موقع النيلين:
2024-11-27@23:58:00 GMT

البيوت سكن وليست سجناً!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


فكرة غريبة منتشرة بين العديد من أبناء المجتمع وبمراحل عمرية مختلفة، ألا وهي أن الحرية الإنسانية تعني أن يكون الفرد منا كالطائر الحر خلال يومه، بمعنى أنه يقضي ساعاته بعد الدوام أو الدراسة متنقلا في أرض الله الواسعة، أما بيته الخاص فهو للنوم وتغيير الملابس فقط.

قد تكون البيوت قصورا شاهقة البناء وقد تكون بيوتا جميلة وعلى أحدث طراز، صرف أهلها عليها كل مدخراتهم وتكبدوا قروضا مالية من البنوك، واستعانوا بخيرة المهندسين المعماريين والمصممين الداخليين، ولكنها أصبحت بيوتا باردة موحشة، فما هي إلا جدران وأثاث فقط يلفها السكون الغريب، كما تفتقد أصوات ساكنيها ودفء تجمعهم.

أصبح استقرار الفرد داخل منزله لساعات أمرا مستهجنا، وبالذات لدى الشباب، بل قد يوصف الشخص بأنه معقد يعيش داخل سجن اختاره بنفسه ويعاب عليه ذلك، فمن المفترض، حسب رأيهم، أن يكون كالمكوك الفضائي لا يعرف له مستقر، صحيح أن رتم الحياة المعاصرة سريع والمغريات كثيرة ومتنوعة، ولكن هل يعني ذلك أن يكون الإنسان مهاجرا داخل وطنه؟!

القاعدة في الحياة المعاصرة هي في كسب الآخرين، فتكون عضوا في جماعة أصدقاء، وقد تتسع الدائرة لتضم جماعات أخرى متخصصة في نشاط أو هواية معينة أو عمل تطوعي قد لا تحتاج اليه في هذه الفترة وقد لا يتناسب مع إمكاناتك وقدراتك الشخصية والمالية ولا مع مسؤولياتك العملية والاجتماعية في هذه المرحلة.وبحكم أن ميزان الحياة لا يمكن أن تصل به للتوازن في كل الجوانب وحتى يحقق الشخص المكسب الأهم حسب الرأي السائد وهو العلاقات والمعارف والأصدقاء، فيقدم التنازل من راحته الشخصية ومسؤولياته الأسرية، والبعض للأسف أصبح مشغولا طوال اليوم من العمل إلى المطعم ثم معرض ما أو محل ما ثم «كافيه» لشرب القهوة وتبادل الأحاديث، ثم جدول آخر حتى ساعة متأخرة من الليل، وقد يذهبون إلى الشاليه أو «الوفرة» ثم يعودون لحضور مناسبة ما، وهكذا.

الإنسان المعاصر وضع نفسه من دون قصد داخل عجلة سريعة، ففقد بوصلته الداخلية وأصبح غريبا عن ذاته يعتقد أنه واع بنفسه، ولكن الحقيقة أنه مشوش الذهن ومشتت.

والأغلب لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط، فالعيون أصبحت لا تكتفي بما لديها، بل تتنقل لما في أيدي الآخرين ولنجاحاتهم المتنوعة، وتشتهي النفس ما لدى الغير حتى وإن كان لا يناسبهم، وقد ساهم الفضاء الواسع وكثرة التطبيقات والحياة المزيفة للمشاهير في أن يلهث البعض وراء السراب، وانتشر الحسد وصاحبه الاستكثار بأن يتمتع غيرهم بنعمة من الله، وبلغ بالبعض أنهم يتمنون زوال أي نعمة يعيشها غيرهم.

انكمشت صورة الحياة البسيطة والألفة العائلية وراحة النفس والرضا الداخلي، فلا نعجب اليوم من كثرة التشكي من ضيق الصدر والملل وانتشار الاكتئاب، حيث فقد الكثيرون سكينة النفس والرضا والقناعة.

إن الإنسان يحتاج إلى أن يستقر بهدوء في بيته ومع أسرته وأحبابه، وأن يوفر لنفسه مساحات من الراحة الجسدية والروحية والنفسية ليعود لذاته، ومعها سيشعر بالسكينة الداخلية التي ستمنحه القدرة على مواجهة الحياة وتحقيق التطور بخطوات ثابتة، فالموازنة في الحياة مهارة مهمة ومريحة.

حنان بدر الرومي – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نقطة غامضة في هدنة لبنان .. حق الدفاع عن النفس

سرايا - على الرغم من الفرحة العارمة التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية، بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط تدفق لسيارات النازحين فجرا إلى منازلهم سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو البقاع وقرى الجنوب، لا يزال بعض القلق يراود الشارع اللبناني.


إذ يتخوف البعض من انهيار الهدنة خلال مهلة الشهرين التي نص عليها الاتفاق من أجل انسحاب حزب الله والقوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.


لاسيما أن إحدى النقاط التي تضمنها تعتبر بحسب بعض المراقبين حمالة أوجه.



"لا حاجة للعمل العسكري"
إذ ليس واضحا بشكل تام ما إذا كان الاتفاق يسمح صراحة لـ "إسرائيل" بضرب حزب الله مباشرة ودون إذن إذا اعتقدت أنه انتهك الاتفاق، على الرغم من تأكيد الحكومة الإسرائيلية الأمر.



فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته "إذا نفذت جميع الأطراف الاتفاق كما تعهدت به، فلن تكون هناك حاجة من أي من الجانبين للعمل العسكري".


إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن كلاً من "لبنان و "إسرائيل" يحتفظان بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وهو بذلك لم يشر إلى حزب الله إنما إلى لبنان، بمعنى الجيش اللبناني كما يفهم.

"أعدناه عقوداً إلى الوراء"
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن سابقا في خطاب ألقاه ليل أمس الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، بحرية العمل العسكري الكاملة". وأضاف: "إذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول إعادة التسلح فسنضربه بحزم".

كما اعتبر أن "الحزب أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في بداية الصراع".

وأضاف "أعدناه عقودا إلى الوراء، وقضينا على كبار قادته والآلاف من مقاتليه، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، ومحونا بنيته التحتية التي ظلت لسنوات بالقرب من الحدود".

في حين أوضح مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) مع الجيش اللبناني لمنع أي انتهاكات محتملة لوقف إطلاق النار.

فيما أكد جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن لشبكة "سي إن إن" أن واشنطن ستراقب الوضع لرصد أي انتهاكات للاتفاق. وتابع "سيكون تنفيذ هذا الاتفاق أساسيا، وسنكون متيقظين للغاية لأي محاولات لتعطيل ما التزم به الطرفان في إطار هذه العملية".


وكان اتفاق الهدنة الذي رعته الولايات المتحدة عبر موفدها آموس هوكستين على مدى أسابيع عدة، نص على هدنة ووقف الأعمال العسكرية والمواجهات لمدة 60 يوماً.

على أن ينسحب حزب الله من جنوب لبنان وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة.

كما نص على انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً من القرى التي دخلتها على الحدود اللبنانية.

فيما تراقب لجنة دولية بقيادة أميركية وعضوية 4 دول أخرى بينها فرنسا، الالتزام بالاتفاق وحصول أي انتهاكات.

إقرأ أيضاً : أول تعليق إيراني على هدنة لبنان .. "نرحب بانتهاء العدوان"إقرأ أيضاً : حماس تبدي استعدادها لإبرام اتفاق هدنة في غزة بشرط - تفاصيل إقرأ أيضاً : الحوثيون: لبنان تمكن من اجتراح نصر جديد



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فرنسا#المنطقة#الوضع#لبنان#الحكومة#الله#العمل#بايدن#الدفاع#غزة#رئيس#الرئيس#القوات



طباعة المشاهدات: 1280  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 27-11-2024 09:55 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان مصر .. إنقاذ فنلندي قضى 30 ساعة في البحر بعد غرق مركب سياحي وفاة أكبر معمر في العالم عن عمر 112 عاما ثروة الملياردير وارن بافيت .. لن يستطيع أبناؤه إنفاقها في حياتهم مهم من الحكومة بشأن دعم اسطوانة الغاز والخبز الكشف عن مبادرةٌ مصريّةٌ لإعادة فتح معبر رفح وسلطة... الجمارك: أصناف "جوس" تدخل المملكة مخلوطة... بدينار واحد بترافق النشامى .. الاتحاد الأردني يطلق... ما قصة "مداخن ملح" البحر الميت التي تنذر... أول تعليق إيراني على هدنة لبنان .. "نرحب...حماس تبدي استعدادها لإبرام اتفاق هدنة في غزة بشرط -...الحوثيون: لبنان تمكن من اجتراح نصر جديد اليونسيف: 240 طفلا شهيدا في لبنان جراء العدوان...ترحيب أممي ودولي بوقف اطلاق النار على لبنانبدء تدفق السيارات إلى جنوب لبنان مع سريان وقف إطلاق...ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور...بايدن: حماس أمام خيار عليها أن تتخذهنتنياهو يكشف دوافعه للموافقة على وقف إطلاق النار في... وفاء موصللي: تعرضت للضرب بمطار بيروت وسأقاضيهم توفيق الدقن .. صاحب مدرسة أداء الشخصيات الشريرة من... ليام باين كان يسعى للهروب قبل وفاته هل أجرى تولغا ساريتاش عمليات تجميلية؟ طه دسوقي وأسماء جلال وعلي قاسم "عصابة... برشلونة يعود للانتصارات من بوابة بريست بثلاثية نظيفة موتا: الحسين إربد جاهز وواثق بلاعبيه رسميًا .. الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2 مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو أمستردام في ألمانيا نجم نابولي اللاعب رقم 10 في مانشستر يونايتد العقار الذي يحبه الأمير هاري .. آثار جانبية مرعبة لـ "آياهواسكا" فرنسا تمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن 15 عاما لن يستطيع أبناؤه إنفاقها .. وارن بافيت يكشف مصير ثروته! دراسة تربط استخدام الحشيش بين المراهقين بزيادة أعراض الذهان لأول مرة .. اكتشاف فوهة نيزك على حافة جبل في الصين فضيحة تضرب جراح تجميل شهير .. ماذا فعل؟ دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! شوكولاتة دبي تصل أوروبا وتجتاح ألمانيا بفضل شبكات التواصل بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة أميركية تواجه حكما بالسجن بعد قتل جارتها كم يجني رؤساء أكبر 10 شركات تكنولوجيا من الأموال؟

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • زراعة الحياة والأمل  .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة
  • 15 سنة سجنا في حق الفتاة القاصر المتورطة في قتل الطالب أنور
  • جوارديولا: لم أقصد الاستخفاف بقضية «إيذاء النفس»!
  • غوارديولا يفسر تصريحاته حول إيذاء النفس: هذا ما قصدته
  • الحكم على الفتاة قاتلة الطالب أنور بطنجة ب15 سنة سجنا بعد سنتين عن وقوع الحادث
  • نقطة غامضة في هدنة لبنان .. حق الدفاع عن النفس
  • “الناجون يتحدثون”.. 24 ساعة في أعماق البحر الأحمر بين الحياة والموت ..يوسف يكشف تفاصيل نجاته من غرق لانش مرسى علم
  • مشكلة السودان في السياسة وليست في الثقافة
  • الحق في الدفاع عن النفس
  • قحت مع المليشيا وتبرر لها احتلال البيوت، وكتبوا مقالات وقالوا تصريحات بذلك