موقع النيلين:
2024-10-04@03:23:43 GMT

البيوت سكن وليست سجناً!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


فكرة غريبة منتشرة بين العديد من أبناء المجتمع وبمراحل عمرية مختلفة، ألا وهي أن الحرية الإنسانية تعني أن يكون الفرد منا كالطائر الحر خلال يومه، بمعنى أنه يقضي ساعاته بعد الدوام أو الدراسة متنقلا في أرض الله الواسعة، أما بيته الخاص فهو للنوم وتغيير الملابس فقط.

قد تكون البيوت قصورا شاهقة البناء وقد تكون بيوتا جميلة وعلى أحدث طراز، صرف أهلها عليها كل مدخراتهم وتكبدوا قروضا مالية من البنوك، واستعانوا بخيرة المهندسين المعماريين والمصممين الداخليين، ولكنها أصبحت بيوتا باردة موحشة، فما هي إلا جدران وأثاث فقط يلفها السكون الغريب، كما تفتقد أصوات ساكنيها ودفء تجمعهم.

أصبح استقرار الفرد داخل منزله لساعات أمرا مستهجنا، وبالذات لدى الشباب، بل قد يوصف الشخص بأنه معقد يعيش داخل سجن اختاره بنفسه ويعاب عليه ذلك، فمن المفترض، حسب رأيهم، أن يكون كالمكوك الفضائي لا يعرف له مستقر، صحيح أن رتم الحياة المعاصرة سريع والمغريات كثيرة ومتنوعة، ولكن هل يعني ذلك أن يكون الإنسان مهاجرا داخل وطنه؟!

القاعدة في الحياة المعاصرة هي في كسب الآخرين، فتكون عضوا في جماعة أصدقاء، وقد تتسع الدائرة لتضم جماعات أخرى متخصصة في نشاط أو هواية معينة أو عمل تطوعي قد لا تحتاج اليه في هذه الفترة وقد لا يتناسب مع إمكاناتك وقدراتك الشخصية والمالية ولا مع مسؤولياتك العملية والاجتماعية في هذه المرحلة.وبحكم أن ميزان الحياة لا يمكن أن تصل به للتوازن في كل الجوانب وحتى يحقق الشخص المكسب الأهم حسب الرأي السائد وهو العلاقات والمعارف والأصدقاء، فيقدم التنازل من راحته الشخصية ومسؤولياته الأسرية، والبعض للأسف أصبح مشغولا طوال اليوم من العمل إلى المطعم ثم معرض ما أو محل ما ثم «كافيه» لشرب القهوة وتبادل الأحاديث، ثم جدول آخر حتى ساعة متأخرة من الليل، وقد يذهبون إلى الشاليه أو «الوفرة» ثم يعودون لحضور مناسبة ما، وهكذا.

الإنسان المعاصر وضع نفسه من دون قصد داخل عجلة سريعة، ففقد بوصلته الداخلية وأصبح غريبا عن ذاته يعتقد أنه واع بنفسه، ولكن الحقيقة أنه مشوش الذهن ومشتت.

والأغلب لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط، فالعيون أصبحت لا تكتفي بما لديها، بل تتنقل لما في أيدي الآخرين ولنجاحاتهم المتنوعة، وتشتهي النفس ما لدى الغير حتى وإن كان لا يناسبهم، وقد ساهم الفضاء الواسع وكثرة التطبيقات والحياة المزيفة للمشاهير في أن يلهث البعض وراء السراب، وانتشر الحسد وصاحبه الاستكثار بأن يتمتع غيرهم بنعمة من الله، وبلغ بالبعض أنهم يتمنون زوال أي نعمة يعيشها غيرهم.

انكمشت صورة الحياة البسيطة والألفة العائلية وراحة النفس والرضا الداخلي، فلا نعجب اليوم من كثرة التشكي من ضيق الصدر والملل وانتشار الاكتئاب، حيث فقد الكثيرون سكينة النفس والرضا والقناعة.

إن الإنسان يحتاج إلى أن يستقر بهدوء في بيته ومع أسرته وأحبابه، وأن يوفر لنفسه مساحات من الراحة الجسدية والروحية والنفسية ليعود لذاته، ومعها سيشعر بالسكينة الداخلية التي ستمنحه القدرة على مواجهة الحياة وتحقيق التطور بخطوات ثابتة، فالموازنة في الحياة مهارة مهمة ومريحة.

حنان بدر الرومي – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السفير التركي بالقاهرة: نود أن يكون لنا حضورا قويا بمهرجان الإسكندرية السينمائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، إن تركيا تود أن يكون لها حضور قوي في كافة الفئات “فيلم طويل، فيلم قصير، ‏أفلام الأطفال" في مهرجان الإسكندرية الذي سيقام عام 2025.‏

والتقي السفير شن، أمس الأربعاء الموافق 2 أكتوبر الجاري،  بمحافظ الإسكندرية اللواء أحمد خالد على هامش مشاركته في افتتاح مهرجان الإسكندرية ‏السينمائي الأربعون لدول البحر المتوسط. وعبر عن تقديره للدعم الذي يقدمه السيد المحافظ للاستثمارات التركية في مدينة برج ‏العرب بالإسكندرية.  ‏

كما التقي السفير شن بوزير الثقافة المصري الدكتور  أحمد فؤاد هنو وذلك على هامش المهرجان. ‏

وكان قد زار الأسبوع الماضي وفد مصري برئاسة رئيس اتحاد النقابات الفنية، السفير شن و توافق الطرفان خلال اللقاء على ‏تنظيم "أسبوع الفيلم التركي" في الأعوام القادمة. ‏

وأشار السفير شن إلى أن هناك أكثر من ألف عام من التاريخ المشترك والثقافة السينمائية المشتركة بين تركيا ومصر وأن هذا ‏يعد كنز ثقافي.‏

وقال السفير شن إن بعض أبطال هذه الكنوز الثقافية يقبعون في اضرحة بعضها بإسطنبول وبعضها بالقاهرة، ولم تُنشر قصصهم بعد.‏

وقال السفير شن إن بعض هذه الكنوز الثقافية مخبأة في الآثار والنوافير العامة والأضرحة والمخطوطات والأرشيفات والمساجد ‏والمآذن والقصور التي تنتظر الزيارة في اسطنبول والقاهرة. ‏‎

وأفاد السفير شن أن كل ذلك يمكن نقله إلى الأجيال القادمة بشكل سليم وصحيح من خلال الروايات و فن السينما. ‏‎

مقالات مشابهة

  • السفير التركي بالقاهرة: نود أن يكون لنا حضورا قويا بمهرجان الإسكندرية السينمائي
  • الصحة العالمية تحذر: خطر وباء عالمي جديد قد يكون غير قابل للعلاج
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • أخشى أن يكون ماحدث للخرطوم من سنن الله الكونية في هلاك القرى عقوبة من الله تعالى
  • وزير الثقافة: ليطمئن اللبنانيون لن يكون لوطنهم عن النصر محيد
  • أكسيوس عن مسؤول أميركي: ندعم الرد الإسرائيلي على إيران لكنه يجب أن يكون مدروسا
  • “كاد المعلم أن يكون رسولأ” متى يوم المعلم؟ اجمل العبارات بادر الآن بالتهنئة
  • الصور وخوري يؤكدان على ضرورة أن يكون عمل أجهزة الأمن وإنفاذ القانون خاضعا للمساءلة
  • قصص 4 مواهب من داخل دار المسنين.. الحياة تبدأ بعد الستين
  • انتقام منتظر.. كيف يكون الرد الإيراني على الضربات لحزب الله؟