طيران مباشر بين صلالة وجدة.. وخطة لتحسين حركة الحجاج والمعتمرين عبر "الربع الخالي"
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
مسقط- العُمانية
عُقدت جلسة مباحثات بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية بشأن ترتيبات شؤون ضيوف الرحمن من سلطنة عُمان، وترأس الجلسة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، ومن الجانب السعودي معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الحج والعمرة بشأن ترتيبات الحج والعمرة.
وتناولت الجلسة التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وعلى مستوى التنسيق والتكامل في خدمة ضيوف الرحمن. وأكد الجانبان- في بيان صحفي مشترك- على تكامل الأدوار بين الجانبين في سبيل تنظيم ترتيبات شؤون العمرة، على أن تتولى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنظيم قطاع العمرة، وستقدم وزارة الحج والعمرة الدعم اللازم والتسهيلات الميسّرة لخدمات المعتمرين العُمانيين والمقيمين بسلطنة عُمان، على أن تدخل هذه الإجراءات حيّز التنفيذ من موسم 1446هـ/ 2025م.
ونصَّ البيان على ترحيب وزارة الحج والعمرة بتفاعل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان، بشأن تقليل عدد المنظمين التابعين لمكتب شؤون حجاج سلطنة عُمان إلى 33 منظمًا بدلًا من 93 منظمًا لتحسين تجربة الحجاج وتجويد خدمتهم ورعايتهم في الديار المقدسة. وأشار البيان إلى أن يعمل الجانبان على تحسين حركة الحجاج والمعتمرين من منفذ الربع الخالي، وأن يجري تبادل المعلومات والبيانات لتنظيم وتفويج حركة نقل الحجاج والمعتمرين تحقيقًا للاستثمار الأمثل للسعة الاستيعابية للمنفذ، على أن يقاس الأثر المتحقق من التجربة من قبل الجانبين لضمان الاستمرار في تحسين وتجويد الخدمة والإجراءات. وتناول البيان الإعلان عن إطلاق رحلات مجدولة لطيران ناس من جدة إلى صلالة بمحافظة ظفار؛ لتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين، وتعزيز الحركة السياحية بين البلدين، والإعلان عن افتتاح مكتب تأشيرات خلال الربع الأول من هذا العام 2024م بسلطنة عُمان الذي سيتيح خدمة تسهيل قدوم الزوار إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة. ولفت البيان إلى تعزيز التواصل بين الجانبين من خلال حلقة العمل مع الأطراف ذات العلاقة لرفع كفاءة العاملين في إدارة شؤون الحجاج والمعتمرين وشركات الحج والعمرة من سلطنة عُمان، وقد حضر الجلسة عدد من المسؤولين من البلدين.
وقال معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية في كلمته إن فرق العمل من الجانبين قطعت شوطا كبيرا في ترتيبات قطاعي الحج والعمرة، وجرى توجيه المختصين في الجوانب التشريعية باستكمال الإجراءات والعمل على التعديلات المتفق عليها وإضافتها في لائحة شؤون الحج، وحوكمة القطاع بشكل دقيق ومفصل. وأضاف معاليه أنَّ هذا التنسيق يأتي متسقًا مع التوجه في المملكة لخدمة ضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين بشكل يلبي ما يحتاجون إليه في أدائهم مناسك الحج والعمرة.
من جانبه قال معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي- في كلمته- إن رؤية المملكة (2030) تقدم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة عبر إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو البرنامج الذي يعمل على عدة مبادرات لتسهيل وصول المزيد المعتمرين وإثراء تجربتهم. وأكد معاليه التزام المملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم، مضيفًا أن عدد الحجاج من سلطنة عُمان خلال العام الماضي 1444ھ بلغ 14000 حاج.
وأشار معاليه إلى أن المملكة عملت على تسهيل الإجراءات والتشريعات لتمكين وصـول المزيد من المعتمرين منها قـرار السماح لمقيمي دول الخليج بالحصول على التأشيرة السياحية لغرض العمرة. حيث بلغ عددهم عام 2023م أكثر من 53 ألف معتمر من سلطنة عُمان بزيادة قدرها 207% مقارنة بعام 2022م. وقد جاء في عام 2023، ما لا يقل عن 14 ألف معتمر عبر منفذ الربع الخالي. وبين معالي الدكتور وزير الحج والعمرة السعودي أن الزيارة التي يقوم بها والوفد المرافق له تأتي لبحث سبل تحسين إجراءات منفذ الربع الخالي وتسهيل إجراءات إصدار التأشيرات للمقيمين في سلطنة عُمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعرف على المعادن الثمينة في العراق وخطة البلاد لاستغلالها
يشهد العراق تحولا مهما في إستراتيجيته الاقتصادية، إذ تتجه الحكومة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاعات غير النفطية، حيث ظهر مشروع توطين المعادن الثمينة ضمن أبرز المشاريع في هذا الطريق.
وقرر المجلس التنسيقي الصناعي في 16 فبراير/شباط الحالي توطين صناعة المعادن الثمينة، من ذهب ومجوهرات، بالإضافة إلى المنتجات التجميلية، مع التوجه نحو تقديم جميع التسهيلات اللازمة للراغبين في إقامة المصانع الخاصة بها.
ويحتل العراق المركز 28 عالميا والرابع عربيا -بعد السعودية ولبنان والجزائر- في تصنيف الدول الأعلى في احتياطات الذهب في العالم، حسب المجلس العالمي للذهب.
ووفقا لآخر جدول نشره المجلس، فإن "العراق رفع حيازته من الذهب إلى 162.7 طنا، مما يمثل 12.7% من إجمالي احتياطاته الأخرى".
كما حلّ البنك المركزي العراقي بالمركز الأول عربيا والسابع عالميا على قائمة البنوك المركزية الأكثر شراء للذهب عام 2024، حسب بيانات مجلس الذهب العالمي.
وبلغ حجم مشتريات العراق من الذهب نحو 20 طنا.
نقلة نوعيةوأكد عبد الحسن الزيادي، عضو مجلس اتحاد رجال الأعمال العراقي أن خطط الحكومة الجديدة في المجال الصناعي، خاصة توجهها نحو توطين المعادن الثمينة، ستمثل نقلة نوعية للعراق، وستجعله يحقق قفزات على المستوى العالمي في مجال الاستثمار.
إعلانوقال الزيادي -في حديث للجزيرة نت- إن مشروع توطين المواد الثمينة أو النادرة، أو صناعة المعادن النادرة، من المشاريع الناجحة في العراق، لأن أرض العراق تحتوي على المواد الأولية الكافية والفائضة عن الحاجة للانطلاق بمثل هذه المشاريع.
وأشار إلى أن العراق يمتلك موارد نادرة ونفيسة، وهو من البقع الجيدة والمثمرة بالنسبة لمعدن الذهب، ومشاريع أخرى مثل الفوسفات، والمعادن الثمينة الأخرى، خاصة في محافظة الأنبار.
وأوضح الزيادي أن العراق بدأ يفكر في استخدام هذه الثروات، ودعم مشروع التوطين لتطويره والاستفادة منه، مؤكدا أن الحكومة الحالية لديها استعداد للعمل وتطوير عمل مؤسساتها، وتوجهه نحو الاستثمار وتشجيع الاستثمارات.
وأشار إلى أن العراق بدأ يفكر في بناء مؤسسات اقتصادية ذات منفعة جيدة، كما بدأ يفكر في المعادن النفيسة التي من الممكن أن يستغلها لتطوير اقتصاده.
ويعد العراق بلدا غنيا بثرواته المعدنية المتنوعة، حيث تنتشر هذه الثروات في مختلف محافظاته، وتعد محافظة الأنبار أغنى المحافظات في هذا المجال.
بحسب الشركة العامة للفوسفات العراقية، التابعة لوزارة الصناعة، فقد كشفت المسوحات عن توافر احتياطات هائلة ومؤكدة من الفوسفات تبلغ نحو ملياري طن مؤكدة وغير مستثمرة، مع وجود كميات غير مؤكدة قد تتجاوز 7 مليارات طن. معدن الحديد، حيث يتركز وجوده بشكل خاص في صحراء جنوب غربي الأنبار، حيث يقدر الاحتياطي تحت الأرض بنحو 60 مليون طن. تتمتع محافظات الأنبار كذلك باحتياطي كبير من اليورانيوم في منطقة عكاشات ضمن تشكيلات طبقات الفوسفات في الصحراء الغربية. لا تتوقف الثروات المعدنية في الأنبار عند هذا الحد، إذ تتركز السيليكا في منطقة الصحراء الغربية، وتظهر على شكل طبقات من الرمال البيضاء، حيث يبلغ الاحتياطي نحو 75 مليون طن. أما معدن الذهب فيوجد في محافظتي الأنبار وغربي نينوى. تتركز كميات هائلة من الكبريت في الأنبار وصلاح الدين ونينوى، وتقدر الاحتياطات بأكثر من 600 مليون طن. بالنسبة لكبريت الصوديوم، فينتشر في محافظة صلاح الدين ويقدر الاحتياطي العام منه بنحو 22 مليون طن. أما الكوارتزايت فينتشر في منطقة الرطبة بالأنبار وتقدر الاحتياطات منه بنحو 16 مليون طن. تنتشر مادة السلستايت (كبريت السترونتيوم) في محافظتي النجف وكربلاء، حيث يظهر على شكل عدسات صخرية رملية، ويقدر احتياطي البلاد منه بنحو 0.8 مليون طن غير مستثمر. الزجاج، ويتركز وجوده في محافظة الأنبار على شكل رمال سطحية براقة في السهول والهضاب، وتقدر الكميات الموجودة منه بنحو 400 مليون متر مكعب. يوجد الرصاص في محافظتي دهوك والسليمانية بإقليم كردستان على شكل صخور كربونية مترسبة، ويقدر حجم الاحتياطي منه بأكثر من 50 مليون طن. تشير الإحصاءات إلى وجود الدولوميت في محافظتي الأنبار والمثنى، حيث يقدر احتياطي البلاد منه بنحو 330 مليون طن. بالنسبة للجبس، فيتركز في نينوى وكركوك وصلاح الدين، ويقدر الاحتياطي منه بنحو 130 مليون طن. الكلس ويوجد في الأنبار والمثنى والنجف ونينوى وكردستان، ويقدر الاحتياطي منه بنحو 8 آلاف مليون طن. توجد الفضة في مناطق كردستان العراق ضمن الصخور البركانية. يتركز البوكسايت في الأنبار، ويقدر الاحتياطي منه بنحو مليون طن. رمال الفلدسبار وتتركز في محافظة النجف، ويقدر الاحتياطي منها بنحو 2.3 مليون طن. يتركز الكوارتز في الأنبار ومدينة الفاو الواقعة على مياه الخليج العربي في البصرة، حيث يقدر الاحتياطي منها بنحو 855 مليون متر مكعب. أما النحاس فيوجد في محافظة السليمانية، وتتفاوت تقديرات حجمه بين 10 و20 مليون طن.وللحديث عن مدى تأثير القرار على السوق، رأى الخبير الاقتصادي صلاح نوري أنه من المبكر تحديد مستوى الأسعار والجودة لصناعة الذهب والمجوهرات، لأن قرار مجلس الوزراء لم يبدأ تنفيذه بعد.
إعلانوأوضح نوري في حديث للجزيرة نت أن استيراد الذهب والمعادن الثمينة يشكل نسبة عالية من إجمالي الواردات، ومن ثم فإن هذا القرار سيساهم في تقليل خروج العملة الأجنبية (الدولار) من البلاد، مشيرا إلى أنه تم تكليف وزارة التجارة بتسهيل استيراد المواد الخام لأغراض التصنيع بالتنسيق مع البنك المركزي.
وأضاف أن تصنيع الذهب والمجوهرات داخل العراق من المفترض أن يجعل أسعارها محليا أقل من سعر استيرادها، محذرا من أن هذه الصناعة قد تواجه مخاطر تقلبات أسعار الذهب العالمية، التي قد تؤثر بدورها على استقرار السوق المحلي.
تنويع موارد الموازنةالمستشار الحكومي علاء الفهد، أكد أن تنشيط قطاع توطين المعادن الثمينة سيكون له دور فعال في إخراج العراق من الاعتماد الكلي على النفط كمصدر رئيسي لواردات الموازنة.
وقال الفهد -في حديثه للجزيرة نت- إن العراق يمتلك اليوم القدرة على تنويع مصادر دخله من خلال توطين صناعة المعادن الثمينة، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الاقتصاد العراقي عبر تنويع الإيرادات وتنشيط هذه الصناعة الحيوية، مشيرا إلى أن العراق يمتلك احتياطات كبيرة من الذهب يمكن استغلالها في التصنيع المحلي بدلا من استيراد المصوغات الذهبية جاهزة من الخارج.
وأوضح الفهد أن الأراضي العراقية تزخر بعديد من المعادن النفيسة غير المكتشفة، وأن هذه الاكتشافات المحتملة ستساهم بشكل مباشر في زيادة الاحتياطات وتنويع الاقتصاد، مؤكدا أن ذلك يتطلب إجراء دراسات للجدوى الاقتصادية لتحديد مدى تأثير هذه المعادن وتنشيط الصناعة.
وشدد على أن الأمر لا يقتصر على امتلاك هذه المعادن، بل يتطلب وضع خطط واقعية لتنشيط هذه الصناعات وتنمية الاقتصاد، مؤكدا أن الاهتمام بهذه الصناعات وتوطينها في العراق، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات وجذب الاستثمارات الأجنبية، سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد العراقي.
وأشار الفهد إلى أن ذلك يتطلب قرارا حكوميا، وأن هذا القرار متوفر اليوم، وهو بمنزلة رسالة لجذب الاستثمارات التنموية في هذا المجال لتنشيط الصناعة التعدينية في العراق، خاصة أن هناك أرضية وامتلاكا لهذه الثروات الطبيعية التي يمكن استغلالها لتقوية الاقتصاد.
وبيّن أن دعم الموازنة من خلال تنشيط هذا القطاع أمر حتمي، إذ إن أي صناعة ستساهم في رفع القدرات الإنتاجية وزيادة الإنتاج، مما يؤدي إلى تنمية وتنشيط الصناعة، مشيرا إلى أن العراق بحاجة إلى هذه الصناعات التحويلية التي تستغل البنية التحتية المتوفرة للمعادن.
إعلانوأوضح الفهد أن جميع الفرص متاحة اليوم للاستثمار في هذا المجال، وأن الاستثمار في هذا القطاع لا يقل أهمية عن الاستثمار في أي قطاعات أخرى تساهم في تنمية الاقتصاد ودعم الموازنة، خاصة في ظل تقلبات أسعار النفط، مشددا على ضرورة البحث عن مصادر بديلة للدخل وتنشيط قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة.
وأكد الفهد أن هذه القطاعات يمكن أن تساهم بشكل فعال في تحقيق إيرادات وتنويع الاقتصاد، مبينا أن العراق يجب أن يحذو حذو الدول العربية والخليجية التي خرجت من عباءة الاعتماد على النفط، وبدأت في تنشيط صناعات أخرى وتنمية ثرواتها الطبيعية.