فكرة غريبة منتشرة بين العديد من أبناء المجتمع وبمراحل عمرية مختلفة، ألا وهي أن الحرية الإنسانية تعني أن يكون الفرد منا كالطائر الحر خلال يومه، بمعنى أنه يقضي ساعاته بعد الدوام أو الدراسة متنقلا في أرض الله الواسعة، أما بيته الخاص فهو للنوم وتغيير الملابس فقط.
قد تكون البيوت قصورا شاهقة البناء وقد تكون بيوتا جميلة وعلى أحدث طراز، صرف أهلها عليها كل مدخراتهم وتكبدوا قروضا مالية من البنوك، واستعانوا بخيرة المهندسين المعماريين والمصممين الداخليين، ولكنها أصبحت بيوتا باردة موحشة، فما هي إلا جدران وأثاث فقط يلفها السكون الغريب، كما تفتقد أصوات ساكنيها ودفء تجمعهم.
أصبح استقرار الفرد داخل منزله لساعات أمرا مستهجنا، وبالذات لدى الشباب، بل قد يوصف الشخص بأنه معقد يعيش داخل سجن اختاره بنفسه ويعاب عليه ذلك، فمن المفترض، حسب رأيهم، أن يكون كالمكوك الفضائي لا يعرف له مستقر، صحيح أن رتم الحياة المعاصرة سريع والمغريات كثيرة ومتنوعة، ولكن هل يعني ذلك أن يكون الإنسان مهاجرا داخل وطنه؟!
القاعدة في الحياة المعاصرة هي في كسب الآخرين، فتكون عضوا في جماعة أصدقاء، وقد تتسع الدائرة لتضم جماعات أخرى متخصصة في نشاط أو هواية معينة أو عمل تطوعي قد لا تحتاج اليه في هذه الفترة وقد لا يتناسب مع إمكاناتك وقدراتك الشخصية والمالية ولا مع مسؤولياتك العملية والاجتماعية في هذه المرحلة.وبحكم أن ميزان الحياة لا يمكن أن تصل به للتوازن في كل الجوانب وحتى يحقق الشخص المكسب الأهم حسب الرأي السائد وهو العلاقات والمعارف والأصدقاء، فيقدم التنازل من راحته الشخصية ومسؤولياته الأسرية، والبعض للأسف أصبح مشغولا طوال اليوم من العمل إلى المطعم ثم معرض ما أو محل ما ثم «كافيه» لشرب القهوة وتبادل الأحاديث، ثم جدول آخر حتى ساعة متأخرة من الليل، وقد يذهبون إلى الشاليه أو «الوفرة» ثم يعودون لحضور مناسبة ما، وهكذا.
الإنسان المعاصر وضع نفسه من دون قصد داخل عجلة سريعة، ففقد بوصلته الداخلية وأصبح غريبا عن ذاته يعتقد أنه واع بنفسه، ولكن الحقيقة أنه مشوش الذهن ومشتت.
والأغلب لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط، فالعيون أصبحت لا تكتفي بما لديها، بل تتنقل لما في أيدي الآخرين ولنجاحاتهم المتنوعة، وتشتهي النفس ما لدى الغير حتى وإن كان لا يناسبهم، وقد ساهم الفضاء الواسع وكثرة التطبيقات والحياة المزيفة للمشاهير في أن يلهث البعض وراء السراب، وانتشر الحسد وصاحبه الاستكثار بأن يتمتع غيرهم بنعمة من الله، وبلغ بالبعض أنهم يتمنون زوال أي نعمة يعيشها غيرهم.
انكمشت صورة الحياة البسيطة والألفة العائلية وراحة النفس والرضا الداخلي، فلا نعجب اليوم من كثرة التشكي من ضيق الصدر والملل وانتشار الاكتئاب، حيث فقد الكثيرون سكينة النفس والرضا والقناعة.
إن الإنسان يحتاج إلى أن يستقر بهدوء في بيته ومع أسرته وأحبابه، وأن يوفر لنفسه مساحات من الراحة الجسدية والروحية والنفسية ليعود لذاته، ومعها سيشعر بالسكينة الداخلية التي ستمنحه القدرة على مواجهة الحياة وتحقيق التطور بخطوات ثابتة، فالموازنة في الحياة مهارة مهمة ومريحة.
حنان بدر الرومي – الأنباء الكويتية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نقطة غامضة في هدنة لبنان .. حق الدفاع عن النفس
سرايا - على الرغم من الفرحة العارمة التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية، بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط تدفق لسيارات النازحين فجرا إلى منازلهم سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو البقاع وقرى الجنوب، لا يزال بعض القلق يراود الشارع اللبناني.
إذ يتخوف البعض من انهيار الهدنة خلال مهلة الشهرين التي نص عليها الاتفاق من أجل انسحاب حزب الله والقوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
لاسيما أن إحدى النقاط التي تضمنها تعتبر بحسب بعض المراقبين حمالة أوجه.
"لا حاجة للعمل العسكري"
إذ ليس واضحا بشكل تام ما إذا كان الاتفاق يسمح صراحة لـ "إسرائيل" بضرب حزب الله مباشرة ودون إذن إذا اعتقدت أنه انتهك الاتفاق، على الرغم من تأكيد الحكومة الإسرائيلية الأمر.
فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته "إذا نفذت جميع الأطراف الاتفاق كما تعهدت به، فلن تكون هناك حاجة من أي من الجانبين للعمل العسكري".
إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن كلاً من "لبنان و "إسرائيل" يحتفظان بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وهو بذلك لم يشر إلى حزب الله إنما إلى لبنان، بمعنى الجيش اللبناني كما يفهم.
"أعدناه عقوداً إلى الوراء"
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن سابقا في خطاب ألقاه ليل أمس الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، بحرية العمل العسكري الكاملة". وأضاف: "إذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول إعادة التسلح فسنضربه بحزم".
كما اعتبر أن "الحزب أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في بداية الصراع".
وأضاف "أعدناه عقودا إلى الوراء، وقضينا على كبار قادته والآلاف من مقاتليه، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، ومحونا بنيته التحتية التي ظلت لسنوات بالقرب من الحدود".
في حين أوضح مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة وفرنسا ستنضمان إلى آلية مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) مع الجيش اللبناني لمنع أي انتهاكات محتملة لوقف إطلاق النار.
فيما أكد جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن لشبكة "سي إن إن" أن واشنطن ستراقب الوضع لرصد أي انتهاكات للاتفاق. وتابع "سيكون تنفيذ هذا الاتفاق أساسيا، وسنكون متيقظين للغاية لأي محاولات لتعطيل ما التزم به الطرفان في إطار هذه العملية".
وكان اتفاق الهدنة الذي رعته الولايات المتحدة عبر موفدها آموس هوكستين على مدى أسابيع عدة، نص على هدنة ووقف الأعمال العسكرية والمواجهات لمدة 60 يوماً.
على أن ينسحب حزب الله من جنوب لبنان وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة.
كما نص على انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً من القرى التي دخلتها على الحدود اللبنانية.
فيما تراقب لجنة دولية بقيادة أميركية وعضوية 4 دول أخرى بينها فرنسا، الالتزام بالاتفاق وحصول أي انتهاكات.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فرنسا#المنطقة#الوضع#لبنان#الحكومة#الله#العمل#بايدن#الدفاع#غزة#رئيس#الرئيس#القوات
طباعة المشاهدات: 1280
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-11-2024 09:55 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...