عبدالله أبو ضيف (رفح، القاهرة)

أخبار ذات صلة صيادو غزة يتحدون المخاطر لإطعام أسرهم من فتات البحر تحذيرات من فراغ أمني بعد انسحاب قوات السلام من مالي

قال دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد انهياراً غير مسبوق على المستويات كافة، في الوقت الذي تبقت فيه المستشفيات الميدانية هي سبيل النجاة الوحيد لآلاف السكان في القطاع الذي يشهد أزمة غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر الماضي.


وأضاف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن الصندوق يعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية كافة لتقديم المساعدة الإنسانية، خاصة للنساء الحوامل اللاتي يواجهن أزمة تتثمل في النقص الهائل بالخدمات الصحية والأدوية وانهيار المنظومة الصحية بشكل يجعلهن يلدن دون التخدير. وأشار دومينيك ألين إلى أن سكان القطاع المنكوب يحتاجون إلى زيادة المساعدات الإنسانية، خاصة الأدوية والأجهزة الطبية التي تساعد في إغاثتهم طبياً وإنسانياً.
وأضاف المسؤول الأممي، أن «الجميع في غزة يشعر بمعاناة شديدة، ولا يختلف في ذلك العاملون ضمن المؤسسات الإنسانية والرسمية الذين يقومون بجهد واسع».
وطالب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بضرورة العمل المشترك بين القوى والمنظمات الدولية لإغاثة سكان غزة ولعودة القطاع الطبي إلى العمل بكامل طاقته الاستيعابية، وضمان أمنه حتى لا يتعرض للمزيد من الخسائر.  واختتم دومينيك بقوله «إنه يجب اتخاذ خطوات فاعلة خلال الفترة المقبلة للتقليل من حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على سكان القطاع، والذين يتخطى عددهم المليونين شخص، ودعم الأماكن المخصصة لاستقبال النازحين والمساعدة في زيادة الأدوية والمساعدات الطبية على وجه الخصوص».
وكثفت إسرائيل هجومها، أمس، على خان يونس في جنوب قطاع غزة، ووجهت الدبابات غرباً، فيما أعلنت الأردن أن المستشفى الميداني العسكري التابع له في المدينة تعرض لأضرار بالغة بسبب القصف القريب.
وحمل الجيش الأردني إسرائيل مسؤولية الأضرار التي لحقت بالمستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي لمحيطه. 
وفرّ الناس من مستشفى آخر هو مستشفى ناصر والمنطقة المحيطة به، مع اقتراب الدبابات بعد بيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه تعرض لإطلاق نار من المنطقة. 
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون، إن سبعة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بمنازل قريبة من المستشفى.
وقال شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية في غزة، في التاسع من يناير، إن العديد من العاملين في مستشفى ناصر غادروا إلى الملاجئ في الجنوب، ولم يتبقَ سوى طبيب واحد لرعاية أكثر من 100 من ضحايا الحروق.
وحوالي ثلث مستشفيات غزة ما زالت تعمل، وبعضها جزئياً فقط.
ودوت أصوات انفجارات ناجمة عن القصف والغارات الجوية على مسافة أبعد غرباً في خان يونس، مع تقدم الدبابات الإسرائيلية، وتصاعدت خطوط من الدخان الأسود الكثيف من مواقع الانفجارات. 
وشقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس قبل أكثر من شهر، وقال وزير الدفاع يوآف جالانت الاثنين، إن العمليات العسكرية المكثفة في الجنوب تقترب من نهايتها بعد أسابيع من تصريحات مماثلة بشأن شمال غزة.
لكن القتال اندلع في جباليا ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة، أمس، بعد يوم من اقتحام الدبابات الإسرائيلية أجزاء من الشمال كانت قد غادرتها الأسبوع الماضي.
وأعلنت إسرائيل تقليص عملياتها في شمال غزة في أوائل يناير، في إطار ما قالت إنه سيكون نهجاً أكثر تدقيقاً في حربها، بعد العمليات التي دمرت أحياء سكنية بأكملها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

العقوبات على البرهان وأثرها: السودان بحاجة إلى قرار أممي لوقف المأساة الإنسانية

في 16 يناير 2025، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، مشيرة إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ارتكبتها القوات تحت قيادته. القرار جاء ضمن سلسلة إجراءات دولية تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الفظائع في السودان، لكن الحقيقة الماثلة أمامنا تشير إلى أن العقوبات وحدها ليست كافية. الوضع الإنساني في السودان يتطلب استجابة أممية أكثر شمولاً، لإيقاف الحرب وفرض حماية حقيقية للمدنيين.
التداعيات الحالية للعقوبات
لا شك أن العقوبات الأمريكية على البرهان ومورد الأسلحة المعني تمثل إشارة قوية بعدم التسامح مع مرتكبي الجرائم في السودان. استهداف القادة العسكريين وأذرعهم المالية يهدف إلى تقويض قدرتهم على استمرار الصراع. ومع ذلك، فإن التأثير الفعلي لهذه العقوبات غالبًا ما يتباطأ بسبب تعقيدات النزاع السوداني وتعدد الأطراف المتورطة فيه.
فبينما تسعى الولايات المتحدة للضغط على البرهان ودقلو (حميدتي)، فإن الواقع الميداني يشهد تصاعدًا في العنف ضد المدنيين. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهو رقم صادم يعكس عجز العالم عن حماية الأبرياء في مناطق النزاع.
العقوبات ليست كافية
بالرغم من أهمية العقوبات كأداة للضغط الدبلوماسي، فإنها بمفردها لا تستطيع وقف نزيف الحرب. يحتاج السودان إلى تدخل أممي عاجل لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. غياب الإرادة الدولية لاتخاذ خطوات حاسمة يجعل المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للصراع بين قوى عسكرية لا تعير اهتمامًا لمستقبل البلاد.
تشير الأوضاع إلى ضرورة فرض منطقة آمنة لحماية المدنيين، تحت مظلة الأمم المتحدة، تترافق مع مراقبة صارمة لوقف إطلاق النار وإجراءات تمنع استهداف البنية التحتية المدنية.
ضرورة قرار أممي شامل
من غير الممكن أن يظل المجتمع الدولي يكتفي بإدانة الجرائم وتوجيه العقوبات. ما يحتاجه السودان الآن هو قرار أممي يتضمن-
1. نشر قوات حفظ سلام دولية في المناطق الأكثر تضررًا لحماية المدنيين ومنع التصعيد العسكري.
2. فرض حظر كامل على توريد الأسلحة للأطراف المتحاربة في السودان، مع مراقبة دقيقة لتطبيقه.
3. إطلاق محادثات سلام ملزمة تحت إشراف الأمم المتحدة، تضمن مشاركة جميع الأطراف بما فيها القوى المدنية، لتهيئة الطريق نحو انتقال ديمقراطي حقيقي.
4. آلية مراقبة إنسانية دولية تضمن تدفق المساعدات بلا عوائق وتمنع استخدام الغذاء كسلاح حرب.
المستقبل في ظل الضغط الدولي
بين العقوبات الأمريكية ودعوات الأمم المتحدة، لا يزال الأمل قائمًا لإنقاذ السودان. ولكن هذا الأمل لن يتحقق دون تعاون دولي واسع يستند إلى رؤية شاملة لإنهاء الصراع ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
إن الشعب السوداني الذي يعاني يوميًا من تداعيات الحرب يستحق أكثر من بيانات الإدانة. يحتاج إلى أفعال ملموسة تُعيد له أمنه واستقراره، وتفتح الباب أمام مستقبل يعمه السلام والديمقراطية.
العقوبات على البرهان خطوة مهمة، لكنها ليست الحل الكامل. الوضع في السودان يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، فالمدنيون المحاصرون بين نيران المتقاتلين يستحقون حماية أممية عاجلة. آن الأوان أن ينتقل العالم من الإدانة إلى الفعل لإنقاذ السودان من دوامة الفشل والدمار.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • «القومي لحقوق الإنسان» يحتفل بانتهاء برنامج التعاون مع «الأمم المتحدة للسكان»
  • بعد وقف إطلاق النار..أونروا: إيصال المساعدات إلى غزة قد ينهي المعاناة الإنسانية
  • العقوبات على البرهان وأثرها: السودان بحاجة إلى قرار أممي لوقف المأساة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: حشد الإمدادات الإنسانية لتوسيع نطاق المساعدات في غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن 
  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • عقب قرارات وقف نشاطها - الأونروا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية
  • تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة