تناثرت الأقوال حول معبر رفح ودخول المساعدات لأهلنا في غزة، ويمكن لنا أن نفهم الاتهام الإسرائيلي لنا بتعطيل دخول المساعدات، هذا الفهم محدد بتصور عام وهو ماذا ننتظر من إسرائيل غير مثل ذلك القول عن مصر؟ إسرائيل دولة تأسست على مجموعة من الأكاذيب ومازالت تتعامل على نفس المنهج خاصة لو كان الطرف الآخر المستهدف بالقول هي الدولة المصرية التي تقف لإسرائيل مثل شوكة في الحلق، ولنا في إفشال مخطط التهجير مثال على نقول.
أن تنسب إسرائيل لمصر تصرفا مخالفا تماما للدور المصري في دعم ومساندة شعب غزة يكشف عن حقد دفين وعن معركة إعلامية تشنها ضدنا من أجل تحويل الأنظار عن جرائمها في غزة وكذلك دق مجموعة من الأسافين بين مصر وجيرانها وبين الشعب المصري والدولة المصرية.
لذلك أحسنت الخارجية المصرية صنعا عندما ردت على الفور وكذلك أحسن ضياء رشوان في رده التفصيلي الشارح للموقف حيث أكد رشوان على أن سيادة مصر تمتد فقط على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة إسرائيل الفعلية، مشيرا إلى أن آلية دخول المساعدات من الجانب المصري تفرض التوجه إلى معبر كرم أبو سالم الذي يربط القطاع بالأراضي الإسرائيلية، حيث يتم تفتيشها من جانب الجيش الإسرائيلي، قبل السماح لها بدخول أراضي القطاع.
ويبدو أنه لا حياة لمن تنادي طورا يرد من بقلبهم مرض قائلين "احلبوه" وقد ظهر ذلك في تصيد عدد من الفضائيات لتلك الأكذوبة وذهبوا إلى تعبئة برامج كاملة لمناقشة هذا الموضوع الوهمي، ولأنني قد سئمت تلك الألعاب البهلوانية في العمل السياسي والإعلامي فلم ألتفت إليها، ولكنني عدت للاشتباك معه بعد أن استفزني شعارات انطلقت من قلب القاهرة في أحد أنشطة التضامن مع فلسطين بوسط البلد لذلك خصصت هذا المقال كي أقول لمن تلقفوا تصريحات إسرائيل باعتبارها حقائق أنكم في الخندق الخاطئ وأن التربص بالدولة المصرية لا يصنع مناضلين ولكنه يصنع مجموعة فقاقيع سرعان ما تنتهي إلى لا شيء وتواصل حياتها وهي تحمل عار الانتفاخ الكاذب.
نرجع إلى تصريحات ضياء رشوان باعتباره رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقرأ منها بالنص "إن مصر أعلنت عشرات المرات في تصريحات رسمية بدءا من رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية وكل الجهات المعنية، بأن معبر رفح من الجانب المصري مفتوح بلا انقطاع، مطالبين الجانب الإسرائيلي بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها".
عشرات المرات في تصريحات معلنة ولم يقتنع نشطاء رأس القرد ولكنهم صدقوا تصريح تافه أطلقته إسرائيل عندما حوصرت أمام محكمة العدل الدولية، إتهام بلادك بما هو ليس فيها يجعلك في الخندق الخاطئ ولو امتد الخط على استقامته سوف نصل إلى أوصاف واتهامات يخجل مقالي من ذكرها.
وسوف أستشهد بالغرباء قبل الأقارب أبناء جلدتنا الذين وقعوا بيانات تدعم تصريحات إسرائيل والذين ارتاحوا بعد وقفة وسط البلد وأصابهم الاورجازم الثوري، أقول سوف استشهد بالغرباء وأولهم السيد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ألم يذهب الرجل بشحمه ولحمه إلى معبر رفح وعقد مؤتمرا صحفيا على بوابة المنفذ من الجانب المصري، ألم يذهب ضيوف أجانب آخرون وتكلموا مع العالم من هناك أمام الفضائيات وكلهم يصرخون من تعنت الجانب الإسرائيلي في دخول المساعدات، فلماذا يحاول البعض من داخلنا تسميم الأجواء التي هي مسممة وليست في حاجة إلى المزيد؟ ألا يكفينا تهديد حدودنا الثلاثة الجنوبية والغربية والشرقية حتى يأتي من بيننا من يهتف في وسط القاهرة بوعي أو بدون وعي عن دور لمصر في حصار غزة.
كبرت كلمة تخرج من أفواهكم، ونكتفي بهذا القدر لأن في فمي ماء.
*كاتب صحفى
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاتهام الإسرائيلي معبر رفح دخول المساعدات الجانب المصری معبر رفح
إقرأ أيضاً:
"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ202 على التوالي
غزة - صفا
تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ202 على التوالي.
ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.
وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".
وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.
وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.
وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.