تحذيرات من فراغ أمني بعد انسحاب قوات السلام من مالي
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
شعبان بلال (باماكو، القاهرة)
أخبار ذات صلة ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بفلسطين لـ«الاتحاد»: انهيار غير مسبوق للوضع الإنساني في غزة غوتيريش يحذّر من التداعيات «الكارثية» لاندلاع حرب بين إسرائيل ولبنانحذر خبراء ومحللون سياسيون من تداعيات انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي على الوضع الأمني، معتبرين أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى فراغ عسكري وأمني في تلك البلد الواقعة في غرب أفريقيا وتشهد تنامياً بانتشار الإرهاب.
وأكملت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي انسحابها بعد عقد من العمل بعد أن طلبت السلطات في وقت سابق من عام 2023 إنهاء المهمة الأممية بحلول 31 ديسمبر الماضي، والبالغ قوامها نحو 12 ألف عنصر.
واعتبرت الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، الدكتورة نرمين توفيق، أن انسحاب قوات حفظ السلام الأممية من مالي يأتي في ظل التطورت التي تشهدها منطقة غرب أفريقيا بشكل عام، وعلى رأسها التغيرات في السلطات والانقلابات العسكرية.
وأوضحت توفيق في تصريح لـ«الاتحاد»، أن بعثة الأمم المتحدة موجودة منذ سنوات في مالي ومن المفترض أن تخرج بعد أداء مهامها التي تتضمن حفظ السلام والأمن ومكافحة الإرهاب، لكن بعد الانقلابات العسكرية التي حدثت مؤخراً تغير المشهد وأصبح هناك رفض للتدخلات الدولية ومنها قوات حفظ السلام وبعثة الأمم المتحدة.
ولفتت الباحثة إلى أن خروج الأمم المتحدة نوع من الضغط على النظام الحاكم في مالي كون ذلك يمثل فراغاً في الوضع العسكري، مشيرة إلى أن البلد تعاني من نشاط الجماعات الإرهابية التي تنفذ عمليات تستهدف المدنيين ما يضر بالأوضاع هناك، في الوقت الذي يفقد فيه التواجد الفرنسي والغربي نفوذه في غرب أفريقيا سواءً في مالي أو النيجر وغيرهما لصالح قوى أخرى، وأصبح هناك رفضاً شعبياً لتدخلاتهم. من جانبها، ذكرت رئيس قسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، الدكتور سالي فريد، أن الخلافات تفاقمت خلال الأشهر الماضية بين المجلس العسكري الحاكم في مالي ودول الاتحاد الأوروبي، لا سيما فرنسا وألمانيا، وترى الأمم المتحدة أن هذا الوضع لا يساعد على استمرار البعثة.
وأشارت الدكتور سالي فريد في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت تزايداً كبيراً في وتيرة الهجمات الإرهابية خصوصاً في شمال مالي، ما تسبب في مقتل أكثر من 40 شخصاً ونزوح نحو 45 ألفاً، وإغلاق المزيد من المدارس. وذكرت أن انسحاب قوات حفظ السلام قد يؤدي إلى فراغ أمني يوسع من سوء الأوضاع الإنسانية، خاصة في ظل خروج القوات الفرنسية ووقف التدريبات الأوروبية في نهاية 2022، وتوتر العلاقات بين الغرب والسلطة الحاكمة في مالي.
واتفق الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي محمد عزالدين حول تداعيات انسحاب قوات حفظ السلام على تفجر الأوضاع وحدوث اضطرابات نتيجة الفراغ أمني وعودة الاقتتال خاصة في البلاد التي لم تشهد اتفاقاً حقيقاً بين الحركات المسلحة.
وقال محمد عزالدين لـ «الاتحاد»، إن وجود الحركات المتشددة واستمرار النزاع على الحكم وخروج فرنسا وتفجر الأوضاع في النيجر وبوركينا فاسو أدى إلى تغيير نمط الاقتتال مرة أخرى في ظل انسحاب قوات حفظ السلام والتي تملك قدرات عسكرية على مواجهة الحركات المسلحة والحد من انتشارها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قوات حفظ السلام عمليات حفظ السلام مالي حفظ السلام الأمم المتحدة القوات الأممية انسحاب قوات حفظ السلام الأمم المتحدة فی مالی
إقرأ أيضاً:
دعماً لسيادة مقديشو.. القاهرة: إرسال قوات مصرية ضمن البعثة الإفريقية في الصومال
أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الإثنين، أن مصر ستساهم بقوات في بعثة حفظ السلام للاتحاد الإفريقي في الصومال، مع تزايد الروابط بين البلدين وسط توتر مع إثيوبيا بسبب الاعتراف بمنطقة أرض الصومال.
وقال عبد العاطي في مؤتمر صحافي في القاهرة مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي: "مصر قررت المشاركة في بعثة الاتحاد الإفريقي التي ستنشر في الصومال بناء على طلب الحكومة الصومالية وبناء أيضاً على ترحيب من مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي".وستحل بعثة الاستقرار والدعم للاتحاد الإفريقي، المعروفة بـ "أوسوم"، محل مهمة لمكافحة الإرهاب تنتهي هذا العام.
واندلع نزاع بين إثيوبيا والصومال هذا العام بسبب خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، والتي اجتذبت قوى إقليمية وهددت بمزيد من زعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي.
وبعد محادثات توسطت فيها تركيا، قال الصومال وإثيوبيا إنهما سيعملان معاً لحل القضية.
وقال عبد العاطي: "تحدثت مع أخي الوزير أيضاً عن الأوضاع في الصومال والدعم المصري لبسط سلطات الدولة وسيادتها على كامل التراب الوطني الصومالي، والرفض الكامل لأي إملاءات وأي إجراءات أحادية الجانب تمس بوحدة وسلامة وسيادة الصومال الشقيق".