الوطن:
2025-03-05@01:51:10 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب: أوجاع إسرائيل في «100 يوم حرب»

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب: أوجاع إسرائيل في «100 يوم حرب»

المشاهد غير المسبوقة فى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر 2023 تشى بأن المجتمع الإسرائيلى ربما سيواجه تغيراً حاداً فى بنيته الاجتماعية والسياسية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد قلبت الحرب كثيراً من المفاهيم التقليدية إلى مفاهيم جديدة فرضتها الأحداث، وفى ذلك، فإنى سأنقل للقارئ من صحافتهم، مظاهر هذا التغيير الذى ضرب المجتمع فى دولة الاحتلال.

المشهد الأول:

لقد أظهر التغيير الذى خلفته الحرب فى الحالة النفسية التى أصابت المجتمع الإسرائيلى بشكل عام وجنود الجيش الإسرائيلى بشكل خاص، أن المجتمع هناك من الهشاشة بمكان، أنه لم يعد يثق فى إسرائيل بأنها دولة الحلم المنشود: (فالاكتئاب والقلق والسكين تحت الوسادة هو الثمن النفسى الذى يدفعه الوالدان فى الحرب)؛ وما بين القوسين هو عنوان لموضوع مطول فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تناول دراسة جديدة لأبعاد الضرر النفسى الذى أصاب الأُسر الإسرائيلية التى يُشارك أحد عناصرها الحرب سواء أكان أباً أو أماً، والأثر النفسى على الأطفال.

فقد تبين أن حوالى 66% من الأُسر التى لا يشارك الزوجان فيها نظام الاحتياط يعانون من مستويات متوسطة إلى مرتفعة من الاكتئاب والقلق وأعراض ما بعد الصدمة، ما يجعلهم فى غير استثناء مما أصاب أفراد الأسر التى يشارك أفراد منها فى تلك الحرب الدائرة الآن.

وبالتوازى مع ما نشرته «يديعوت أحرونوت» فإن موقع تايمز أوف إسرائيل أشار بدوره إلى زيادة الطلب على الأدوية النفسية منذ السابع من أكتوبر، أظهر المشهد تزايداً فى استخدام العقاقير المهدئة، التى لا تتطلب وصفات طبية، بنسبة تتراوح بين 20% و30% فى المتوسط خلال الشهر الأول من اندلاع الحرب. يعود هذا التزايد إلى ارتفاع حالات القلق، والاكتئاب، والأرق، وغيرها من الأعراض الشائعة التى يواجهها الكثيرون فى إسرائيل نتيجة لصدمة الحرب الحالية.

المشهد الثانى:

وتكشفه تلك التساؤلات التى طرحتها صحيفة «هآرتس» حول تفعيل بروتوكول هانيبال على المواطنين الإسرائيليين ممن كانوا رهائن لدى المقاومة أثناء هجوم حماس فى 7 أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، تساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن الاشتباه الذى وفقاً له قام الجيش الإسرائيلى بتفعيل إجراء «هانيبال»، ولمن لا يعرفه فهو بروتوكول يستخدمه الجيش الإسرائيلى لمنع أسر جنوده، وجرى تغييره عدة مرات، وفى وقت من الأوقات كانت الصيغة هى أن «عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بهم».

ذكرت صحيفة هآرتس أن الاشتباه بتفعيل الجيش الإسرائيلى لبروتوكول هانيبال على 14 مواطناً كانوا محتجزين كرهائن بواسطة حماس فى بيت أسرة كوهين بمستوطنة بئرى يستند على شهادة ياسمين فورات وهداس دجان، الناجيتين الوحيدتين من الحادث.

قالت «فورات» التى اُحتجزت كرهينة وأطلق أحد الإرهابيين سراحها أثناء الحادث فى مقابلة تليفزيونية نقلت تفاصيلها صحيفة هآرتس: إن قوات «وحدة الشرطة الخاصة» التى كانت خارج المنزل استجوبت «فورات» عند خروجها وسمعت منها أنه يوجد بداخل المنزل 40 إرهابياً و14 مدنياً رهائن، وبينما أفلتت «فورات» بقيت «داجان» فى المنزل الذى تلقى قذيفتين من دبابة، أودت بحياة كل من فيه، ولم تنجُ من هذه الضربة سوى «داجان»، وهى الوحيدة من بين المدنيين الذين كانوا داخل المنزل وظلوا على قيد الحياة، هكذا كانت شهادة «فورات».

إن هذا الاشتباه والذى تسعى أسر المقتولين فى يوم 7 أكتوبر للتحقق منه أملاً فى الوصول لإجابة حقيقية يعد مشهداً قاسياً فى العلاقة بين الشعب الإسرائيلى وجيشه، قد يتسبب فى هزة كبيرة تضرب الثقة المتبادلة بين الشعب وأهم المؤسسات فى إسرائيل وهما الشرطة والجيش الإسرائيلى، الأمر الذى يستوجب -بحسب أسر الضحايا- فتح تحقيق حوله، لكن الحكومة الإسرائيلية ما زالت ترى أن الوقت ليس مناسباً، فى ظل اشتعال الحرب، ووعدت الحكومة بأنه سوف يتم فتح تحقيق فيه فور الانتهاء من القتال للوقوف على حقيقة ما دار فى هذا اليوم.

المشهد الثالث:

ويتمثل فى حالة التفرقة التى شعر بها المواطنون الإسرائيليون والتمييز بين من يحملون الجنسيات الأجنبية ومن هم إسرائيليون فحسب، فقد شهدت الدفعات الأولى من إطلاق صراح المحتجزين لدى حماس عبر الصفقة التى تم الاتفاق عليها أواخر شهر نوفمبر الماضى؛ اهتماماً بمن يحملون جنسيات أجنبية أو من يحملون جوازات سفر أجنبية بجانب الجنسية الإسرائيلية، الأمر الذى أثار حفيظة البعض فى عدم الاهتمام أو إعطاء الأولوية لمن يحملون الجنسية الإسرائيلية فقط.

وبالرغم من صعوبة فهم المواطنين لهذا المشهد، تم التحرك بسرعة من قِبَل وسائل الإعلام والحكومة لتصحيح هذا الشعور، ملتزمة بوضع المواطنين الإسرائيليين فى أولويات المراحل اللاحقة عند التباحث فى الإفراج عن دفعات لاحقة.

سيكون للمشاهد السابقة تأثير واضح على المجتمع الإسرائيلى بأكمله، حيث ستُلقى بظلالها على كل جوانب الحياة اليومية، وستؤدى إلى تغيير قناعة المواطن الإسرائيلى وسلوكياته، ستجعلهم يختلفون عما كانوا عليه قبل هجوم السابع من أكتوبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل الجیش الإسرائیلى فى إسرائیل من یحملون

إقرأ أيضاً:

تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستضيف مصر قمة عربية طارئة اليوم االثلاثاء 4 مارس الجارى بالقاهرة، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية

ومن المقرر أن يشارك في القمة قادة الدول العربية أو ممثلوهم، حيث ستتم مناقشة: وقف الحرب وإعادة الإعمار، وسبل دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وتعزيز الجهود الدبلوماسية لوقف الانتهاكات المستمرة والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل

وننشر أبرز بنود الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة:

ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائة على أرضه دون تهجيرضرورة الحفاظ على استدامة التهدئة الراهنة وإطلاق سراح المحتجزين والأسريضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التى خلفتها الحربمحاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو إنتزاع أرضه منه لن تؤتى إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرارقطاع غزة جزء لا يتجزء من الأراضي الفلسطنيةحل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليينإدانة قتل وإستهداف المدنيين وإدانة مستوي العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التى خلفتها الحرب على غزةالخطة تستند على الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وحل الدولتيتن والحفاظ على وقف إطلاق النار في غزةعلى المجتمع الدولي إيلاء اهتمامه لدعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لتثبيت اتفاق وقف اطلاق النارضرورة بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافي المبكر بما يضمن الملكية الفلسطنيةتنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات الحكم الانتقالى وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • تنديد أممي بالضربات الإسرائيلية غير المقبولة في سوريا
  • وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل تواصل تصعيدها في سوريا .. وتؤكد لن نسمح بـ7 أكتوبر آخر من سوريا
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: القيادة الجنوبية في الجيش أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لاحتمال استئناف الحرب
  • تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
  • إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر
  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على لبنان تلامس 6 آلاف شخص أفادت تقارير صحفية لبنانية بأن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان مع استمرار عمليات رفع الانقاض، اقتربت من 6 آلاف شخص.
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة