لبرهة كان البعض يظن أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة نزهة لجيش الاحتلال، لمَ لا؟ وكل شىء بالحسابات العسكرية شبه محسوم ليُحقّق «نتنياهو» أهدافه الثلاثة: إسقاط حكم «حماس» فى غزة، وقتل قياداتها، وعلى رأسهم يحيى السنوار، واستعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين سقطوا بقبضة الفصائل، إثر هجوم السابع من أكتوبر المباغت على مستوطنات غلاف غزة.
إلا أن ما حدث بعد مرور أكثر من 100 يوم على العدوان أن رئيس الوزراء الإسرائيلى فشل فى تحقيق أىٍّ من الأهداف التى أعلنها هو بنفسه لا أحد غيره، وبنفس قوة زلزال السابع من أكتوبر عسكرياً وقتها، تعيش حالياً حكومة الاحتلال زلزالاً سياسياً واقتصادياً قاب قوسين أو أدنى من كتابة شهادة وفاة «نتنياهو» السياسية، فالمظاهرات، لا سيما من قِبل أهالى المحتجزين، تخرج يومياً لتطالب بشكل علنى رئيس الوزراء بالرحيل وإجراء انتخابات جديدة، وبالتفاوض مع الفصائل، من أجل ذويهم، لا المضى قُدماً فى العدوان، هم لا يريدون شيئاً من غزة إلا ذويهم.
حتى أقرب حلفاء «نتنياهو» انقلبوا عليه وحمّلوه مسئولية ما جرى فى السابع من أكتوبر، وكذلك الإخفاق فى تحقيق أى هدف، على الأقل تحرير المحتجزين، وتبعت ذلك انقسامات حادة فى المجتمع الإسرائيلى ومؤشرات عدة على مشكلات نفسية ومزاجية رافقتها موجة طلبات هجرة إلى الخارج غير مسبوقة. الخسائر العسكرية كبيرة لدرجة أن جيش الاحتلال لا يعلن إلا ربعها تقريباً، للحفاظ على الروح المعنوية، حسب تقرير سابق لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أما الاقتصاد فيكفى دليلاً الموازنة التى اضطرت إسرائيل لإضافة عشرات المليارات من الشيكلات إليها.
أما خارجياً، فنظرة واحدة إلى الإعلام الأمريكى يُعرف منها أن رئيس الوزراء فى مأزق حقيقى، ومن ذلك ما كشفه موقع «أكسيوس» الذى ذكر أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أغلق هاتفه فى وجه «نتنياهو» آخر مرة، وسط حديث عن تفكير واشنطن فى بدائل لإدارة دولة الاحتلال، فضلاً عن أكاذيب ومزاعم «تل أبيب» التى تتكشف وتفضح هذه الحكومة المتطرّفة أمام العالم، ومعها يسقط كذلك مخطط التهجير.
هذه هى المعركة التى ربحها الفلسطينيون، معركة لا تُقاس بالخسائر فى الأرواح والأنفس، أو فى حطام وأنقاض البنايات، أو الأرامل واليتامى والأمهات الثكالى، كل هذه أوجاع لا ولن تُنسى، لكن السياسة والحرب لهما حساباتهما، والحسابات حالياً واضحة، فالشعب الفلسطينى انتصر بصموده وهزم الكيان الغاصب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل
إقرأ أيضاً:
البخيتي: دول الاحتلال تتحمل مسؤولية القمع والانتهاكات في المحافظات المحتلة
يمانيون../
أكد محافظ ذمار، محمد البخيتي، أن دول العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات، تتحمل المسؤولية الكاملة عن القمع والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في المحافظات الجنوبية المحتلة، مشيرًا إلى أن مرتزقة الاحتلال يمارسون سياسة الترهيب بدعم مباشر من قوى العدوان.
وفي منشورات عبر “تلغرام”، أوضح البخيتي أن تصاعد القمع ضد أبناء عدن وأبين والمهرة وشبوة يعكس استمرار دول الاحتلال في دعم أدواتها لفرض الهيمنة على المجتمع المدني والقبلي، مشددًا على أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقات المزعومة بشأن خفض التصعيد.
وأضاف ساخرًا: “نتفق مع عيدروس الزبيدي في تعريفه للخونة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: من هم الخونة الحقيقيون الذين استدعوا الاحتلال الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي إلى اليمن، بل ويحمون وجودهم؟”.