بعد أكثر من 100 يوم.. غزة تسطر تاريخ المنطقة من جديد
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
صادف يوم الأحد الماضي مرور ١٠٠ يوم على الحرب بين إسرائيل وحماس. والحرب بالفعل هي الأطول والأكثر دموية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ تأسيس إسرائيل في عام ١٩٤٨، ولا توجد أي علامات على نهاية الحرب قريبا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وأعلنت إسرائيل الحرب علي قطاع غزة وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ الهولوكوست، وفقا للوكالة.
وردت إسرائيل بضربات جوية مكثفة علي غزة قبل توسيع العملية إلى هجوم بري. وتقول إن هدفها هو سحق حماس والإفراج عن الرهائن لدي حماس.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار غير مسبوق لغزة. ولكن بعد أكثر من ثلاثة أشهر، ظلت حماس متماسكة إلى حد كبير ولا يزال الرهائن في الأسر. ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحرب ستستمر خلال عام ٢٠٢٤.
وقالت الوكالة إن هجوم ٧ أكتوبر صدم إسرائيل وحطم ثقة الأمة في قادتها.
ولكن بقي شيء واحد ثابتا، بينما اعتذر مسئولون أمنيون إسرائيليون وأشاروا إلى أنهم سيستقيلون بعد الحرب، لا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد البقاء في منصبه.
وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في شعبيته، قاوم نتنياهو الدعوات للاعتذار أو التنحي أو التحقيق في إخفاقات حكومته. ويقول نتنياهو، الذي قاد البلاد طوال السنوات ١٥ الماضية، إنه سيكون هناك وقت للتحقيقات بعد الحرب.
وقال المؤرخ توم سيجيف، إن الحرب ستهز إسرائيل لسنوات، وربما لأجيال قادمة. وأكد إن إخفاقات ٧ أكتوبر وعدم القدرة على إعادة الرهائن إلى البلاد أثارت شعورا واسع النطاق بالخيانة وانعدام الثقة في الحكومة.
وأضاف: "الإسرائيليون يحبون أن تسير حروبهم على ما يرام. وهذه الحرب لا تسير على ما يرام. يشعر الكثير من الناس بأنه هناك خطأ كبير."
وأشارت الوكالة إلي أن الظروف قبل ٧ أكتوبر كانت صعبة بالفعل في غزة، ولكن اليوم لا يمكن التعرف على المنطقة بسبب حجم الدمار الذي لحق بها.
ويقول الخبراء إن القصف الإسرائيلي هو من بين الأكثر دموية في التاريخ الحديث. ووفقا للسلطات الصحية في غزة، فإن عدد الشهداء قد وصل إلي أكثر من ٢٣٠٠٠ شهيد، أي ما يقرب من ١٪ من سكان فلسطين. ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين أو مصابين بجروح بالغة، كما نزح أكثر من ٨٠٪ من السكان.
ويوضح الخبراء أن ما يقرب من نصف مباني غزة قد تضررت أو دمرت بشكل كامل، حيث أن حجم الضرر أو الدمار في جميع أنحاء غزة كبير للغاية، بناء على صور الأقمار الصناعية.
ولفتت الوكالة إلي أن الخسائر البشرية هائلة، وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي ربع سكان غزة يتضورون جوعا. و١٥ فقط من أصل ٣٦ مستشفى في غزة تعمل جزئيا، وفقا للأمم المتحدة، مما يترك النظام الطبي على وشك الانهيار.
وقال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: "لقد أصبحت غزة ببساطة غير صالحة للسكن."
ونوهت الوكالة إلي أن الحرب ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأكمله، مهددة بالتصعيد إلى صراع أوسع.
وبعد هجوم حماس، بدأ حزب الله في لبنان استهداف إسرائيل، وقامت تل أبيب بالرد.
وفي الوقت نفسه، نفذ الحوثيون في اليمن سلسلة من الهجمات على سفن شحن تابعة لإسرائيل في البحر الأحمر. وقامت الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أكثر من عشرة أهداف للحوثيين في اليمن. وتعهد الحوثيون بالرد، مما زاد من احتمالية نشوب صراع أوسع، وفقا للوكالة. وأشارت الوكالة إلي إهتمام جميع وسائل الإعلام حول العالم بالحرب الآن، حيث دفع الوضع في منطقة الشرق الأوسط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى زيارة المنطقة أربع مرات، كما قامت جنوب إفريقيا برفع دعوي قضائية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين أمام محكمة العدل الدولية.
فيما اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية مستقلة مقابل إحياء إمكانية إقامة علاقات مع إسرائيل، بحسب الوكالة.
وقال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "التطورات المؤلمة في الأيام الماضية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن تجاهل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني."
ولفتت الوكالة إلي أنه مع استمرار الحرب وتزايد عدد القتلى، لا يوجد مسار واضح لموعد انتهاء القتال.
وتريد إسرائيل الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في غزة. ولا تريد الولايات المتحدة أن تعيد إسرائيل احتلال المنطقة.
ونوهت الوكالة إلي أن إعادة الإعمار في غزة ستستغرق سنوات. وليس من الواضح من الذي سيدفع ثمنها أو كيف ستدخل المواد المطلوبة إلى المنطقة عبر معابرها المحدودة. ومع تدمير العديد من المنازل، فأنه من غير المعروف أين سيبقى الفلسطينيين خلال هذه العملية الطويلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسلّم لبنانيين اعتقلتهم بعد وقف الحرب
سلّم الجيش الإسرائيلي، الأحد، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" 7 لبنانيين كان يحتجزهم، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، وذلك في ظل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت الوكالة "سلم العدو الإسرائيلي المواطنين المحررين السبعة، الذين كانوا اعتقلوا من قبل العدو بعد وقف إطلاق النار إلى قوات اليونيفيل، عند معبر رأس الناقورة".وأفادت الوكالة الوطنية للأعلام الأحد بوصول "المواطنين السبعة المحرّرين، الذين كانوا اعتقلوا من قبل العدو الإسرائيلي، إلى مستشفى اللبناني الإيطالي، حيث نقلهم الصليب الأحمر اللبناني بسيارته، بمرافقة الصليب الأحمر الدولي وقوات اليونيفيل". لبنان: استمرار الخروقات الإسرائيلية يقوض جهود تثبيت وقف إطلاق النار - موقع 24أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، خلال اتصالات تلقاها اليوم الجمعة، أن استمرار الخروقات الاسرائيلية يقوض الجهود الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار. وأضافت أنّه "بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات".
وأكد متحدث باسم اليونيفيل الإفراج عن 7 مدنيين عند موقع القوة التابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تصعيداً استمرّ أكثر من عام، بما في ذلك حرباً شاملة استمرّت شهرين بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
والأحد، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ الجيش الإسرائيلي "قام بعمليات نسف كبيرة في بلدة كفركلا".
وأشارت إلى أنّه "فجّر عددا من المنازل في منطقة حانين في قضاء بنت جبيل"، مستنكرة "اعتداءاته المتكرّرة على القرى الجنوبية المحتلة".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ جنوده "حددوا موقع مجمع قتالي يحتوي على 8 مرافق تخزين أسلحة ودمّروه" في جنوب لبنان، "وفقا لوقف إطلاق النار والتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".