هيلين كيلر.. كاتبة وناشطة غيّرت تصور العالم لقدرات المعاقين
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
هيلين كيلر كاتبة أميركية كفيفة وصماء وبكماء، تعد من أبرز شخصيات القرن العشرين، أصيبت وهي عامها الثاني بمرض أفقدها حاستي السمع والبصر، فحصها المخترع غراهام بيل وأرسل معها معلمتها آن سوليفان التي رافقتها حتى وفاة الأخيرة.
كتبت كيلر 14 كتابا وأكثر من 475 خطابا ومقالا، وألهمت عدة شخصيات منهم مارك توين وألكسندر غراهام بيل ووينستون تشرشل، وحصلت على وسام الحرية الرئاسي من قبل ليندون جونسون عام 1964، تكريما لها على شجاعتها وإصرارها.
ولدت هيلين آدامز كيلر في 27 يونيو/حزيران 1880، في مدينة توسكومبيا بولاية ألباما الأميركية، أمها كيت آدمز كلير، وأبوها العقيد آرثر كلير، ونشأت مع شقيقين يكبرانها.
كان والدها من نسل الكولونيل ألكسندر سبوتسوود الحاكم الاستعماري لفيرجينيا، لكنه فقد ثروته خلال الحرب الأهلية وعاشت أسرته في مستوى متواضع.
وكانت كيلر طفلة سليمة حتى أصيبت في سن 19 شهرا بمرض أفقدها السمع والبصر، ويرجح أن ذلك كان الحمى القرمزية، وفي سن السادسة عرضها والداها على طبيب متخصص يدعى جوليان تشي سولم الذي أوصى بعرضها على ألكسندر غراهام بيل، الذي اقترح عليهما الذهاب إلى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، فأرسل معها مدير المعهد إحدى خريجاته تدعى آن سوليفان.
وكانت كيلر في تلك المرحلة طفلة عصبية صعبة المراس، فمزاجها سيئ وغير منضبط لعجزها عن التواصل مع المحيط حولها، لكن سوليفان علمتها استشعار الأشياء.
ولم تكن سوليفان أكبر من هيلين إلا بـ 14 عاما، وكانت تعاني مشاكل في الرؤية وقد أجريت لها عدة عمليات من قبل لاستعادة بصرها جزئيا.
وفي 3 مارس/آذار 1887 ذهبت سوليفان إلى منزل كيلر في ألاباما، وبعد أسبوع حصلت سوليفان على الإذن للانفراد بهيلين في كوخ قريب خارج المنزل، ومكثتا في الكوخ لمدة أسبوعين، وبدأت تعليمها التهجئة على دمية أحضرتها من بيركنز.
وبعد أشهر تعلمت كيلر التعبير بإشارات الأصابع، وتعلمت الشعور بالأشياء ومسمياتها وتشكيل الحروف، كما تعلمت قراءة الحروف البارزة على الورق المقوى.
وفي الفترة ما بين عامي 1888 و1890، كانت تقضي الشتاء في تعلم لغة بريل في فترة بمعهد بيركنز، ثم بدأت رحلتها في تعلم قراءة الشفاه.
وكان ذلك بإشراف سارة فولر من مدرسة هوراس مان للصم، وتم من خلال وضع أصابعها على شفتي وحنجرة المتحدث، وتهجئة الكلمات لها في الوقت ذاته.
التحقت كيلر في سن 14 بمدرسة رايت هوماسون للصم في مدينة نيويورك.
وفي عمر 16، التحقت بمدرسة كامبريدج للسيدات الشابات بولاية ماساتشوستس، وتخرّجت منها بعد إتمامها 20 عاما، فالتحقت عام 1900 في كلية رادكليف (كلية الفنون المتحررة للمرأة).
وكانت كلية رادكليف مخصصة للإناث وتعد مثيلا لكلية هارفرد للذكور، وتخرّجت منها بامتياز عن تخصص الآداب عام 1904، لتكون بذلك أول خريجة كفيفة وصماء من رادكليف.
ورافقت المربية والمعلمة سوليفان كيلر في كل تلك المراحل، فكانت تشرح لها محاضرات الكلية، وتقرأ لها لعدة ساعات يوميا.
وبعد تخرجها عاشت مع معلمتها في مزرعة تطوّع بها رجل في ماساتشوستس، وعام 1905 تزوجت المعلمة سوليفان من جون ماسي الذي كان مدرسا في هارفارد وساعد هيلين في كتابة سيرتها الذاتية.
وعاشت هيلين مع سوليفان وماسي وكانا يوليانها اهتماما وعناية، لكنهما انفصلا عام 1913.
وعام 1914 انضمت إلى هيلين وسوليفان بولي طومسون السكرتيرة التي كانت عيناها متضررتان لإجهادهما بالقراءة الطويلة لهيلين.
وحلّت طومسون محل المعلمة الأولى لهيلين بعد وفاتها في أكتوبر/تشرين الأول عام 1936.
خلال النصف الأول من القرن العشرين، تناولت كيلر العديد من القضايا الاجتماعية في محاضراتها، وكان لذوي الاحتياجات الخاصة النصيب الأكبر من اهتمامها.
وبمساعدة مترجم عام 1913، بدأت هيلين إلقاء محاضرات حول العمى، نيابة عن المؤسسة الأميركية للمكفوفين والتي أسست لها فيما بعد صندوق تبرعات بقيمة مليوني دولار.
وشاركت في حملات لرفع الوعي والدعم المادي للمكفوفين، وانضمت إلى منظمات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة من محدودي الدخل، منها الصندوق الدائم للإغاثة العميقة للمكفوفين من الحرب، فكانت عضوا في مجلس إدارته الأول، والذي سمي فيما بعد بمطبعة برايل الأميركية.
وشاركت في تأسيس اتحاد الحريات المدنية الأميركية مع الناشط في مجال الحقوق المدنية روجر ناش بالدوين وآخرين.
وكان لجهودها في السعي لعلاج الصم والمكفوفين تأثير في إخراج المعاقين من المصحات، كما شجعت على تنظيم لجان للمكفوفين في 30 ولاية أميركية بحلول عام 1937.
وانضمت هيلين للمؤسسة الأميركية لحقوق المكفوفين "إيه إف بي" (AFB) عام 1924، وعملت فيها لأكثر من 40 عاما.
وزودتها المؤسسة بمنصة عالمية للدفاع عن احتياجات من يعانون من فقدان البصر، ولم تهدر أي فرصة، ونتيجة لرحلاتها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أنشأت لجانا حكومية للمكفوفين، وبنت مراكز لإعادة التأهيل.
وكانت كيلر عضوا في الحزب الاشتراكي، ويعزى ذلك إلى صداقتها مع جون ماسي الذي عاشت معه أثناء زواجه من معلمتها سوليفان الذي كان اشتراكيا هو الآخر.
وبصفتها اشتراكية ملتزمة، احتجت على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، وتبنت قضايا مثل حقوق العمال، ودافعت عن حقوق المرأة في التصويت.
وعندما بدأت جولاتها حول العالم نيابة عن المكفوفين، عينت كيلر مستشارة في العلاقات الدولية، وخاضت 7 رحلات بين عامي 1946 و1956، وزارت فيها 35 بلدا من 5 قارات، والتقت قادة عالميين منهم ورئيس وزراء المملكة المتحدة آنذاك ونستون تشرشل ورئيس وزراء الهند سابقا جواهر لال نهرو ورئيسة وزراء إسرائيل سابقا غولدا مئير.
كما ربطتها علاقات وصداقات بعدد من الشخصيات المهمة داخل الفضاء الأميركي وخارجه، منهم الرئيس جون كينيدي والعالم ألبرت آينشتاين وإيما غولدمان وتشارلي شابلن وغيرهم.
وكان كينيدي مجرد واحد في سلسلة طويلة من الرؤساء الذين التقتهم كيلر في حياتها، وقد التقت بجميع الرؤساء منذ غروفر كليفلاند.
وفي مايو/أيار 1952 التقت كيلر الأديب المصري الكفيف طه حسين وزوجته وابنه، وقالت عن يوم لقائه "من أهم الأيام في حياتي" كما زارت المتحف المصري وتحسست التماثيل الفرعونية، وزارت دمشق.
وفي عام 1948، أرسلها الجنرال دوغلاس ماك آرثر إلى اليابان، لتكون أول سفيرة للنوايا الحسنة للولايات المتحدة، وحققت زيارتها نجاحا كبيرا وخرجت جموع غفيرة من اليابانيين لرؤيتها.
وفي عام 1955، بدأت رحلة من أطول رحلاتها وعمرها آنذاك 75 عاما، واستمرت الرحلة لمدة خمسة أشهر عبر آسيا.
وشجعت كيلر عبر رحلاتها ملايين المكفوفين، وترجع العديد من الجهود المبذولة في تحسين حياتهم خارج الولايات المتحدة إلى جولاتها ومحاضراتها.
انتشرت قصة كيلر، ولاحظ كل من مارك توين وألكسندر غراهام بيل قدراتها الاستثنائية، ومهارات سوليفان الفريدة في تعليمها.
وقال مارك توين ذات مرة "الشخصيتان الأكثر إثارة للاهتمام في القرن 19 هما نابليون وهيلين كيلر".
وأثناء دراستها في رادكليف، نشرت كيلر مقالات عن المكفوفين في مجلة "منزل السيدات" (Ladies ‘Home Journal) وكان ذلك محظورا تلك الفترة لتعلق العمى بأمراض تناسلية. وفي المجلة نفسها نشرت مقالات شكلت فيما بعد كتاب هيلين عن سيرتها الذاتية.
وأدى التقارب والمرافقة الطويلة بين سوليفان وكيلر وإلى اتهام الأخيرة بالسرقة الأدبية، وأن ما تكتبه أفكار معلمتها وليست أفكارها.
ودافع كل من توين وغراهام بيل عن كيلر وملكيتها الفكرية لكتاباتها، وقدمها توين إلى صديقه كاتب السيناريو والمخرج والممثل الفرنسي هنري روجر، المسؤول التنفيذي في شركة ستاندرد أويل. ولإعجابه بقدراتها تكفّل روجر بدفع تكاليف دراسة كيلر في كلية رادكليف.
وحصلت كيلر على مساهمات كبيرة من عدد من الأثرياء مثل هنري فورد وجون دي روكفلر، وقادة صناعة الأفلام السينمائية.
وعندما أنشأت مؤسسة "إيه إف بي" (AFB) فرعا للمكفوفين بالخارج، أطلق عليه اسم "هيلين كيلر العالمية" (Helen Keller International).
وكانت كيلر وسوليفان موضوع مسرحية حائزة على جائزة بوليتزر بعنوان "العامل المعجزة" (The Miracle Worker) من تأليف ويليام جيبسون، والتي افتتحت في نيويورك عام 1959 وأصبحت فيلما ناجحا في هوليود عام 1962.
كتابات كيلرتحتوي أرشيفات كيلر على أكثر من 475 خطابا ومقالة كتبتها حول مواضيع مثل الإيمان، الوقاية من العمى، تحديد النسل، ظهور الفاشية في أوروبا، الطاقة الذرية.
واستخدمت هيلين آلة كاتبة بطريقة برايل لتحضير مخطوطاتها، ثم نسختها على آلة كاتبة عادية، ونشر أول كتاب لها عام 1903 بعنوان "قصة حياتي" وغطى حياتها من مرحلة الطفولة حتى سن 21 تقريبا، ومن كتاباتها أيضا:
مقال "التفاؤل" عام 1903. "العالم الذي أعيش فيه" عام 1908. مجلة "هيلين كيلر" عام 1938. "الباب المفتوح" عام 1957. "أغنية الجدار الحجري". "الخروج من الظلام". "ديانتي". "منتصف الطريق". "حياتي اللاحقة". "هيلين كيلر في أسكتلندا". "دعونا نؤمن". "المعلمة آن سوليفان ميسي".أصيبت بسكتة دماغية عام 1960، ومنذ عام 1961 عاشت بهدوء في منزلها بولاية كونيتيكت، وكان آخر ظهور علني لها في اجتماع لمؤسسة نادي ليونز، التي منحتها جائزة ليونز الإنسانية.
توفيت كيلر أول يونيو/حزيران 1968، قبل أسابيع قليلة من عيد ميلادها 88، ووضع رمادها بجانب رفيقتيها سوليفان وطومسون، في كنيسة سانت جوزيف بكاتدرائية واشنطن. وكتب في نعيها "كان يمكن أن ترى وتسمع بحدة استثنائية".
وقدم السناتور ليستر هيل من ألاباما كلمة خلال حفل التأبين العام قال فيها "ستعيش واحدة من القلائل، الأسماء الخالدة التي لم تولد لتموت، ستدوم روحها طالما يستطيع المرء القراءة، ويمكن سرد القصص عن المرأة التي أظهرت للعالم أنه لا حدود للشجاعة والإيمان".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات الحرب التجارية بعد رسوم «ترامب» الجمركية
أثارت قرارات الرئيس الأمريكى «ترامب» بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات ردود أفعال واسعة حول العالم، حيث سارعت الدول المتضررة إلى التنديد بهذه الإجراءات والتحذير من تداعياتها الاقتصادية.
بدأت القصة في "يوم التحرير"، عندما أعلن " ترامب" عن فرض رسوم جمركية قاسية على الواردات من دول متعددة، ما أثار موجة من التوترات التجارية في جميع أنحاء العالم.
كان الرئيس الأمريكى قد أكد أن الهدف من هذه الرسوم هو تحقيق توازن تجاري لصالح الولايات المتحدة، وحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الخارجية، وقال إن هذه الرسوم تهدف إلى تصحيح الخلل في الميزان التجاري الأمريكي وتعزيز الإنتاج المحلي.
ولتنفيذ رؤيته الاقتصادية فرض ترامب رسومًا جمركية على جولتين الأولى شملت بعض الدول مثل كندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان الجديد بدول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بلغت أكثر من 180 دولة وجزيرة وإقليم، وشملت فرض رسوم تبدأ من 10% وتصل إلى 49%.
ولم يكد الرئيس الأمريكي يعلن جولته الثانية من حرب الرسوم الجمركية، والذى وصفه ترامب بـ"يوم التحرير" الأمريكي، حتى اشتعلت ردود الفعل الغاضبة من مختلف دول العالم، وعلى رأسها الصين والاتحاد الأوروبي. وتوقع خبراء أن تؤدي تلك الرسوم لتغيير كبير في خارطة الاقتصاد العالمي.
وبدأت التحركات العالمية للرد على قرارات ترامب والتصدي لها، وتوعدت كندا وأوروبا والصين وعدة دول بالرد على حرب رسوم ترامب.
وحذر اقتصاديون من طوفان رسوم ترامب الجمركية، وأن تلك الرسوم المتبادلة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، تهدد بإثارة حرب تجارية عالمية والتأثيرات لن تتوقف على العالم، وتوقع خبراء ومؤسسات دولية أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا كبيرًا الفترة القادمة.
وأشعلت تلك القرارات أسواق المال العالمية ودخلت الأسواق العالمية حالة من القلق وعدم اليقين، وخسر المستثمرون الأمريكيون من جراء التراجعات الكبيرة في أسواق الأسهم.
فهل ستنجح سياسة ترامب في إعادة هيكلة النظام التجاري العالمي؟ أم أن العواقب الاقتصادية ستجعل العالم يعيد النظر في الطريقة التي تُدار بها التجارة الدولية؟
يأتي هذا في الوقت الذى يترقب الجميع نتائج هذه السياسات، وهل ستظل الأسواق العالمية تحت ضغط هائل؟ الأيام القليلة القادمة ستحدد مصير هذه الحرب التجارية.
وفى رد فعل سريع أعلنت "بكين" أنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات القادمة من الولايات المتحدة، وذلك بدءًا من 10 أبريل الجاري.
تأتي هذه الخطوة في إطار الرد الصيني المباشر على إعلان "ترامب" فرض رسوم جمركية مماثلة بنسبة 34% على السلع الصينية، وبإعلان هذه الخطوة، يرتفع إجمالي الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من الصين إلى 54% حيث فرضت الولايات المتحدة سابقًا رسوما بنسبة 20%.
كما قررت وزارة المالية الصينية فرض قيود على تصدير بعض المواد المرتبطة بالمعادن النادرة، وهي مواد يتم استخدامها في المنتجات عالية التقنية مثل رقائق الكمبيوتر وبطاريات السيارات الكهربائية.
وفى الاتحاد الأوروبي انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، القرار الأمريكي بشدة، مؤكدة أن هذه الرسوم تشكل ضربة قاسية للاقتصاد العالمي.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي يستعد للرد بإجراءات مضادة في حال فشل المفاوضات مع واشنطن.
فيما عقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعًا مع ممثلي القطاعات الاقتصادية المتأثرة بالرسوم الأمريكية، بينما أكدت المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس، أن الاتحاد الأوروبي يخطط لاستهداف قطاع الخدمات الرقمية ردًّا على الإجراءات الأمريكية.
ومن جانبه ندد اتحاد صناعة السيارات الألماني، بالرسوم الجمركية، مشددًا على أنها ستلحق خسائر جسيمة، ليس فقط بألمانيا ولكن الاقتصاد الأمريكي نفسه.
وناشد الاتحاد الأوروبي، بتعزيز اتفاقيات التجارة الحرة عالميًا لمواجهة هذه الأزمة.
فيما أكد وزير التجارة البريطاني، أن لندن تواصل التفاوض مع واشنطن لتخفيف تداعيات هذه الإجراءات، بينما انتقدت جماعات صناعية القرار، معتبرة أنه قد يضر بسلاسل التوريد بين البلدين.
وانتقدت طوكيو الرسوم الجمركية الجديدة، معتبرة أنها قد تخالف اتفاقيات التجارة الثنائية مع الولايات المتحدة.
وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها من أن العالم بات يواجه حرب رسوم جمركية حقيقية، متعهدة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية اقتصادها.
اضطراب في الأسواق العالمية
وشهدت الأسواق المالية العالمية حالة من الاضطراب مع تصاعد الحرب التجارية، والتي تسببت في خسارة تريليونات الدولارات لأكبر الشركات في العالم، وتصاعد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وسجل الدولار الأمريكي أدنى مستوى له في ستة أشهر، حيث انخفض بنسبة 2.2% في اليوم التالي لصدور القرارات وسط فقدان متزايد للثقة في العملة التي كانت تعتبر في السابق الأكثر أمانًا في العالم طوال معظم القرن الماضي.
كما شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا مع استمرار الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية الجديدة مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر على الطلب على الخام.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت، انخفاضًا بمقدار 31 سنتًا أو 0.4% لتصل إلى 69.83 دولارًا للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتًا أو 0.5% إلى 66.63 دولار للبرميل.
اقرأ أيضاًرسوم ترامب الجمركية تقود أسعار السيارات الأمريكي نحو الارتفاع
رسوم ترامب الجمركية تهبط بأكبر تراجع لمؤشر داو جونز منذ 2020