البوابة نيوز:
2024-07-01@13:13:09 GMT

رسالة إلى السيد الرئيس "2"‏

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

إن ما تحتاجه مصر أساسًا إنما هو ثورة نفسية بمعنى ثورة على نفسها أولا، ‏وعلى نفسيتها ثانيا، أي تغيير جذري في العقلية والمثل وأيدلوجية الحياة قبل أي ‏تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها، ثورة في الشخصية المصرية وعلى ‏الشخصية المصرية، ذلك هو الشرط المسبق للتغيير شخصية مصر وكيان مصر ‏ومستقبل مصر، هذا ما ذكره المؤرخ الجغرافي الكبير جمال حمدان في كتاب" ‏شخصية مصر.

دراسة في عبقرية المكان".‏

ومن عبقرية المكان لجمال حمدان إلى عبقرية فأس الفلاح الذي كان بيد والدي ‏المزارع البارع والفلاح العفي، وهو من نفس جيل جمال حمدان واللذين كانا ‏يمثلان قوة دفع الهوية المصرية لهذا الجيل والتي شارفت علي الاندثار الآن، ففي ‏أرضنا الزراعية التي كنت ملازما لوالدي في فلاحتها أثناء مراحل طفولتي إلي ‏التحاقي بالجامعة، كانت هناك بقع من حشائش تسمي "النجيل" تلك الحشائش ‏تمتد بجذورها العنقودية إلي عمق الأرض، وتتشعب وتتسع في الأسفل لتمتلك ‏تشابكات التربة ووجودها خطير على الزراعات لأنها تمتص الأرض وتمنع جذور ‏النبات من التغذية من المركبات والأسمدة المطلوبة، فإن نجح النبات في استكمال ‏دورته الزراعية يكون ضعيفا ولونه أصفر مخنوق من الموت وتكون ثماره ‏ضعيفة لا قيمة أو وزن له.‏

وبما أن فأس والدي رغم قوته لا يستطيع إلا تقطيع الظاهر من النجيل من ‏حشائش على وجه الأرض وتبقى الجذور العنقودية تمتد وتتسمع لتبتلع الأرض ‏وتجعلها غير صالحة للزراعة، فكان والدي رحمة الله عليه يأتي بمحراث كبير ‏حجمه ضخم يصل إلى أبعد من عمق جذور النجيل ويقوم بتقليب الأرض بقوة ليستخرج عناقيد الجذور من العمق الي السطح ومن ‏ثم يترك الأرض تتشمس حتى تنشف الجذور وتفقد ديمومة تواجدها ومن ثم يقوم ‏بتجهيز الأرض للزراعة.‏

الذي فعله والدي بالتربة هو ما قصده جمال حمدان، فالنجيل ذات الجذور ‏العنقودية تمثل حالة الاغتراب التي اخترقت الهوية المصرية والفساد الذي تجذر ‏وتشعب أثناء عهد نظام حكم مبارك وأصبح واقعا مشرعنا ثقافيًا يحكم المؤسسة ‏والفرد، والفلاح الممسك بالفأس هو المسئول الذي "لا حول ولا قوة له" وأصبح ‏متعايشا ومستسلما لواقع التربة الفاسد وكل زرعه مخنوق من الموت ولا ثمار له، ‏فالنظام الحاكم الحالي قد جهز سطح الأرض جيدًا وجاء بأنواع ممتازة من البذور ‏وأسمدة ونظام ري قوي، وعندما زرع وانتظر الحصاد وجد النجيل "الفساد ‏المتجذر" يخنق الزرع ولا يوجد ثمار، ويشاع الآن إن هناك تغييرا للحكومة وهذا ‏ما تقوم به مصر منذ الستينيات وللأسف ما ‏تحتاجه مصر تغيير سياسات وليس أشخاصا، والمطلوب فورًا هو تغيير كلي في ‏سياسة الحكم عن طريق تكوين دائرة صناعة قرار من رجال دولة أصحاب كفاءة ‏وتخصص تكون مهمتهم توليد جهاز إداري للدولة حديث بداخله عنصر بشري ابن ‏للثورة الرقمية. ‏

والآن مصر قد انضمت إلى مجموعة دول البريكس في قرار تاريخي ونافذة إنقاذ ‏لها مما يحاك بها من مؤامرات يستخدم فيها الجانب الاقتصادي وعملة الدولار ضدها ‏كضغط شديد لتركعيها وإخراجها من معادلة الوجود والتأثير في الشرق الأوسط، ‏ولذا فلا بد من وجود جهاز إداري حديث للدولة داخل دائرة الرقمنة، متضمن عنصرا ‏بشريا عصريا، لكي تستطيع مصر الاندماج مع مكونات بريكس، وبناء علاقات ‏مصالح متبادلة نستطيع التعاطي معها بندية، لأن الاستمرار في التعاطي مع ‏العلاقات داخل بريكس من خلال جهاز الدولة الحالي هو نوع من الانتحار، ولذا ‏ندعو دائمًا لصياغة دائرة صناعة قرار من رجال دولة حقيقيين، لرسم استراتيجية ‏المستقبل ولجم سعار تمدد الحاضر القاتل.‏

*كاتب معني  بالشأن العام

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر جمال حمدان

إقرأ أيضاً:

الشيخة سلامة بنت حمدان تستقبل حرم الرئيس الفلبيني بحضور مريم بنت محمد بن زايد

 

 

 

استقبلت سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان حرم صاحب السمو رئيس الدولة أمس، السيدة الأولى لويز أرانيتا ماركوس حرم الرئيس الفلبيني التي تقوم بزيارة عمل إلى دولة الإمارات.. وذلك بحضور سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة لشؤون المشاريع الوطنية الرئيس التنفيذي لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان.

ورحبت سموها ـ خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر في أبوظبي ــ بالسيدة الأولى متمنية لها طيب الإقامة وزيارة موفقة إلى الدولة.. فيما أعربت السيدة لويز أرانيتا عن سعادتها بزيارة دولة الإمارات وشكرها لحفاوة الاستقبال الذي حظيت به خلال الزيارة.

وبحث الجانبان خلال اللقاء فرص تعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية في البلدين في العديد من المجالات خاصة الثقافة والفنون والحفاظ على الموروث بمختلف مكوناته إضافة إثراء المشهد الإبداعي الثقافي والفني في البلدين بجانب الاهتمام بتنمية الطفولة المبكرة والاستثمار في بناء الإنسان.

وأكدت سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان أن الاهتمام بالثقافة والفنون بمختلف أطيافها بجانب رعاية التراث الوطني.. يأتي في جوهر رؤية الإمارات التنموية..مشيرة إلى الاهتمام الذي توليه الدولة بتشجيع المبدعين والموهوبين لتعزيز المشهد الثقافي والفني والارتقاء بهذا القطاع.

وقالت سموها إن الثقافة والفنون لغة مشتركة للتواصل بين شعوب العالم ونافذة مهمة للتعرف على الثقافات المتنوعة والحضارات الإنسانية بجانب كونها وسيلة لتعزيز الحوار والتقارب بينها.

من جانبها أشادت السيدة الأولى بالنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها الدولة.. معربة عن تقديرها للمرأة في الإمارات التي نجحت في أن تكون شريكاً رئيساً في تنمية مجتمعها وبناء وطنها .. مثمنة دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في دعم المرأة عامة واهتمام سموها بتوفير المقومات والفرص التي جعلت تمكين المرأة الإماراتية نموذجاً ملهماً على مختلف المستويات..كما أشادت بجهودها في مجالات العمل الإنساني ومبادراتها النوعية في مختلف مناطق العالم.

كما ثمنت حرم الرئيس الفلبيني الاهتمام الذي توليه سمو الشيخة سلامة بنت حمدان بمجالات الثقافة والفنون والموروث الإماراتي والإنساني ومبادراتها النوعية في هذا الشأن.

حضر اللقاء الشيخة فاخرة بنت خليفة بن حمدان آل نهيان حرم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الشيخات والقيادات النسائية والوفد المرافق لحرم الرئيس الفلبيني.وام


مقالات مشابهة

  • ضياء السيد: يجب تغيير بعض أجانب الأهلي مع بقاء معلول موسمين
  • الوالد/ عماش بن غازي الصالحي رحمه الله تعالى
  • السيد عبد الله.. الرحيل المُفاجئ
  • هل أرادت أمريكا تغيير نظام الحكم في عهد مبارك؟.. أبو الغيط يُجيب
  • هنية يتلقى اتصالا من رئيس المخابرات المصرية بشأن الهدنة في غزة
  • أوباما يدافع عن بايدن: ناضل من أجل الناس طوال حياته
  • عضو بـ«الشيوخ»: كلمة الرئيس السيسي بمؤتمر الاستثمار رسالة طمأنة للمصريين
  • «حماة الوطن»: كلمة الرئيس السيسي رسالة ثقة في مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي
  • الشيخة سلامة بنت حمدان وحرم الرئيس الفلبيني: إثراء المشهد الإبداعي الثقافي في البلدين
  • الشيخة سلامة بنت حمدان تستقبل حرم الرئيس الفلبيني بحضور مريم بنت محمد بن زايد