كشف مسؤولون في هيئة الآثار السودانية لـ«التغيير» تفاصيل بشأن ما جرى في منطقة النقعة الأثرية بولاية نهر النيل عقب تسلل عناصر من قوات الدعم السريع إليها.

التغيير- كمبالا: سارة تاج السر

أكدت المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف السودانية د. غالية جار النبي، أن موقع النقعة الأثري جنوب ولاية نهر النيل، لم يتأثر بالغارات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع التي توغلت في تلك المنطقة للمرة الثانية.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأول، صوراً وفيديوهات لعناصر الدعم السريع داخل المعابد الأثرية الواقعة شمال العاصمة الخرطوم، والتي تمتد إلى ما بين القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي وهي ضمن قائمة التراث الإنساني منذ العام 2011م، وهددت القوات باستخدام الموقع في هجمات على دنقلا وعطبرة وبورتسودان.

استهداف التراث

وقالت غالية جار النبي في تصريح لـ«التغيير»، اليوم الأربعاء، إن خفير الموقع «عبد الغني» وأسرته بخير وأمان، وأن الموقع لم يتأثر بالاشتباكات.

من جانبها، اتهمت وزارة الخارجية، قوات الدعم السريع، بمواصلة سعيها الممنهج لتدمير التراث الثقافي في السودان والذي شمل حتى الآن تخريب متحف السودان القومي ودار الوثائق القومية وعدد من الجامعات والمكتبات العامة وأماكن العبادة التاريخية.

وأشار البيان إلى أن منسوبي الدعم السريع دمروا في الاسبوع الماضي الكنيسة الإنجيلية بمدينة ود مدني، وعمرها حوالي مائة عام، وسبق أن دمرت عدداً من المساجد والكنائس في ولاية الخرطوم.

واعتبرت الوزارة أن استهداف التراث الثقافي والمؤسسات التي تجسد حرية الأديان جريمة، وسمة بارزة تميز الجماعات الإرهابية كما حدث على يد داعش وبوكو حرام والمجموعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي.

وأشار البيان إلى واقعة محاكمة أحد عناصر تلك المجموعات في المحكمة الجنائية الدولية عام 2016م بجريمة تدمير التراث الثقافي في مدينة تمبكتو بمالي.

حرب نفسية

من جهته، أكد كبير مفتشي الآثار بالهيئة أحمد الأمين سوكري لـ«التغيير»، أن قوات الدعم دخلت النقعة للمرة الثانية، وسبق لها في 4 ديسمبر الماضي، التسلل إلى المنطقة والدخول في مواجهة مع شرطة الآثار بمنطقة أم شديدة، مما أسفر عن أسر وقتل عدد من الشرطة، قبل مغادرة الموقع.

وقال سوكري: «اعتاد الناس على ذكر النقعة والمصورات مقترنين مع بعضهما، إلا أن الدعم لم يصل المصورات كما يتردد».

واعتبر أن صور وفيديوهات أفراد الدعم السريع داخل النقعة وبثها، من باب الحرب النفسية، وأضاف: «حسب المعلومات المتوفرة فقد غادرت عناصر الدعم، الموقع ولم يلحق به أي ضرر، وتم استهدافهم في منطقة ما بالطيران والمسيرات».

بالمقابل أوضحت الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية، أن معركة حربية وقعت بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وفق مصادر موثوقة وصور وفيديوهات مبذولة على مواقع التواصل، مما يعرض هذه المواقع للتخريب والدمار والنهب والسرقة، ولفتت الى أن السودان خسر كثيراً من الموارد الثقافية والأراشيف الوطنية ومكتبات الجامعات والمراكز الثقافية وصالات العرض خلال خذه الحرب.

الوسومالخرطوم السودان القوات المسلحة شندي طيران الجيش قوات الدعم السريع هيئة الآثار والمتاحف السودانية ولاية نهر النيل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الخرطوم السودان القوات المسلحة شندي طيران الجيش قوات الدعم السريع ولاية نهر النيل قوات الدعم السریع لـ التغییر

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات

قال مصدر مسؤول في الجيش السوداني للجزيرة اليوم الخميس إن جنوده يحققون كل يوم تقدما جديدا في مختلف مناطق العمليات في وقت تتراجع فيه ما سماها مليشيا الدعم السريع.

وقد تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم القصف المدفعي المتقطع في ولاية الخرطوم، كل من مناطق تمركزه.

وبالتزامن أسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني فجر اليوم طائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع فوق مدينة عطبرة شمال شرق الخرطوم.

خريطة لمناطق سيطرة الجيش والدعم السريع في ولاية الخرطوم بعد معارك سبتمبر/أيلول الماضي (الجزيرة)

وبحسب شهود عيان، يعتقد أن المسيّرات كانت تستهدف مطار عطبرة، وهي كبرى مدن ولاية نهر النيل.

يشار إلى أن هذا هو الهجوم الثالث الذي تتعرض له المدينة خلال أسبوع.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، استعاد الجيش السوداني مناطق في الخرطوم الكبرى -بما فيها أم درمان– وفي ولاية الجزيرة، كما صد هجمات للدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

ضحايا مدنيون اتُّهمت قوات الدعم السريع بقتلهم في قرية ود النورة بولاية الجزيرة (مواقع التواصل) اتهامات بقتل مدنيين

في غضون ذلك، قالت "منصة مؤتمر الجزيرة" إن قوات الدعم السريع اجتاحت قرية "ود عشيب" شرقي ولاية الجزيرة، وقتلت منذ أول أمس الثلاثاء 42 مدنيا بالرصاص.

وأضافت المنصة -التي يديرها ناشطون- أن 27 آخرين توفوا جراء الحصار وانعدام العلاج، بحسب ما نقلت صحيفة الراكوبة السودانية عن المنصة.

وذكرت المصدر نفسه أن قوات الدعم السريع هاجمت قرية ود عشيب منذ الخميس الماضي، ونهبت وروّعت السكان وفرضت عليهم حصارا محكما.

وفي الآونة الأخيرة، تواترت الاتهامات للدعم السريع بارتكاب عمليات قتل جماعي ضد السكان المدنيين في ولاية الجزيرة، وتنفي هذه القوات استهداف المدنيين.

وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلّفت مذاك عشرات آلاف القتلى.

كما تسببت الحرب في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.

وشهدت الأيام الماضية تحركات دبلوماسية دولية في محاولة لوقف القتال، في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان.

مقالات مشابهة

  • السودان.. (القوة المشتركة) تحبط عملية تهريب أسلحة وعتاد لـ(الدعم السريع) من تشاد
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات
  • نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • 40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان