موقع النيلين:
2025-03-05@04:29:43 GMT

البيوت سكن وليست سجناً!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT


فكرة غريبة منتشرة بين العديد من أبناء المجتمع وبمراحل عمرية مختلفة، ألا وهي أن الحرية الإنسانية تعني أن يكون الفرد منا كالطائر الحر خلال يومه، بمعنى أنه يقضي ساعاته بعد الدوام أو الدراسة متنقلا في أرض الله الواسعة، أما بيته الخاص فهو للنوم وتغيير الملابس فقط.

قد تكون البيوت قصورا شاهقة البناء وقد تكون بيوتا جميلة وعلى أحدث طراز، صرف أهلها عليها كل مدخراتهم وتكبدوا قروضا مالية من البنوك، واستعانوا بخيرة المهندسين المعماريين والمصممين الداخليين، ولكنها أصبحت بيوتا باردة موحشة، فما هي إلا جدران وأثاث فقط يلفها السكون الغريب، كما تفتقد أصوات ساكنيها ودفء تجمعهم.

أصبح استقرار الفرد داخل منزله لساعات أمرا مستهجنا، وبالذات لدى الشباب، بل قد يوصف الشخص بأنه معقد يعيش داخل سجن اختاره بنفسه ويعاب عليه ذلك، فمن المفترض، حسب رأيهم، أن يكون كالمكوك الفضائي لا يعرف له مستقر، صحيح أن رتم الحياة المعاصرة سريع والمغريات كثيرة ومتنوعة، ولكن هل يعني ذلك أن يكون الإنسان مهاجرا داخل وطنه؟!

القاعدة في الحياة المعاصرة هي في كسب الآخرين، فتكون عضوا في جماعة أصدقاء، وقد تتسع الدائرة لتضم جماعات أخرى متخصصة في نشاط أو هواية معينة أو عمل تطوعي قد لا تحتاج اليه في هذه الفترة وقد لا يتناسب مع إمكاناتك وقدراتك الشخصية والمالية ولا مع مسؤولياتك العملية والاجتماعية في هذه المرحلة.وبحكم أن ميزان الحياة لا يمكن أن تصل به للتوازن في كل الجوانب وحتى يحقق الشخص المكسب الأهم حسب الرأي السائد وهو العلاقات والمعارف والأصدقاء، فيقدم التنازل من راحته الشخصية ومسؤولياته الأسرية، والبعض للأسف أصبح مشغولا طوال اليوم من العمل إلى المطعم ثم معرض ما أو محل ما ثم «كافيه» لشرب القهوة وتبادل الأحاديث، ثم جدول آخر حتى ساعة متأخرة من الليل، وقد يذهبون إلى الشاليه أو «الوفرة» ثم يعودون لحضور مناسبة ما، وهكذا.

الإنسان المعاصر وضع نفسه من دون قصد داخل عجلة سريعة، ففقد بوصلته الداخلية وأصبح غريبا عن ذاته يعتقد أنه واع بنفسه، ولكن الحقيقة أنه مشوش الذهن ومشتت.

والأغلب لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط، فالعيون أصبحت لا تكتفي بما لديها، بل تتنقل لما في أيدي الآخرين ولنجاحاتهم المتنوعة، وتشتهي النفس ما لدى الغير حتى وإن كان لا يناسبهم، وقد ساهم الفضاء الواسع وكثرة التطبيقات والحياة المزيفة للمشاهير في أن يلهث البعض وراء السراب، وانتشر الحسد وصاحبه الاستكثار بأن يتمتع غيرهم بنعمة من الله، وبلغ بالبعض أنهم يتمنون زوال أي نعمة يعيشها غيرهم.

انكمشت صورة الحياة البسيطة والألفة العائلية وراحة النفس والرضا الداخلي، فلا نعجب اليوم من كثرة التشكي من ضيق الصدر والملل وانتشار الاكتئاب، حيث فقد الكثيرون سكينة النفس والرضا والقناعة.

إن الإنسان يحتاج إلى أن يستقر بهدوء في بيته ومع أسرته وأحبابه، وأن يوفر لنفسه مساحات من الراحة الجسدية والروحية والنفسية ليعود لذاته، ومعها سيشعر بالسكينة الداخلية التي ستمنحه القدرة على مواجهة الحياة وتحقيق التطور بخطوات ثابتة، فالموازنة في الحياة مهارة مهمة ومريحة.

حنان بدر الرومي – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

على أنقاض قصور الجنوب.. البيوت الجاهزة تتصدر

بشكل كبير جدًا ارتفع الطلب على البيوت الجاهزة منذ إعلان بدء الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وعودة الجنوبيين إلى قراهم المهدّمة التي تغيّرت معالمها بشكل كبير، في حين انمسحت أخرى عن الخارطة عقب أعمال التدمير والتفجيرات الواسعة والعنيفة التي شهدتها.

في هذا السياق أوضح أحد أصحاب مصانع البيوت الجاهزة لـ"لبنان24" أنّ الطلب على البيوت الجاهزة ارتفع بشكل كبير جدًا، ما أدى لضغط كبير على المصانع العاملة في لبنان.

وأشار إلى أنّ معظم التجار باتوا يعملون على استقدام بيوت مصنعة بشكل كامل من تركيا، على أن يتم تسليمها مباشرة إلى المواطنين.

وأكّد أنّ البيوت الجاهزة باتت الحل الامثل اليوم، حيث يعمد المواطنون المقتدرون الى شرائها، علمًا أنّ أصحاب الفيلات والقصور في الجنوب الذين بنوها على مدار السنوات باتوا هم أيضا يطلبون هذا النوع من المنازل.

ولفت إلى أنّ البيوت الجاهزة لم تعد تعتمد شكلا موحدًا، بل بات هناك منازل مكونة من طابقين، ولديها نفس تصميم المنازل المعاصرة التي تعتبر "فخمة" من حيث الشكل والمساحة، نظرا إلى تطور الصناعة في هذا المجال، وضمان حماية أكبر للساكنين.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: إخراج الدين من منظومة الحياة يؤدي لانتشار الفوضى الأخلاقية
  • استشاري: النفس اللوامة تجعل الإنسان دائم الانشغال بالماضي
  • على أنقاض قصور الجنوب.. البيوت الجاهزة تتصدر
  • استشاري صحة نفسية يقدم نصيحة ذهبية للتعامل مع النفس اللوامة
  • أنت أقوى.. أحمد هارون: النفس أخطر من الشيطان.. فيديو
  • بالفيديو.. هبة النجار: الصيام عبادة تهذب النفس وتحقق التقوى
  • هل كلمة «أنا» تدل على أزمة نفسية؟.. طبيب نفسي يوضح |فيديو
  • هل كلمة «أنا» تدل على أزمة نفسية؟.. استشاري يجيب
  • أنت مين؟.. أحمد هارون يكشف مكونات النفس وأسرار التغيير الحقيقي
  • أحمد هارون يكشف مكونات النفس وأسرار التغيير الحقيقي