قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن أخطاء تكتيكية جسيمة أسهمت في نجاح هجومين نفذهما حزب الله اللبناني بطائرات مسيرة على قاعدة مراقبة حركة المرور التابعة لسلاح الجو في جبل ميرون، وعلى مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد يومي 6 و9 يناير/كانون الثاني على التوالي.

وتساءل كبير المراسلين العسكريين للصحيفة يونا جيريمي بوب في تقرير له عن أهمية هذه الهجمات من الناحيتين التكتيكية والإستراتيجية؟ وهل ساعدت حزب الله في قلب المعادلة على إسرائيل بتغيير أسلوبه؟ وهل أوصلت الجيش الإسرائيلي إلى حيث يدعي بأن مساعيه لإقناع الحزب بسحب قواته من الحدود، تحرز تقدما؟ وهل مستوى الأضرار -التي أحدثتها الهجمات- مختلف نوعيا وجديد؟

فمن الناحية التكتيكية، يقول بوب إن منشأة سلاح الجو سبق أن تعرضت لهجوم من قبل حزب الله، وهي قريبة من الحدود حيث كان ينبغي عليها التأهب لمواجهة خطر هجوم بقذائف مضادة للدبابات، لكنها كانت مستعدة للتصدي لهجمات صاروخية.

القبة الحديدية

ويضيف أن في تلك المنطقة، توفر منظومة القبة الحديدية وغيرها من قدرات الدفاع الجوي الغطاء اللازم، لكنها لا تُسقط سوى الصواريخ التي تنطلق على ارتفاعات أعلى وفي مسار مقوس.

أما القذائف المضادة للدبابات فتطير على ارتفاع منخفض وفي خط مستقيم نحو الهدف، وهي عادة ما تكون مركبات مدرعة ثقيلة، ولكنها يمكن أن تدمر منزلا بسهولة.

ويتابع بوب القول إن لدى الجيش الإسرائيلي منظومة تروفي الدفاعية لاعتراض مثل تلك التهديدات. وهذه المنظومة تعد نظاما دفاعيا نشطا مصمما لحماية ناقلات الجند والدبابات من الأسلحة المضادة للدروع المباشرة والموجهة على هيئة حماية نصف كروية. بيد أن الجيش لم ينشر منظومات دفاعية في مناطق أوسع مثل قاعدة عسكرية.

كل هذه العوامل لها تأثير سلبي على إمكانات الجيش الإسرائيلي وقدراته على الرصد الاستخباري، حسبما ورد في مقال صحيفة "جيروزاليم بوست".

ومع ذلك، فقد علمت الصحيفة أن للجيش الإسرائيلي فائضا في مشغلي أجهزة المراقبة، وموارد المراقبة المتنقلة، والمقاتلين الذين يقومون بعمليات جمع المعلومات.

ووفقا للصحيفة، يمكن استخدام المقاتلة الشبح من طراز (إف-35) عند الحاجة إليها في أي جبهة من الجبهات، سواء من مسافة بعيدة أو قريبة.

ويقول جيريمي بوب في تقريره إن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن إحصائيات تتعلق بالطائرات العسكرية المسيرة التي استعان بها في الحرب الحالية الممتدة لما يزيد على 100 يوم حتى الآن، وقد سجلت هذه الطائرات خلال الفترة من 9 حتى 13 مايو الماضي 4 آلاف ساعة من التحليق فوق قطاع غزة في عمليات ضد "حركة الجهاد الإسلامي".

القدرات التكتيكية والأمور الإستراتيجية

ويمضي إلى القول إنه على الرغم من قدرة الجيش الإسرائيلي على التنظيم التكتيكي، فإن الأمور الإستراتيجية تظل كبيرة. فالجيش لا يملك القدرة على الرد باستثناء شن هجوم استباقي لدرء القذائف المضادة للدبابات من ضرب المنشآت العسكرية أو المدنية التي تقع ضمن نطاق صواريخ حزب الله المضادة للدبابات البالغ 8 كيلومترات. وتبلغ سرعة الصاروخ حوالي 500 قدم في الثانية مما يحول دون كشفه والرد عليه.

وبحسب زعم بوب، ليس هناك شك في أن حزب الله سحب العديد من قواته من الحدود، وأن حوالي 180 مقاتلا من الحزب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قُتلوا في لبنان مقارنة بحوالي 20 جنديا من الجيش الإسرائيلي حتى الآن.

ولكن إلى أن يتوصل الجيش الإسرائيلي إلى كيفية التعامل مع الأمر بشكل مثالي، دون خوض حرب عامة، فسيكون من العصي على إسرائيل ترجمة تفوقها العسكري إلى مكاسب أمنية مستدامة على المدى الطويل، على حد تعبير المحلل العسكري للصحيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل جنديين خلال قتال بشمال القطاع، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية هجومها على حي الشجاعية بمدينة غزة.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان عبر موقعه أن الجنديين هما، الرقيب يائير أفيتان، 20 عاما من رعنانا، من الكتيبة 890 لواء المظليين، الذي قتل في مواجهة شمال قطاع غزة.

وذكر أن الجندي الآخر هو الرائد (احتياط) ياكير شموئيل تاتلبوم، 21 عاما، من معاليه أدوميم، كان ضمن الكتيبة 77 تشكيل "سار مجولان" (7)، عندما قتل في اشتباك شمال قطاع غزة.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، عبر إكس أن جنديا من الكتيبة 13 من لواء جولاني وضابطا  من كتيبة روتيم من لواء غيفعاتي أصيبا بجروح خطيرة في المواجهات التي دارت شمالي قطاع غزة.

وتم إجلاء الجنود الجرحى لتلقي العلاج الطبي في المستشفى، كما تم إبلاغ عائلاتهم، وفق هاغاري. 

مواجهات عنيفة شمالي القطاع

ونقلت رويترز عن سكان قولهم إن الدبابات توغلت في عدة أحياء منها المنطقة المحيطة بالسوق المحلية وإنه جرى إطلاق نار كثيف من الجو والأرض.

وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها أن قتالا عنيفا وقع مع القوات الإسرائيلية وإن مسلحيها أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر على القوات التي تنفذ عمليات هناك.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل خلال الأسبوع الماضي عشرات المسلحين في قتال من مسافة قريبة وغارات جوية في الشجاعية بعد تطويق ما وصفها بأنها منطقة مدنية حولتها حماس إلى مجمع للمسلحين.

وذكر الجيش في بيان "عثرت القوات في المنطقة على مواقع استطلاع وأسلحة وطائرات مسيرة معادية وقاذفة صواريخ بعيدة المدى بالقرب من المدارس".

وتنفي حماس المزاعم الإسرائيلية بأنها تنفذ عمليات في أماكن مدنية مثل المدارس والمستشفيات.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل جوا وبرا في غزة، لا يزال المسلحون يشنون هجمات على القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في مناطق قال الجيش إنه سيطر عليها قبل أشهر.

وذكر قادة إسرائيليون الأسبوع الماضي أن مرحلة القتال الضاري في الحرب تقترب من نهايتها، وأن المرحلة التالية من الهجوم ستكون بشكل أساسي عمليات على نطاق أصغر بهدف منع حماس من إعادة تجميع صفوفها.

وقال مسؤولون طبيون وسكان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في عدة مناطق في رفح بجنوب قطاع غزة قتلت عددا من الفلسطينيين وأجبرت عائلات تعيش في أقصى الطرف الغربي للمدينة على التوجه شمالا.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح تهدف إلى القضاء على آخر الكتائب المسلحة التابعة لحماس.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الضربات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء القطاع أدت، السبت، إلى مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة آخرين.

لا تقدم في المفاوضات 

وقال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس، السبت، إنه لم يُحرز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل فيما يتعلق بالحرب في غزة.

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي في بيروت "نؤكد مجددا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية"، في إشارة لتبادل محتمل للرهائن في غزة مع فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

وفشلت جهود تبذلها الوسيطتان قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

واتهم حمدان الولايات المتحدة بالضغط على حماس لقبول الشروط الإسرائيلية.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر  أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأدت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في القطاع ردا على هذا الهجوم إلى مقتل ما يقرب من 38 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فضلا عن تدمير القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرق بيانات وزارة الصحة في غزة بين المسلحين وغيرهم لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى مدنيون. وخسرت إسرائيل أكثر من 300 جندي في غزة وتقول إن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من العسكريين.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • إسرائيل.. تظاهرات تطالب بإنقاذ الرهائن ومناطق الشمال من هجمات حزب الله
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف مسلحين في مبنى تابع لحزب الله اللبناني
  • ميقاتي: لبنان يعاني حربا نفسية بسبب تهديدات إسرائيل
  • ميقاتي: حدة الحرب النفسية تتصاعد ولكننا سنتجاوز هذه المرحلة لنصل إلى نوع من الاستقرار الدائم
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
  • إيران تهدد إسرائيل بـ حرب مدمرة في حال شنت هجوما واسعا على لبنان
  • بسبب هجمات حزب الله.. الجيش الإسرائيليّ اتّخذ قراراً عاجلاً ما هو؟
  • حزب الله يقصف أهدافا إسرائيلية والاحتلال ينقل قوات ويجري تدريبات استعدادا للحرب
  • مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في البقاع الغربي