نفق تحت كنيس يهودي في نيويورك... أخبار كاذبة في الولايات المتحدة بشأن خلاف داخل المعبد
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
إعداد: فريق تحرير مراقبون إعلان اقرأ المزيد
حرر هذا المقال: ناتان غالو
عملية التحقق في سطور
في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، أظهرت صورا مداهمة شرطة مدينة نيويورك في الولايات المتحدة لكنيس يهودي في منطقة بروكلين. ونرى من خلال هذه الصور شباب من الطائفة اليهودية الحسيدية الذين تصدوا للشرطة وهدموا جدارا في الكنيس قبل أن يتم اعتقالهم.
عملية التحقق بالتفصيل
ما الذي حدث في مساء يوم 8 كانون الثاني/ يناير الجاري في الكنيس اليهودي الذي يقع في 770 إيسرن بارك واي 770 Eastern Parkway في منطقة بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية والذي يعد إحدى أهم المعابد التابعة لطائفة يهود "لوبافيتش loubavitch" (فصيل تابع للطائفة الحسيدية إحدى الطوائف الصوفية في الديانة اليهودية)؟
على مختلف الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها الصحافة المحلية، يظهر العشرات من معتنقي الديانة اليهودية بصدد التصدي لقوات الأمن الأمريكية داخل الكنيس قبل أن يقوموا بهدم بعض أجزاء من سور دار العبادة. فيما تظهر مقاطع فيديو أخرى عددا آخر من المؤمنين متجمعين في مدخل نفق تم حفره وراء جدار الكنيس والذين قاموا بهدمه بأنفسهم في نفس الليلة.
مقطع فيديو يظهر جدارا قام الشباب اليهودي بهدمه داخل كنيس يقع في 770 إيسرن بارك واي 770 Eastern Parkway في منطقة بروكلين بمدينة نيو يورك الأمريكية، في 8 كانون الثاني/ يناير 2024. فيديو من قناة CrownHeights.info على يوتيوب.في الساعات التي تلت هذه الحادثة، أظهرت مقاطع فيديو نشرتها الصحافة المحلية التابعة للجيالية اليهودية مثل مواقع كوليف Collive وكرون هايتس Crown Heights هؤلاء المتدينين اليهود أثناء اقتيادهم من قبل رجال الشرطة. وقد تم اعتقال تسعة منهم حسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء.
على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تداول صور أخرى أيضا على غرار تلك التي يظهر فيها أحد المؤمنين اليهود بصدد الهرب عبر فتحة قنوات الصرف الصحي داخل الكنيس. وبعد وقت قليل، تم تداول شائعات تحدثت عن وجود "أنفاق يهودية" سرية تم حفرها تحت الكنيس وعن الأهداف المزعومة لها.
نفق نددت به حتى الجالية اليهودية في نيويورك
يؤكد عدد كبير من الرسائل التي نشرت على منصة إكس (تويتر سابقا) باللغة الإنكليزية على غرار هذه التغريدة التي حصدت أكثر من سبعة ملايين مشاهدة أو هذه باللغة الفرنسية أو هذه باللغة العربية بأن الشرطة الأمريكية هي من اكتشفت وجود هذا النفق في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري.
تزعم هذه التغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) التي حصدت أكثر من 4 ملايين مشاهدة ونشرت في 9 كانون الثاني/ يناير 2024 بأن شرطة نيويورك هي التي اكتشفت وجود هذا النفق تحت الكنيس اليهودي. صورة من منصة إكس © Xعلى الرغم من ذلك، تم الكشف علنا من قبل الجالية اليهودية عن وجود هذا النفق تحت الكنيس منذ نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وتحدث الموقع الإخباري المحلي التابعة لطائفة هاباد لوفيتش اليهودية كرون هايتس 'CrownHeights.info' عن هذا الموضوع في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
وبعد مرور يومين، نشرت نفس وسيلة الإعلام مقطع فيديو من قبو تحت أرض هذا المكان، وبالتحديد من بناية مجاورة. وفي هذا المكان غير المهيأ، نلاحظ وجود ممر ضيق حفر على عمق يصل إلى عشرة أمتار بدون أن تكون وجهته واضحة المعالم.
Voir cette publication sur InstagramUne publication partagée par CrownHeights.info (@chinfo.official)
مقطع فيديو يظهر قبوا تحت أرض كنيس يهودي في بروكلين بنيو يورك نشر في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2023. صورة من موقع كرون هايتس 'CrownHeights.info'وحسب عدة مقالات نشرتها الصحافة المحلية، فإن معتنقي الديانة اليهودية الذين قاموا بحفر هذا النفق أغلبيتهم من طلاب جامعيين ينتمون إلى الجالية اليهودية وبالتحديد إلى فصيل مسياني صغير من طائفة "هاباد لوبافيتش" المنتمية بدورها إلى طائفة اليهودية الحسيدية.
ويعارض هذا الفصيل المسياني منذ عدة سنوات باقي أعضاء الجالية اليهودية معتبرا أن آخر قائد لطائفة لوبافيتش (الحاخام) الذي كان يعدي مناحم مندل شنيرسون الذي توفي في سنة 1994 هو المسيح المنتظر وأنه لا يزال على قيد الحياة.
في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، أرسلت السلطات شاحنة تحمل صهريجا إلى الكنيس لإغلاق النفق وهو ما تؤكده الصور. ولكن شباب الفصيل المسياني قاموا بتعطيل الأشغال وهو ما أجبر المشرفين على الكنيسة للاتصال بالشرطة وفق تأكيد المتحدث باسم طائفة هاباد لوبافتيش، موتي سليغسون الذي تواصل معه فريق تحرير مراقبون فرانس24.
كما أن تصرفات أفراد هذا الفصيل المسياني كانت محل تنديد من مجمل المنتمين إلى طائفة لوبافيتش اليهودية منذ 8 كانون الثاني/ يناير الجاري. ووصف موتي سليغسون الطلاب بأنهم "متطرفون" فيما ندد رئيس طائفة لوبافيتش هاباد، الحاخام يهودا كرينسكي بأعمال "التخريب التي نفذها الشباب مثيروا الشغب"؟
النفق لا يؤدي إلى متحف الأطفال اليهود
توجد شائعة أخرى تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، فعلى منصة إكس، ادعت عدة حسابات مؤثرة منتمية إلى اليمين المتطرف الأمريكي أنه تم استخدام هذه الأنفاق في إطار عمليات اتجار بالأطفال.
تغريدة على منصة إكس حصدت أكثر من 6 مليون مشاهدة وتدعي أن النفق الذي تم حفره تحت البناية التي تضم الكنيس تمر تحت الطريق لتؤدي إلى متحف الأطفال اليهود في منطقة بروكلين بنيو يورك. صورة من منصة إكس © Xوتتحدث عدد من المنشورات بالخصوص بأن النفق يؤدي إلى متحف الأطفال اليهودي، وهو فضاء تعليمي يقع في الجهة المقابلة من الشارع. كذلك تم تداول الشائعة باللغة العبرية هنا. ويقدم هؤلاء مقطع فيديو كدليل على ذلك، ويظهر التسجيل أحد معتنقي الديانة اليهودية بصدد الهرب عبر فتحة قنوات الصرف الصحي التي تقع في نفس شارع متحف الأطفال اليهود "كينغستون أفينيو".
باللون الأحمر: متحف الأطفال اليهود، باللون الأزرق، فتحة قنوات الصرف الصحي في الجانب المقابل من شارع كينغستون أفينيو. باللون الأسود: مختلف البنايات التي يمر تحتها النفق. والنقطة الحمراء تمثل المكان التاريخي لبناء الكنيس اليهوي. صورة من تطبيق غوغل مابس. © Image Googleفي 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، أكد متحدث رسمي باسم إدارة البنايات في نيويورك Department of Buildings التي تتولى التحقيق في الملف وهدم النفق عن خصائص هذه الممرات تحت الأرض حيث قال: "كشف التحقيق الذي أجريناه وجود نفق تحت الأرض مستقيم يصل طوله إلى 60 قدما (نحو 18 متر) وعرضه 8 أقدام (2.5 متر) وارتفاع سقفه نحو 5 أقدام (1.5 متر) وتم حفره بطريقة غير قانونية تحت قبو تابع للبناية".
وأضاف المتحدث بأن "التحقيق مستمر بخصوص أعمال الحفر غير القانونية التي تم اكتشافها تحت البنايات ومدى تأثيرها على البنايات المجاورة" خصوصا فيما يتعلق بالبناية المجاورة للكنيس والمتصلة بالنفق.
ولكن إدارة بنايات نيويورك لم تذكر أبدا وجود نفق بعيدا عن هذه البناية أو مشكل يتعلق بتأثير محتمل على الطريق في حال وجود نفق تحت شارع كينغستون أفينيو مضيفا أن البنايات المجاورة لم تتعرض لأي ضرر بدورها.
كما أن فتحة قنوات الصرف الصحي تم إغلاقها هي الأخرى في مساء 8 كانون الثاني/ يناير الجاري.
في الأخير، لم يتم تتبع أي من الأفراد الموقوفين قضائيا بشأن اعتداءات جنسية على أطفال. وقد تم في الأخير إيداع خمسة أشخاص موقوفين في السجن بعد اتهامهم بتعطيل عمل الإدارة الحكومية أو منع الشرطة من تنفيذ مهامها، وفق الصحافة الأمريكية.
كما تم تداول مقطع الفيديو، الذي تم عرضه للمرة الأولى من قبل موقع كرون هايتس في 24 كانون الأول/ ديسمبر الماضي (بإمكانكم الاطلاع عليه أعلاه)، على نطاق واسع عبر الإنترنت بهدف ترك انطباع بأنه تم تشييد الجالية اليهودية شبكة ممرات تحت الأرض. ولكن في الواقع، يظهر مقطع الفيديو نفقا واحدا فقط تحت أرض "بناية مجاورة للكنيس تضم حماما يهوديا تقليديا" ويبدو أنه مكان بدء النفق وفق تأكيد لويس كيني الصحافي في وسيلة الإعلام اليهويدية "بروكلين فوروارد" الذي تواصل معه فريق تحرير مراقبون فرانس24.
مشروع لتوسعة الكنيس؟
لماذا توجد رغبة في حفر أنفاق مماثلة؟ يبدو أن الأشخاص المنتمين إلى الفصيل المسياني التابع لطائفة لوبافتيش اليهودية كان يعسى لتوسيع مساحة دار العبادة اليهودي.
وفي سؤال فريق تحرير مراقبون فرانس24، أوضح الصحافي لويس كيني ما يلي: "يتعلق الأمر برغبة في توسعة الكنيس. مشروع توسيع الكنيس يعود إلى عشرات السنين ولكنه بقي في نقطة الانطلاق لعدة أسباب. وفكرة هؤلاء (المتدينين اليهود) إذا هي تنفيذ المشروع بأنفسهم".
تشير عدة شهادات نشرتها الصحافة المحلية الأمريكية إلى نفس المعلومات. حيث قال أحد الشهود لصحيفة نيو يورك تايمز الذي أكد أنه يعرف بعضا من الأشخاص الموقوفين: "لقد قاموا بذلك لتوسيع كنيس 770 وجعله أكبر مساحة".
كما أكد نفس الشاهد أن هذا الفصيل اليهودي المسياني كان يريد "تنفيذ رغبة الحاخام" القائد السابق لطائفة لوبافيتش الذي توفي في سنة 1994 والذي كان يرغب في توسيع دار العبادة هذه. وهي مبادرة يروج لها منذ عدة سنوات موقع على الإنترنت مخصص لمشروع توسعة الكنيس. حيث يقول الشاهد: "مرت الآن أكثر من 30 عاما منذ أن دعى الحاخام مل يهودي إلى المساهمة من مكانه في توسعة كنيس 770".
على الرغم من ذلك، يبقى من الصعب بمكان إلى حد الآن معرفة تاريخ بداية هذه العملية غير القانونية. فيما تشير بعض من وسائل الإعلام إلى أن الأشغال بدأت قبل بضعة أشهر على الأقل حتى اكتشاف النفق.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب الولايات المتحدة خبر كاذب يهودية بيئة الجالیة الیهودیة الدیانة الیهودیة فی 8 کانون الثانی ینایر الجاری على منصة إکس کانون الأول فی نیویورک مقطع فیدیو تحت الأرض تم تداول یؤدی إلى نفق تحت أکثر من صورة من من قبل
إقرأ أيضاً:
العثور على جعبة القائد يحيى السنوار والمقعد الذي جلس عليه مصابا قبل مقتله
عثر فلسطينيون على مقتنيات خاصة برئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يحيى السنوار، الذي قتله الجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد (إسفنجي) مصابا في يده اليمنى، وملثما بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيرة كانت تصوره.
وقال الجيش إن قوة تابعة له "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل"، وفق بيان نشره آنذاك.
وقال الفلسطيني أشرف أبو طه، صاحب المنزل الذي لجأ إليه السنوار، وقاتل من داخله في لحظاته الأخيرة، إنه انتشل بصعوبة كبيرة، الجعبة العسكرية التي ارتداها زعيم حماس في لحظاته الأخيرة وأجزاء من ملابسه والمقعد الإسفنجي (برتقالي اللون) الذي جلس عليه مصابا، من تحت أنقاض منزله المدمر.
ووثقت الأناضول، احتفاظ جعبة السنوار بآثار دمائه، بينما خرج المقعد من تحت الأنقاض ممزقا.
وأضاف أبو طه، للأناضول، أن أبناءه انتشلوا بـ"العافية" (صعوبة بالغة) المقعد وجعبة السنوار وبعضا من ملابسه الممزقة من تحت الأنقاض.
وعلى مدار أول يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، قال أبو طه، إن أطلال منزله تحول إلى "مزار" حيث توافد إليه عدد كبير من الفلسطينيين لتفقد المكان الذي "شهد آخر معركة خاضها السنوار قبل استشهاده"، حيث قالت حركة حماس، آنذاك إنه تقدم صفوف القتال خلال حرب الإبادة.
وذكر أن "استشهاد السنوار، في منزله يعد مبعث فخر له، حيث كان يقاوم في لحظاته الأخيرة من هناك".
وقال أبو طه، عن السنوار، إنه "قائد ثوري" سيشهد التاريخ له.
وبالعودة إلى تاريخ مقتل السنوار، حينما نشر الجيش فيديو اللحظات الأخيرة، قال أبو طه، إنه تلقى اتصالا آنذاك من ابنته في الإمارات تبلغه أن السنوار استشهد داخل منزلهم.
وفي رده على ابنته، استبعد أبو طه، وجود السنوار، داخل منزله مرجعا ذلك إلى حديث "الناس أنه يتواجد تحت الأنفاق".
لكن ما أظهره الواقع من وجود السنوار داخل المنزل يقاتل حتى الرمق الأخير، أكد أنه "يحارب من فوق الأنفاق"، على حد تعبير أبو طه.
وبعد مقتل السنوار، سوّى الجيش الإسرائيلي منزل أبو طه بالأرض بعد قصفه.
وفي 18 أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.
نتيجة لذلك، أعلنت إسرائيل أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي استمرت حتى 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة