، عن المجالات المختلفة التى يدخل فيها الذكاء الاصطناعي، وأهمها المجال الطبي الذي يستخدم الروبوتات فى تخصص الأشعة للتشخيص الدقيق والعلاج الإشعاعى، والتى بدورها كانت تمثل خطر على كل من يتعامل بها، كما أوضحت أهمية دخوله في مجال الزراعة والمياه والحفاظ علي البيئة، إلي جانب التعليم والكثير من التطبيقات التى تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتتيح فرصة التعلم والإبداع.


 

"كيفية التعامل مع ذوي القدرات الخاصة".. محاضرة بفرع ثقافة الفيوم 

من جانب آخر، شهدت مكتبة مطرطارس محاضرة بعنوان" كيفية التعامل مع ذوي القدرات الخاصة"، تحدثت فيها إسراء هشام عبدالخالق - أخصائي تخاطب- قائلة: أن ذو الاحتياجات أو القدرات الخاصة هو الأخ والصديق والزميل، لذا يجب أن نتحدث معهم بأسلوب لائق وهادئ، فلا نتنمر عليهم أو نقلل من وجودهم ومتطلباتهم، بل يجب علينا تقديم يد العون والمساعدة لهم، ودمجهم في الأنشطة المختلفة وفقا لميولهم ومهاراتهم، تلاها عرض الفيلم العربي "تاج" بطولة تامر حسني ودينا الشربيني ضمن نشاط نادي السينما.

وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، لتنمية ودعم الموهوبين، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، شهدت مكتبة منية الحيط محاضرة بعنوان "دور الشرطة فى الحفاظ على الأمن واستقرار الوطن"، تحدث فيها أحمد محمد السيد مسئول النشاط قائلا: أن الشرطى فرد من أفراد الوطن يكرس حياته فى خدمة وطنه وحفظ الأمن والأمان، فيتصدي للعمليات الإجرامية والتخريبية والفساد بكافة أشكاله، كحصن منيع لحماية البلد، ويسعى جاهدا إلى أن يصبح المجتمع خاليا من العنف والجريمة والفوضى، إلى جانب سعى رجال الشرطة نحو إعطاء كل ذى حق حقه، وتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم بحيث لا يتعدى أحدا على حقوق غيره أو القانون، لذا يثق الشعب فى الشرطة وفى عدالتها. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم الذكاء الاصطناعي ثقافة الفيوم ذوي القدرات الخاصة بوابة الوفد جريدة الوفد الذکاء الاصطناعی ثقافة الفیوم

إقرأ أيضاً:

عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

 

لطالما كانت اللغة حاجزًا يقف بين الإنسان والشعوب الأخرى، وفي الوقت ذاته كانت بوابةً لاكتشافهم، والبعض يجدها رحلة يخوضها ليتعلّم ويتعرّف ويكتسب المهارة التي تمكّنه وتُميّزه عن غيره بامتلاكه لغة الآخر، وكثيرًا ما كانت اللغة مصدر رزق؛ إذ شكلت مهارة الترجمة أو التحدث بلغة أجنبية مسارًا مهنيًا لكثيرين، لكن اليوم، ومع التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي واقتحامها عالم الترجمة من أوسع أبوابه، يبدو أن الأبواب القديمة بدأت تُغلق أمام المترجمين، فيما تُفتح في المقابل أبواب جديدة أمام البشرية بأكملها؛ أبواب الاستكشاف والتفاعل الثقافي.

وقد أصبح بإمكاننا بفضل هذه التقنيات أن نتعرف إلى ثقافات جديدة، ونمارس طقوسًا مختلفة، ونتذوق ألوانًا من الفنون والموسيقى، ونتحاور مع عقول وأفكار من شتى بقاع الأرض، ونبني صداقات تتجاوز الحدود والمسافات، في تواصلٍ لم تعرفه البشرية بهذه السهولة من قبل.

مع كل هذا الانفتاح المذهل، يحق لنا أن نتساءل: هل يمثل هذا التطور نعمةً تُقرّبنا أكثر وتعمّق تواصلنا الإنساني؟ أم أنه يحمل وجهًا آخر، يخفي في طيّاته خطر ذوبان الخصوصية الثقافية واللغوية التي تضمن تنوع الحضارات واستمرارها؟ أود أن أتحاور معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح، لنتأمل معًا الوجهين المختلفين لهذا التحول التكنولوجي الذي يعيد صياغة علاقتنا بالعالم وبأنفسنا.

حضرتُ قبل أيام حفل إطلاق منتجات شركة IFLYTEK أثناء معرض جايتكس في دبي؛ حيث عرضت سماعات وأجهزة ترجمة فورية محمولة تتحوّل بها محادثاتك مع شخص يتكلم لغة مختلفة إلى لغتك الأم، ويتحول الحوار الفوري إلى حوارٍ بلا فواصل أو حواجز لغوية تقريبًا. وهذه التقنية لا تنهي فقط الحاجة إلى مترجم بشري في بعض السياقات؛ بل تفتح أمام البشر بابًا جديدًا للتعرّف على عوالم وثقافات، وكم من دولة فكرت السفر إليها وكانت اللغة هي الحاجز الوحيد الذي يقف أمامك، ولكن مع الذكاء الاصطناعي بات الأمر ممكنًا وسهلًا، ولن أخوض اليوم في دقة الترجمة فمثل هذه التقنيات مازالت في طور التقدم والتطوير وستصل يومًا لما نصبوا إليه من ترجمة دقيقة وسلسة.

الذكاء الاصطناعي بات اليوم يتعرف فوريًا على اللهجات واللهجات الفرعية، وليس فقط يمكنه فهم اللغة الرسمية؛ بل طريقة النطق ومخارج الحروف أيضًا، ويومًا بعد يوم تصبح الآلة أكثر قدرة على فهم اللهجات واللغات، ومع استخدام الأجهزة المحمولة أو السماعات سيجعل الترجمة ترافقك في الطريق، في الاجتماعات، في السفر، في التبادل الثقافي، وأيضًا في المكالمات الهاتفية بحيث تتم الترجمة فوريًا في أذنك، والأجمل من كل هذا أن الذكاء الاصطناعي يتيح لك ليس فقط فهم ما يقول الآخر، بل أيضًا تلمّس إحساسه، ثقافته، عادات التعبير، وذلك من خلال محاكاة الذكاء الاصطناعي لصوت ونبرة المتكلم، وهذا يخلق احتكاكًا ثقافيًا أكثر عمقًا مما لو اعتمدنا فقط على وسيط بشري أو على الترجمة الكتابية التقليدية، وتخيل كيف يمكن نقل التجربة لتصبح تجربة تفاعلية يومية نستخدمها في كل شيء من حولنا، من موسيقى وأفلام ونقاشات ومحاضرات وندوات.

مع كل هذا السحر.. ثمة تساؤل يجب أن نعود لطرحه؛ هل هذا التطور نعمة للتعرف على ثقافات جديدة وللتقريب بين البشر، أم أنه يحمل في طيّاته مخاطر؟ هل ستُمحى خصوصية اللغة الأصلية وتختفي الفوارق التي تُميز الشعوب في طريقة التعبير؟ وهل سيصبح “التنوّع اللغوي والثقافي” مجرد تاريخ مسحته التقنية والآلة؟

هذه التساؤلات جميعها مهمة؛ فنحن كبشر حاولنا قدر المستطاع أن نحافظ على ثقافاتنا وتاريخنا عبر اللغة، ولطالما كانت اللغة بحد ذاتها ثقافة لها أسلوبها الذي يميزنا ويكسبنا نوعًا من الخصوصية، ولكن كل هذا معرض للذوبان في ظل تقنيات ستعطينا القدرة على التواصل بشكل أفضل من جانب وتسلبنا خصوصيتنا الثقافية من جانب آخر، إلا لو استطعنا أن نستغل التكنولوجيا والتقنية في المحافظة على موروثنا اللغوي والثقافي بدلًا من أن نمحيه وهذا جانب طويل قد نتناقش فيه في مقال قادم.

أتفقُ مع أن التكنولوجيا جعلت العالم أقرب ولكن علينا أن نستخدم هذا التقدم لنمهد لمساحات مشتركة من الفهم الفكري والتبادل الثقافي؟ وعلينا أن نستفيد من تقنيات الترجمة الخوارزمية أن صح تسميتها هكذا بلا أن نفقد اللغة والثقافة التي نمثلها، فقوة الثقافة ليست فقط فيما نترجمه وننقله عن الاخر بل فيما لا يُمكن ترجمته وهو ما يميز ثقافة عن أخرى، وهو ما يعطي أي شعب خصوصيته في الكثير من الجوانب.

في النهاية يجب أن نعترف بأن الذكاء الاصطناعي قد يمنحنا مفاتيح العالم، لكنه لن يمنحنا روحَه، وبالنسبة لي اللغة هي روح الثقافات، واللغة أكثر من مجرد أداة تواصل؛ إنها هويتنا وذاكرتنا المجتمعية، وتاريخنا كأمة، لذلك حين نعبر إلى المستقبل فلنعبر بأعين منفتحة على الآخر دون أن نغلق أعيننا عن أنفسنا، وأقصد هنا أنه لا يجب لنا الانخراط في فهم الآخر لدرجة أن نذوب نحن وسط ثقافته؛ بل يجب أن نحافظ على ثقافتنا ولغتنا حتى تعيش للغد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • OxygenOS 16 يصل مع OnePlus 15 .. تحول كامل نحو الذكاء الاصطناعي
  • ثقافة المنيا تحتفل باليوم العالمي للفتاة
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة منى ماروكو تكشف مشكلتها مع الزاوج وسبب “طلاقها” وتطرح أغنية تناقش فيها أزمتها
  • تعزيز قيم التسامح والانتماء الوطني لدى النشء والشباب بثقافة البحر الأحمر
  • «الحملات الصليبية على المشرق العربي» محاضرة بقصر ثقافة المنوفية
  • جامعة مدينة السادات تدشن قافلة شاملة بقرية سنتريس بالمنوفية
  • قصور الثقافة تطلق برنامجا لتطوير المكتبات بالإسكندرية
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • رئيس جامعة الأزهر يلقي محاضرة بعنوان «أثر اللغة العربية في فهم النص الشريف»
  • "الجدعنة المصرية" محاضرة ضمن دورى المكتبات بثقافة البحر الأحمر