الوطن:
2025-03-06@17:34:10 GMT

د. أشرف الشرقاوي يكتب: انهيار الأساطير

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

د. أشرف الشرقاوي يكتب: انهيار الأساطير

رغم أن المجتمع الإسرائيلى وُلد من رحم الحرب، فإنه لم يشهد طوال سنوات وجوده التى بلغت ٧٥ سنة حرباً كطوفان الأقصى، حيث تعد هذه الحرب أطول الحروب منذ حرب ٤٨. فلم يسبق أن خاضت إسرائيل حرباً مستمرة فيها عمليات يومية، بل على مدار الساعة لفترة تجاوزت ١٠٠ يوم سوى هذه المرة. وحتى حرب الاستنزاف مع مصر رغم طولها، فإنها شهدت فترات هدوء استمرت لأسابيع.

حسب الإحصائيات الرسمية، قُتل نحو ٥٠٠ جندى خلال هذه الفترة، ولكن مصادر إسرائيلية تقدر عدد القتلى بنحو ٣٥٠٠ وعدد الجرحى بأكثر من ١٥ ألفاً منهم نحو ٩ آلاف ستترك الإصابة لديهم عاهات مستديمة، منهم ٣ آلاف لن يكونوا قادرين على العمل.

يترتب على هذا وجود أسر فقدت عائلها وزوجات ترملن وأبناء تيتموا، وكل هذه أمور لها آثار اجتماعية ونفسية بالغة، بل لها أيضاً آثار مادية؛ حيث سيكون على الحكومة صرف تعويضات ومعاشات لأسر القتلى والمصابين ومعاشات دائمة لمن فقدوا أعضاءهم، ولم تعد لديهم قدرة على العمل، وسيحتاجون لتأهيل نفسى وبدنى حتى يتمكنوا من الانخراط فى المجتمع من جديد.

كشفت الحرب طبيعة أسطورة الديمقراطية الإسرائيلية، ليتبين أنها ديمقراطية دعائية وليس أكثر. رغم صمت المجتمع الإسرائيلى وتوقف الاحتجاجات فى بداية الحرب ولمدة وصلت إلى شهر تقريباً، فإنه مع امتداد الحرب عادت الاحتجاجات إلى الظهور. فى البداية حاولت الحكومة منعها، إلا أن التيار كان قوياً فتقرر السماح للمتظاهرين بالتنفيس عن غضبهم بحدود.

حتى أسر الأسرى لا يسمح لهم بالاعتراض على الحرب علناً على النحو الذى يفعلونه بعيداً عن الإعلام.

كشفت الحرب أن الإعلام الإسرائيلى ليس حراً بالقدر الذى يدعيه. فى اليوم الأول للحرب صرح أحد الإعلاميين بأنه علم بأحداث ٧ أكتوبر، ولكن وردت إليه تعليمات ألا يذيع الخبر حتى إشعار آخر.

كشفت الحرب أيضاً أن أسطورة جيش الشعب التى يصف بها الجيش الإسرائيلى نفسه كانت كذبة كبيرة. حيث نشرت صحيفة هآرتس وتبعتها عدة صحف أن الجيش الإسرائيلى قصف بيوت المستوطنين وسياراتهم التى كانت تغادر حفلاً موسيقياً بصواريخ هيل فاير من مروحيات الجيش الإسرائيلى، حتى يلصق ذلك بحركة حماس، ويتعلل بحجم الدمار الذى سببته فى مهاجمة غزة. ورغم هذا الكشف لم يجرؤ أحد بعد مرور مائة يوم على مناقشة ما حدث. وهو ما يدلل على صرامة الرقابة العسكرية المفروضة على الإعلام.

تناقصت مساحة قبول الآخر فى المجتمع الإسرائيلى وفى السياسة الإسرائيلية. وأصبح كل من يرفع صوته بالمعارضة عامة وبمعارضة الحرب خاصة يوصم بالخيانة. حتى قضاة المحكمة العليا اتهمهم اليمين الإسرائيلى بالخيانة، لأنهم تجرأوا ومارسوا سلطتهم القانونية خلال الحرب وأبطلوا قانون اللامعقولية الذى أصدره الكنيست لتكميم القضاة وتحجيمهم، والذى تسبب فى مظاهرات لشهور قبل الحرب.

على المستوى الاقتصادى يتحمل الاقتصاد الإسرائيلى تكلفة أسبوعية مباشرة للحرب تقدر بنحو ١٠ مليارات دولار. يضاف إليها تكلفة استدعاء ٣٥٠ ألف جندى للخدمة فى الاحتياط.

تسببت الحرب بالتالى فى انهيار قطاعات اقتصادية عديدة نتيجة لغياب الأيدى العاملة فى الحرب.

كان على رأس القطاعات التى انهارت بوضوح قطاع السياحة الذى شهد توقفاً غير مسبوق.

تسببت الحرب فى ارتفاع العجز الموازنى من ١.١٪ إلى ٤٪ لعام ٢٠٢٣ مع توقع أن يكون ٣.٥٪ فى عامى ٢٠٢٤ و٢٠٢٥ بتأثير الحرب.

زاد العجز التجارى بشكل غير مسبوق نتيجة زيادة استهلاك النفط والغاز ووقود الطائرات لأغراض الحرب.

تسببت الحرب فى انخفاض إيرادات الدولة من الضرائب المحصلة، نظراً لاستدعاء الممولين للخدمة فى الجيش، ونظراً للضرر الواقع على قطاعات التصدير.

أصيب القطاع الزراعى بانهيار كامل نتيجة للحرب، نظراً للاستدعاءات لخدمة الاحتياط وهروب العمال الأجانب خوفاً من الحرب. لم تتمكن إسرائيل من الوفاء بالتزاماتها التصديرية، بل اضطرت إلى استيراد المواد الغذائية لتوفير الطعام سواء للجيش أو للمدنيين.

كانت هذه الحرب سبباً فى انهيار كل الأساطير السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية التى روَّج لها الإعلام الإسرائيلى، وكلما امتدت الحرب سنشهد المزيد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل

إقرأ أيضاً:

برلمانية: القمة العربية أكدت رفض مخطط تهجير الفلسطينيين والتعدي على حقوقهم

أكدت النائبة شيرين عليش، عضو مجلس النواب، والأمين المساعد لأمانة المرأة المركزية بحزب مستقبل وطن، أهمية ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، بما يؤكد رفض مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم والتعدي على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وكذلك رفض استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وممارسة سياسات القمع والتجويع والإبادة الجماعية لفرض مخطط الاستيلاء على غزة وإشعال فتيل الحرب والصراع بالمنطقة العربية.


وقالت عليش في بيان لها اليوم، إن العدوان الإسرائيلي انتهك كافة القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية بجرائم قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية، والإصرار على تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي تخلى عن مواجهته المجتمع الدولي متخليا عن مسؤولياته بضرورة وقف هذه الحرب التي باتت تهدد أمن وسلام الجميع على المستويين الإقليمي والدولي.


وأوضحت عضو مجلس النواب أن مصر وقفت بمفردها في وجه طوفان الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، ووفرت ملايين الأطنان من المساعدات وطرحت الكثير من الخطط والبدائل وتبنت مخاطبة المجتمع الدولي والرأي العام العالمي لردع الاحتلال عن جرائمه وضمان تحقيق السلام الشامل والعادل والحفاظ على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم والتمتع بالسيادة المستقلة عليها.


ولفتت النائبة شيرين عليش إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة، أكدت أن مصر لم ولن تتراجع عن موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ورفضها القاطع لمخطط التهجير والإبادة الجماعية، ولن تثنيها أية ضغوط عن جهودها في تحقيق السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة.

مقالات مشابهة

  • حسبو البيلي يكتب: الوعي الغائب
  • ما هي موارد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وفقاً للقانون ؟
  • برلمانية: القمة العربية أكدت رفض مخطط تهجير الفلسطينيين والتعدي على حقوقهم
  • لأول مرة.. الاحتلال الإسرائيلى يهدم منازل فى القدس خلال شهر رمضان
  • قمة «الأساطير» تقص شريط كأس منصور بن زايد
  • الفانيليا.. تاريخ عالمي نسجته الأساطير
  • تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
  • مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن
  • أشرف العشري: نتنياهو يخلق الذرائع لخوفه من انهيار ائتلافه الحكومى
  • إبراهيم شعبان يكتب: مشادة ترامب وزيلينسكي.. وقود حرب عالمية ثالثة